إن الشعب السوداني بدائي جداً موسيقياً..تقريباً، هو غير مؤهل للتنافس لا اقليميا ولا عالميا في هذا المجال.. الموسيقى السودانية (ميتة ورتيبة)، وتخلوا من أي تميز في ثيماتها. وفوق هذا يفرح الشعب جداً بسماع أغنية بائسة، بأذن منعدمة الذائقة الموسيقية. إذ أن إنسان هذه الأرض فاقد لأي قدرات إبداعية في كافة المجالات...وأعتقد أن السبب هو الجينات المشتركة التي تتوزع بين قبائله...كانت الموسيقية تعتمد على الاصوات الصادرة عن الفم كالجراري وحتى هذا الصوت هو قريب من ثغاء البقر..اما المردوم فدقات على الأرض وهناك التويا وخلافه...وهناك الضرب على الرق من الجلد..والطمبور..الخ..ولم تتمكن هذه البدائية الموسيقية حتى الآن من ملاحقة الحداثة الموسيقية. بل أننا لو استمعنا لمقطوعات موسيقية من الحضارة السومرية قبل الفين واربعمائة عام سنجدها أكثر تطوراً من الموسيقى السودانية. لكن هناك إصرار عنيد على رفض تلك الحقائق،كأنما هو نفي لتهمة ارتكاب جريمة قتل. بدلاً من سد النقائص الكثيرة وهوس رفض الاعتراف بالمشكلة وكأنما هي ضرب في صميم الذات والهوية. دعنا نرى تجارب حديثة، مثل تجربة عقد الجلاد، والتي ظلت تحوم حول الفقر الموسيقي ولكن بتوزيع آلات موسيقية حديثة، او دعنا ننتقل لتجربة الفاتح حسين التي فشلت حتى في الداخل. إذ يصر السوداني على رفض أي تطوير لذائقته. وهو يفرح جداً عندما يسمع فتاة سورية أو صينية تغني أغانيه بشكل مثير للسخرية. لم يختلف فقر الفن السوداني عن فقر كرة القدم، وعن فقره السياسي وعن فقره في الانتاج العلمي والمعرفي، بل الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم..مع ازدياد الرفض المتعنت لسماع الحقيقة. استطاع محمد منير الاستفادة من خامات موسيقية سودانية وطورها، فبلغت العالمية، وكذا فعل محمد فؤاد، ولكنها خامات قليلة جداً، تلك القابلة للاشتغال عليها، وتحويلها من موسيقى تصيب بالنعاس والكآبة لموسيقى تطرب في فرحها وشجنا في حزنها. لا زال الفقر الإبداعي في العقل الموسيقي عندنا يتعاظم، لأسباب مجهولة، وليس من ضمنها الأسباب السياسية فقط، بل ربما هي اسباب ثقافية، تتعلق بالشخصية السودانية شديدة الحدة في رد فعلها عندما تواجه بالحقيقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة