لا يخفى علي احد ما اصاب الجيش من خلل مُمنهج في عهد النظام البائد، الذي عمل علي تفريغه من مضمونه، و في المقابل تم تدجينه، وإضعافه، ليصبح خارج المعادلة تماماً، وما يدور في البلاد خير دليل علي ذلك.
نعم الجيش السوداني الذي نعرفه يمرض و لا يموت، وسينهض لطالما حواء السودانية لا تزال حُبلى.
في هذه الايام تتعالى الاصوات بشكل مُمنهج لفقدان الثقة في الجيش السوداني بشكل عام، دون التفكير في طريقة تحريره، وإعادة بناءه، لأنه لا يمكن لدولة محترمة ان تتقدم بدون جيش وطني محترم، ولا بديل للجيش إلا الجيش، و لا يمكن للعالم ان يقبل التعامل مع دولة تحكمها المليشيات، وعلي الجميع ان يعي ان مصلحة الجميع في جيش مهني مُحترف بعقيدة وطنية عميقة.
الجيش السوداني المغلوب علي امره لم يفرط في الارض كما تتعالى الاصوات بأنه فرط في حلايب، و الفشقة، فإعلان الحرب قرار سياسي، و التقصير في اداء الجيش مسؤلية سياسية بالدرجة الاولي إن لم تتوفر الإمكانيات، وتُهيأ له و لأفراده الظروف المناسبة لاداء واجبه.
عندما اجتاح الجيش المصري حلايب كانت توجد بالمحطة فصيلة مشاه، بقيادة الشهيد الملازم السوريبا، و هو من ابناء دفعتي عليه الرحمة والمغفرة، إلتقيته قبل إستشهاده في الإستوائية عام 1996، وحكي لي تفاصيل ما حدث، كانت تعاني القوة من نقص في التعينات، و المهمات، و الذخائر، ومعلوم تسليح الفصيلة عبارة عن اسلحة خفيفة لا تصلح ان تكون علي نقطة حدودية لتواجه قوة قوامها دبابات، وطيران، و قوات محمولة جواً، حيث تم الإقتحام بكتيبة مظلات.
تم اسره لمدة شهر، و ظلت قوته محاصرة في البلدة القديمة، و لم تحرك الحكومة ساكناً، وكأن امراً لم يحدث، وظلت هذه الفصيلة محتفظة بموقعها، ويتم تغييرها بشكل دوري، وتدخل لها كل الإمدادات بعد موافقة الجيش المصري، وذلك لوقت قريب، فإنقطعت معلوماتي عن احوال هذا الموقع، ووجود هذه القوة، آخر ما سمعته مطالبات مصرية لطرد هذه القوة خارج حدود حلايب، وذلك قبل سقوط النظام البائد، والكل يعلم حالة التعتيم وتواطؤ سدنة النظام البائد في القضايا التي تهم الوطن، وامنه، وغياب الحقيقة بشكل مطلق.
يجب محاكمة النظام البائد، وسدنته بتهمة الخيانة العظمى التي تتمثل في التفريط في الارض، والسيادة، بالتقصير، والإهمال.
وعلي قيادة الجيش الآن ان تبين للشعب ما حدث، و ما هو مصير الموقع الذي كان يحتفظ به الجيش السوداني داخل البلدة القديمة" حلايب".
الطبيعي في كل الدول المحترمة عندما يفقد الجيش افراد، او يخسر معركة تقوم الإدارة السياسية بفتح تحقيق، قوامه مدنيين، و عسكريين، لمعرفة ما إذا كان هناك تقصير، و تحديد المسؤلية بشكل مباشر، لتجويد الاداء، ومنع وقوع خسائر، والتقليل من آثارها في المستقبل.
اعتقد جازماً برغم فقدان السودان لجزء من اراضيه، وسيادته، لم يتم التحقيق في هذه القضية التي تمس السيادة، والامن القومي.
ارجو من حكومة الثورة فتح تحقيق بالتوازي مع عمل لجان تفكيك النظام، و العدالة لتتم محاسبة من قصروا في هذه القضية قبل كل جرائم النظام، لأنها قضية تمس السيادة.
التعامل مع الجيش لا ينبقي ان يكون بالسطحية التي مارستها قوى الثورة التي تكالبت علي السلطة دون وعي، فليعلم الجميع ان المؤسسة العسكرية هي رأس الرمح في التغيير واساسه، وبدونها لا يمكن ان يُنجز ايّ تغيير.
المعلوم لا يزال الجيش عبارة عن وكر تلعب فيه دبابير، و############ان النظام الهالك، وتسيطر علي كل مفاصله كما تركه مجرم الحرب المخلوع.
لا بديل للجيش إلا الجيش..
خليل محمد سليمات
05-28-2020, 07:16 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
كتب المحبوب عبد السلام وهو قيادي في الحركة الإسلامية في كتابه عن العشرية الأولى للإنقاذ: {زاول التعذيب في بيوت الأشباح عناصر من الاستخبارات العسكرية، شاركتهم عناصر من أبناء الحركة الإسلامية وعضويتها، وجرت بعض مشاهده أمام عيون الكبار من العسكريين الملتزمين وقادة أجهزة الحركة الخاصة. واستنكرته كذلك فئة من أبناء الحركة، واعترضت بالصوت العالي عليه داخل أجهزة الحركة، ولكنها لم ترفع صوتها للخارج بالاعتراف أو الاعتذار في تلك الحقبة للذين وقع عليهم الظلم العظيم، من كبار قادة المعارضة وصغارهم.} تم تسييس الجيش وتصفيته من الحياديين ، وصار الجيش ألعوبة في يد السلطة. وتوقف تعيين العساكر ما عدا مليشيات حميدتي ، فماذا تسمي ذلك ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة