ما إن بدأ الناس يتنسمون عبير العدالة ، ويشفي الله بعض ما في صدورهم من ظلم بقرارات لجنة التمكين ، وتبدأ ملامح الثورة في الظهور كنسا للفساد وتنظيفا للوطن من أدران الكيزان حتى تحركت الأفعي الكيزانية الخبيثة وأطلت برأسها القبيح ، لتملأ الجو فحيحا نافثة سمها النتن في وجوه الثوار ومتلبسة بمسوح شتي . هكذا ارتعبت فرائصهم خوفا وفرقا من مقصلة العدالة فها هم يعودون لأسطوانتهم القديمة تباكيا على الدين ومتخذين من أبسط الكلام مداخلا للتشكيك في نوايا الناس ووصمهم بالكفر والزندقة وما كلامهم عن غلق المساجد إلا مثالا ، وكذلك هجومهم الكسيح على الدكتور القراى ، ما هو إلا تتبع مقيت لكلام الرجل وقلب للحقائق . وليت الأمر أمر شعارات يرفعونها ولا يؤمنون بها فقط ، بل إدعاءات كاذبة ومحاولات بائسة لجر الناس للخروج على الحكومة مدعين أنها حكومة الجوع ، وعجبا لقوم لا يستحون ولا يعرفون للأخلاق سبيلا ! ولنا أن نوجه الحكومة وننتقدها لأننا منها وهي منا ، ونيتنا خالصة لتستقيم الأمور أما أنتم فكلامكم وأفعالكم مكشوفة ومفضوحة ، وهي لن تزيدنا إلا تمسكا بالثورة وأهدافها . لن نقول فيكم أكثر مما قاله الشعب ، وقد حكم عليكم بالخسران المبين والسقوط في عين كل حر وشريف . من ذا الذي يتمنى رجوعكم ؟ وبأي وجه تريدون الرجوع ؟ هل نحن بلا ذاكرة حتى ننسى فواجعكم ؟ لسنا مجموعة من الرعاع وقطيعا من البهائم تسوقونهم نحو الضلال والعبودية ونطيعكم ولو نجوع أو نعرى ونعيش أحرارا أكرم لنا من أن نجوع ونعرى ونفقد كرامتنا وعزتنا بيدكم . نعرف أيامكم ذقنا فيها كل صنوف الذل والهوان والاستصغار ، ولولا لطف الله بالناس لضاعت البلد ولفررتم لتركيا وقطر ودبي تماما كما ذهب بعض كباركم من اللصوص والقتلة هربا من أن يشرفوا مع إخوانهم في كوبر . عليكم أن تعلموا أن حمدوك وحكومته منا ونحن منهم وقحت تمثلنا وتجمع المهنيين بيتنا ، فإن أخطأوا فهو خطأ اجتهاد ومأجورين إن شاء الله ، ولن نقول لهم كما كنتم تقولون لبشيركم أحسنت في ضلالك ولكن ننصحهم ونوجههم ونقول رأينا بكل وضوح ونحن آمنون مطمئنون ، لا رياء ولا نفاق ، ولا خوف . كنتم تزينون الباطل لقادتكم وتنافقوهم لتنالوا من ورائهم الحظوة وتفتح لكم أبواب السرقة والنهب لثروات البلاد . هكذا كان حالكم فكيف تقارنون هذا بما الناس فيه الآن ؟ هل كنتم تستطيعون النصيحة دعكم عن النقد ؟ ما عليكم إلا أن تسكتوا وإلى الأبد لو كان فيكم بقية من حياء . كسرة : يخطئ من يظن أن إقالة الدكتور القراى – لو حدثت – ستسكت أصوات الباطل أو تكف ألسنة السوء عن النيل من سمعة الشرفاء . فؤلاء يقولنها كلمة باطلة يريدون بها باطلا ، فأرجو ألا يتوهم الناس خيرا في قوم ما عرف عنهم غير الضلال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة