|
|
 حينما تعلو الاصوات المطالِبة بهيكلة الشرطة بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
03:50 PM June, 19 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
لم يكن شعار(الشرطة في خدمة الشعب) مكتوبا علي واجهات مراكز الشرطة فحسب, و لكنه مغروسا في قلوب السودانيين لوقت قريب, الي انْ تسلّط النظام البائد علي البلاد و افسد كل مناحي الحياة, و الشرطة ليست بمنأى عن ذلك. و بعيداً عن التعميم و حفظ حقوق الشرفاء من ابنائنا الشرفاء في الشرطة سواء كانوا في الخدمة أَم مَنْ عزلهم النظام البائد من الخدمة, نقول بأن هذا الشعار العظيم تحوَّل-بكل اسف-الي(الشرطة لقمع و خيانة الشعب). فمنذ ان بدأ الشعب ثوراته المتعددة ضد النظام المدحور فقد كان اداء الشرطة-بشكل عام- سلبيا, و بلغ هذا السوء مرحلة لا يمكن السكوت عليها, فالشرطة لا تزال تعمل لصالح النظام البائد و رموزه و في عهد الثورة, و لجهلهم يظنون انَّ النظام البائد سيعود مجدداً مثلما يأمل رموزه بهذه العودة التي لن تتحقق ما دام بقي هذا الشعب. و لا ادري الي متي ستظل حكومة الثورة الانتقالية متهاونة في محاسبة وزير الداخلية علنا بمعية مدير عام الشرطة؟ و إنَّ الوقائع و الحالات كثيرة لا يتسع المجال لِذكْرها, و كننا نذكر مِنْ باب التمثيل بالسماح بهروب فلول النظام البائد و التهريب, و هي تعكس تقاعس الشرطة عن اداء واجبها الذي تتقاضي بموجبه الاجور من الخزينة العامة التي هي يموّلها الشعب, و المؤسف حقاً, ان هذا يحدث علنا بكثير من الاستفزاز للشعب الذي اطاح بأسوأ نظام قمعي خصص نحو 80% من الميزانية لرفاهية رموزه و أمنه, حيث تسارع الشرطة و تستمتع بقمع التظاهرات السلمية للمواطنين بهتافاتهم اللائقة, في مقابل حماية مشددة لتظاهرات فلول النظام البائد بسياراتهم و(رجالهم) كل هتافاتهم بساقط القول و فاحشه.
و لكي لا تضيع جهود حكومة الثورة بسبب فقدانها للسند و الدعم الشرطي ينبغي اليوم, و ليس غدا, و علي وجه السرعة إقالة مدير عام الشرطة و مسائلة إنْ لم يكن عزل وزير الداخلية عن خذلانهم للثورة و دعمهم للنظام البائد و فلوله, مع التعجيل بهيكلة جهاز الشرطة, و ردّ حقوق و اعتبار المفصولين الشرفاء من الخدمة, كما ينبغي محاسبة الفاسدين في الشرطة و عزلهم مع فتح باب التجنيد للشرفاء مِن ابناء الوطن لهذا الجهاز المهم, فالثورة ما قامتْ إلاَّ لإصلاح ما افسده النظام البائد, و لتكون الشرطة-بالذات- مثل رصفائها في الدول الأخري, و الواحد مِنَّا يحزن-والله- و هو يقارن معاملة الشرطة الاجنبية للمواطنين و بين (بتاعتنا). و بمثلما تقوم حكومة الثورة بحملات الاصلاح في كل مرافق الدولة عليها ان تتجه و بقوة لجهاز الشرطة.
و ينبغي ان نكون صادقين و بكثير مِن الشفافية من دون اخفاء للحقائق أو خوف نقول بأن- و للأسف الشديد- ان سلوك كثيرٍ من رجالات الشرطة لا يَسُرّ و ضد الدين و القانون و خاصة في قطاع المرور, و الحالات كثيرة و فيها خطورة علي ارواح المواطنين, فكيف-علي سبيل المثال- يستقيم عقلاً ان يُسْمَح لشخص لا يحمل رخصة قيادة بقيادة سيارة و قد تكون سيارة نقل عام لمجرد انه دفَع رسوم المخالفة. و الشرطة في المعابر خاصة في مطار الخرطوم الواجهة الكُبْري للبلاد ينبغي ان يكون فيها من العناصر الامينة التي تعكس خصال الشعب السوداني الفاضلة, فكثير من عناصر الشرطة يظن ان التجهم في وجه المواطن امراً لازماً للشرطي و ما رأوا كيف لا تفارق الابتسامة الجميلة وجوه عناصر الشرطة في بلاد غير بلدنا حتي و هي تقود المجرم للعدالة فما بالك بتجهم علي سائقٍ او قادمٍ لبلده عبر مطار او أي معبر آخَر.
خصصوا هاتفا او هواتف لتلقي شكاوي المواطنين ضد حالات الفساد و السلوك المشين. و السلوك المشين و سوء التقدير من الافراد يحتاج ان يعرفه الرئيس لأجْل التقويم إنْ لم تصل الحالة للمخالفة و مِن ثم العقاب, و اذكر مثاليْن لسوء التقدير و التصرف :معلم قديم يمتلك سيارة خاصة طلب منه جيرانه نقلهم للمستشفى بحالة طارئة و خرجوا مع الدقائق الاولي للمغيب بشكل عاجل, و في الشارع اوقفه رجل مرور بشكل جاف بحجة عدم تشغيل الاضاءة التي تفاجأ المعلم بأن بعض فوانيسه تعطل, و قاده للضابط الذي لم يمنحه ادني فرصة لشرح الامر و استخرج له ايصالا بالمخالفة, و اثناء عملية اخراج المعلم لمحفظة نقوده قال للضابط بطريقة تربوية : انا يا ابني لما ابتديت ادرس انت ما مولود, و درّستُ في السعودية فترة طويلة, و بعض طلابي فيها اصبحوا ضباط شرطة و لا يزالوا يبادلونني كامل الاحترام و التقدير. و اوضح بعجالة له المسألة, و يُحْمد للضابط انه تأثّر و اعتذر للمعلم و اخرج محفظة نقوده ليدفع قيمة المخالفة عن المعلم غير ان ما في المحفظة لم يكن كافيا و شكره المعلم و دفع قيمة المخالفة و انصرف, و قال المعلم لرفاقه ان الشرطة تحتاج لكثير من التدريب و الصقل. و في مطار الخرطوم قبل عدة سنوات وقفنا في طابورٍ بتوجيهٍ قاس جاف مع اشارة بيد احد افراد الشرطة, مضت دقائق دون أي اجراء, و اثناء انتظارنا صاح احد رجال الشرطة داعيا مطرباً شعبيا كان معنا في ذات الطابور ان يخرج من الطابور و يأتيه لاستكمال اجراءات الدخول بقوله: يا استاذ, يا استاذ. و حسبتُ انه يقصدني او يقصد غيري من الكثيرين الذين يبدو انهم اساتذة, و ظننته ايضا انه يقصد استاذ عِلْم الاورام بكلية طب جامعة عريقة كنت قد تشرفتُ بالجلوس اليه لبضع لحظات في مطار الدوحة. و تقدم المطرب الشعبي بخيلاء نحو الشرطي الذي أكمل له الاجراءات بكل سرعة, و هي اصلا لا تتطلب كل تلك المعاناة و الوقوف لفترات طويلة, فمواطنين سودانيين عادوا لوطنهم.
الشعب يريد ان تعود شرطته كما كانت بشعاراتها المعروفة قولا و فعلا, و لأجْل ان تعود يلزم تطهيرها مِن الفاسدين اعداء الشعب موالي النظام البائد الفاسد الذين يسيئون اليها, و ان تفتح باب العمل فيها لشرفاء بلادي و إعادة المفصولين تعسفيا, و أنْ تسارع قيادة الشرطة الجديدة بتخصيص هواتف للإبلاغ عن الحالات التي تسئ للشرطة مِنْ فاسِديها. و العزة للسودان و لا نامت اعين الجبناء الفاسدين.
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
شرفى عبدالقادر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست