الأجسام المطلبية تعمل علي رفع لافتات الإحتجاج قريباً وتبحث عن مناسبة، و ٣٠ يونيو مناسبة البعض يريدها ان تكون حسينية اللطم وتعبير العجز والبعض يريدها نكسة وعودة لمربع الثورة المضادة،ومنهم من يتخيلها مناسبة لتفويض العسكر لذلك يجب ايقافها!. ولكن هذه المناسبة تتطلب الوعي الكافي وإدراك ان المطالب لازالت قائمة والإنجازات بلونها قاتمة، وهذا يفتح المجال من جديد لإمكانية الطرق علي الحديد،حيث أن لجان المقاومة لا زالت تعرف ان الوضع ( ساخن في الجيوب ) وفي الحالة السياسية. هذا المناخ يشد الشباب نحو لجان المقاومة التي لن يتوقف قطارها عند رفع المطالب والاستعداد للتضحية، ثم يبعدها عن نخبتها لأن منهم من ( قهر الموت ولم يسرفوا في الحياة ) وهم الشهداء الاحياء عند ربهم يرزقون، ثورة ديسمبر مستمرة و العاقل من يفهمها بالحراك وليس بالصالونات، ثورة ديسمبر ثورة إجتماعية وحِراكها لابد من أن يُفهم كذلك، عدوها واحد وهو ( الفقر والجهل والمرض ) وفي جوهرها تقدمية لم تعترف بالوجوه والخطب الرنانة، هي ( ثورة تعترف بالاستواء علي خط النضال المستقيم ) ولم تنجرف او تحيد عن مطالبها رغم التعطيل والتماطل ( ورغم الكساد السياسي ) الذي لم يطرح حلول للمشاكل حتي الان. حينما ابتعدت النخبة عن الحاضنة فقدت القاعدة التي تتشكل ببطء، ولكن ملحوظ لتأخذ أشكال جديدة وسوف تتخذ منابر سياسية جديدة واحزاب سوف تساهم في تعقيد المشهد وتشل حركة المطالب الشعبية، وتدمر لجان المقاومة كآخر ترس يعمل الكل علي إختراقه مما يسهم في إضعافه وينتهي بدماره.لجان المقاومة في البدء هي لجان الأحياء وتحولت الي لجان مقاومة اثناء الثورة وبعد سقوط البشير وصعود اللجنة الأمنية ، وتاريخياً دورها مفهوم ومقيم ولكنها فقدت إمكانية العودة لتكون لجان أحياء من جديد وذلك لاسباب أهمها : 1. إستمرار اللجنة الامنية في الحكم كشريك بعد سقوط البشير فرضت عليها ان تكون في حالة المقاومة الي أن يتم ( إستكمال هياكل السلطة الانتقالية ). 2. ضعف الاداء الحكومي الإنتقالي خصوصاً الجانب المدني الذي وضحه تقييده بعدم إمتلاكه للقوي الصلبة. 3. فرضت نفسها كقوي موازية للقوي الصلبة المدنية وتتخذ صلابتها من لدن تاريخها النضالي المبدئي، وهي مضادة ايضاً لحاضنة النظام القديم وفاضحه لفلوله ومناطق نفوذه بالمدن والأحياء. أن إستمرارية هذا الوضع وعدم ميلان الموازين تجاه القوي المدنية في السلطة وفي التحالف صعّب من إمكانية عودة لجان المقاومة الي البيت القديم وممارسة دورها كلجان احياء، كما أن توهان نخبة القوي الحزبية أغري بعضهم بالقفز فوق المراحل والذهاب الي تكوين اجسام شبابية جديدة، وهنا تجربة لجان المقاومة تكون عرضة إلى الأتي: • إستهداف المخابرات الاجنبية لتنفيذ رؤي محددة وصناعة قادة رأي جدد لخلق انتقال المتحكم فيه ( اصبح الان المتجاذب فيه بعد ان تعددت الايادي في الطبخة الواحدة ). • إستهداف احزاب الحكومة بعد عجز الواجهات والعمل المباشر. • نفاذ قوي الظلام ولو لإحداث بلبلة داخلية في هذه الاجسام الصلبة. هذه الاشياء في مجملها ستحول اللجان من لجان نقابية للأحياء، ومطلبية لتنفيذ ميثاق الحرية والتغيير، ومن قيمة مهمة خرجنا بها من ثورة ديسمبر الي شتيت متصارع يعطل حركة المجتمع نحو تحقيق غاياته السليمة والسلمية. وسوف نشهد ذلك ربما قريباً بخروج جسم تلو الاخر من هذه اللجان ليقدم ما حرثه ليحصده مجهول مستقبل البلاد، وبين الممكن والمستحيل تكمن إرادة الثوري على التغيير.
نواصل في 2-2 -- م . مهيلم ابراهيم موسي ورشة حائل المركزية تلفون : 0593196242
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة