بعد الحرب العالمية الاولى بسنوات دخل العالم في ركود إقتصادي إستمر طول عقد الثلاثينيات، ثم إنتهى بالحرب العالمية الثانية التي غيّرت وجه العالم، و فرضت واقع سياسي، و جغرافي، و إقتصادي، لا يزال يشكل عالم اليوم.
علي اثر الإنهيار الإقتصادي الكبير فقد الالمان الثقة في حكومتهم التي كانت ضعيفة في إعتقادهم، و سرعان ما صعد نجم النازية بخطابات هتلر النارية، و اجمع الالمان بأنهم وجدوا ضالتهم في الرجل القوى، فوصل بحزبه الي السلطة بصندوق الإنتخابات، و بإرادة الشعب الالماني، فاصبح اقبح ديكتاتور عرفته البشرية علي الإطلاق مُنتخب اتت به الاغلبية.
الولايات المتحدة الامريكية منذ نهاية الحرب الاهلية و قيام حالة الإتحاد، كدولة تحت قيادة الاب المؤسس جورج واشنطن، كان النظام فيها ديمقراطي يحكمه دستور جامد محمي غير قابل للتعديل، و لكن لم يكتمل شكل الدولة المدنية الحقيقي إلا بعد ثورة الحقوق المدنية التي قادها مارتن لوثر، في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي التي اسست للمواطنة علي اساس الحقوق، و الواجبات.
بهذا اصبحت الولايات المتحدة الامريكية صاحبة المسؤولية الاخلاقية علي كوكب الارض، إتفقنا او إختلفنا علي ذلك، فهي دولة حقوق مدنية كاملة.
يجب إزالة التغبيش في مسألة الدولة المدنية التي تقابلها دولة العسكر، و الدولة الديمقراطية التي تفتقر إلي مبادئ الدولة المدنية حيث المواطنة علي اساس الحقوق، و الواجبات.
اعتقد كان السودان من اوائل دول العالم الثالث التي اقامت نظام ديمقراطي سليم في الشكل! يفتقر إلي اسس الدولة المدنية التي لا نزال نبحث عنها حتي تاريخه.
ظللنا نتقلب بين الشموليات بلباسين العسكري، و المدني من ذات الشماعة، و بنفس المقاسات بإختلاف الالوان!
نحن لسنا بحاجة الي ديمقراطية الضُر كما ذكر حميدتي، علي مقاس المنقذ هتلر، و المشهد يرسم ذات الصورة حيث فقدان الثقة، و الضعف، و الازمات تحاصر الكل بشكل غير مسبوق علي الإطلاق.
اعتقد مفهوم الدولة المدنية يجب ان يسبق صناديق الديمقراطية، فيذهب المواطن حراً متحللاً من القيود حاملاً فقط بطاقة المواطنة علي اساس الحقوق، و الواجبات، يعتمد عملة واحدة بوجهين.. الحرية.. و الامن ليشترى مستقبلاً زاهراً بالخير، و النماء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة