2-6-2020 / جوبا لقد توقفت كثيراً عن الكتابة الأسفيرية في الفترة السابقة رغباً مني في تمعن الواقع السياسي السوداني المريب الملبد بغيوم السياسة العرجاء التي تمشي دون إستحياء من عورتها المستباحة للكل . أن يكون للعقل مساحة للتدبر والتفكر شيء طبيعي خاصة في هذه اأجواء المشحونة بالصراعات القبلية والعنصرية والمصالح الشخصية الضيقة وما يحدث في المشهد السياسي السوداني يعتبرمستفز للعقل الباطن للمثقف السوداني ومهيج للعصف الذهني للفرد منا حتي يجود بقريحتة بكلمات إنذار تحفظ للوطن العزيز ماء وجهة ... . وطن مستباح للكل .. أراضي شرق السودان أصبحت في أيدي الأثيوبيين .. حلايب وشلاتيين محتلة من جانب الأشقاء المصريين إحتلال ناعم بسياسة حريرية عمودها الفقري أبناء النيل .. تلك النغمة التي يحلو للكثيريين من الجانبيين التحدث بها .. لكن ما يحدث من جانب المصريين تجاة السودانيين هو إستثمار للغباء السوداني وسذاجة من هم في سدة حكم السودان .. حتي لا اذهب بعيدأ عن جوهر حديثي الذي أرهق ذهني بالتفكير كان لابد من الحديث علي الأقل من باب إبراء الذمة وتحرير العقل من سمة الذنب المعقب الذي يلاحق صاحبة أين ما كان وحتي يشهد لنا التاريخ بذلك... هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في مخيلتي وفي أذهان الكثييرين من أبناء جبال النوبة وأبناء السودان الشرفاء .. ما اقصدة بأبناء السودان الشرفاء .. لأنني علي إيمان تأم بأن للسودان أبناء شرفاء في شرقة و غربة وشمالة وجنوبة ينظرون إلية بعين الوطن الواحد .. لأن العنصرية لا تخرج إلا من كان في نفسة خلل نفسي او شك في اصولة السودانية .. يسوقني الحديث في هذا المنحي الغريب والعجيب ما قام بسردة القائد / الجاو فيما يتعلق باحداث كادقلي وما أدراك ما كادقلي الذي تحدث فيه القائد / الجاو بكل شجاعة امام أعلي رموز الدولة السودانية وكان حديث العارف ببواطن الأمور بالرغم من بساطة الحديث إلا أن الرجل ارسل إشارات واضحة يفهمها كل مستجد في السياسة بأن الأمر وراءة جهات نافذة في الحكومة المركزية وعلية بدأ الإنسان البسيط والمثقف يسال هذه الأسئلة التي تحمل في مكنونها ومضمونها كثيراً من علامات التعجب والذهول ... لماذا هذا الإستهداف الممنهج لأبناء جبال النوبة في أرجاء الدولة السودانية ؟ القضارف .. كسلا .. بورتسودان , كادقلي , لقاوة وأخيراً وليس اخيراً جبل أولياء بين أبناء النوبة والجنوبيين القدامي ... هل أبناء جبال النوبة عدوانيين ام مثيريين للمشاكل أينما قطنوا لهذه الدرجة أم ماذا ؟ هذه مجموعة من الأسئلة في إطار مجمل تحتاج لإجابات واضحة وصريحة .. إذا حاولنا الرد علي هذه الأسئلة فأن الأمر لا يخرج من اثنين لا ثالث لهما .. اما فرضية العدواة والبغضاء من جانب النوبة كجزء من شيمتهم وخصالهم تجاة الشرائح المجتمعية الأخرى أو فشل الدولة السودانية في إدارة التنوع الثقافي الاثني السوداني بمختلف مكوناتة العرقية والجهوية وهذا هو الرأي الراجح والذي يتناقض مع المقترح الأول الذي يتسم بالعدواة والبغضاء الذي يتنافي حقيقة مع خلق ومثل وقيم أبناء جبال النوبة الذي يتصف بالسماح والعفو والشجاعة والشواهد السودانية كثيرة علي ذلك. .. والمشاهد الفطن لهذا الصراع وحتي صغير العقل الذي لم يبلغ من العمر عتياً يجد أن الطرف الاخردائماً من النزاع هم العناصر او القبائل المستعربة وليس من الهامش الضعيف المغلوب علي امرة .. وقد يسال القاصي والداني .. لماذا دائما الصراع مع العناصر المستعربة دون غيرهم من المكونات السودانية الأخرى و عندما أقول العناصر المستعربة أقصد ليس هناك جنس عربي خالص في السودان والكل يعلم ذلك .. لابد في هذا المنحي أن اشكر الاخوة الفلاتة والهوسا الذين منحوننا اللون الأصفر الذي يسر الناظرين ونتباهي به حتي اعتقد الكثيريين منا بأنهم عرب حقيقيين واما الجانب الأخر ليس كذلك ينبغي إقصاءه والقضاء علية وعلي ثقافتة بشتي السبل المشروعة والغير مشروعة تنفيذاً لاجندة المشروع العروبي الإسلامي الذي يبني علي أساس سيادة العنصر العربي وهيمنتة علي مفاصل الدولة السودانية الحديثة والمؤسسة قديماً قانوناً ونظم .. قد التمس العذر لذلك البدوي الجاهل الذي يسكن بوادي الشرق وجبال كردفان ودارفور فهو لا يدري مكر السياسيين وخبثهم والذي ينفذ اجندتهم وهو علي جهل تام بمضمونها القذر وليس لديه قدرة علي تحليل الاحداث وفهمها ضعف الطالب والمطلوب . وتنفيذاً لهذا المسلسل السيء الإخراج وحتي يتم إصباغ أبناء جبال النوبة بتهمة العدواة والبغضاء تم إدخال عنصر غريب في هذا الصراع وهم أبناء جنوبي السودان في أحداث جبل أولياء التي حدثت أمس والكل يعلم ليس هناك خلاف بين أبناء جبال النوبة وأبناء جنوبنا الحبيب أينما كانوا والهدف من ذلك معلوم للكثييرين هو تهيئة الرأي العام وإثارتة تجاة النوبة بانهم مثيريين للشغب والمشاكل أينما رحلوا واقاموا .. ومحاولة الأجهزة الأمنية إلحاق تهمة الشغب والبغضاء وإثارة المشاكل بأبناء جبال النوبة بعد ربط الاحداث إبتداءاً من القضارف مروراً بكسلا وبورتسودان وكادقلي ولقاوة تنفيذاً لهذا المخطط . خلاصة الامر .. هناك حرب بالوكالة تقودها القبائل المستعربة إناباً عن الغير ضد النوبة وهذا الإستهداف ممنهج وعلي علم من جانب حكومة المركز تجاه شعب جبال النوبة وابناءة أينما حلوا و ضرورة إذابتهم من المشهد الجيوسياسي السوداني ومسحهم من الخارطة الديمغرافية السودانية عن طريقة سياسة الإبدال والإحلال .. وهي سياسة قديمة مرسومة ومخطط لها منذ أمد طويل يتم تطبيقها تدريجياً حسب دور الحكومة وإمكانياتها .. وهذا الإستهداف الممنهج لم يخلو منة حتي أبناء جبال النوبة علي مستوي المجلس السيادي للدولة السودانية وما الهجمة الإعلامية الشرسة علي الفريق شمس الدين الكباشي ودكتور/ صديق تاور تؤكد ما نصبو إلية والشواهد كثيرة .. وبعد فصل جنوب السودان تم توجية السهام نحو الجنوب الجديد ومع الأسف الشديد .. وهذا المخطط شاركت فيها كل النخب السودانية التي حكمت السودان ابتداءاً من فترة الإستقلال مروراً بحكومة الديمقراطية الثالثة بقيادة الصادق المهدى الذي يعتبر فال شؤم للسودانيين وأبناء جبال النوبة خاصة ومن ثم حكومة البشير التي أغدقت علينا بكرم الكراهية والعنصرية البغيضة والقتل الجماعي الممنهج . برغم دفاعي المسبق عن حكومة حمدوك ومحاولة ان ألتمس العذر لها بانها تحاول إصلاح ركام ثلاثين عاماً من فساد الكيزان .. إلا أن باقة الاعذار أصبحت تجد طريقها للسقوط والنفاذ عوضاً عن الاسناد المعنوي بعد التواني والضعف والهوان التي تتميز بها . مع ثورة ديسمبر 2019م الشبابية التي كانت بشارة خير وفأل حسن للتغيير الإيجابي وهيكلة الدولة السودانية علي أسس جديدة تستوعب مكونات الشعب السوداني المتعددة وبناء وطن يسع الجميع إلا أن قارب الاماني بدء يغرق في بحر العنصرية والجهوية .. كنا نتمني ان يحدث تغيير في المفاهييم الكلية للدولة السودانية تجاة الأخر والشعب السوداني ككل وإرثاء لقيم الحرية والعدالة والمساواة وتطبيق تلك الشعارات الثورية علي ارض الواقع وبناء سودان جديد قائم علي تلك الأسس والقيم حتي نحافظ علي ما تبقي من السودان من التشظي والتشرذم وفناء عقلية السودان القديم الموروؤث بعلاتة النتنة .. وحتي لا تنطبع في ذهنيتي بأن الحكومة الحالية هي إمتداد لحكومة الكيزان لكن بثوب جديديد ترتدية قحت وتتدثر بة وبالتالي تعزز من حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة .. علي الحكومة الحالية أن تكون علي قدر المسوؤلية وجادة في التعاطي مع الشأن العام فيما يخص جنوب كردفان وإلا لن يكون هناك سودان بمسيماتة الحالية .... ونواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله ادم كافي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست