لا يوجد تجمع بين سودانيين إثنين أو اكثر حتى لو كان تجمعاً لتدارس القرآن، إلا ويحدث الانقسام والصراع والصدام بين وبعدد أعضائه. ولقد ذكرت كثيراً، الجهات التي استغلت وجود تجمع مهنيين قديم (وضحت الفرق بين تجمع المهنيين القديم والجديد في مقال قديم)، ثم قامت تلك الجهات نفسها عبر ما يسمى بالخوارزمية الهابطة بإنشاء صفحة على تويتر نالت خلال ساعات قليلة ثمانية آلاف لايك...وفجأة وخلال يوم واحد من أول منشور (كان أول منشور عن معتقل في دارفور)، تم التسويق المهول للصفحة بحيث في بضعة أيام نالت العلامة الزرقاء... وظهر جسم بلا قيادة واضحة، بحجة الخوف من الاعتقال، وفجأة ظهر الأصم في فيديو وتم إشاعة اعتقاله في ذات الصباح، ولم يتم حتى مجرد التطرق لاسمه طوال ما قيل أنها فترة اعتقاله ولا في منشور من سطرين او حتى تغريدة في صفحة تجمع الوهميين. تم تشكيل التجمع من الخارج، واعتمدت الخوارزمية على عدم وجود قيادة، منعا لما ذكرته كثيراً من تسيد شخص واحد على التجمع وبالتالي كسره. محمد يوسف، وهو قريب البشير حاول القفز على الخطة، واعلن نفسه رئيساً، وفوراً وفي صفحة الوهميين المدارة من الخارج تم نفي كلامه فاضطر هو لسحب تصريحه بكل خجل، ثم تم تهميشه، حتى اليوم. حاولت العديد من المجموعات من العلماء الانضواء تحت التجمع وتم تسفيههم. إذ لم يكن الغرض من التجمع هو وجود علماء أو مثقفين، فهؤلاء على وجه الخصوص يتحسس السياسيون مسدساتهم عندما يفتحوا أفواههم. ويبدو أن الغرض من هذا التجمع قد انتهى، وقد آن أوان ذره كرماد جثث الهنود، وهكذا تمت عملية بسيطة. بسيطة جداً.. وهو ايجاد قيادات علنية له، بوجوه جديدة..وبالتالي يتم اختلاق صراع..وكما قلنا في أول سطر. يحدث الانقسام ثم الفناء. سارت الخطة بشكل مدروس، وهي خطة أكبر من ان يؤسس لها عقل سوداني (مع احترامي للشعب)، ليس لغبائه ولكن لأننا جميعاً نعلم أن الصراع حول الأضواء لا يسمح بخلق أي جسد متين في السودان فحتى الكيزان انقسموا وتبادلوا وضع بعضهم البعض في المعتقلات. في الواقع كل صفحات الثوار لم تستطع ان تواجه التسويق الإعلامي لهذا التجمع... الملصقات التي تم تصميمها على يد خبراء، كانت مركزة وبإمكانيات تصميمية عالية، الشعارات، الحصول على علامتين زرقاوين في فيس وتويتر، وهذا ما لا يتأتى إلا من خارج السودان وبشروط ذكرناها. ظل جميع من تم ضمهم يعتقدون أنهم قيادات، ويتوهمون ذلك توهماً جعلهم مدافعين شرسين عن هذا الجسد الوهمي، وهم لا يعلمون أن اللعبة أكبر من الاتصال بهم تلفونيا وطلب الانضمام كقياديين (كل واحد قايل نفسو قيادي وهو لا يعلم أنه مجرد بيدق في رقعة الشطرنج)...وتم ضخ مئات الآلاف من الدولارات، وكما ذكرت ، تم خلق بؤر، تتلقى تلك الأموال، وللأسف تم اختلاس الكثير من تلك الأموال التي تدفقت لأفراد عاديين لم تكن لهم أي علاقة لا بالسياسة ولا بالثورة. وأعرف منهم كثيرين. أعتقد أنه وبعد قرار مجلس الأمن لم تعد هناك من ضرورة لوجود هذا التجمع، بل على العكس سيكون مضراً جداً في الفترة القادمة، والتي سيتم فيها العمل على تفكيك الدولة حجراً حجراً. وبرضى الشعب. الفترة القادمة ستشهد هدوءً شديداً، وغالبا ما سيتم إسكات أي صوت ناشز عن السرب (بالترغيب تارة وبالترهيب)، وخاصة الحركات المسلحة، والتي سيتم الضغط عليها، (ملاحظة مهمة: الحركات المسلحة تعرضت للضغط من أوروبا وأمريكا بمجرد ان تم استقطاب حميدتي كحامي لأوروبا من الهجرة غير الشرعية، وهو كان اتفاق مسبق بين اوروبا وحكومة السودان، لكن أوروبا نكثت باتفاقها وقررت اللعب مع حميدتي مباشرة- بدل اللفة الطويلة) أتذكر أن ياسر عرمان وقتها (دق جرس) من دعم اوروبا وخاصة ألمانيا لحميدتي، وأتذكر أن الاتحاد الاوروبي (بجلالة قدره) رد على عرمان بأن الدعم ليس بالسلاح بل دعم لوجيستي. (سنا يا لوجيستي)... الصادق المهدي والدقير أيضا سيتعرضا للضغط (وطبعا ليس بالترهيب)... وكما تم الضغط عام ٢٠٠٤ على جميع الأحزاب بما فيها الشيوعي والبعثي والباقين للمشاركة في برلمان البشير (تمهيداً لنيل قرار جماعي بقبول اتفاقية نيفاشا تمهيداً لفصل الجنوب)، فسيتم تكرار ذات المسرحية بعد بضعة أشهر، وسيحدث اصرار على علمانية السودان، وغالباً سيكون اتخاذ قرار مثل هذا مقلقاً لجهود الغرب؛ لذلك فسيتم الاتفاق (الجماعي) على منح العديد من الأقاليم الحكم الذاتي، ولو (اتسهلت) فسيتم الاتفاق على كونفيدراليات سريعة..تمهيدا للتقسيم وتصحيح الخطأ البريطاني التاريخي الجسيم. أتذكر أنني في عام ٢٠٠٧ كتبت مقالاً حذرت فيه الجنوبيين من الاعتماد على وعود المانحين الأوروبيين والراعي الرئيسي (الكاو بوي الأمريكي)، وقلت بكل صراحة، أنهم لو اعتمدوا على تلك الأوهام فسيشهد الجنوب بعد أن ينفصل حروباً اهلية وانهياراً شاملاً. أحد الإخوة الجنوبيين - لا أتذكر اسمه- ترجم مقالي بالانجليزية، وتبادلوا جميعا شتمي باعتباري عروبياً متعجرفاً يمارس وصاية بغير سند سوى العنصرية. رغم أن ذلك لم يكن قصدي ولم يجل في خاطري. (ثم حدس ما حدس).. وسوف (يحدس) ما نقوله اليوم..بعد شهر .. بعد سنة..بعد خمس سنوات..المهم أن السهم يتجه نحو الهدف بشكل مدروس بعناية فائقة، وبعقل (ليس سودانياً بالمرة)..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست