|
|
 مجمع الفقه ترك مهامه و أرتدي لباس الخبراء التربويين! بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
04:18 PM June, 16 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
أولاً, كامل الاحترام لكثير من علمائنا الافاضل بمختلف مذاهبهم , و التعميم ليس واردٌ هنا,غيْر اننا لا نجد ما يمنع ان نكتب تجاه هذا الموضوع و العنوان, لأنَّ مجمع الفقه ترك مهامه الموكلة اليه بحُكْم تخصصه و تحول الي خبير تربوي في مجال له أهله . فقد جاء في الاخبار أنّ: (مجمع الفقه يدعو لاستمرار المناهج لحين التوافق علي اصلاحها عبْر مؤتمر تربوي) و لنا ان نلاحظ قولهم(اصلاحها) فإن كان للمجمع معرفة بإعوجاج المناهج و اصلاحها, فلماذا صمت طيلة النظام البائد الذي افسد كل العمليات التربوية!! , و تحت العنوان اعلاه جاء ما يلي: (دعا مجمع الفقه الاسلامي الي اتباع الاسس و الخطوات العلمية لإقرار أي مناهج جديدة للمرحلة الابتدائية و ضرورة الاستمرار في المنهج القديم لحين التوافق علي اصلاح المناهج عبر مؤتمر تربوي شامل. و قال الامين العام لمجمع الفقه الاسلامي دكتور عادل حسن حمزة ان منهج التربية الاسلامية للصف الاول الابتدائي الذي عرض علي هيئة المجمع اخيرا لا يصلح حيث ابدي اعضاء المجمع عددا كبيرا من الملاحظات عليه, مشيرا الي ان هذا المنهج أعد علي عجل و خلا من الاهداف و الغايات التربوية المعهودة في أي منهج مماثل..) و يتحدثون عن الاهداف و الغايات التربوية في المناهج, و قد حاولوا ان يدَّعوا معرفةً بكيفية بناء المقررات الدراسية, و نسألهم سؤالاً بسيطا بالنسبة للتربويين الفعليين: ما الفرق بين المناهج و المقررات الدراسية, و ما هي انواع المناهج الدراسية التي يختار مِن بينها التربويون النوع المتوافق مع احتياجات مجتمعهم, و أي نوع يتفق مع الانسان السوداني بمختلف طوائفه؟ و عن إذا ما كان الحشو في المقررات الدراسية الموروثة من النظام البائد محمدة أَمْ مأخذاً يتطلب عاجل الاصلاح و التقويم ؟
ان النظام البائد كان متاجرا بالدين الاسلامي و شعاراته في حين انه كان ابعد ما يكون عن الدين, و للأسف فقد ظل الصمت تجاه فساد النظام البائد ديدن فقهائنا و علمائنا, و بالطبع يعلم-سادتنا الفقهاء- أنّ: (المسلم مَن سلم المسلمون من يده و لسانه), و(كل المسلم علي المسلم علي المسلم حرام, ماله و دمه و عرضه)و( آيات المنافق ثلاث, مَن إذا حدَّث كذب و اذا أُؤتمن خان و اذا عاهد غدر) و غيرها, و قد فشلوا في قول كلمة حق صغيرة للسلطان الذي سفك دماء مئات الآلاف من المواطنين الابرياء العُزّل. و قد اغدق النظام البائد علي علماء السلطان المال الوفير و حينما اشتدت ثورة الشعب و قويت علي اقتلاع النظام أفتى احدهم بقتل ثلث الشعب ليبقى الحُكْم. و منهم من اباح القروض الربوية, و يعلمون انها قروض ما كانت الحاجة لها في ظل وجود ايرادات البترول التي ذهبت كلها الي جيوب تجار الدين.
و قد فشل مجمع الفقه, فقد كان صوته خافتا او غائبا في مقابل عُلو اصوات التطرف و الاساءة للإسلام و منها: عبدالحي يوسف, و الحديث عنه يطول, و ثانٍ يدعو مِن علي المنابر بقتل الابرياء, و ارجع للمقطعين بموقع يوتيوب احدهما تحت عنوان(الارهابي الداعشي المعتوه محمد علي الجزولي يحرض على اثارة الفوضى) و الثاني بعنوان(احد الدواعش السودانيين يحرض علي القتال مع الدولة الاسلامية) و نصحح العنوان و نقول انهم يسيئون للإسلام بزعمهم انهم دولة اسلامية . و ترك المجمع هذا مهامه و انشغل بغيرها, و خلتْ المواعظ من الارشاد و التوجيه القويم و كثرت البدع, واعمال الاحتيال و التزوير و اكل اموال الناس بالباطل و اسوأ و افسد المعاملات التجارية كالتهريب و التخزين و الغش, و كثر المشعوذون و الدجالون. و قد تفشت جرائم غريبة عن المجتمع السوداني خاصة في مجال التعليم كاغتصاب التلاميذ علي يد معلميهم و كشْف الامتحانات و تزوير الشهادات, و غير ذلك, فتقويم المقررات الدراسية وحدها لا تكفي.
و حيث انَّ ثورة الشعب هذه انما جاءت لتصحح ما افسده النظام البائد و كل في مجال تخصصه فهنالك حاجة لإصْلاح المقررات الدراسية خاصة المعنية بالتربية الاسلامية بتضافر جهود خبراء التربية مع علمائنا الاجلاء برعاية وزارت الشؤون الدينية و التربية و التعليم و الثقافة اضافة الي المجتمع المدني, فقد كانت المقررات في العهد البائد مسخاً ساهم بقدر كبير في تجهيل ابنائنا. و ينبغي تفادي الحشو الزائد مع التركيز علي الأهم مثل تضمين الصلاة كما قال عنها رسولنا الكريم: (صلوا كما رأيتموني أُصَلى) حيث نري كثيرا مِن ما أُبتدع في الصلاة بما لم يرد في مذاهب السنة الاربعة الشهيرة, و لا أبالغ إنْ قلتْ ان حتي بعض أئمة الصلوات مِن المعلمين لا يحسنون الصلاة, أمَّا شعائر الحج و احكامه فالكثير منا جاهل بها و قد رأينا و سمعنا من يقول ان اكثر افواج الحجاج جهلا بشعائر الحج و مفسداته هُم السودانيين و السودانيات, فأين مجمع الفقه و وزارة الشؤون الدينية مِن هذا التقصير؟, و لذلك ينبغي توجيه خطباء المنابر بالإرشاد بصلاة الرسول الكريم و توضيح احكام الحج و كذلك صوْم رمضان, و هذا شهر كريم يجهله الكثيرون من تحرٍ لرؤية هلاله, و مستحباته و مبطلاته, و فهم كثيرون-خاصة النساء- بأنَّ صلاة التراويح فرض و اعتبارها جزء من صيام النهار, و نهاية بصوم الست مِن شوال.
و نشير الي أمْر مؤسف و سلوك غير مقبول من ائمة المساجد و مؤذني الصلوات بسبب غياب توجيه و ارشاد المجمع الفقهي لهم, فقد عصوا توجيهات ولاة الأمر المتعلقة بحظر الصلوات الجماعية في المساجد, و هي توجيهات ما صدرت إلاَّ بعد أنْ عُلّقتْ الصلوات الجماعية في المسجد الحرام بمكة المكرمة مهبط الوحي و في مسجد رسول الله بالمدينة المنورة و سائر مساجد المملكة العربية السعودية و كل الدول الاسلامية, كما مُنعتْ الصلوات في الكنائس و الأَدْيرة في كل العالم, و مثل ذلك حظر التنقل, فكيف يستقيم عقلا و دينا ان يُصِرّ المسلم علي مخالفة ولاة الأمْر و يودي بنفسه الي التهلكة, و نعلم انه في اوقات المطر و الزوابع وفقا لما جاء عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه و سلم ان المؤذن يقول: صلوا في رحالكم, صلوا في بيوتكم, و قد ورد عن الحظر حين ظهور وباء الطاعون و بالطبع غيره من الاوبئة عن رسول الله صلي الله عليه و سلم في الحديث المتفق عليه: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها, و اذا وقع بأرض و انتم فيها فلا تخرجوا منها)
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست