▪️_رحم الله الأستاذ *حيدر طه* رحمة واسعة وغفر له بقدر ماقدم من وعي وبقدر حبه للسودان وللسودانيين والإنسانية جمعاء فقد كان قلمه صداحا بالحق وللحق إمتاز برؤية ثاقبة في التحليل الصحفي والسياسي وهو من المؤسسين للحزب الإشتراكي العربي الناصري في السودان وواحد من أهم رموزه التي حملت عبء نشر الوعي المستنير بين الجماهير وكان على علاقة طيبة بكل زملاء مهنته ورفاقه في العمل الصحفي والسياسي وخلف برحيله فراغا كبيرا وغيابا مؤلما لكن من عرفه وألفه.
▪️_ تحمل الأستاذ (حيدر طه) هم مسئولية صحيفة البديل الحزبية أثناء فترة الديمقراطية الثالثة وكان عضو نقابة الصحفيين السودانيين حتى صار نقيبا للصحفيين حتى الإنقلاب الأسود للجبهة الإسلامية القومية في ال 30 من يونيو ورفد الصحافة السودانية بآلاف المقالات الصحفية واهدى المكتبة السياسية السودانية بكتب عديدها أهمها (الأخوان والعسكر) يشرح نشأة تنظيم الأخوان في السودان وكيفية نشأتهم كسرطان نهش جسد الدولة السودانية ومراحل صعهودهم حتى دخولهم المؤسسة العسكرية السودانية وصولا السلطة عبر ظهر دبابة عسكرىة إلى أن اوصلوه لهذه المرحلة من الخراب والتدمير الممنهج وكانت ايضا من إسهاماته الفكرية والصحفية كتاب ((عندما يضحك التاريخ)) مستعرضا للحركة السياسية والإجتماعية والإقتصادية خلال فترة حكم الديكتاتور جعفر محمد نميري.
▪️_ كان كاتبنا من طينة المناضلين الوطنيين الأفذاذ ومن القلائل الذين غرسوا بفكرهم البناء بذور الوعي والعقلانية ووثقوا للتجربة السودانية بحيادية كاملة،ولقد كان للأستاذ الراحل إسهاماته المتعددة في ضروب العمل السياسي والصحفي في بلادنا ، وبعد مجئ الإنقاذ القمئية تعرض لشتى صنوف العذاب من خلال بيوت الأشباح والتشريد والتضييق والتهجير كحال جميع الشرفاء إلى خارج البلاد حيث إحتضنته المنافي والغربة وهو الممتلئ بحب الأرض السودانية والهائم عشقا بحبها ، تجده متنقلا ماشيا من الخرطوم 3 حيث مسكنه إلى المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة والدور الحزبية موزعا إبتسامته المميزة والتي يرسمها في أحلك الظروف واقساها وكأنه بسخريته المعهودة يتمرد على الألم والأوجاع ، يكسر الرتابة بالأمل فما تجده إلا ويحمل كتابا يقتله بحثا وقراءة أو هو ذاهب لإحضار كتاب جديد ليلقى مصير سابقيه.
▪️ _من المفارقات العجيبة أنه عندما تساءل الناس عن هوية الإنقلاب في السودان في عام 1989م حيث كان مجهول الهوية بما عمل قادته من تضليل ومحاولات تعتيم لهويتهم وإتجاههم السياسي كما اتفق الترابي والبشير ((إذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا )) لم تنطلي هذه الحيلة ولا الخديعة على الأستاذ حيدر طه ورفاقه في البديل فعندما تساءل الجميع ((هل هؤلاء جبهة؟؟؟)) كانت الإجابة حاضرة على البديل لسان حال الحزب الإشتراكي العربي الناصري بأن ((الجبهة هم هؤلاء )) ، لقد حذر الأستاذ حيدر طه باكرا من سرطان الدولة السودانية الجبهة الإسلامية وكما أوضح في كتابه الأخوان والعسكر كإشارة لتغلغلها في جسد الدولة وكل مجالاتها وبما فيها المؤسسة العسكرية ومحاولاتها المتعددة للسيطرة عليها .
▪️-يعتبر كتاب الأخوان والعسكر من المراجع المهمة والقليلة جدا التي وضحت كيفية وصول الجبهة الإسلامية السلطة منذ المصالحة الوطنية عام 1977م التي عقدت بين الجبهة الوطنية ونظام جعفر نميري، حيث إستفادت الجبهة الإسلامية من تلك المصالحة ومهدت لها الطريق التحول من تنظيم صفوي طلابي إلي حزب جماهيري إستغلت المصالحة للصعود والوصول السلطة والمال وإحكام السيطرة على كثير من القطاعات والمجالات وسنقوم في في مقالات متسلسلة لتسليط الضوء على نقاط بعينها لتوضيحها وتوضيح أثرها على المشهد السياسي الحالي.
▪️- تناول الكتاب في الفصل الثاني صفحة 54 المجالات الأربعة التي كانت محور إهتمام قيادة الأخوان على النحو التالي :- "-(حركة الطلاب) حيث كانوا في فهم الأخوان أنهم اول من مستهم نفحات الصحوة الإسلامية كما قال زعيمهم الترابي وأنها تعتبر المنشط الطلابي اخطر مقوماتها بعد اصل وجودها وترى أزدهار حاضرها في مازرعت في الحقل الطلابي وجلال وعدها المستقبلي بقدر ماتعد له بين الطلاب فهم ركنها الركين وورثة أمانتها في الارض ولذلك اولتهم الجماعة إعتبارا وإهتماما مقدرا وجندت لحركتهم شطرا كبيرا من إمكانياتها)) " يتضح من سرد الكتاب إستراتيجية الأخوان في إستخدام الخطاب الديني لتحقيق أهدافهم وإستغلاله كرد فعل وتزامنا للرفض الشعبي والإقليمي في المنطقة عموما لإتفاقية العار *كامب ديفيد* التي وقعها السادات مع الكيان الصهيوني وبداية التحولات والإنفتاح لنظام جعفر نميري الذي سار في درب السادات إلى وصل لترحيل الفلاشا إلى إسرائيل.
▪️_ ثم سرد الكتاب بعد ذلك تعددا لإتحاهات الحركة الطلابية للأخوان "بترتيب الأوضاع داخل المجال الطلابي وفي الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية بهدف السيطرة على الحركة الطلابية تحت مايسمى بالإتجاه الإسلامي بعد تحالفهم مع النميري عقب المصالحة الوطنية في عام 1977م وليتم تحريكهم كأداة للنظام في مواجهة الحركة الطلابية المعارضة وبالفعل وقف الإتجاه الإسلامي بكل إمكانياته ومن خلفه الأخوان ضد الإنتفاضة الشعبية التي اندلعت في يناير 1982م وقدموا مساعدات ضخمة لأجهزة الأمن والشرطة خصوصا أن وزير الداخلية وقتها احمد عبدالرحمن من قادة الإخوان المعروفين الذي أوصى بضرب الطلاب لقمع الإنتفاضة وحتى لو أدى ذلك لإستخدام الرصاص واستخدم الرصاص فقتل 58مواطنا في مختلف الأقاليم حسب الإحصاءات الرسمية." يتضح في ما ذكر جنوح الأخوان لإستخدام كل الوسائل غير المشروعة لتحقيق أجندتهم والوصول السلطة مما يفهم جليا أن برنامج التمكين للإسلاميين بدأ مع المصالحة الوطنية وليس عام 1989م في غفلة من القوى السياسية المدنية الديمقراطية ، وان المصالحة لم تكن إلا وسيلة لغاية كبيرة خطط لها الظلاميين باكرا . IMG-20170115-WA0041.jpg
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير تاج السر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست