ألزم السيد حمدوك نفسه بإسبوعين لاصدار قرارات مهمة ، وذلك في خطابه الاستباقي قبل يوم واحد من مليونية الثلاثين من يونيو . الأن يكاد ينصرم الأسبوع الأول منها ، ولا حس ولا خبر . غير ما رشح من تكهنات هنا وهناك من تعديل وزاري يشمل وزير التجارة والصناعة السيد مدني عباس مدني ، ووزيرة الخارجية ، وما يتردد من رفع للدعم عن السلع الاهم وهي الخبز والمحروقات والتي يقف خلفها وزير المالية كبرنامج وحيد لا ثاني له في أجندة السيد الوزير . غير ذلك لا حركة ولا حسيس ، الكل ينتظر أن يطل علينا السيد حمدوك ليعلن ما عنده . ولا أعتقد أن أي عاقل يتوقع خيرا ولا تغييرا في واقع حياة الناس ، ليس تشاؤما ، ولكنها حقيقة مرة يرفضها عقلنا الباطن ، لأننا فعلا نريد أن تنجح الحكومة ، لتخف حالة الاحتقان الحالية . لكن للأسف ما من مؤشر يدعو للتفاؤل ، أبدا ، فالترقيع لن يفيد في تخطى الازمات الحالية ، لأن العجز وقلة الحيلة ، تشملان كل الحكومة ، فتغيير وزير أو إثنين ولا حتى خمسة لن يغير الحال ، فالثوب البالي لا تفيد فيه الرقع إلا زيادة رهقه ويصبح كجبة الدراويش ، مدعاة للرثاء ومظهرا من مظاهر العجز والاستكانة . ومما يزيد من التشظي الحادث الآن إصرار وزير المالية على رفع الدعم مع رفض شعبي كامل ، والرجل أثبت أنه مؤمن تماما بسياسة البنك الدولي بكل ما تجره على حكومته من معارضة هي في غنى عنه . تغيير الوزراء اختيار صعب للسيد حمدوك الذي لا يرى في وزرائه الحاليين أي نقص أو عيب فهم خلاصة الخلاصة ، وخيار الأمة عنده ، ويصعب عليه أن يتخلى عن أحدهم ولو قامت قيامة الحكومة وظهر المسيخ الدجال . أحدهم قال لي ربما لهؤلاء مواهب استثنائية لا يراها العوام من أمثالنا . وهذه ليست صحيحة فالكل يعلم أنهم للسيد حمدوك كوزراء الزعيم في مسرحيته الشهيرة ولكن الشعب هو الذي يتساءل " هم دول وزراء عندنا ؟" بعضهم لا نعرفه مجرد " تعارف " لا أكثر ، وبعضهم ربما يعمل " بالحبر السري " أو بمقولة " داري على شمعتك تقيد " لا هم في العير ولا النفير وهؤلاء ارحم من قفزات د. أكرم وطلات فيصل وتنظيرات وزير المالية ووعود مدني ابن عباس . ولكن الذي يبقيهم أن وراء كل وزير حزب أوجماعة ضغط ، تعتقد أنه يمثلها ولا يعلمون أنهم يمثلون بهم وبنا . السيناريو المقبل هو فشل سياسة الترقيع ولن تستمر الحكومة بعدها طويلا وسيضطر السيد حمدوك ليشيل التقيلة ، فالمليونية القادمة لن تكون كسابقتها واليسار بغباء يتحمل وزر كل مصائب الحكومة الانتقالية ، لدعمه لفشلها وخزلانها للجماهير خاصة أصحاب الشعار الممجوج " شكرا حمدوك " المفيد جدا الذي خرجت به المليونية أن لا صوت للأحزاب فيها ، لم نر حزبا يقودها ، ولا جماعة من منتسبيها يتصدرون المشهد . الكيزان اختفوا كالجرزان في جحورهم ، ولو ظهروا في ذاك اليوم لأكلتهم الجماهير أكلا ، عرفوا الآن أنهم لا يساوون مثقال ذرة عند الناس . الاحزاب التي " كانت كبيرة " صارت أقل تقزما مما هي عليه ، ولو لم تدرك واقعها الحالي وعاشت على أمجادها الخالية ، فستكون مجرد ذكرى في أي انتخابات قادمة . اليسار وقع في فخ الكيزان الذين استدرجوه ليتبنى موقفا مؤيدا للحكومة في زمن وصلت فيه شعبيتها لما دون الصفر ، وقريبا ستتبرأ منها ، وتتركها تذهب مع الريح . وفي انتظار السيد حمدوك لا يسعنا إلا أن نقول له : مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن أصلوا ما قايلين وحاتك ندفع الدم تمن والتمن غالي التمن وموعدنا مليونية الثلاثين من يوليو أو أغسطس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة