استجاب أنصار القحاطة لدعوات ترامب ونظموا ليلة الدعاء إلى الله.. ولو دعاهم ترامب للدعاء لبوذا لدعوه وهم خاشعون وأعينهم تفيض من الدمع. هم أنفسهم الذين هللوا لدعوات العلمانية والمريسة بالأمس، ليس إيماناً بالعلمانية وليس إيماناً بالمريسة، بل ظناً منهم بأن ذلك سيرضي أمريكا، ولقد دار حمدوك جاثياً على أذنيه محاولاً إرضاء أمريكا، فلم ترض عنه، وهو لا يعلم أن أمريكا لا تحترم من يستذل نفسه وشعبه ودولته، ولو راقب الأخبار لأدرك ذلك. فعندما زار ترامب وابنته دول الخليج، لم تتكلف الأمورة إيفانكا تغطية رأسها، في حين أن أي زيارة من المسؤولين الأمريكيين او الأوروبيين لإيران، تلتزم فيها النساء بالحجاب، لقد زار مسؤول إيراني إحدى الدول الأوروبية فقامت الدولة بتغطية كل التماثيل في قاعة استقباله احتراماً لعقيدته.وهذا شيء طبيعي فالمرأة التي تتعرى طالبة الرجل يستنكفها ويأنفها، فإن أتاها أتاها متقززا، وإلا لفظها مذؤومة مدحورة. وجاءت حكومة الحمام الغمران وهي تعلن للناس العلمانية شعاراً..وهذا ليس سيئاً إن كان عن اقتناع وفهم ووعي وإيمان، إنما هم كبقية سياسيي السودان، مجرد مرتزقة مبادئ، ألا ترى كيف أن الكيزان رفعوا شعارات الدين ثم كانوا أشد من الأعراب كفراً ونفاقاً، ألا ترى كيف أن حكومة القحاطة من الشيوعيين اليوم هم أكثر من ينادي بالتحرير الاقتصادي ورفع الدعم عن (البروليتاريا). ألا ترى ان حمدوك خرج من السودان كشيوعي وأصبح عاملاً من عمال المنظمات الرأسمالية. لا أحد في هذا البلد يمكن إمساكه من لسانه، فأين كانت مصلحته رأيته يلهث وراءها متقلباً بين الشعارات الزائفة. الشيوعيون الذين يتحدثون عن الدموقراطية ويتدلهون بها كانوا هم أول من طالب بقتل من يقاوم دكتاتوريتهم في عهد نميري، فترى كمال الجزولي، وشاعر اللا مبدأ محجوب شريف يطالبون بقطع الرؤوس واستخدام الرصاص، فلما انقلب عليهم نميري انقلبوا ناعقين بالديموقراطيات والحريات، وها هم بقية القحاطة اليوم يعوقون العدالة ويصادرون على الحقوق الدستورية ومن أهمها الحق في التقاضي والحق في المحاكمة العادلة، وينتهكون دستورهم الوهمي، ويصادرون الممتلكات بغير أمر قضائي، ويكممون الأفواه وحرية التعبير فيغلقون القنوات الفضائية والصحف، ثم يتباكون على الدموقراطية والحرية وهم يسلكون نفس مسلك من قبلهم عتواً وتبجحاً، فهاهي المحكمة الدستورية مغلقة وخاوية على عروشها، والنيابات لا تملك من أمرها شيئاً، وحين يُنذرون يتعذرون بعذر أقبح من الذنب، ويقولون كان الكيزان يفعلون ذلك، أذاً؛ فالكيزان إن قتلوا قتلتم وإن سرقوا سرقتم، وإن افسدوا في الأرض افسدتم، وهذا هو التغيير الذي كان الشعب له من الناشدين. يدعو انصار القحاطة للدعاء إلى الله، ومن قبلهم فعل الكيزان، وأقول لهم ولكافة مرتزقة المبادئ: إن الله قد جعل لكل شيء سبباً، فأتبع ذو القرنين سبباً، وهذا ميثاق من الله؛ أن وضع للأرض مبدأ السببية، وهي أصل العلوم، وعلاج الكورونا ليس بدعائكم ولا بدعاء ترامب، فالكعبة نفسها اليوم خالية من الطائفين، إنما دفع الطاعون يأتي بالعلم، وليس بدعاء الله لكي يكسر ناموس الأرض الذي وضعه..فكسر النواميس عهد ولى مع أنبياء بني إسرائيل. إن الله قد أعلن استخلافه للإنسان، ومنحه السلطة اللازمة لتفعيل هذه الخلافة وهي مبدأ السببية، وما عمل الإنسان إلا أن يتبع الأسباب على هذه الأرض. نعم دعا ترامب للدعاء لله، ولكن القحاطة لا يعلمون تاريخ هذا الأمر جيداً، فعند وضع الدستور الأمريكي ثار نقاش حول إمكانية الحكومة الأمريكية لاستخدام أدعية ذات طابع ديني، وقد أجمع القوم أمرهم على إمكانية ذلك ما دامت الحكومة تقف من جميع الأديان على مسافة واحدة. إن ما فعله ترامب ليس تديناً ولا إيماناً يا قحاطة.. بل ما فعله هو تذكير للشعب الأمريكي بتاريخ ميلاد أمريكا، أي أنه ينذرهم بأن أمريكا في خطر قد يعيدها لقرون نشأتها الأولى... وليس القحاطة وحدهم من إن ضرطت أمريكا ناموا على بطونهم ليضرطوا بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، بل كثير من الأعراب تجدهم مثلهم منافقين. لقد ذكر القرآن اسم أبي لهب فأضحى من الخالدين، لكنه لم يذكر اسم منافق واحد، لأن أبا لهبٍ رجل ظل محتفظاً بمبدئه حتى لقي حتفه... يذكّرني القحاطة وأنصارهم اليوم بالراقصة المصرية التي قبل أن تدلف إلى خشبة المسرح تدعوا الله قائلة: يا رب يارب أعجب الزباين النهار دة...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست