مصر يا أخت بلادي,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2020, 03:27 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصر يا أخت بلادي,, بقلم إسماعيل عبد الله

    03:27 PM March, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ما زال التصعيد الإعلامي قائماً بين المصريين والسودانيين من تراشقات كلامية وكتابية, على خلفية تفشي وباء كورونا في مصر وموقف الحكومة الانتقالية السودانية من ملف سد النهضة, ما أدى إلى اعلان الجهات المصرية المختصة عزمها البت في اجراءات قانونية, بحق صحفية سودانية شهيرة كتبت مقالاً وصفت فيه أم الدنيا بأم المصائب, فيبدو أن هنالك جيلاً جديداً من السودانيين أراد أن ينزع عباءة الاستلاب الحضاري ويخلع جلباب الاستتباع الثقافي لمصر, الجارة الحميمة التي شدا باسمها المطرب المخضرم عبد الكريم الكابلي في حضرة الزعيم ناصر مترنماً (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة).
    إذا تتبعنا التسلسل التاريخي للعلاقة بين سودان القرنين التاسع عشر والعشرين وبين مصر الحديثة, لوجدنا أن العلاقة التي أسست لها أنظمة الحكم المركزي لدينا مع جارتنا الشقيقة هي علاقة التابع بالمتبوع, وهذه التبعية بدأت منذ ما قبل الاستقلال بغزو مصر الثقافي للسودان, حيث كان الأزهر يمثل قمة الطموح الذي يمكن أن يصل إليه طالب العلم السوداني, حتى أن لقب أول رئيس للوزراء (أزهري) بعد خروج المستعمر, نال حظاً من سمعة هذا الصرح العلمي والديني العريق, ولا ننسى أن الحزب السوداني الأكبر حينذاك كان شعاره (وحدة وادي النيل).
    إن مسألة العبودية الحضارية ليست بالأمر الذي يسهل الفكاك منه, لمجرد الافلاس في القول أوالفحش في العبارة أوالشتم والسباب, فالأمر أعمق من ذلك بكثير, فالذي يسقيك من كأس خمره الثقافي لعشرات السنين لن تستطيع الافاقة من نشوى سكره في يوم وليلة, لقد ظلت دور العلم والثقافة بالسودان تنهل من معين المكتبة المصرية وتتغذى على مادتها الدرامية والروائية والفكرية والسياسية سنين عددا, فجميع السودانيين كبيرهم وصغيرهم يحفظون على ظهر قلب أسماء الروائيين المصريين, نجيب محفوظ ويوسف السباعي وطه حسين, وينحتون ذاكرتهم بألقاب الممثلين السينمائيين والمسرحيين والمطربين والمطربات المصريات, لكن وبالمقابل لن تجد هذا التشبث والاهتمام لدى الطرف المصري الذي إن سألته عن اسم مطرب افريقيا (محمد وردي) أو سلطان المسرح السوداني (الفاضل سعيد) لقال لك (ما عرفش).
    ألاستلاب الثقافي يؤدي الى الانصياع التلقائي والهرولة نحو مرتكز الحبل السري الذي يرفد الشخص السمتلب (بفتح اللام) بالمحددات الثقافية والمفاهيمية للمستلب (بكسر اللام), فأول ما يخطر على بال المريض السوداني في بحثه عن محطات الاستشفاء هو القاهرة, بالرغم من أن محطة الهند أقل كلفة وأكثر جودة في تقديمها للخدمات الطبية, وأهم ما يشغل بال رجل الأعمال السوداني هو تملكه شقة سكنية فخيمة في حي المهندسين بالقاهرة, فهذه الهرولة تعني شيئاً واحداً للمُهَرول نحوه, ألا وهو الشعور بالأفضلية والاستحسان والخيرية وعلو الكعب, و من خلال هذا الانهزام النفسي تمرر الاجندة الاقتصادية و السياسية و الثقافية.
    السودانيون أمامهم طريق طويل ومرهق بوعثاء السفر ليصلوا إلى التحرر الكامل من هذه التبعية وذلك الاستلاب, وأول خطوة في هذا الطريق تبدأ باعادة كتابة تاريخ السودان وإعدام كتب التاريخ التي ظللنا عبرها نلقن أطفالنا بأن غزو كتشنر للخرطوم ما هو الا فتح مبين, وأن الأستعمار هو حكم ثنائي وشراكة مصرية بريطانية في إدارة السودان الذي كان لقب حاكمه العام (سير) وليس (باشا), وثاني هذه الخطوات نفض الغبار عن تاريخ الممالك النوبية القديمة التي امتد سلطانها حتى تخوم بلاد الشام.
    نهاية الحكاية وختام الرواية السودانية المصرية تجسدها عقدة علاقة الحب التي تنشأ من طرف واحد, فالوشيجة القائمة بين حكومات البلدين المتعاقبة انعدم فيها عنصر الندية منذ أن تركهما المستعمر, فاستغل أحدهما التميز النوعي لبنية مؤسساته المعرفية وموقعه الجغرافي الذي جعل منه مركزاً للاشعاع الثقافي, في حين أصبح الآخر مستهلكاً للمنتج الثقافي الذي يقدمه الأول , فاذا كانت ثمة ندبة حظ يلعن بها السودانيون مآل حالهم البائس, فهي سخرية القدر التي وضعتهم في هذا المأزق التاريخي الأليم واللئيم.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de