مخرجات لقاء حميدتي بقلم يوسف نبيل فوزي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2020, 11:13 PM

د.يوسف نبيل
<aد.يوسف نبيل
تاريخ التسجيل: 07-25-2019
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مخرجات لقاء حميدتي بقلم يوسف نبيل فوزي

    11:13 PM May, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    د.يوسف نبيل-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لا يخفى على أحد في السودان بأن الصراع الدائر حاليا هو صراع مكاسب "ما بعد" المرحلة الانتقالية ، أما بوأدها او بانتظارها حتى تنقضي الفترة المتبقية وهي فترة ليست بالبسيطة.

    فالقوى المتصارعة الآن على السلطة هم داخل العاصمة الخرطوم ، وهم خمسة قوى:

    1- حكومة حمدوك ذات الخلفية اليسارية الراديكالية (الشيوعيين والبعثين)

    2- القوات المسلحة السودانية "البرهان"

    3- قوات الدعم السريع "حميدتي"

    4- حزب الأمة القومي والتيار الإسلامي المعتدل

    5- باقي أحزاب قوى الحرية والتغيير

    وهذه التراتبية مهمة جدا في نطاق الشرح التالي ..

    لقاء حميدتي

    إن لقاء السيد الفريق أول حميدتي جاء سياقه في ظل ازمة تعيشها البلاد من تفلتات أمنية ، وانشقاق في صف قوى الحرية والتغيير (تجميد نشاط حزب الأمة) ، وتباعد الرؤى بين فصيلي مجلس السيادة مدنيين وعسكريين ، بجانب الضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد في ظل جائحة كورونا ويضاف لها التضخم في الأسعار نتيجة طباعة عملة بدون غطاء محدد لها ، وهذا ما شرعت فيه حكومة الإنقاذ حين أبصرت مصيرها الحتمي شارف على النهاية ، حتى انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقولة (رب رب رب) سخرية من القيادي الانقاذي السابق حين تحدى رجال الأعمال بتجفيفهم الأسواق من العملات ، بطباعة نظامه لعملة جديدة. فكما شرع نظام الإنقاذ بطباعة عملة لتفشيل الحكومة التي ستأتي بعده (كيدا باقتراب نجاح ثورة ديسمبر) كذلك فعلت الحكومة الثورية التي تغنينا بها طربا بقدوم الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله حمدوك بطباعة عملة كيدا في الحكومة التي ستخلفها، وما بين اليوم والبارحة لم يختلف شيئا سوى بعض المماحكات السياسية التي أرهقت مسيرة الشعب السوداني الصابر ، وكلا الحكومتين (الانقاذ والتغيير) لا يعلمان بأن الكيد السياسي لا يتذوق طعمه السياسيين بل الشعب المغلوب على أمره.


    لكن ما قاله الفريق حميدتي أكثر خطورة من كل الأحداث السابقة!! كيف ذلك؟

    حين سأل مقدم البرنامج آخر سؤال للفريق اول حميدتي "كيف تقيم هذه الفترة الانتقالية وهل الفريق أول نادم على بعض الأشياء؟" ولعل هذا السؤال كان مرتبا له ، حتى أجاب حميدتي بأنه "نادم على دخوله المجلس العسكرى" وهنا يحضرني المثل "ركاب سرجين وقاع"
    فبعد أن دخل المجلس العسكرى وضمن مكانة له في التراتبية العسكرية رجع وأعلن ندمه!! ما هو السبب الحقيقي يا ترى؟
    الموضوع بسيط ويكمن في مثل آخر "عدو عدوي صديقي" او حزب الاحلاف كما يسمى في السياسات الخارجية. ماذا تعني هذه الأمثال!

    التوضيح: من هو عدو القوات المسلحة؟ بالتأكيد إنها القوى المدنية المسيطرة الآن على المشهد السياسي ، وباسقاط الحكومة المدنية سوف تعتلي القوات المسلحة (بحكم الدستور) مجددا أعلى سلطة للدولة متمثلة في البرهان ، مع العلم بأن هذه المرة لن يتركها ، وبناءا على هذا الطرح سيكون من مصلحة القوات المسلحة ورئيسها البرهان إسقاط الحكومة الإنتقالية المتحزبة ، وإن أسقطت الحكومة الإنتقالية سينفرد الجيش بقيادة البلاد ، حينها سيعمل البرهان وحزب الأمة على طبخ "مائدة السلطة" على نار هادئة ينجم عنها تقاسم كعكة السلطة بين العسكر رئاسة وبين المهدي رئيسا للوزراء (كما أوضحت في مقالة سابقة بعنوان: سيناريو جاهز للسودان) ، حينها سيتم إبعاد حميدتي من قسمة السلطة نهائيا ، لذلك تُعد القوات المسلحة بمثابة العدو الأول والعائق الصعب لحميدتي نحو السلطة ، فالمدنيين أمرهم سهل بحيث يمكن شرائهم بكل بساطة. لذلك لم يخفي حميدتي دعمه للمدنيين ، ومجاملته لحمدوك ليس مصادفة او حسن نوايا او تودد يتقاسمه الرجلان. ومن خلال تلك الرؤى آثر حميدتي التحالف مع عدو عدوه (حمدوك والبرهان تواليا) حتى يسقط عدوه الأول "الجيش" سياسيا ، أي أن دعم حميدتي لحكومة حمدوك ليس اعتباطيا بل لأن حكومة الفترة الإنتقالية عدوة عدو حميدتي. فبقاءها يمثل مشكلة وزوالها يمثل مشكلة أكبر لحميدتي لأنها ستفتح الباب أمام المكون العسكري للاستئثار بالسلطة. يبدو أن المشهد السياسي السوداني تشكل على نمط فريد من نوعه وكما ذكرت في مقالة سابقة بأن الأحزاب أدركت ان حجر زاوية السلطة يكمن في الائتلاف مع العسكر ، وعلى هذا المنوال يكون شكل المسرح السياسي تكون على النهج الآتي: حزب الأمة القومي متحالف مع القوات المسلحة "البرهان" ، وقوى الحرية والتغيير متحالفة مع قوات الدعم السريع "حميدتي" وهذا مؤشر خطير على تطور أحداث الساحة السياسية ، ويكمن هذا الخطر في ركوب حميدتي لسرجين ، سرج المجلس العسكري في السيادي وسرج المدنيين في الحكومة مواليا وداعما لها ، وهو خطر يهدد حميدتي في المقام الأول ، والطريف في الأمر هو معرفة العسكر بهذا الخطر لذلك تركوه حتى يجازف بنفسه بعيدا عنهم ، فإن دهاء العسكر لا يمكن وصفه.

    فإن كانت دعوة حميدتي صادقة بوجوب لم الشمل وعدم التفرقة فلماذا يتنكر الآن على المكون العسكري بل ويعبر عن ندمه ، والدليل حين سأله المذيع عن تجميد حزب الأمة نشاطه وتقديمه مبادرة العقد الاجتماعي الجديد ، أجاب حميدتي بأنها بادرة طيبة لكن الوقت ليس وقتا مناسبا للانشقاق ، فإن كان حميدتي صادقا في كلامه فمن باب أولى أن ينسجم حميدتي مع مكونه العسكري بدلا من التغني بحمدوك ووطنيته وركوب سرج المدنيين.

    أما الجانب الإيجابي من لقاء حميدتي هو تصريحه بصورة واضحة (فشلنا) ، واعترافه بالفشل في تسيير الآلية الإقتصادية يحسب له ولا يحسب عليه ، فدخول حميدتي لإنقاذ الإقتصاد السوداني من التدهور كانت بادرة منه لمحاولة تحسين وضع الإقتصاد المتردي في البلاد ، وثانيا أنها ليست من مهامه لكنه فقط حاول المساعدة.

    أما حديث حميدتي عن ان الشعب السوداني "غير محظوظ" فهو كلام مبطن يحوي دلائل كثيرة على عمق الخلاف بين القوى السياسية ، إشارة منه بأن قوى التغيير تعمل من جانب على تصفية حسابات قديمة ، ومن جانب آخر على تمكين نفسها عبر الشريعة الثورية (عشرة سنوات فترة انتقالية) وليس عبر الديمقراطية.


    الحلول

    كما قال الشاعر محمود درويش "لابد من حل لهذا اللغز" ، فإن كان لابد من حل للغز المرحلة الانتقالية فهو يكمن في إعادة رسم الخريطة السياسية مجددا ، أولا باستقالة الحكومة الانتقالية ومن ثم العمل على الإعداد للإنتخابات ، لكن هيهات بأن تتنازل الحكومة الراديكالية عن السلطة قبل تدمير البلاد ووأد الديمقراطية وتشويه صور كل الناشطين والسياسيين وتمزيق الوحدة الوطنية عبر القراي وغيره.


    المعالجات


    1- إيقاف كل النقابات حاليا عن العمل السياسي ، وخاصة تجمع المهنيين لأنه ذراع سياسي يمثل قوى حزبية معينة ولا علاقة له بالثورة من الأساس ، لأنه لا يدافع عن حق المواطنين بل يحمي حكومة حمدوك عبر تمكين جديد. ولم يسعى المهنيين لتكوين المجلس التشريعي بل اكتفى بتجيش عواطف ومشاعر المواطنين بالمنشورات العبثية التي لا تقدم بل تؤخر مسيرة الثورة.

    2- إعادة النظر في القانون الذي ينظم العمل الحزبي في السودان ، باستحداث منصب "مقرر عام الأحزاب السياسية" حتى يقوم بدمج كل الأحزاب داخل مكونين لا أكثر ، على أن تحتوي خطة المقرر العام تنظيم العمل النقابي بصورة شفافة ونزيهة.

    3- إعلان عفو عام عن كل المعتقلين السياسيين ، إلا من مكان متهما بقضية فساد او إحدى جرائم الحق العام.

    4- استدعاء قادة الحركات المسلحة بكل أطيافها وليس الجبهة الثورية فقط ، لعمل إتفاق سلام داخل الخرطوم ومن ثم دمجها داخل الجيش السوداني.

    5- تكوين حكومة تصريف أعمال تقوم بتسيير عجلة الدولة حتى تتم الانتخابات.


    الخاتمة


    لقد تركزت مطالب الفترة الإنتقالية على المطالب السياسية ، بتكوين المجلس التشريعي وتعيين ولاة الولايات ، اي محاصصات السلطة ، ولم يلتفت أحدا من الساسة "كلهم" بتحسين حياة المواطنين ، حتى تردت الأوضاع المعيشية ، وانشق الرأي العام بين مؤيد للحفاظ على أخلاق المجتمع وثقافته ومعارض مؤيد للعلمانية على النهج الغربي. وانشق الصف مرة أخرى بين مؤيد للمجلس العسكري بكل سيئاته ومؤيد للحكومة المدنية بجرمها المشهود في تفريق شمل السودانيين ، وضاع القانون ،واختلف الفقهاء بين سني و صوفي ووهابي ومعتدل وامتزجت شخوص المسرح ، وضاع حق الغائبون (شهداء القيادة العامة) بل وضاع حق الحاضرون ، لأن السياسة علمت الإنسان كيف يهضم حقوق الآخرين ولا يأبه بيوم الدين. تدور السياسة الآن في دوائر مغلقة ومغلفة ولا رأى موحد اتفق عليه المجتمع مثل اليوم "الساسة مجرد مجموعة من الجبناء يبحثون عن مصالحهم الشخصية وليس عن الوطنية كما يدعون". يبحثون عن السيادي والتشريعي والولائي ، لكن لا حديث عن معاش الناس ومعاناتهم في كل البلاد وأطرافها. لم يتخير أحد منهم الاستقالة عن العمل السياسي رحمة بالعالمين ، لانهم نصابين يطمحون في المزيد من الترف والجاه وحب الظهور. لم نرى صورة واحدة حقيقية لسياسي وطني حتى الآن منذ نجاح ثورة ديسمبر. فاليمين متحالف مع الجيش واليسار مع الدعم السريع وأكثر الأشياء سخرية هي تصريحات حميدتي بأن يتكافل الناس ويتشايلوا ويتحدوا ، والسؤال كيف على الشعب أن يأتلف ويتكافل أن لم تكن سلطة الدولة في المقام الأول متوافقة ومؤتلفة!! فإن نظرية سوسيولوجيا الفعل تفيد بأن الشعب كائن عاطفي يتأثر بشكل السلطة الحاكمة ، فإن لم تكن السلطة الحاكمة متجانسة فمن المستحيل ان يتجانس الشعب. كيف تدعون لشئ وتفعلون نقيضه؟!! كيف تدعو الشعب للتوافق وانت مختلف مع المكون العسكري الذي هو من جلدك ولحمك ودمك؟!!

    الكل يدعي الوطنية وخوفه على ضياع الوطن ، لكن لا أحد يقدم إثبات على صدق وطنيته!! وما الفائدة من تكافل الشعب ومازالت السلطة تتصارع على كل منصب؟ إن كان البنيان عملا بدنيا وجهدا فيزيائيا ، فإن الوطنية بنيان اخلاقي والتزام أدبي وعقلي وتجانس فكري وعمل وحدوي وعليك السلام يا وطني وينصرك الله على أعدائك من بني قومك ، ولا سلام على كل أهل النفاق والشقاق والمصالح بينما الشعب حاله يسوء من يوم إلى آخر.


    يوسف نبيل فوزي

    25 مايو 2020























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de