• مع شروق شمس الثلاثاء ٣٠ يونيو2020م، خرجت جماهير الشعب السوداني في مواكب مهيبة عمّت أرجاء الوطن، نعم، خرجت هذه الجموع لتأكيد استمراية ثورة ديسمبر بألقها وزخمها وعنفوانها، وأنّ جذوتها حية متقدة تنير الطريق للثوار نحو مستقبلٍ أرحب، وغدٍ أجمل، وأن ذات الجـذوة سوف تحرق بنارها المرجفين وأصحاب الأجندة.
• في اعتقادي أن مسيرات ٣٠ يونيو ٢٠٢٠م حققت نجاحاً باهراً وأثبتت للقاصي والداني بأن غرس ثورة ديسمبر المجيدة على امتداد هذا الوطن لا يمكن اقتلاعه، فهو غرس متين ذهبت جذوره بعيداً في أعماق تراب الوطن وفي قلوب ووجدان هذا الشعب العظيم.
• هذه المواكب التي جابت شوارع المدن وميادينها دعماً للثورة ولشعاراتها المباركة أرسلت عدداً من الرسائل القوية إلى الحادبين والحالمين والساعين إلى تأسيس وطن خيِّر ديمقراطي، لا يتفاضل فيه الناس بأحسابهم وأنسابهم، وإنما ببذلهم وعطائهم وعرقهم. هذه المواكب وجّهت رسائلها إلى كل التيارات والفئات والقطاعات، وسأتناول بعضها على النحو التالي:-
• أهل الحكم في مجلس الوزراء ومجلس السيادة: حيث أكـدت جماهير الثورة في رسالتها لكم أن الثورة ماضية نحو غاياتها رغم الصعوبات والعقبات وأن حتمية التغيير أمر مفروغ منه وأن الوثيقة الدستورية هي الأساس وهي العهد الذي التزمتم بتنفيذه، وبموجب هذه الوثيقة فوضكم الشعب للجلوس في سدة الحكم. عليه، أنتم مُلزمون بتحقيق مضمون الوثيقة الدستورية في استكمال هياكل الحكم وفي معالجة ملفات الفساد وفي التحقيق في جرائم القتل التي وقعت خلال أيام الثورة وتلك التي وقعت خلال سنوات القمع وكذلك التي وقعت في فض اعتصام القيادة.
• أيضاً الثوار ينتظرون من أجهزة الحكم استكمال التحقيقات مع رموز النظام البائد وتقديمهم لمحاكمات عادلة، كما أن الأزمة الاقتصادية بمختلف تجلياتها وتردي الخدمات الأساسية ينبغي أن تكون دوماً على رأس أولويات الحكومة الانتقالية. على الحكومة بشقيها أن تدرك جيداً أن بقاءها في سدة الحكم مرهون بنجاحها في تنفيذ الوثيقة الدستورية، أما إذا استمرت في أدائها الهزيل فإن الثوار لن يترددوا في اسقاطها على الفور، وهو أمر يسير على كنداكات وشباب ثورة ديسمبر الذين أذهلوا العالم بصمودهم وإصرارهم واستبسالهم في منازلة النظام البائد واقتلاعه رغم جبروته وعنفه وسفكه للدماء.
• على المجلسين العمل بروح التكامل لا التنافس، وبالتناغم لا التنافر، وبالتجانس لا التباعد تنفيذاً لمتطلبات المرحلة وفقاً للوثيقة الدستورية.
• هذه الجموع بمسيراتها المليونية تطلب من الدكتور حمدوك وأركان حربه العمل بكل جد واجتهاد لتحقيق الأحلام وتجسيد الشعارات وإمضاء العهود وانجاز الوعود، أو إعادة الأمانة إلى أهلها وإفساح المجال لغيرهم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
• أنصار النظام البائد: مسيرات ٣٠ يونيو التى عمّت القرى والحضر وجّهت رسالة شديدة الوضوح إلى فلول النظام السابق بأن الثورة باقية ومحمية من قِبل هؤلاء الفتية والفتيات. هؤلاء هم قادة الثورة ووقودها وقناديلها التي أنارت الطريق نحو الحرية والسلام والعدالة ولسان حالهم ومقالهم يستشهد برسالة وزير السلطنة الزرقاء محمد ودعدلان بأن الثورة محروسة محمية بقواطع صوارم هندية وخيول جُرد أدهمية ورجال صابرين على القتال بكرة وعشية.
• على الفلول وأصحاب الأجندة أن يدركوا أن لا مجال للرجوع إلى الوراء، عليهم أن يفيقوا وأن يوقنوا بأن زمن تحريك الدبابات في أنصاف الليالي والناس نيام وتلاوة البيان رقم واحد قد ولّى إلى الابد.
• رغم المعاناة وجنون الأسعار، فإن الشعب قد قال كلمته بكل وضوح بأن لا عودة لعهد الدغمسة والتدليس والتلبيس والتجنيس.
• ثورة ديسمبر استعادت الوعي ورفعت سقف الطموحات وعززت روح التضامن بين قطاعات الشعب المختلفة، والتي لن تفرط بعد اليوم فيما حققته من مكاسب مضمّخة بدماء الشهداء وأنين الجرحى وصرخات ضحايا التعذيب.
• نعم، لن يسمح الشعب بأي مغامرة جديدة تسلبه الحرية والكرامة وتصادر حقه في الاحتجاج والاعتراض والانتقاد والانتصاب أمام أي مسئول ومواجهته باخطائه وتجاوزاته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
طه داوود
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست