تأبانى القلم وأعيانى جيد الكلام بل وحتى حسنه عشرات المرات وانا أجد أن أخط سطورا بحق الزعيم شيخ المحامين وشيخ المناضلين على محمود حسنين وهاهي ذكرى انتقاله للرفيق الأعلى تجتاح الوجدان ونحن بعد لا نكاد نستسيغ الفراق المر. كلنا يعلم أن الرجل كان حربا ضروسا ضد الديكتاتوريات وظنى انه الأكثر مجاهرة بالعداء لها لا يعرف المهادنة فى ذلك ولا يخشى عاقبة ولو كانت --وبالفعل كانت --حكما بالإعدام أو حتى اغتيالا فالديمقراطية بمبادئها هى عشقه وغاية مسعاه وهو الديمقراطى فى المبتدأ والمنتهى يتمترس خلف شفافة ويكاد بها أن يكون تجسيدا حيا لتطبيق الحكمة القائلة : "Democracies die behind closed doors " ولذلك كان الرجل صادحا وصادقا ومبدئيا وصريحا ومباشرا. كلنا نعلم شجاعته حينما عمل بالقضاء وتحريره لأمر قبض والسعي لانفاذه على وزير داخلية نظام عبود ومن كانوا بمعيته أمر معلوم وغيره كثير. ..وكلنا يذكر ترؤسه لهيئات الدفاع عن معارضى الديكتاتوريات وابغضها النظام البائد ..وأذكر جيدا أننا والعلى يمتطى سنام صهوة الدفاع متربعا على عرش العطاء القانونى المفعم بسحر الترافع وقوة العارضة والحجة الفالقة ونحن خلفه نزداد ثقة كما الجوقة بين يدى مايسترو مهيب مبدع ومجيد. ...كنت عندها استذكر أبا الطيب وكاننى به يعنيه :
يا من ألوذ به فيما أومله ومن أعوذ به مما أحاذره لا يجبر الناس عظماانت كاسره ولا يهيضون عظماانت جابره
وأذكر ونحن بصدد قيد البلاغ ضد مجرمى النظام البائد أن خاطبه أحدنا بالمقولة السائدة : "Politics is the art of possible " فإذا بفارسنا يزمجر وبحماسة جاسرة وكأنى به قد استجمع كل نضالاته وتمترس خلفها قائلا : "No, politics is the art of right " كان العلى طويل الباع علما ونضالا وظنى الذى أكاد ألحقه باليقين أن طول باعه وارثه القانونى الباذخ سيصحبنا دليلا زمانا ونحن على وعد بإنجاز الثورة السودانية والحديث عن شيخنا يطول. ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة