وضع خطير جداً تمر به مهنة المحاماة ونقابة المحامين، وإن رسالتي هذه يجب أن تقرأ بتأن شديد. في آخر انتخابات أعلنت نقابة الكيزان عن موعدها، خرج لنا تحالف الشيوعيين، وقرر المشاركة في تلك الانتخابات. كتبنا فوراً وفي حينه، محذرين هذه المجموعة من منح شرعية لنقابة الكيزان عبر المشاركة في تلك الانتخابات. لكنهم أصروا.. وهذا ليس مربط الفرس.. بل أن مربط الفرس هو أن تلك المجموعة، طالبت بتحويل المحامين لجواسيس، يتجسسون ضد بعضهم البعض، وأيضاً، وقفنا ضد هذا الأمر غير الأخلاقي، ورفضناه، لكنهم أيضاً مارسوه، وتم نشر عشرات المنشورات وتقديم طعون ضد زملاء آخرين، استمدت فيها المعلومات من (تجسس) محامي على زميله المحامي الآخر. يا للبؤس... في الوقت الذي تتحالف فيه نقابة الأطباء ضد أي عدوان على طبيب حتى ولو كان الطبيب مخطئاً، ويعلن القضاة إضراباً عند الاعتداء على كرامة زميل لهم. رأينا كيف استخدم الشيوعيون من المحامين أقذر أساليب الاغتيال الأدبي ضد زملائهم المحامين. وللأسف الشديد بدلاً أن تكون نقابة المحامين نقابة قومية، ظلت دوماً تعمل تحت إمرة توجه سياسي معين، وبدلاً عن حماية مصالح المحامين، تحولت لنقابة تضر بمصالح المحامين. ولقد رأينا كيف استدعى النقيب السابق الكوز قوة أمنية ضربت المحامين وفضت احتفالهم الرمضاني في مباني النقابة. فهل توقف كل ذلك السفه بعد الثورة؟ لا يا سادة... لا يا زملاء المهنة... لقد انتصر الكيزان في انتخاباتهم التي منحها صلف الشيوعيين أو تواطؤهم شرعية ما كانوا ليحلموا بها، حينما أعلن التجمع الشيوعي أنه سد منافذ التزوير عبر تشغيل المحامين كجواسيس..وبعد انتصار الكيزان صمت تجمع الشيوعيين صمت القبور. مالذي حدث بالأمس.. قام بضعة محامين بانتهاك أخلاقيات المهنة، ضد زميلهم نبيل أديب، لمجرد أنه كتب مقالاً أثبت فيه عدم شرعية تصرفات لجنة التفكيك. قام الزملاء بالتجسس على نبيل أديب وعلى قضاياه، وبالمخالفة للقانون رفعوا عريضة ضده لمن؟ ليس للنقابة، لأنهم يعرفون أن عريضتهم هذه مضروبة، بل رفعوها للجنة التفكيك. وأخذوا ينشرون أسماءهم (دون حياء ولا خجل) ، وهم يستخدمون عملية اغتيال أدبي لزميل لهم لمجرد اختلافات سياسية. النقابة إذاً يا سادة، لم تنته من عصر الكيزان إلا ودخلت في عصر تشغيل أمن شعبي داخلها لمصلحة فئة سياسية. النقابة أضحت تفرخ جواسيس، بالرغم من أننا لو واجهنا انعدام الأخلاق بمثله، لاستطعنا أن نأتي بمعلومات عن أي محامي وهو داخل غرفة نومه وإنّا على ذلك ورب الكعبة لقادرون. فهل هذا ما يريده المحامون؟.. دعني أولاً أوضح الحقيقة التالية، .. وهي أن الأصل هو أن مهنة المحاماة مهنة حرة، وأما الاستثناء فهو أن يخضع المحامي لمؤسسة نقابية. نعم.. فالمحامون منذ عهد السفسطائيين ما قبل أرسطوا وحتى عهد قريب لم يكن يشترط أن يكونوا من حملة شهادات القانون، ولا الانضواء تحت نقابة تفرض شروطاً على ممارسة المهنة. لكن المجتمعات الإنسانية، تطورت وتعقدت، وأزدادت خطورة المساس بالحقوق والحريات، لذلك كان لابد من تنظيم المهن الُحرة ذات الخطر. كالطب والمحاماة والهندسة المدنية..الخ. ولكي يكون المحامي محمياً من أي تغول على حقوقه، كانت النقابة -أو كان يجب أن تكون- ملاذه الآمن. ولكن ما هي الحقيقة؟ الحقيقة أن النقابة لم تقدم للمحامين أي حماية، ورأينا كيف كان القضاة وأجهزة الأمن يضربون المحامين، والنقابة صامتة. أما الأخطر من ذلك فهو ما يحدث اليوم..وهو أن تتحول النقابة لجهاز تصفية حسابات سياسية كما حدث وسيحدث غداً (نحن نعرف تماماً ماذا سيحدث غداً..صدقوني). هذه النقابة الحالية، نتعامل معها كنقابة (فعلية)، لأنها جاءت بقوة العسكر. إلى حين حدوث انتخابات نزيهة لا تستخدم فيها وسائل الاغتيال المعنوي كالمحاولة التي تمت بالأمس ضد نبيل أديب بلا حياء ولا خجل..ومن قبله أيام الانتخابات السابقة. فحتى النقابة الكيزانية وحتى المحامون الكيزان لم يستخدموا هذا الأسلوب الشيوعي المقرف... أننا لا نتحدث عن ثورة، فالمحاماة مهنة أرفع حتى من ثورات الشعوب بمافيها الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.. ويجب على الزملاء المحامين، مهما كانت اختلافاتهم السياسية ألا يحولوا النقابة لأمن شعبي وأن لا يحولوا المحامين لجواسيس...(ونحن نقول ما نعني ونعني ما نقول). عندما هاجم الشعب كله الأستاذ ساطع لأنه دافع عن مغتصب وقاتل، تصدينا نحن لذلك وبينا أن ما فعله هو التطبيق الصحيح للعدالة والمحاكمة العادلة فألجمناهم. بل حتى الأستاذ نبيل أديب والذي تتم مهاجمته اليوم كان أحد أعضاء تلك المجموعة من اليساريين بالأمس التي تهاجمه اليوم، ومع ذلك ندافع عنه. ونحن في الواقع لا ندافع عن ساطع أو أديب بل ندافع عن شرف المهنة وأخلاقيات رجال القضاء الواقف. لنحظى نحن بذلك بالإحترام اللازم. حدثوني عن طبيب واحد كوز قام الأطباء الآخرون بالتجسس عليه كما فعل محامونا؟ حدثوني عن قاض؟ بل حتى عن سواق ركشة تجسس عليه باقي السواقين.. إنني أدعوا المحامين بأن يحترموا مهنتهم أولاً ورجولتهم ثانيا وأدعوا نقابة المحامين (الفعلية) الحالية للآتي: أولا: تشكيل لجنة تحقيق حول السلوك غير الأخلاقي للمحامين ضد زميلهم الأستاذ نبيل أديب. ثانيا: منع أي (إجتماعات) ذات صبغة سياسية داخل النقابة وأن يكون عمل المقابة مهنيا خالصاً. ثالثا: توجيه تحذير لكل محام من الحديث عن عمل محامٍ آخر (مادام ليس خصماً له في دعوى أمام القضاء) أو التجسس عليه. رابعا: توجيه تنبيه للمحامين جميعهم بعدم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد زميل آخر قبل المرور على النقابة أولاً. خامساً: الاسراع بتحديد مواعيد للانتخابات المقبلة على أعجل ما يكون. سادسا: الزام الزملاء المحامين بإحترام أخلاقيات الزمالة، والتى يتربى عليها السودانيون، تاركين تلك الأساليب القذرة للبيئات التي لا تنتمي لها مهنة المحاماة الرفيعة والراقية بالأخلاق والأدب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست