من هو التكفيري؟! ومن هو الذي يرد على التكفيريين؟ بقلم خالد الحاج- رفاعة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 03:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2020, 01:02 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من هو التكفيري؟! ومن هو الذي يرد على التكفيريين؟ بقلم خالد الحاج- رفاعة

    01:02 PM April, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"

    ما هو الكفر؟:
    كفر الشيء يعني غطاه وحجبه.. والكفر شريعة، هو تغطية الله تعالى وحجبه.. ووجود الكفر ليس وجود حقيقة!! وإنما هو وجود شريعة، وجود حكم عقلي.. في الحقيقة الكفر مستحيل!! لاعتبارات عديدة منها، أن الوجود كله في الحقيقة، مسلم لله طائع له، الكافر في ذلك، والمسلم، سواء.. والآيات في هذا الصدد عديدة، منها مثلاً قوله تعالى: "أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ".. فالله تعالى أخطر وأجل من أن يحيط بما عنده أحد.. كما أنه أخطر وأجل من أن ينكره أحد، أو يحجبه أحد، بصورة تامة.. فمن كفر، قد حجب الله بتنزل من تنزلاته.. وهو في كفره هذا، مظهر لاسم من أسماء الله، هو (المُضِل).. ولله تعالى يرجع الهدى والضلال "فمن آمن فقد آمن بقضاء الله وقدره، ومن كفر فقد كفر بقضاء الله وقدره"..
    والكفر حكم شرعي، مرحلي، دخل لحكمة، هي أن يطيع الناس الله عن قناعة، ورضا.. وهذا هو إسلام البشر، الذي يقع فيه الإيمان والكفر.. أما الإسلام العام، إسلام الأمر التكويني، فليس به عبرة، وإنما العبرة بإسلام العقول، التي تملك شريعة أن تطيع أو تعصى.. هذه الميزة هي ما تميز البشر على سائر خلق الله.. فالأبالسة ضربت عليهم المعصية، والملائكة ضربت عليهم الطاعة.. أما البشر فقد أعطوا حق أن يطيعوا أو يعصوا.. أعطوا (حق الخطأ).. وبذلك تميزوا عن سائر خلق الله، وأصبح الباب أمامهم مفتوحاً للتطور في مراقي الإيمان، إلى غير حد..
    ثم إن الكفر حكم شرعي مرحلي، لأن جميع البشر في عالم الملكوت، شهدوا لله تعالى بالربوبية، ولأنفسهم بالعبودية.. يقول تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ".. (بلى شهدنا) هذه قالها كل إنسان، ولكنها نُسيت، فهي موجودة في القلوب، ولكن غطى عليها الرين، من أن تنعكس على العقول، وبذلك حجبت أو كفرت.. ومن هنا جاء الكفر.. والعمل في الدين كله، هو من أجل رفع هذه الحجب، لنصل إلى الحقيقة.. ومن عجز عن أن يصل بعلمه، فالعذاب هو البديل.. وحكمة العذاب هي أن يرد الناس للطاعة..
    والله تعالى متكفل بهداية الناس، فهو تعالى يقول: "إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى".. وما على الله لا بد كائن، فإن لم يكن في الأولى، سيكون في الآخرة، وما من ذلك بد..
    ففي الحقيقة الوجود كله طائع، مسلم لله فكل دابة في الحقيقة هي، على السراط المستقيم "إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".. وكل فرد بشري لا بد له من الهداية، وسيكون على السراط المستقيم.. يقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
    أيها العقـل الذي قد حار في إدراكه * لا تعاند أنت مملـوك وفي تصريفه
    كم إلى كم أنت عنه في التهاء، بل به * أنت مشغـول، ولا تدري، فقد ألهاك هو
    وعلى ذلك الكفار مؤمنون!! الكافر، ليس هو عديم الإيمان، وإنما هو من زاد كفره على إيمانه، فنسب إليه.. يقول تعالى: "وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً".. ويقول: "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً"..
    ثم إن هذا الدين – الإسلام – موعود بالانتصار، بالصورة التي لا تجعل على الأرض إلا من يشهد شهادة الإسلام.. يقول تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا".. الله هو الذي ينصر دينه، وليس نحن البشر، لا داعش ولا إخوان ...الخ.. "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".. فالموفق هو من يوفقه الله باستخدامه الاستخدام الصالح في نصرة دينه.. والمخزي، هو من يستخدمه الله تعالى في تشويه دينه، وهذا أوضح ما يكون عند جماعة الإسلام السياسي اليوم..
    سيقولون: ولكن ماذا نفعل!؟ هل نظل ساكنين بلا حراك لنصرة الدين!؟ لا!! أنصروا الدين في أنفسكم، هذا هو واجبكم الذي تركتموه.. أما نصرة الدين في الآفاق، فهذا عمل الله تعالى وحده، وليس لأحد فيه نصيب، إلا الفضل!! فأنتم تركتم واجبكم، وذهلتم عنه، ثم ذهبتم تَدَعُونَ لأنفسكم ما هو لله!!
    الأمر البديهي هو: الدين لن يقوم في الأرض، إلا بعد أن يتأذن الله، ويبعث من يخصه بإذنه.. خلاف هذا الأمر مستحيل!!
    ولكن الطاغوت، يفعل ويفعل.. ولن يتركنا نعمل لنصرة دين الله!! هذا ما يقوله الأخوان المسلمون بالضبط.. هذا الطاغوت لم يجيء اليوم.. وهو ليس خارجاً من إرادة الله.. فهو أراد أو لم يرد يعمل لنصرة دين الله "ولله جنود السماوات والأرض".. روح الهزيمة هذه، تجيء من أنكم تربطون أمر الله، بأنفسكم، وليس لكم من الأمر شيء.. وإذا رددتم الأمر إلى الله، فهو لا تغيب عنه غائبة، ولا شيء مفلت من تدبيره، وهو غالب على أمره.. أمره هو وليس أمركم أنتم!!
    الكفر بين الأصول والفروع:
    لقد بدأ نزول القرآن بمكة، وبعد الهجرة للمدينة جاء القرآن المدني.. والاختلاف بين القرآن المكي والقرآن المدني، ليس فقط مكان النزول، وإنما في مستوى الخطاب.. ففي مكة كان القرآن يخاطب الناس على أساس أنهم أحراراً، ومسؤولين عن حق الحرية، ويمنع الوصاية عليهم، فيقول مثلاً: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ".. فكان حق الحياة وحق الحرية مصانان، في هذا القرآن.. وقد نُهى النبي صلى الله عليه وسلم، على كماله، من أن يكون وصياً على الناس.. ولما عجز الناس عن تحمل مسؤولية الحرية، وآذوا المسلمين وقتلوهم، مثل ما حدث لآل ياسر، صودرت منهم هذه الحرية، وتمت مخاطبتهم بالقرآن الذي هو في مستواهم، وكان ذلك بعد الهجرة، وبعد أن تأمروا لقتل النبي، فأذن للمؤمنين بالقتال، "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".. ثم تنزلت آيات الفروع بالمدينة واعتبرت ناسخة لآيات الأصول، وعليها قام العمل.. فجاء الجهاد بالسيف، الذي قام على آية "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".. وعليها قام الحديث: "أمرت أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا ألاّ إله إلا الله، وأنّ محمدا رسولُ الله وأن يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا عصموا مني أموالهم ودمائهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله".. جاء الجهاد بالسيف، وغرضه: أن تكون كلمة الله هي العليا.. وجعل النبي وصياً على الأمة، والمسلمون أوصياء على غير المسلمين، والرجال أوصياء على النساء.. وبذلك، صودرت الحرية، والحقوق التي كانت في مكة، بما يناسب الناس في ذلك الوقت.. ولم تصادر الأصول إلا بعد أن ثبت بالتجربة الطويلة، أن الناس لم يكونوا في مستواها، ونزل لهم إلى مستواهم.. وكانت بداية الخطاب بالأصول، لأن الوضع الطبيعي أن يعطى الناس حقهم في الحرية، ولا يصادر عنهم هذا الحق، إلا بعد أن يثبت عملياً عدم تأهلهم لاستحقاقها..
    نحن يعنينا موضوع الكفر.. ففي مكة كان الكفر حق للإنسان، إن شاء كفر، وإن شاء أسلم.. أما في المدينة، فصودر هذا الحق، بعد أن ظهر عملياً أن الناس لم يرتفعوا لمستواه، فنسخ وأرجئ.. والنسخ هو إرجاء للحكم، والآيات المنسوخة موجودة في المصحف، تنتظر الوقت الذي أرجأت له، لتطبق، فقرآن مكة هو الأصل، لأنه أدخل في التوحيد، وأكثر تحقيقاً لكرامة الإنسان.. وتحقيق كرامة الإنسان هو غرض الدين..
    لقد أصبح عندنا مستويين من الخطاب: خطاب يقول: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ".. هنا الكفر والإيمان من حق الفرد "فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ"، لا وصاية عليه من أحد.. وهذا يقوم على أصل التوحيد، لأن الكفر والإيمان في الأصل– في الحقيقة - من عند الله وحده.. كما أنه يقوم على كرامة الإنسان، بإعطائه حق الخطأ، ووضعه أمام مسؤوليته.. وقلنا إن الحكمة من حق الخطأ، أن الله تعالى يريد للإنسان، أن يُسلم عن رضا وقناعة..
    ومن الجانب الآخر، في القرآن المدني، صودر هذا الحق، فلم يعد للإنسان الحق في أن يكفر، وإذا كفر يقاتل.. وإذا كان من أهل الكتاب، إما أن يعطي الجزية عن يد، وهو صاغر، أو يُقَاتل..
    واضح لأيّ إنسان، أن وقتنا الحاضر، تناسبه أصول القرآن، والفروع في حقه في حكم المستحيلة..
    نريد أن نصل إلى أن داعش وجماعات الإسلام السياسي المختلفة، يبنون على الشريعة – فروع القرآن.. وهم بذلك، يعملون على نقل الشريعة إلى غير وقتها.. صحيح أنهم حتى الشريعة شوهوها بصورة فظة.. والسبب الأساسي في هذا، أن الشريعة في موضوع مثل الجهاد بالسيف، من المستحيل أن تطبق في وقتنا الحالي، لأنها ليست مراد الله بالأصالة، ولأن الله هيأ الأرض للأصول، فلا يصلح غيرها.. والذين يعارضون داعش والهوس الديني، من المسلمين يكادون كلهم، لا يتعرضون للجهاد بالسيف الذي تبني عليه داعش وأخواتها.. وهذا تهرب ضار جداً، وبعيد عن مواجهة القضية، في مستواها.. القضية هي: هل المطلوب، إقامة الشريعة الإسلامية، بكل صورها، في وقتنا الحاضر؟ هل الجهاد، كما هو في الشريعة، تشريع مرحلي للقرن السابع الميلادي، أم هو تشريع الإسلام الدائم؟
    يكاد كل الذين يعارضون داعش والإسلام السياسي، من المسلمين، ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية، بكل صورها، وهؤلاء، لا خلاف مبدئي بينهم وبين داعش، وهم عملياً رصيد لها، وإذا ذهبت داعش يأتي منهم من يقوم مقامها!!
    فلنحصر أنفسنا في التكفير والجهاد بالسيف.. هل حسب الشريعة، الفرق الإسلامية المختلفة، كفار، وتجب مجاهدتهم بالسيف؟
    الأمر واضح جداً، أن هذا الإدعاء باطل، شديد البطلان بداهة.. فالشريعة حددت بوضوح، من يقاتلون، ومن لا يقاتلون، وقد أوردنا الحديث: "أمرت أن أقاتل الناس ...الخ".
    الفرق الإسلامية التي تحاربها داعش، كلها ممن يشهدون أن (لا إله إلا الله) ويقيمون الأركان، وليس في الحديث أي إشارة للتحاكم إلى الطاغوت، التي يتحدث عنها الأخوان المسلمون، ولا إشارة للحكم الزمني!! وفي الشريعة، المنافق، طالما أنه يسلم الإسلام الظاهري، هو مسلم، ولا يحق لأحد أن يقول عنه خلاف ذلك..
    فزعم سيد قطب وإخوانه، وداعش وصحبها، تكفير المجتمع تكفيراً يوجب قتاله بالسيف، زعم باطل، وضلالة تقوم على الخروج الواضح على الشريعة.. وهو كذب مفضوح، فإذا كانوا صادقين في دعواهم، لجاهدوا الكفار وأهل الكتاب – ليس أهل الكتاب الذين في العالم الإسلامي – وإنما أهل الكتاب، في دولهم، يقول تعالى: "قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"..
    فهم لم يقاتلوا أهل الكتاب هؤلاء، ولا طلبوا منهم جزية، فمن لا يُقاتل حسب الشريعة، هم قاتلوه، وقتلوه، ومن يُقاتل حسب الشريعة، هم تركوه!!
    في الواقع، وحسب الشريعة، النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن مقاتلة، من ينطق بالشهادة!! وحديث أسامة بن زيد مشهور، فقد جاء فيه: "بعثنا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سرية إلى الحرقات، فنذروا بنا، فهربوا، فأدركنا رجلاً، فلمّا غشيناه قال: لا إله إلاّ الله، فضربناه حتى قتلناه، فذكرته للنبي فقال: "من لك بلا إله إلاّ اللّه يوم القيامة؟" قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّما قالها مخافة السلاح والقتل، فقال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ؟ من لك بلا إله إلاّ الله يوم القيامة؟" قال: فما زال يقولها حتى وددت إني لم أسلم إلاّ يومئذ".. فنقول لداعش وجماعات التكفير، ومجاهدة المسلمين: من لكم بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ بل من لكم بالصلاة والصيام والزكاة والحج، يوم القيامة!!
    وفي حديث ذو الخويصرة، عندما قال للنبي: أعدل!! "قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه!؟ قال رسول الله: لا.. ولعله يكون يصلي.. فقال: أنه رب مصل يقول بلسانه، ما ليس في قلبه.. فقال رسول الله: إني لم أُؤُمر أن أنقب قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"..
    الأحاديث الواردة عن نهي التكفير عديدة.. منها مثلاً حديث مسلم: "أيما امرؤ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال أو رجعت إليه".. وفي حديث آخر: "من قذف مؤمناً بكفر، فهو كقاتله".. ولكن الداعشيين يرمون عموم المسلمين بالكفر، فيقتلونهم بذلك، ثم هم يقتلونهم حسياً، ويستبيحون أموالهم وأعراضهم، بوصفهم كفاراً أسروا في حرب جهادية، كما يزعمون..
    المهم أنه في الشريعة، مجرد قول لا إله إلا الله، باللسان، يعصم صاحبها من أن يقتل، دون أي مجال للتأويل، أقالها صادقاً أم لا.. ومن ينطق الشهادة، لا يُكَفَر بذنب، قال المعصوم: "كفوا عن أهل لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب"..
    الشاهد أن جماعة الإسلام السياسي، والتكفيريين السلفيين، يكفرون المسلمين، تكفيراً يستبيحون به دماءهم.. ويسفكون دماء المسلمين، في حرب واسعة، تشمل العديد من دول العالم، ويهينون كرامة الإنسان المسلم، باتخاذه رقيقاً يباع في الأسواق.. وهم في حربهم هذه، لا يَعُفُون من قتل الشيخ، ولا الطفل البريء.. ويتم كل هذا باسم الإسلام والجهاد الإسلامي، والإسلام منهم براء، والجهاد منهم براء!!
    أدب الجهاد:
    الحرب الحديثة، بحكم طبيعتها، لا يمكن أن تكون حرباً جهادية.. فالسلاح الحديث، من المستحيل السيطرة عليه بالصورة التي يقتضيها الجهاد، وأدب الجهاد.. فلأن الأمر دين، كان الأصحاب في جهادهم، شديدو الحرص، على أن يكون جهاداً في سبيل الله.. وكانوا كثيراً ما يسألون الرسول، حتى يتبينوا صحة جهادهم، فيقولون: "الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فيجيبهم المعصوم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله".. ويسألون يا رسول الله: أرأيت رجلاً يلتمس الأجر والذكر ماله؟ ويجيبهم الرسول: لا شيء له!! ويكررها ثلاثاً، ويزيد موضحاً: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً".. فيرجعون ليمحصوا نواياهم..
    نورد هنا نموذجاً واضحاً للجهاد في وقته، ولأهل الجهاد.. فقد ورد أن عليا بن أبي طالب، في أحد الغزوات، صرع أحد الكفار، واعتلاه، وعندما رفع سيدنا علي سيفه ليغمده في صدره، بصق الكافر من تحته في وجهه، فما كان من سيدنا علي إلا أن نزل من فوق الكافر، ولم يضربه!! الأمر الذي أدهش الكافر والمؤمنين معاً.. وعندما سئل سيدنا علي عن تصرفه، قال، إنه عندما كان يريد قتل الكافر، إنما كان يريد قتله في سبيل الله، ولكن عندما بصق الكافر في وجهه، خشي أن يقتله انتقاماً لنفسه، ولذلك تركه!! وقد أدى هذا العمل من سيدنا علي لإيمان الكافر..
    وفي حديث المقداد بن الأسود قال: "قلت يا رسول الله أرايت إن لقيت رجلاً من الكفار، فقاتلني، فضرب أحدى يدي بالسيف، ثم لاذ عني بشجرة، فقال: أسلمت لله.. أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ قال: لا تقتله.. فإن قتلته، فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال!!".. ونورد هنا طائفة من آداب الجهاد، نقلاً عن المقدم أحمد فرج، من كتابه (السلام والحرب في الإسلام) فقد جاء: "فالإسلام قصر الحرب على الجيش المحارب، فلا يجوز التعرض للنساء والأطفال والشيوخ والرهبان.. وروى عن الرسول أنه قال :"لا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع" وروى أيضا: "لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا صغيرا، ولا امرأة ".. واخرج مسلم عن بريدة قال: "كان رسول الله إذا أمّر الأمير على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله تعالى، وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال: "أغزوا باسم الله، في سبيل الله.. قاتلوا من كفر بالله.. أغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا.. ولا تقتلوا وليدا ".. ولقد أوصى أبو بكر أسامة بن زيد فقال:"لا تخونوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل".. وقد حرم الإسلام تحريق المقاتلين بالنار، فالنار لا يعذب بها إلا الله.. كما أن الإسلام يمنع استخدام الطعام كسلاح لتجويع الأعداء.. كما أمر الإسلام بالوفاء بالعهود والمعاهدات.. وأمر بإعلان الحرب قبل البدء في القتال، وأمر بحسن معاملة الأسرى "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".. كما نهى عن القتال في الأشهر الحرم، أو عند المسجد الحرام إلا إذا قوتلوا فيه" انتهى حديث المقدم محمد فرج..
    في حديث أنس، قال صلى الله عليه وسلم: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا أغنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين".. وعن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن النهب والمُثلة..
    هذا طرف من أدب الجهاد.. وهو أدب مجرد استخدام الأسلحة الحديثة، يجعله في حكم المستحيل!! وهذا وجه من وجوه إبطال الله تعالى للحرب، فهي في وقتنا الحاضر، لا يمكن أن يأتي منها أيّ خير..
    أما أدعياء الجهاد اليوم، فعملهم ضد الجهاد، بصورة تامة، هذا إلى جانب أن جهادهم هو عمل ضد المسلمين بالذات.. وهو بالضرورة لمصلحة أعداء الإسلام.. لا يوجد ذنب أكبر من قتل المسلم أخيه المسلم، من غير ذنب جناه.. إن حيلة تكفير، من نهى الله ورسوله عن تكفيره، لا تجوز على أحد، وهي نفسها من الكبائر!!
    نقلا عن كتاب: (على ماذا تعتمد داعش في حروبها ضد المسلمين-2015م) خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 1/4/2020م



























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de