حان الآن تغيير دفة الواقع السياسي المفروض علينا منذ الاستقلال، وحان الوقت لحكم المهمشين، لا مناص من ذلك. لقد اقتربت حكومة حمدوك من نهايتها، ولو قرر البرهان تولى السلطة هو أو قوش فسوف نسقطها كما اسقطنا البشير وكما سنسقط حمدوك. حان الوقت لإنهاء مهزلة بلادة حكم هؤلاء الفاشلين الذين أفشلوا معهم الدولة نتيجة رواسبهم النفسية تجاه كل من لا يشبههم. لقد فشلوا بل وهاهم يستمرون في ذات خط أجدادهم، الإستحواز والتعامل مع الآخرين كتابعين لهم. هذا لن يحدث البتة ولذلك يتفاوضون في جوبا مع اللاهثين حول منصب أو وظيفة وسوف يفشلون كما فشل خَلَفَهم من الكيزان. لأن الحلول الجزئية تجلب النحس لا الحل النهائي الناجع. لقد أدركنا منذ اول يوم تم تسليط الأضواء على هذه الشرزمة التي لا تفقه شيئاً، بأنها ليست سوى استمرار للماضي. وأدركنا أن حلمنا بحكم جميع السودانين لدولتهم قد تم اجهاضه. نفس الوجوه تريدنا ان نكون مؤذنين في مساجدهم..هيهات هيهات.. حان الآن دورنا في تكوين نخبة جديدة كل الجدة، تمتلك خبرات كافية لوضع الدولة في المسار الصحيح. نحن لن نحولها لا لمدنية ولا لعسكرية، فوجود نجوم على الكتف أو عدم وجودها ليست القضية، إنما القضية هي أن من يحكم يجب أن يكون خاضعاً بالكامل، وبدون قيد أو شرط لحكم الدستور. ليست مدنية ولا عسكرية، بل دستورية فقط. أما وظيفتك، رتبتك، انتماءك، قبيلتك، لونك، فهذا لا شأن به أبداً. إن الروح الفاسدة التي أدارت بها طغمة كفاوات القحاطة هي التي انتجت الواقع الراهن. الوضع البائس، حين احتكرت كل شيء، وبدأ احزاب ذات أغلبية إثنية معينة تمارس ذات تمكين أبناء عمهم الكيزان السابقين. لا ورب الكعبة... فبيننا وبينهم حق مسلوب لابد أن ننتزعه ولا ضاع حق من ورائه مُطالب، إن وظفوا مليشياتهم التي يسمونها جيش، فسنوظف نحن مليشياتنا، ولن يهنأوا بها يوماً واحداً. إما أن يأخذ الكافة حقوقهم أو لا حقوق لأحد فوق أحد ولا اكثر من أحد. لن نقبل بصلاح قوش أو حتى أي وجه جديد منتمٍ لهم...لقد آن لنا أن نتحدث، فهم يتكالبون تكالب الكلاب على اللحم، يظنون أنهم قادرين على الاستمرار ودفع الآخرين عن فريستهم. لم يروا شيئاً بعد..ونحن لو قلنا فنعني ما نقول ونقول ما نعني..وحين نعني ما نقول نفعله، وحين نفعله فليتقوا حينئذٍ فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منهم خاصة. هذا البلد ليس سيارة ملاكي، هذا البلد إما أن يكون للجميع (وبالدستور) وإلا فلن يكون لأحد. هاهم الخونة والعملاء يستجيرون بأمريكا لتحميهم كما استجاروا بها في عهد المهدية، ولكنهم لا يدركون أن ذلك كان زماناً قد ولى بكافة خصائصه وعناصره ومحدداته. فنحن اليوم في عالم مبني كله على مبادئ حقوقية..انتهاكها ولو بالتمني، يكون مكشوفاً أمام العالم. والعالم مفتوح على مصراعيه. هم عملاء وخونة ويتناصرون مع بعضهم البعض ويحاولون تشتيه الكورة وتشتيت انتباهنا عبر احاديهم الساذجة عن الدولة العميقة، وما هي الدولة العميقة هي دولة أبناء عمومتهم فعلى من يضحكون، بل الأنكى من ذلك هي بلادتهم، والسبب في بلادتهم، أن كل من يتخذ قراراً بدوافع غير شريفة سوف يكون قراره خاطئاً وملوثاً منذ بدايته. كنت أدرك تماماً أنهم سيصلوا لهذه المرحلة وستخرج كل قراراتهم خاطئة لأنها مؤسسة على دوافع الاستحواز والإقصاء. وما بني على باطل لا يُنتج إلا باطلاً، ومن المستحيل، أقول من المستحيل أن ينتج الخطأ صواباً، ومن المستحيل من المستحيل أن تنتج جريمة السرقة ملكاً خالصاً للسارق فتنتفي الجريمة بعد أن وقعت. لقد منحناهم الفرصة الكافية للتصحيح، ولكن عقولهم وافئدتهم أبت إلا أن تعمه في الغي، خوفاً وذعراً، وقد آن أوان التغيير. واسمعوها مني، وأعيدوا سماعها بعد حين... تلك الأيام يداولها الله بين الناس..وهو على كل شيء قدير..والأيام القادمات لنا شاءوا أم أبوا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة