ذكرت منظمة الصحة العالمية قبل ايام ان بعض الدول سجلت في تقاريرها أن 10% من عناصر القطاع الصحي أصيبوا بفيروس كورونا، واشاروا الي انهم قلقون من انتشار الوباء أكثر فأكثر بين أعضاء الكادر الطبي في العالم. وقد حذرت لجنة أطباء السودان المركزية من نزف الكوادر الطبية لعدم توفر أدوات الحماية الشخصية مشيرة لتوقف عدد من المستشفيات نتيجة لحجر جزء كبير من الكوادر بسبب حالات اشتباه أو حالات مؤكدة بكورونا مما يهدد بانهيار النظام الصحي. واعلنت اللجنة عن اصابة 17 طبيب بالفايروس، وان عدد الكوادر المعزولة وصل إلى 400 شخص، نتيجة مخالطتهم للمرضي.
بعض العلماء اكدوا علي ان فيروس كورونا أقل خطورة من الفيروسات التي عرفها العالم خلال السنوات الماضية مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس"، واكدت التحليلات الطبية وجود أشخاص اصيبوا بالفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض المرض وشفاءهم منه دون أدوية، مما يدل علي قوة جهازهم المناعي.
وتوصلت دراسة أسترالية إلى الطريقة التي يعمل بها جهاز المناعة ضد كورونا، وذلك من خلال معالجة مريضة قدمت من ووهان الصينية إلى أستراليا، وخلصت الي أن الجهاز قادر على القضاء على الفيروس بالطريقة ذاتها التي يعمل بها لصد الإنفلونزا العادية. فالمسألة اذن مسألة مناعة، وقد لاحظت ان معظم النصائح الطبية التي تحث علي العمل علي تقوية جهاز المناعة يكون القاسم المشترك بينها هو ضرورة الابتعاد عن السكر.
وتأثير السكر على جهاز المناعة تناولته عدد من الدراسات التي كشفت أن السكر يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ. وذكرت أحدى الدراسات ان استهلاك السكر أدى إلى انخفاض في قدرة خلايا الدم البيضاء على محاربة البكتيريا بمعدّل 50 في المئة. وقد أثبتت دراسات طبية فى كل من المملكة المتحدة وأمريكا وهولندا وألمانيا وبعض الدول الاسكندانفية واليابان، أن تناول ملعقة سكر واحدة يضعف جهاز المناعة بمقدار 50% لمدة 6 ساعات، وان تناول السكر يضعف جهاز المناعة كما أنه يغذى الخلايا السرطانية ويسبب السمنة ومرض السكرى والزهايمر وأمراض القلب، فبعد ساعتين من تناول ملعقة سكر واحدة تقل كفاءة جهاز المناعة فى الجسم إلى النصف ، ويستمر هذا التأثير السلبى لمدة من 6 إلى 8 ساعات ومع ازدياد مايتناوله الانسان من كميات السكر والكربوهيدرات ، فانه يمكن ان يكون عرضة لنوبات برد والتهابات رئوية متكررة والاستعداد لحدوث العدوى بأمراض عديدة. وملعقة سكر في قهوة الصباح، أو شرب كأس من العصير يخلّ بالتوازن الكيميائي الحيوي طوال الصباح. ثم تناول السكر مع الغداء، وتناول السكر خلال وجبة العشاء يجعل جهازك المناعي في فوضى عارمة خلال ال 24 ساعة كاملة!! وقد وجد ان بعض مرضى السرطانات المختلفة عندما توقفوا تماما عن تناول السكريات حدث ضمور للخلايا السرطانية ، وتم شفاؤهم دون اللجوء إلى استخدام العلاج الكيماوى أو الإشعاعى ، ولوحظ ان تناول الفاكهة وليس عصائرها ليس له هذه الآثار السلبية على جهاز المناعة. ونصحت الدراسات كل من يعانى من الإصابة بنوبات برد أو انفلونزا متكررة والتهابات ناتجة عن العدوى، وكذلك مرضى الاورام السرطانية أن يحافظوا على سلامة جهاز المناعة، بالامتناع نهائيا عن تناول السكر للوقاية من هذه الامراض، وعدم الاصابة بامراض الزهايمر والسكرى وأمراض القلب.
ومع ان كثير من الناس خاصة المتعلمين والمثقفين يعلمون بمخاطر واضرار السكر لكن لا نري من يعمل بما يعلم، ولا حتي الاطباء انفسهم الذين هم اكثر دراية من غيرهم، والسبب في هذا اننا - خاصة في السودان وصلنا الي ما يشبه الادمان. فنحن نتناول السكر في شكل قهوة وشاي وبارد قبل الوجبات وبعد الوجبات وبين الوجبات!!! ونحن نكاد نفطم الرضّع علي السكر، ولازال الذين يبيعون العصائر يمدحون عصائرهم بانها "سكر تقيل"، ونري الاطفال في الشوارع يذهبون ويجيئون من البقالات وهم يحملون قوارير المياه الغازية التي تتميز عندنا بكثرة السكر؛ ولذلك انتشر عند الاطفال امراض السكري والسرطان والانيميا، والسودان من اكثر الدول التي تصدر ازائها تحذيرات من منظمة الصحة بشأن تكاثر المصابين بالسكر نتيجة التغذية الخاطئة.
ومسألة الادمان غير مستبعدة فقد اشارت اليها بعض الدراسات، فقد تطرقت صحيفة لوفيغارو الفرنسية للموضوع ذات مرة متسائلة: هل إدمان السكر مثل إدمان الكوكايين؟ هل يكون إدمان السكر خطيرا؟ وتحدث تقرير للصحيفة ان الإجابة ربما تتلخص في أن إدمان السكر يجد أصله في أعمق جزء من الدماغ، حيث تؤثر كل المواد المخدرة. وقالت الصحيفة إنه في عام 2007، أحيا باحثون نقاشا استمر لسنوات بشأن قوة الإدمان على السكر، حيث أكدوا أن إمكانية الإدمان على السكروز (سكر المائدة) أعلى من الإدمان على الكوكايين، ولذلك يقول كثير من الناس إنهم لا يمكن أن يقللوا من تناول السكر، رغم أنهم يعلمون علم اليقين الآثار الضارة على صحتهم.
ولكني اذكر قبل خمسة سنوات انني وجدت نفسي مضطرا الي الاقلاع عن ادمان السكر فانا مصاب بداء النقرس، وتصلبت رجلي نتيجة لالتهاب مفصل القدم وذكر لي الطبيب انه لابد من هبوط مستوي حمض اليوريك في الدم. امتنعت عن كل البروتينات وتوقفت حتي عن تناول الخبز ولم ينخفض مستوي الحمض الي المستوي المطلوب. بدأت اقرأ عن المرض في الانترنت فوجدت ان السكر من العناصر التي تزيد من تركيز حمض اليوريك فتوقفت مرغما عن كل ما يحتوي علي السكر، ولم يمض يومان حتي عاد المفصل الي الحركة. ثم اني واصلت اقلاعي عن السكر حتي اليوم وقد لاحظت انني اصبحت اقاوم الانفلونزا العادية بصورة اكبر حيث انني كنت كثير الاصابة بها، وحتي عندما تصيبني الآن فاني لا اكاد الاحظ ذلك، فالاعراض تكون خفيفة جدا، وربما لا احتاج الا لتجنب الماء البارد؛ كذلك اصبحت نادرا ما احتاج الي استخدام المضادات الحيوية.
انا اتفهم ما يعانيه الاطباء من تردي في بيئة العمل وكذلك الضغوط الاخري مثل العمل المتواصل بالليل والنهار، والتليفونات التي لا تنقطع من الاقارب والمعارف، ولكن لا بد لافراد جيشنا الابيض ان يهتموا بصحتهم، فذلك خير لنا ولهم، وينبغي للادارات الطبية ان تهتم في المقام الاول بصحة الاطباء. آسفني يوما ان رأيت مؤسسة طبية بها قسم لتغذية المرضي، ثم لاحظت ان الاطباء يأتي افطارهم من كافتريا خارجية يرتادها من يأتون لزيارة المرضي، وهي تقدم نوع من الاطعمة قيمته الغذائية اقل مما يصنعه قسم التغذية كما انه اكثر عرضة للتلوث. ما يضير اذا اخذ القسم في اعتباره وجبات الاطباء ومشروباتهم حتي يقدم غذاءا صحيا لمن يمثلون خط الدفاع الاول ضد الامراض والاوبئة.
من المحزن ان نري الطلاب والموظفين بما فيهم الاطباء تقتلهم وجبات "التيك اوي" التي تعتمد علي تناول عصائر ومياه غازية فيكون محتواها من المواد المفيدة قليل جدا، ومعظم محتواها هو عبارة عن السكر- عدونا الابيض. ولا اجد مهربا من الوم الاطباء علي مساهمتهم في الدعاية للسكر والمشروبات الغازية، فقلّما تجد الاطباء وخاصة الطبيبات وايديهم خالية من قوارير المشروبات السكرية، والطبيب عندنا هو القدوة الاكثر اتباعا في المجتمع، فهو موضع احترام من الجميع باستثناء بعض الفاشلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست