المهدية الوقائع والمسكوت عنه الحلقات 30 و31 و 32 و33 بقلم Tarig Anter

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2020, 11:22 PM

Tarig Anter
<aTarig Anter
تاريخ التسجيل: 03-24-2015
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهدية الوقائع والمسكوت عنه الحلقات 30 و31 و 32 و33 بقلم Tarig Anter

    11:22 PM April, 04 2020

    سودانيز اون لاين
    Tarig Anter-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    هذا جزء من سلسلة مقالات بالعنوان اعلاه وتبلغ 50 مقال بقلم الاستاذ زين العابدين حسن نشرت في اكتوبر 2019 في منتديات سودانيات http://www.sudanyat.net/vb/showthread.php؟t=30097http://www.sudanyat.net/vb/showthread.php؟t=30097

    (30)
    عندما حل يوم 26 يناير1885 م كان السودان كله تقريبا قد صار يدين للمهدي ، عدا بؤر صغيرة في الشرق (سواكن) و في الشمال دنقلا و شمالها لكن كما مر بنا ، ستنسحب العساكر الإنجليزية من دنقلا و شمالها في 15 يونيو1885 لأمور استجدت في السياسة الانجليزية و خشية الانجليز من روسيا على حدودهم في أفغانستان . قبل انسحاب الإنجليز عينوا محمد كنيش حاكما على مروي ، و عينوا سعيد محمد فرح حاكما على الدبة و الشيخ محجوب (كبير خلفاء الختمية) حاكما على السكوت و المحس ، سيذهب ود كنيش بعد رحيل الانجليز مباشرة إلى أم درمان ليبايع المهدي و يحارب معه ، أيضا سينضم سعيد محمد فرح للمهدي ، اما الشيخ محجوب فإنه بقي في بلده حتى ألقى النصار القبض عليه و ارسلوه للخليفة عبد الله في أم درمان فأبقاه اسيرا و مات في الأسر ن هناك ادعاء بأن الخليفة أساء معاملته .
    كلنا تقريبا يعرف أن الحكومة المصرية أرسلت غوردون لمعالجة الوضع في السودان و نعرف كيف تطورت الأحداث لتنتهي بحصار المهدي للخرطوم . أغلبنا يعرف تفاصيل الحصار و نقاط ضعف المدافعين و كيف أنهم لم يستطيعوا مد الخندق عبر 500 متر حتى يتصل بالنيل لأن أعداد العساكر قليلة و كانوا في حالة مزرية من الجوع . و نعرف أن حملة إنقاذ غوردون تأخرت لأسباب كثيرة و أن المهدي كان يراقب مسارها و أنه لما عرف بوصولها لأبي طليح جمع مجلس حربه فأبدى محمد عبد الكريم (أحد أقارب المهدي المخلصين له) رأيه بالهجوم على الخرطوم و أخذها عنوة لكن الكثيرين كانوا يتخوفون أن يصيبهم ما حدث في تجربة مهاجمة الأبيض ، البعض رأى مهاجمة الجيش الإنجليزي القادم لإنقاذ الخرطوم حتى أن المهدي كتب لأبي قرجة يوم23 يناير يأمره بالاستعداد لمهاجمة حملة الإنقاذ مثلما فعل مع هكس ، لكن تغير الرأي تماما و تحول إلى الهجوم على الخرطوم بعد يوم واحد ، أي يوم 24 يناير عندما أتاهم فارا من الخرطوم المحاصرة السنجك عمر إبراهيم . جاء للمهدي السنجك عمر بك ابن الفقيه إبراهيم الملقب بغرة العينين و معه راتبه و رواتب عساكره عن نصف شهر و اطلعهم على حالة الخرطوم و مواطن ضعفها و ترتيب العساكر و مواقعهم و كانوا لا يعلمون عن ذلك شيئا ، فعرفوا أن الخرطوم جائعة و المعنويات منحطة و العساكر قليلة و الخندق لا يتصل بالنيل الأبيض لمسافة 500 متر حيث المياه ضحلة يمكن لجيش المهدي الدخول من خلالها للخرطوم . علم المهدي يوم 25 يناير بخروج الوابورات الإنجليزية من القبة قاصدة الخرطوم فقر رأيه على الإسراع بمهاجمة الخرطوم . عبر المهدي النيل الأبيض من أبي سعد و نزل بالقرب من معسكر النجومي عند شجرة محو بك (الشجرة) و جمع قادته و قال لهم إن سيد الوجود أمره بمهاجمة الخرطوم فجر الغد . اقتحم الأنصار الخرطوم في معركة ربما يعرف اغلبنا تفاصيلها و قادتها لكن ما جرى بعد دخول الأنصار الخرطوم غير متداول في الثقافة السائدة ، فلم تتناوله كتب التاريخ المدرسية و حتى الجامعية و غالبية الكتابات السائدة لا تذكر ذلك . من المؤكد أن مكي شبيكة لن يتطرق له ... (يتجاهل مكي شبيكة كثير من الوقائع و منشورات المهدي ، ربما للظرف الذي كتب فيه كتاباته التاريخية المفيدة) . نلاحظ انه رغم وصايا المهدي بألا يُقتل غردون و ألا يقتل من يستسلم أو من أغلق عليه بيته ، إلا ان ما حدث كان مختلفا تماما ، و لم يعلّق المهدي عليه و لم يوجه اللوم لأحد . أيضا عندما نقرأ منشور المهدي الذي ورد في (الآثار الكاملة 286 ــ 287 محمد إبراهيم أبو سليم ـ جامعة الخرطوم للنشر) عن منع المهدي للأنصار من مس النساء إلا ان ما حدث كان على العكس تماما (البعض يفسر المنشور باعتباره إبقاء النساء حتى يأخذ المهدي و قادته منهن ما يرغبون فيه) .
    الجدير بالذكر أن المهدي بعد سقوط الخرطوم دخلها يوم 30 يناير أي بعد خمسة أيام من انتصاره) و كان القتل و السبي و التعذيب للاعتراف بمكان الأموال قد وصل أقصاه ،عندها أمر بالعفو عمن تبقى من السكان لكنه استثنى الشايقية ... كان قد دعا عليهم عندما جاءه خبر البواخر :"اللهم انصرنا على الترك و أعوانهم من الانجليز و الشايقية."
    كان لانتصار المهدي على غوردون و فتح الخرطوم أصداء عالمية ضخمة ، ففي إنجلترا عم الحزن و الشعور بالانكسار و سيكون قتل غوردون و طلب الأخذ بالثأر ، عاملا مهما جدا في حملة كتشنر فيما بعد ... طبعا كان الأيرلنديون فرحين بما جرى لشعورهم بأنهم تحت الاحتلال الإنجليزي ، و كانت صحافتهم تنشر خبر انتصارات المهدي و هزائم أعدائه ... حتى الماركسيين لم تفتهم الإشارة لتلك الانتصارات ، لكن البعض ألف كلاما و نسبه إليهم من غير ذكر مصدره مثل الدكتور محمد وقيع الله

    (31)
    بعد إنكسار عساكر الحكومة و دخول الأنصار للمدينة وجدوا أن الأهالي قد أقفلوا أبواب منازلهم خوفا من العواقب ، لكن الأنصار كسروا الأبواب ودخلوا المنازل و قتلوا (الكفار) وأخذوا الأموال وسبوا النساء ... يختلف المؤرخون في من قتل غوردون ، بما أن الأمر ليس بذي أهمية لهذه المقالة فيمكن تجاوز الخلاف ، لكن المهم هو أنه قد قُتل و تم قطع رأسه و تم تسليمه للنجومي الذي سلمه للخليفة شريف الذي أتى به المهدي فأرسله المهدي لسلاطين ليتحقق أنه رأس غوردون ، و ثبت أنه كذلك فقام بتعليقه عاليا لمدة ثلاثة أيام ، هذا لا يتوافق مع ما أمربه في منشوره ــ الذي مر بنا ــ عن المحافظة على سلامة غوردون . استسلمت طابية المقرن برفع العلم الأبيض لكن الأنصار دخلوا الطابية و قتلوا قائدها وجنده ... قُتل من أهل الخرطوم حوالي 35 ألف حسب رواية نعوم شقير و 24 ألف حسب رواية إبراهيم باشا فوزي (الخرطوم بين يدي غردون و كتشنر") ....لم يتوقف الأنصار عن القتل حتى أمرهم المهدي بالكف عنه لتبدأ مرحلة جمع الغنائم و الأسرى و السبايا . لعل صاحب رواية (شوق الدرويش) الكاتب حمور زيادة أجاد في وصف معسكر الأسرى و بالذات السبايا ، رغم أن كتابته ذات طابع ادبي لكنها أخذت الجوانب التاريخية في الاعتبار . طاف الأنصار بكل المدينة و دخلوا المنازل واحدا واحدا و أخذوا كل من وجدوه حيا بداخلها و أخذوا الأموال غنائم و جمعوا الأسرى فيما عرف بديم النجومي خارج الخندق و بدأت مرحلة التفتيش والتجريد من كل ما يرون أن له قيمة و لم يتركوا لأي شخص حذاء أو لباس رأس . تُرك أولئك البؤساء حفاة بما يسترهم من الملابس و جعلوهم قسمين ، قسم الأحرار و قسم الأرقاء . أخذوا الأرقاء لبيت المال (باعتبارهم أموالا) ، و فيما بعد كان من العادي إحصاء عهدة بيت المال هكذا : مثلا ورد في وثائق بيت المال : بيان الموجود ببيت المال من الرقيق و المواشي لغاية 1204 : هـ
    رقيق : ذكور 116 ، إناث 115 ،المجموع 231 يوجد بالشونة غنيمة عدد 38 ذكور غفر بالشونة بعضهم مرضان ، 48 إناث بعضهم زوجات و بعضهم تحت التصريف ، المجموع 86 ، هامل : 3 ذكور، 23 إناث المجموع 26 ...و يجمع كاتب الشونة الذكور (116 +38+3) ليكون المجموع 157 ذكور و مجموع الإناث (115 +48 +23) فيكون مجموعهن 186 أنثى ثم يخلص لمجموع البضاعة البشرية الكلي ليكون المجموع (157 ذكور + 186 إناث) = 343 ذكوراوإناثا ... ومع البضاعة البشرية في نفس الصفحة : 5685 ابل غنيمة ، 900 أبقارغنيمة ، 1470 ضأن غنيمة ، 687 ماعز غنيمة ، ليكون المجموع 9085 .(من الطريف سؤال أمين بيت المال للمهدي عن الموقف حيال الرقيق الذي أعتقه "الكفار" منذ زمن طويل و وقعوا في الأسر ، فأجابه المهدي بأن عتق أولئك باطل و أنهم يظلون رقيقا ... بعد الفتح كل شيء تغير حتى عقود الزواج القديمة لم تعد صالحة و لا بد من تجديدها ، مع الحق في عدم التجديد إذا كانت الزوجة جميلة و رأى احد القادة انها تصلح سبية له أو لآخر) ، ذكر ذلك إبراهيم باشا فوزي في مؤلفه الذي سيرد ذكره .
    يجب للإنصاف أن ننوه أنه ليس كل قواد المهدية كانوا قساة في معاملة أعدائهم و نذكر منهم الأمير أبو قرجة الذي اشاد بمعاملته إبراهيم باشا فوزي نائب غوردون و رئيس اركان حربه ، الذي وقع في الأسر ، يصف عذابه المهول و عذاب من رآهم و بعد سلسلة من العذاب و الاستنطاق و الجلد أخذوه للأمير ابو قرجة الذي أحسن معاملته و استضافه ليلتين في منزله (لكنه لم يسمح له بالأكل معه لأنه لم يبايع المهدي) ... بقي إبراهيم فوزي في الأسر قرابة الأربعة عشر عاما حتى قدوم كتشنر الذي فك أسره و رجع إلى القاهرة و قام بتاليف كتاب (السودان بين يدي غردون و كتشنر) و هو من المؤلفات الهامة عن المهدية ، (لم يرد اسمه في الحلقة الأولى ضمن المراجع لأن الحلقات تمت كتابتها قبل زمن طويل و لم اقم بتنقيحها كلها ، و بالتالي لم تتم إضافة المراجع التي اطلعت عليها بعد كتابة تلك الحلقات) ...

    (32)
    نعود لأسرى وسبايا الخرطوم . بعد اخذ الأرقاء لبيت المال تم تقسيم الأحرار لقسمين ، قسم للرجال وقسم للنساء و أخذوا من النساء الأبكار و الجميلات و تركوا الباقي ، الأبكار و الجميلات ذهبوا بهن للمهدي فاختار منهن عشرين سبية في رواية (و هي الرواية المرجحة لدي) ، و في رواية أخرى ثلاثين و أرسل الباقيات إلى الخلفاء كل منهم من رغب فيهن و تم توزيع الباقي على الأمراء حسب درجاتهم و تركوا النساء العجائز و غير الجميلات . اكتشف الأنصار بين الرجال فرج باشا الزيني و سرور بك الذين تم اعدامهم حسب أوامر المهدي بعد إجبارهما على الكشف عن أموالهما تحت التهديد بالجلد ، و اكتشفوا حسن بك البهنساوي الذي تم تجريده من أمواله بنفس الصورة و أخذوا نساءه سبايا تحت عينيه و اتخذ المهدي ابنته زوجة (سبية) له ... تُرك الأسرى بلا قوت حتى مات بعضهم بالجوع ، اضطر باقي الأسرى للتذلل و الرجاء للمهدي الذي أمر بصرف نصف قرش لكل واحد في اليوم مما جعل أغلبهم يرضى بالعمل في أي مهنة لتجنب الوقوع تحت غائلة الجوع ... ذكر سلاطين الذي شهد معركة الخرطوم وقائع عن التعذيب رهيبة جدا منها تعذيب النساء في الأماكن الحساسة بطريقة قال عنها إنه لا يمكنه وصفها ... الروايات الشفهية التي يرويها أحفاد من ذاقوا ويلات التعذيب تعضد روايات المؤرخين (طبعا مكي شبيكة لا يذكر ذلك و لا تفاصيل كثير من الوقائع) .
    لعل المقالات العديدة التي تم نشرها توضح جانبا من ذلك ، مثلا نُشر في صحيفة الراكوبة الالكترونية مقال بعنوان : (مجازر المهدية بعيون الحاضرين) بتاريخ 23 أغسطس 2016 نقتطف منه : (...عند سقوط الخرطوم في يد المهدية .. اصدر الخليفة قرارا بالكف عن القتل و إخراج السكان من منازلهم بملابس النوم و أمر آمين بيت المال الحاج خالد العمرابي بالوقوف على باب الخندق لتفتيش كل خارج من سكان المدينة الذين أُمروا بالبقاء في بقعة بين الخندق و معسكر ود النجومي معرضين للبرد القارس ليلا و الحر المحرق نهارا و استولى الدراويش على المنازل ، و في اليوم التالي بدأوا بتعذيب الناس حيث يستدعون صاحب المنزل و كبار أفراد عائلته الى منزل الأمين و يبدأون مكالمته بقولهم : (حيث انك كفرت بالله و رسوله و حاربت المهدي فقد أهدر الله دمك و حرم مالك عليك و صيره حقا للمهدي عفا عن دمك و لا سلامة لك في الدنيا و الآخرة إلا بتسليم جميع أموالك حتى الخيط و المخياط ..) ، و من لن يذعن و لم يسلم فأمر بضربه الف سوط و للمرأة نصفها ، و توثق يداه و رجلاه و يلقى على الأرض و يصب الماء البارد عليه في الليل . ترك الناس في العراء و جمعت الاموال و الأمتعة في بيت المال. و من الحوادث التي وقعت يوم سقوط الخرطوم ان رجلا اسمه (كريب) من اقارب المهدي و هو من حراس الخليفة شريف الذين يطلق عليهم الملازمية و معه نحو عشرة من اقاربة دخلوا منزلا لرجل اسمه إبراهيم له سبعة أخوة فقتلوا الثمانية و فتشوا المنزل فلم يجدوابه مالا و كان لإبراهيم غلام في التاسعة من عمره فاخفته أمه و نساء اعمامه في وسط الأمتعة خوفا عليه من القتل فعثروا عليه في أثناء التفتيش و أخرجوه ، فتراصت أمه ونساء أعمامه السبعةعلى أقدام كريب و بقية الدراويش و قلن أمان والده و أعمامه السبعة قُتلوا نسألك بالمهدي أن تترك الصبي فقال لهن كيف نتركه و نحن لم نجد في بيتكن ذهبا و لا فضة و كلكن نساء مسنات ليس بينكن من تميل النفس إليها. ثم صاح برفاقه و قال قطعوا الصبي ثمانية قطع و اتركوا لكل واحدة قطعة و لم يتم هذا البلوى كلامه حتى تناول رفاقه الصبي و قطعوه ثمانية قطع و القوا لكل منهن قطعة. و هذا واحد من آلاف الحوادث المماثلة التي حصلت. و اخذ النساء سبايا و ارسل أمين بيت المال بنحو الف عذراء من بنات الأعيان فاختار المهدي ثلاثين منهن ( انتهى المقال المنشور في الراكوبة (قمت بتصحيح بعض الأخطاء الإملائية ... في الحقيقة أصل هذه المقالة ورد بالنص في كناب إبراهيم باشا فوزي المذكور اعلاه) ، و قد روى إبراهيم باشا فوزي في مؤلفه المذكور حوادث شنيعة مثل هذه ، منها أن امرأة أحد السناجك ممن كان من المفترض ان تكون ضمن سبايا الخليفة عبد الله ، رفضت قبول ذلك و تم تعذيبها و بقت على موقفها فانتحرت للخلاص من الخيارين : قبول الوطء أو التعذيب) ، كذلك روى أن امرأة الشيخ محمد السقا شيخ القراء في الخرطوم ضربت و استمر تعذيبها ستة شهور لامتناعها عن تسليم نفسها للخليفة عبد الله ... يقدر إبراهيم باشا عدد النساء اللاتي سُبين بما لا يقل عن 35 الف فتاة و يقدر نصيب أصغر أمير من السبايا بما لا يقل عن عشرين فتاة . كان يتم ذلك بأوامر من المهدي او أحد الخلفاء أو أمين بيت المال و يتم تسجيل ذلك على نحو دقيق ، فيُسجل اسم الفتاة و ابيها و اوصافها و من صارت ملك يمينه و انه يحل له وطئها او بيعها ما لم تصر أم ولد (و من يجدوا عنده من اتباع المهدي امرأة ليس لديه أمر بالبيانات المذكورة ، تصادر أمواله و يُعامل معاملة السارق) .. انتهى ما اقتبسناه من إبراهيم باشا فوزي ..
    تختلف أرقام الضحايا و السبايا اللاتي اختارهن المهدي او خلفاؤه او قواده اختلافا يسيرا لكن تتشابه الوقائع .

    (33)
    لاكتمال الصورة سنتعرض لزوجات المهدي و سباياه .. أورد نعوم شقير في مؤلفة تاريخ السودان ، الذي كما مر بنا حققه استاذنا المرحوم الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ،طبعة دار الجيل ببيروت 1981 ما نصه على الصفحتين 608-609 ما يلي :
    ... .. فقد مات عن نحو 100 امرأة منهن أربع شرعيات عرفن بأمهات المؤمنين و الباقيات سراري و قد حُبسن في منزله بأم درمان ولم يُسمح لهن بالزواج إلى ما بعد الفتح فأطلق سراحهن .... نساؤه الشرعيات هن : فاطمة بنت أحمد شرفي التي تزوجها في الخرطوم قبل المهدية وتوفيت في قدير . و عائشة بنت أحمد شرفي تزوجها في الأبيض بعد وفاة أختها . و فاطمة بنت حاج ابنة عمه تزوجها في كرري قبل المهدية. و فاطمة بنت حسين الحجازي تزوجها بشات قبل المهدية . و عائشة بنت إدريس الفلاتي تزوجها بقدير .
    أما سراريه فقد استقصيت أسماء 63 منهن و أشهرهن من سبايا كردفان :
    أم الحسن أخت أحمد بك دفع الله ، و عائشة بنت حاج أحمد برير ،و زنوبة بنت خورشيد كاشف ، و كنانة سرية الزبير ود ضوه ، و نظيفة و نجل الجود سرية محمد بك الشايقي ،و مدينة سرية يوسف الشلالي .
    و من سبايا الخرطوم :
    آمنة بنت أبي بكر الجركوك (و التي قُتل أبوها و زوجها في معركة الخرطوم و أصبحت ملك يمين المهدي رابع يوم أو خامسه بعد المعركة أي يوم 30 يناير ، و ذلك عندما زار المهدي بيت الجركوك و فكّر في اتخاذه مسكنا و أراه لها امين بيت المال و قد كانت تزوجت قبل أسبوع من ذلك و كانت تتميز بجمال أخاذ) ، و آمينة بنت أبي السعود بك العقاد ، و الشول بنت يوسف بك مدير فاشودة ، و فاطمة بنت حسين مسمار ، و زينب بنت حسن بك البهنساوي ، و فاطمة بنت النور بك ، و نزهة بنت محمد بك سليمان الشايقي ، و آمنة بنت أحمد شجر الخيري ، و زينب بنت يوسف باشا الشلالي ، و زينب بنت أخته .
    و من سبايا الجزيرة :
    النعمة بنت الشيخ القرشي ، و السرة بنت محمد ولد البصير (استدرك أبو سليم في تنقيحه على نعوم شقير وضعه للنعمة بنت الشيخ القرشي و السرة بنت محمد ود البصير كسبايا في حين هما من ضمن زوجاته) ، و زينب زوجة حمد التلب ، و مقبولة الدارفورية (والدة السيد عبد الرحمن) ، و مأمونة الحبشية ، و قبيل الله النوباوية .... يبدو أن الدعوة إلى الزهد لا تشمل الزهد في النساء و الاكتفاء بزوجة أو حتى أربع .
    أورد إبراهيم باشا فوزي في مؤلفه المذكور رواية مشابهة لرواية نعوم شقير عن زوجات و سبايا المهدي ، الروايتان تلتقيان مع الكثير من الثقافة الشفاهية المتواترة التي ينقصها الإحصاء الدقيق .
    لم تتح الأقدار للمهدي أن يستمتع بسباياه كثيرا فبعد أقل قليلا من خمسة شهور من فتح الخرطوم مرض المهدي بحمى يختلف المؤرخون في كنهها فنعوم شقير يقول إنها السحائي ، و يقول إبراهيم باشا فوزي إن الأطباء الموجودين حينها شخصوها بانها تايفويد و هو ما يتفق مع راي الغالبية ، و ذلك يوم الأربعاء 4 رمضان 1302 هـ الموافق 17 يونيو 1885 واستمرت حتى يوم 9 رمضان الموافق 22 يونيو حيث توفي ، اتهم بعضهم بنت الجركوك محظيته الأثيرة بتسميمه ، لكن أهله شدوا لحيته و تفحصوا جثمانه فلم يجدوا أثرا للسم (بمقاييس ذلك الزمان) . قام أقاربه حسب أوامر الخليفة عبدالله بحفر قبر له في مكان فراشه و أمّ خليفته صلاة الجنازة و دفن عند الظهر و بايع الناس الخليفة عبدالله على خلافة المهدي لتُفتَتح صفحة جديدة في تاريخ السودان .


























                  

04-08-2020, 04:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهدية الوقائع والمسكوت عنه الحلقات 30 و31 (Re: Tarig Anter)

    ورغم كتاب منشورات المهدية وكتاب نعوم شقير ومذكرات بابكر بدري فإن
    البعض يصر على أن تاريخ المهدي هو تاريخ الدولة الوطنية!!!!!!!!!!!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de