كورورنا جعل منا أطباء !!! بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-17-2020, 04:05 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كورورنا جعل منا أطباء !!! بقلم إسماعيل عبد الله

    04:05 PM March, 17 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بعد هوس الدجالين والمشعوذين الذي حاق بوباء كورونا, وبعد امتلاء ساحات منصات التواصل الاجتماعي بمسوحاتهم الدينية ووصفاتهم السحرية للقضاء على هذا الداء الغشيم, أطل علينا المرتدون زيفاً لبجامات أطباء الطب الوقائي, يحذروننا من خطورة هذا البلاء العظيم و يقدمون لنا النصائح الصحية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها, أعداد مهولة من ملاك الحسابات بفيس بوك خرجوا علينا من قمقمهم وصدعوا رؤوسنا ببثهم الحي تلميحاً وتصريحاً وادعاءً بمعرفة علوم الأدوية والصيدلة والسموم, منهم من هو معطون في جليد وثلوج بلاد العم سام وآخر يتمايل و سماعتاه ملتصقتان بأذنيه, بارزاً من خلال تلك الشاشة الضئيلة من غرف عواصم بلاد الملح والجو الرطب, والذي ما بين غمضة عين و انتباهتها أصبح طبيباً متخصصاً في علم الوبائيات وعالماً نحريراً في علوم الكيمياء الحيوية.
    هذه الظاهرة الشوفونية ماركة مسجلة تميزت بها منطقة الشرق الأوسط حسب متابعتي للميديا الاجتماعية العالمية, فالصين التي حلت بها الكارثة لم يتفرغ سكانها للبكاء والعويل والحديث النظري الكثير والسمج الممل عن المرض, بل تم بناء مستشفى كاملاً مكملاً لايواء المصابين قبل ان يكمل الوباء الكوروني أسبوعه الأول, وانخرط الناس في العمل الصامت من غير ضوضاء واتبعوا التحذيرات الصحية و ارتدوا الملبوسات المقاومة لهجوم هذا الطاعون, وانتظمت الدولة حملات كبيرة من التوعية والارشاد والتعريف بخطورة المرض لم تترك مدينة كبيرة ولا قرية صغيرة الا وشملتها, و عندما وصل الفايروس لهذه الجغرافيا الشرق أوسطية تعافت الصين بلد المنشأ من هذا الكائن القاتل.
    فكل من حمل هاتفاً ذكياً بالشرق الأوسط أصبح عالماً ضليعاً في معرفة هذا المخلوق الخطير, وما أن تأتي ساعات المساء الا وتجد صاحب هذا الهاتف الذكي يلجأ الى مخبأه الذي غالباً ما يكون غير معقم ولا محصن ضد فايروس كوفت تسعة عشر, فتعلوا حنجرته بالعواء و الزعيق و النعيق ويلوح برايات الحرب ضد هذه الجيوش الفايروسية الغادرة التي لا ترى بالعين المجردة, فيصف لك هذا الفايروس وصف الصاحب لصاحبه و يحدثك عنه بتفصيل دقيق, لو سمعته حسبت أن هذا الواصف قد صادق الموصوف زماناً, ما أستغرب له هو الثقة المفرطة التي يتحدث بها هؤلاء المتنطعون الذين لا علاقة تجمعهم بالعوالم والمؤسسات الصحية.
    إذا أردت أن تعلم سبب تخلف الشرق أوسطيين عن ركب الأمم المتحضرة, أنظر إلى ضخامة أعداد المنتحلين لشخصيات المحللين السياسيين والأطباء والخبراء الاستراتيجيين في دهاليز قنوات التواصل الاجتماعي, وبلدانهم ما زالت تعيش تحت وطأة الحرب والفقر والمرض والتي على الرغم من امتلاكها لهذه الجيوش الجرارة من العارفين في كل مجالات العلوم, لم تسهم هذه الجيوش المؤلفة من الخبراء و المتخصصين في إيقاف الحروب وحلحلة المشكلات التي خلفها التناحر الداخلي؟.
    سكان هذه الجغرافيا التي تشغل مساحة مقدرة من خارطة العالم يجيدون الثرثرة والتنظير في كل شيء, وهي المنطقة الوحيدة التي يتمتع فيها الشخص بأكثر من مهارة, فيمكن أن تجتمع عند فرد واحد مهارة الحدادة و النجارة و التجارة والتحليل السياسي وابجديات الطب الوقائي, وإن كنت حاذقاً لا تظهر شكواك في ظل حضور هؤلاء الجهابذة من الخبراء الكونيين ,وإن فعلت فسوف ينبري إليك في الحال اخصائيو الأنف و الأذن والحنجرة وأطباء الباطنية و القلب و المخ و الأعصاب, وكل منهم يتبرع لك بالروشتة والوصفة العلاجية التي تتناسب مع شكواك , دون علم أو دراية, فقط من باب ادعاء المعرفة ومن أجل الحضور الاجتماعي يفعلون ذلك دون اكتراث للعواقب, يقدمون هذه النصائح الدوائية و العلاجية حتى لو أدت الى انقضاء روح هذا المسكين الذي تقدم بشكواه لمثل هؤلا اللا مبالين.
    الشخص الشرق أوسطي عليه ان يدرك أن قيمة المرأ تكمن في التخصص الواحد الذي يجيده ويمارسه و يتمرس عليه و يرهن حياته و مستقبله له, فالتاجر يجب أن يعلم بأن قيمته تنحصر في تجويده لعمله التجاري وليس الانحراف الى التنظير في موضوعات العلوم الصحية ومكافحة الأوبئة , فالكل يجب أن يكون فالحاً في مجال العمل الذي قضى فيه عمراً طويلاً, لا أن يكون رهيناً لرياح الظواهر الاجتماعية و الطبيعية التي تهب من حين لآخر فيميل معها حيث مالت و ويتجه معها أينما هبت وعصفت.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de