المفردة تحيا وتموت في سجن الكلام بقلم دكتور الهادي عبدالله إدريس أبوضفآئر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 05:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2020, 09:34 PM

د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
<aد. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 39

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المفردة تحيا وتموت في سجن الكلام بقلم دكتور الهادي عبدالله إدريس أبوضفآئر

    09:34 PM June, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر







    مفردة (ضُر) التي كادت أن تندثر، تم استدعائها من قبل النائب الأول لمجلس السيادة، ليكون فاعلاً في المشهد السياسي، وتملأ الفراغ الاستراتجي وتساهم في تسريع اتخاذ القرار، جآءت بمثابة هدف من لاعب ماهر، يعترف به الفريق الآخر والخصم والجمهور، لتكشف لنا ما كان مستوراً، تحت العجز والتخلف، وتفضح العقلية المزيفة، في مخاطبة جذور المشكلة، والطفولة الفكرية للنخب الصفوية التي تأبى الفطام، ولم تكبر رغم مرور السنين، فأنتج تغيير باهت يعيش خارج أهداف أعظم ثورة، ساقها حظها التئيس إلى حضن النخب السياسية الفاشلة.

    كلمة ضُر تستخدم لترسم اصدق التعابير والانفعالات لحدث لا يريد الكثيرين مثوله في الواقع المعاش. ابن منظور، اجتهد في جمع لهجات القوميات العربية، فدون لغة قريش والإعراب من حول مكة والمدنية، في كتابه (لسان العرب)، ولم يتضمن اللهجات العربية الأخرى من عرب اليمن (اللحيانيون والأنباط والسبئيين). كما لم يذهب إلى دمشق، القاهرة والمغرب العربي، ولم يعرف بأن لديه أبنآء عمومة في السودان، منهم من هاجر من العراق خوفاً من الحجاج (بناءاً على قول الإمام)، حتى يجمع كلامهم. فخرجت كلمة (ضُر وذمي واستاري) خارج مساحة اللغة المتداولة، فأصبحنا نهرب من لهجاتنا، كالتي تلقي بطفلها ملفوفةً في الشارع، (انها ثمرة خطيئة). خارج عن إطار بن منظور ومسايرةً للأوضاع ومواكبةً للمتغيرات المستجدة، تبرز مفردة ضُر لتمثل مساهمة نوعية، تهدف إلى الإسهام الفاعل في نشر وترسيخ ثقافة المهمشين، وتكامل الأدوار بين ثقافات أهل السودان المختلفة، لبناء مشروع السلام والتعايش بين جميع مكونات المجتمع، والتطلع لصناعة مستقبل، تعيد الاعتبار لجميع اللهجات، حتى تذوب الحدود الفاصلة بينهما.

    (ضُر) نجيب الديمقراطية، خرجت من شخص جآء من خارج المألوف، بدون مقدمات وراثية أو اجماعية أو تاريخية. مخاطباً الكتل التاريخية التي تصطف خلف الأنظمة الديكتاتورية لحمايه مصالحها المزيفة، مما جعل لمفردة (ضُر) فضآءات واسعة في واقعنا الاجتماعي والسياسي، فالأحزاب التي عجزت أن تقيم الديمقراطية داخل مؤسساتها الحزبية، فكيف لها ان تقيم الديمقراطية في مؤسسات خلافها، وأن تجعل السلام خياراً استراتجياً، من خلال السعي الدؤوب لوقف الحرب والدمار ، فتنفتح مساحة الحرية ليختار الشعب ما يشآء، ترسيخًا لمفهوم المساواة، والتي تساند العقل، فاذا ضُعف عندك الخطاب العقلاني، في فهم العالم الذي تعيش فيه، فلن يفيدك الخطاب التاريخي، فالأزمة ليست محصورة فقط في الكيزان بقدر ما هي موجودة في التفكير الشمولي، الذي لم يكن حصراً على عامة الشعب، فالقوة الليبرالية المؤيدة للديمقراطية قد تنتكس وتؤيد قرارات ديكتاتورية لتنتصر في النهاية لأفكارها الراسخة، وكذلك القوة اليمينية، التي اقتنعت بالديمقراطية كنظام بديل لا يخالف الإسلام، تتراجع عنها في وقت الأزمات، إلى اشد الأفكار تطرفًا ورسوخاً في مخيلتها التاريخية.

    عندما تفشل عمليات التحول السياسي، والاجتماعي، فأول خطوة، مراجعة ما قامت به القيادة ومحاكمة الفعل ونمط التفكير الذي يسيطر على المجتمع، حتى لا يدعي من يعتلي كرسي الحكم، امتلاك الحقيقة المطلقة والعقل المدبر والصلاحية في التوجه، كما لا يعتقد المؤسسة العسكرية، والتي تدّرب وتسّلح على نفقات الشعب لتؤدي عملاً معينا، فتصبح قوة مجنونة بالسلطة وسارق لها في الظلام مستخدماً السلاح للانقلاب على إرادة الشعب وخياراته، بدلاً من استخدامه لحراسته، إذن كيف لنا أن نمارس اعمالنا وحياتنا ونعيش حياتنا دون خوف ووجل، تحت مظلة حاميها حراميها.

    اي ثورة تقع في عصر متخلف لا يمكن ان تصنع حضارة ولا نهضة ولا تعالج، فقط تدمر أشياء، ناسياً أو متناسيناً، القواعد الأساسية للتعايش بين المجتمعات. فالقاعدة الأولي (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) تلك حقيقة موضوعية في الخطاب القرآني. القاعدة الثانية: الناس مختلفون. (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) أما ان نعترف بالاختلاف ونتعايش مع الناس، وإما نقصرهم ونجبرهم للعيش معنا كرهاً، فإن أخذنا الخيار الأول، تكون الحياة برداً وسلاما، وإن أخذنا خيار الإكراه فالنتيجة سفك الدماء وإن طال الأمد، وهذا مخالف لمبدأ الدين واستعمركم فيها، (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).

    في دروب الحياة تعلمنا، أن كل من يأخذك منك حريتك وإرادتك فهو لص، سواء كان شيوعياً أو اسلاميا أوطائفياً أو بعثياً أو جمهورياً أو غير ذلك. فاغلب اعمالنا أضحى آلى لا عقلي اي ما وجدنا عليه آبناءنا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ). فالسياسة عندنا يفتي فيها كل من هب ودب من الأحزاب الرجعية، عالماً كان أم جاهلاً، كأن الأمر لا يحدد مصير شعب بأكمله، فإذا كنا لا نسمح لطبيب هاوٍ يعبث بأجسادنا فكيف نسمح لمجموعة من الهواة أن يعبثوا بمصيرنا.

    احياناً كثيرة زلة صغيرة قد لا نلقي لها بالاً، يمكن أن تتبعها سلسلة من الكوارث، تهوي بنا بعيداً في أعماق الظلمات. حين تقودنا الغريزة لا العقل، وتعمينا الكراهية عن رؤية جادة الصواب. كثيراً ما يعطي الفعل الثوري زحماً للأفكار الهشة، في ذاكرة الشعوب، فإذا ما هدأت الموجة الثورية سرعات ما تزول وتحل محلها الأفكار القديمة الراسخة في العقول، فالثورة إن نجحت في بعض أشواطها يؤيدها الكثيرون ويتبنون خطابها، ثم يتمردون عليها في اول سانحة لانهم غير قادرين على التأقلم مع الآخر وعاجزينا عن مسايرة العالم ومتغيراته. وعي الشعوب لن تتغير بعمل ثوري خاطف، ما لم تتسع فكرة الدولة في الحاضنة السياسية، وتمتلك أسس ومعايير التعايش السلمي،لتستوعب جميع مكونات المجتمع، دون اصرار أي فريق على ايدولوجته، مما يقود إلى غياب الأفق السياسي لمخاطبة جذور الأزمة، فالنتيجة لا محال استمرار الحروب.

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de