_ تظل الفائدة الأكبر من مؤتمر شركاء السودان هو العودة الفاعلة والحاضرة للسودان بعد عقود من الزمان للأسرة الدولية بأسباب عديدة منها السياسات الخاطئة التي إنتهجها نظام المؤتمر الوطني المباد، فنجاح الحشد العالمي ومشاركة اكثر من 40دولة للمساهمة في دعم الفترة الإنتقالية في السودان مابين دعم نقدي وآخر لوجستي وتقني وإعفاء لديون كثيرة يجب الإحتفاء به بعد أن يدخل فعليا حيز التنفيذ وتتدفق تلك الأموال لترفد خزينة الدولة وهذا بالتأكيد يتطلب جاهزية الدولة بمشاريعها التنموية والخطط والبرامج التي يراد تنفيذها لتخرج بالإقتصاد الوطني من القاع الذي فيه.
-إن المساهمة الفاعلة لشركاء السودان وحرص الدول على المشاركة بالرغم من الظروف الصحية لجائحة الكورونا وأثرها على الإقتصاد العالمي ،تعكس مدى أهمية دور السودان المأمول في الخارطة الدولية ، وتستوجب أن نعمل على ضمان إعادة إنتاج السودان بشكل مغاير لما كان عليه في العهود السابقة والإستفادة من التجربة الإنسانية في كل المجالات وماحصده من تعهدات من شركائه الدوليين والتي تكاد تكون كافية إن إستغلت بصورة سليمة .
- نجح د حمدوك في أن يجعل قيام هذا المؤتمر ممكنا وعكس حجم الإهتمام الذي يحظى به سودان مابعد الثورة، لكن النجاح الحقيقي يكمن في الوضوح والشفافية ومعرفة شروط المانحين والقدرة على الإيفاء بها وإستغلال هذا *الجو العالمي* لجذب الإستثمارات العالمية وفق إرادة وطنية حقيقية للبناء والتعمير فجديتنا في ذلك هي التي تجعل المانحين أكثر جدية ، فكثير من النمازج لمؤتمرات مثل هذه في مناطق عديدة بدأت بذات الفرح الهستيري وإنتهت بلا شئ ، كما أن إستنهاض الهمة السودانية أمر ضروري ولعلنا جميعا ندرك أن خيرات وموارد الدولة السودانية إن تم التعامل معها برؤية علمية وتحديدا في المجال الزراعي الرعوي وتوظيف جزء كبير من هذه الأموال في هذا القطاع كفيل خلال خمسة سنوات لان يحسن من الإقتصاد الوطني ويعمل على تعافيه.
- على وزارة المالية أن تطرح رؤاها وخططها وبرامجها للرأي العام وتدعو كل الإقتصاديين والمختصين في مجال الإقتصاد من خبراء وأكاديميين ورؤوس اموال وطنية لورش عمل مستمرة ،لقد كانت أكبر ازماتنا في العهود السابقة النظرة الأحادية والتفكير الأحادي ، يجب أن تتوفر إرادة جمعية فالوحدة الداخلية مهمة جدا في تحقيق النهضة الشاملة ، والتي يجب أن تقابلها إرادة سياسية متقدمة تعمل على الإستقرار فلا تنمية بلا إستقرار سياسي ولا إستقرار سياسي بلا توافق وطني ، إن إتاحة المجال للشباب الثوري وتقدمه لمواقع إتخاذ القرار في ظل وجود الخبرات العلمية والعملية كفيل بتفجير الطاقات القصوى للتنمية ، هناك كثير من الأفكار والخطط والبرامج الهادفة لم ترى النور .
- لنعبر معا ننتظر من د حمدوك أن يتم عقد مؤتمر لأبناء السودان من المستثمرين الوطنيين والخبراء الإقتصاديين الوطنيين بمختلف مدارسهم الإقتصادية المتعددة وإتجاهاتهم السياسية المختلفة ،( مائدة مستديرة إقتصادية) ، راهنوا على الإرادة الوطنية راهنوا علي الذين حوربوا وأبعدوا من المشهد الإقتصادي السوداني ، أعلنوا عن (الديوان الكبير) والملتقى الإقتصادي السوداني لن تخسروا ابدا ،،مهما إختلفت الأراء السياسية اتيحوا للجميع لتقديم فكره ورؤيته ، هؤلاء من سيتقدمون بالسودان للأمام لأنهم أبناءه واهل أرضه وحماة عرضه.
- ليس مهما أن نعلم حقيقة الأرقام التي وعدنا بها شركاء السودان ولا أن نعلق آمالنا واحلامنا بها فقط ولكن الأهم أن ندرك اهميتنا ودورنا في خارطة العالم ومايمكن أن نحدثه من تأثير إقليمي ودولي ومايمكن أن نصل إليه إن فجرنا طاقاتنا الذاتية والإيجابية وقمنا بإستغلال مواردنا الإستغلال الأمثل ، بمقدورنا أن نعبر معا ونكون من ضمن الكبار بالإرادة الوطنية الواعية والمدركة لدورها في دفع عملية التنمية الإقتصادية وتحقيق الإستقرار السياسي المنشود . IMG-20170115-WA0041.jpg
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير تاج السر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست