الوصاية والديمقراطية..الحلقة الثانية بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2020, 05:37 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوصاية والديمقراطية..الحلقة الثانية بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    05:37 PM March, 10 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم


    زعمت الأستاذة أسماء اننا نحن الجمهوريين على عهد الأستاذ محمود كنا تحت وصاية، وأنها هي ستقيم الديمقراطية الكاملة.. فقد جاء قولها: (ولكن بنظرة بسيطة متأنية، نجد أن المرحلة السابقة كانت قائمة الى حد كبير جدا على الوصاية، وصاية الأستاذ محمود على الجماعة بصورة فيها انفتاح على الديمقراطية ولكنها ليست بالديمقراطية الكاملة، وكانت فترة لتأهيل الجمهوريين الى مرحلة ان يكون لديهم الطاقة والفهم والمقدرة، ومن ثم يتجهوا الى الاتجاه الديمقراطي وهو اشمل من اتجاه الوصاية..)!!

    وقالت: )وكان الأستاذ يسعى الى نضج الجمهوريين، وان يتحملوا المسؤولية لأنه يدعو الى ان المسئولية الفردية هي المحك في الدين، لذلك افتكر ان الوقت حان للتخلص من الطاعة العمياء للقيادات ويشقوا طريقهم بتمييز اختياراتهم ويتحملوا مسئولية العمل).. وهذا يعني أنه في زعمها كان الجمهوريون على عهد الأستاذ يطيعون القياديين طاعة عمياء.. والآن في وقتها هي حان الوقت للخروج من الطاعة العمياء وتطبيق الديمقراطية.
    والأستاذة اسماء تعتبر اقامتها للمركز وللحزب هو نموذج للمعصية بفكر، فهي قد قالت: (وأنا عصيت القيادات بفكر، وأنشأت المركز والحزب..)!!.. قولك هذا يا أستاذة اسماء هو عين التهرب من المسئولية، فأنت لم تعص القياديين وإنما عصيت الأستاذ محمود، وبغير فكر.. فالأستاذ محمود هو من أبعد الحركة عن العمل السياسي وجعلها قاصرة على العمل الديني وحده، وعلى التربية والسلوك وفق طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وهذا ما خرجت عليه أنت بتحويلك العمل الديني الى سياسة، بإنشائك الحزب.. قول الأستاذة أسماء: (وأنشأت المركز والحزب)، يؤكد ان الحزب حزبها هي، فهي التي أنشأته، ولا علاقة له بالأستاذ محمود ولا الجمهوريين، ولكنها مع ذلك حاولت ان تلبسه لبوس الفكرة، زوراً وبهتاناً، وسمته "الحزب الجمهوري"!!
    والأستاذ محمود نهى نهيا قاطعا عن أي تمويل من الخارج، ونعى على بعض الأحزاب تلقيها للأموال من الخارج، وإقامة صحفها بالأموال الأجنبية، وسمى هذا عمالة.. وقد سبق أن اوردنا أقوال الأستاذ المستفيضة حول النهي عن العمل بالسياسة وعن تلقي الأموال الأجنبية.. والقياديون لم يضعوا أنفسهم في القيادة، وإنما وضعهم الأستاذ، فأنت عندما قدمت نفسك عليهم خرجت عن طاعة الأستاذ، وعصيته بغير فكر.. في الواقع موضوع القيادة هذا هو المحك.. الأستاذ محمود لم يقدمك على جميع الأخوان، ولا جميع الأخوات، بل لم يضعك في مرتبة متقدمة من حيث القيادة، ولكن شهوة الزعامة جعلتك تقدمين نفسك، على كل من عداك، مخالفة للأستاذ بصورة صارخة.. وبهذا الصنيع أنت تحاولين أن تجعلي الفكرة، بغير حق طائفية، يحل فيها الأبناء محل الآباء في الزعامة، وهذا أمر مكتوب عليه الفشل، وهو قد فشل منذ البداية.. تطلعك للزعامة هذا شهوة غير خفية.. بسبب من تقديم الأستاذ محمود للأخوان والأخوات الذين قدمهم عليك، أصبحت تعادينهم، وتنكرين عليهم أنهم لم يوافقوا على ما ذهبت اليه.. أكثر من ذلك، أنت تشتمينهم علناً، كما فعلت مع الأستاذ عبداللطيف، ودون ذنب جناه.. ونحن سنتناول موضوع القيادة بصورة منفصلة وبصورة أصولية.
    والآن نعود الى موضوع الوصاية: هل الجمهوريون فعلا قصر وكانوا يحتاجون للوصاية؟! وهل الأستاذ محمود فعلا مقصر في عبوديته لله حتى يكون وصيا على الآخرين في أي صورة من الصور؟!.. هل المرحلة السابقة، مرحلة ترشيد الأستاذ محمود للجمهوريين، هي مرحلة قائمة على الوصاية، كما زعمت أنت في قولك: (بنظرة بسيطة متأنية نجد أن المرحلة السابقة كانت قائمة على حد كبير جدا على الوصاية، وصاية الأستاذ محمود على الجماعة..)؟! الحق يقال أن هذا افتراء عظيم، وسنرى.
    الوصاية دائما تقوم على طرفين: طرف القُصَر الذين يحتاجون الى وصاية.. وطرف الوصي الذي يمارس الوصاية.. بالنسبة للطرف الأول فإن الفكرة الجمهورية كلها، وبصور مبدئية، تقوم على أصول القرآن، القرآن المكي الذي كان في القرن السابع منسوخا لأن الناس لم يرتفعوا الى مستواه، في استحقاق الحرية، فنسخ في حقهم وطبقت آيات الفروع التي قامت على الوصاية.. وصاية النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر بها للضرورة التي فرضها حكم الوقت.. ووصاية المؤمنين على غيرهم.. ووصاية الرجال على النساء.. فقد جاءت الدعوة للأصول لترفع جميع صور الوصاية هذه، على اعتبار أنه حسب حكم الوقت الناس عموما قد أصبحوا راشدين فلا يحتاجون للوصاية.. فالمبدأ الأساسي العام الذي تقوم عليه الفكرة يدحض مزاعم الأستاذة اسماء بصورة تامة.. وفي سؤال الأخ أحمد الحسين: (هل يمكننا اليوم أن نعتبر بعض الناس قصراً، والآخرين رشداء، بالتالي نخول للرشداء الولاية على القصر؟؟)..جاءت اجابة الأستاذ: (لا!! القاعدة الذهبية هي أن ليس هنالك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين، فثمن الحرية الفردية هو دوام سهر كل فرد عليها.. هذه القاعدة الذهبية تؤخد من الآيتين الكريمتين: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) وقد اعتبرت هاتان الآيتان منسوختان في حق الامة المؤمنة قبل اربعة عشر قرناً، واستعيض عنهما بآية الوصاية، آية الشورى (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأمر فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).. واليوم، ونحن نستقبل فجر الأمة المسلمة فقد أنى للآيتين المنسوختين (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) أن تبعثا ليكون العمل عليهما، وللآية الناسخة، التي كانت صاحبة الوقت في القرن السابع، أن تنسخ، لأن وقتها قد مضى..).. فعند الأستاذ محمود، بصورة مبدئية وعامة، ان الوصاية قد مضى وقتها.. فدعوة الأستاذ محمود كلها وفي تفاصيلها، تقوم على رفع الوصاية عن جميع البشر، ما عدا الأطفال.. فإذا جاءت الأستاذة اسماء لتزعم خلاف ذلك، فهذا تحريف للفكرة، ينسب لها ما هو نقيض مبادئها الاساسية.. وقول الأستاذة أسماء هذا هو بهتان عظيم ما كان ينتظر ان يصدر من مثلها.
    الأستاذ محمود هو أكبر من حقق العبودية، فمن المستحيل في حقه أن تكون له وصاية على أحد، وفي وقت توفرت فيه ظروف رفع الوصاية.. فالوصاية دليل على نقص العبودية، ولم يكلف بها المعصوم إلا بعد أن ظهر عملياً وقصور المجتمع، بالصورة التي تحوجه الى وصي.. وقد قال الأستاذ في كتاب طريق محمد عن قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ!! قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا، وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) ..قال الأستاذ: "وروح هذه الآية إنما هي الفاصلة، وهي قوله تعالى (وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ).. وإنما كانت هذه الفاصلة روح الآية لعظيم مكانتها في التأديب، تأديب النبي، وتأديب أفراد الأمة.. تأديب المربي، وتأديب المتربي، ذلك بأن بها يقع على المتربي تحمل مسئولية عمله في مضمار سيره الى تحقيق فرديته، ويقع على المربي إخراج نفسه من بين العبيد وربهم حتى لا يكون قاطعا لطريق الرب، وحتى تكتمل له هو عبوديته، فلا تكون له رائحة ربوبية على أحد من الخلق.. وفي هذا التأديب من لطف التأتي الى رياضة النفوس البشرية ما يلحق بحد الإعجاز.. بل إنه لهو إعجاز القرآن الحقيقي..
    ألم تكن الأستاذة أسماء معنا؟! هل شاهدت أي صورة وصاية؟! فلتعطنا مثلاً.. حتى الأمور العرفانية لم يكن الأستاذ يلقيها علينا إنما كان يقودنا اليها من خلال الحوار، وهذا هو الأسلوب الذي كانت تجري عليه الجلسات.. ألا تتذكر الأستاذة أسماء قولها أن المرأة مضحى بها، ومحاولات الأستاذ تصحيحها في هذا القول مرات عديدة!! لقد كانت الأستاذة اسماء تصر على أن المرأة مضحى بها، مع أن هذا القول يناقض مبدئا اساسياً في التوحيد، ولكنها لم تكن تريد أن تفهم.. فقد قال لها الأستاذ: (القول بأن المرأة مضحى بيها قول أساساً خطأ في الفهم، هو أساساً في الفهم الجمهوري بالذات.. المرأة ما مضحى بيها.. المرأة ما يقع عليها من عنف لمصلحتها هي أولاً، لأنها اذا كانت هي ماشة للحرية الحقيقية، الحرية هي العفة.. العفة مش قيم اجتماعية عشان الناس.. العفة اعتدال بالقوى اللي قايمة بتنحرف بفعل الخوف.. العفة حرية.. فهي لمن تعرض بكل الصور دي لتصل العفة هي مش مضحى بيها، هي في الحقيقة محاولة لاستخراج القيم البتحررها هي كفرد.. فالنقطة الأنا عايزها تكون واضحه وأنا أحب أنو المجتمع دا يتكلم عنها، القول بأن المرأة مضحى بيها، وأنو نحنا ما عندنا صورة للمجتمع أفضل مما بلنقاهو هسع، ولذلك الكلام دا ما بيقبل إلا على أساس الثقة والعقيدة، والتسيير والتخيير.. وهذا التسيير والتخيير معناهو رضا بغير حكمة؟! نحنا لمن نرضى بالتسيير دا معناهو إننا نحن علينا الإيمان، لأنو ما شايفين، لأنو الحكمة مافي؟! شفناها أو ما شفناها، الحكمة في التسيير موجودة!! فنقطة أنو المرأة مضحى بيها، فحكاية الشعور بالظلم في الأوضاع العلمية في أمر الدين، حقها تقيف، وحقو الرؤية تكون واضحه.. مافي إنسان في الدين بيضحى بيهو.. لكن قد يكره شيء هو ما بعرفو (عسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم.. وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم.. والله يعلم وأنتم لا تعلمون).. فالنقطة اللي انتهت ليها اسماء انا أحب أنها تصحح عند اسماء، والمجتمع دا يعينها على تصحيحها دا).. وقال الأستاذ في تلك الجلسة: (دا معنى انو نحنا بنقول انو الجمهوريين ما بقروا.. ما بقروا ومهملين للكتب، مشغولين بي حاجات تانية.. جايز بتشغلهم الحركة ذاتها.. الحركة بتشغلهم كتير، لكن دا ما معناهو انو ما تقروا.. كل وقت افتح كتاب من كتبك، في صفحة من صفحاته اقرأ سطرين بس، وقيس نفسك بيهن.. افتح المصحف اقرأ ايتين وقيس نفسك بيهن.. دي تشحذك للعمل.. دا هو المطلوب.. العمل.. العمل.. العمل.. قدامكم الأمر دا.. بدونو ما بتقدروا تصلو إلى نواة الفكرة كلية.. والقياديين بأكثر من غيرهم مطالبين بالأمر دا، لأنهم هم رواسي الموضوع دا.. الناس جاينكم لكن بجتاحوكم.. اذا كان هسع ذي الحاجات النحنا سمعناها عن بعض القياديين هنا.. دي ما بتقنع بالمرة.. بل الحقيقة راح تفتن الناس البجو.. لابد أن تكونو رواسي.. ورواسي ما تقيفوا.. ما تقيفوا.. اعملوا.. اعملوا واعرضوا انفسكم على دقائق الفكرة شوفوا انتو بتفهموها ولا ما بتفهموها.. ما بتفهموها ارجعوا جودوا الأمر قدامكم لسه..).. والأمر الذي وصلت إليه الأستاذة اسماء اخيراً، هو أبعد بكثير جداً، من قولها المرأة مضحى بيها!! عليها أن تتذكر عبارة الاستاذ: "راح تفتن الناس البجو"
    واضح جدا أن هنالك خلط عند الأستاذة أسماء في أمر الديمقراطية.. قالت الأستاذة أسماء: (ولكن بنظرة بسيطة متأنية، نجد أن المرحلة السابقة كانت قائمة الى حد كبير جدا على الوصاية، وصاية الأستاذ محمود على الجماعة بصورة فيها انفتاح على الديمقراطية ولكنها ليست بالديمقراطية الكاملة..).. واضح من النص أن الأستاذة أسماء تعتبر التنظيم قائم على الوصاية، لأنه لم يكن قائما على الديمقراطية التي تعرفها.. فالديمقراطية عندها هي الديمقراطية السياسية، التي تقوم على التصويت.. والتنظيم، لم يقم باختيار مرشده عن طريق الترشيح والتصويت، وهو ايضاً لم يقم باختيار القياديين بهذه الطريقة، وهذا عندها يعني الوصاية.. في تقديري هذا الخلط في أمر الديمقراطية هو الذي جعل اسماء تقول ما قالت، فهي لا تعرف سوى الديمقراطية السياسية التي تقوم على الانتخاب والاقتراع.. فأسماء لا تعرف أي ديمقراطية غير هذه الديمقراطية، والا لما قالت ما قالت.
    المجتمع الجمهوري، كان، ولا يزال، يقوم على أرفع صور الديمقراطية، الديمقراطية الاصل، الديمقراطية كاسلوب حياة.. فالمجتمع الجمهوري اساسا ليس حزبا سياسياً يطلب السلطة، حتى يكون الاقتراع وسيلة من وسائله، وانما جماعة دينية، تقوم على الديمقراطية الأصل.. ونقصد بالأصل ما يتمشى مع الطبيعة البشرية، فما يميز البشر عن غيرهم هو الارادة التي تخطيء وتصيب وتتعلم من خطئها.. فقد أعطى الله تعالى الانسان حق الخطأ، وميزه بذلك على الأبالسة الذين يعصون ولا يطيعون، وعلى الملائكة الذين يطيعون ولا يعصون.. يقول الأستاذ محمود في هذا الصدد: (كيف غفر لآدم؟ الجواب غفر له بإعطائه حق الخطأ. وهذا يعني أن حريته لم تصادر مصادرة أبدية فيقام عليه وصي إلى نهاية ذلك الأبد، كما فُعل بإبليس، وإنما أذن له في استردادها، وبدأ بممارسة ما يطيق منها، فهو يعمل في ذلك بين الخطأ والصواب، فكلما أحسن التصرف في الحرية التي لديه أوتي مزيدا منها، وإن بدرت منه إساءة في التصرف تحمل نتيجة سوء تصرفه بعقوبة معاوضة، ومقابلة للخطيئة، يراد بها إلى شحذ قوى نفسه ، حتى تتأهل، أكثر من ذي قبل، لتحمل واجب الحرية في ذلك المستوى الذي بدر منها العجز عنه..).. ويقول: (فالديمقراطية هي حق الخطأ.. وفي قمة هذا التعريف جاء حديث المعصوم: "إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم"..).. الديمقراطية في الأصل هي منهاج حياة، يقوم على تحقيق الحرية، والكرامة.. يقول الأستاذ: (ليست الاجراءات ولا الأجهزة الديمقراطية غاية في ذاتها، وإنما هي وسيلة إلى غاية وراءها.. فليست الديمقراطية أن تكون لنا هيئة تشريعية، وهيئة تنفيذية، وهيئة قضائية، وإنما جميع أولئك وسائل لتحقيق كرامة الانسان .. فإن الديمقراطية ليست أسلوب حكم فحسب، وإنما هي منهاج حياة، الفرد البشري فيه غاية، وكل ما عداه وسيلة إليه، ولا يجد أسلوب الحكم الديمقراطي الكرامة التي يجدها عند الناس إلا من كونه أمثل أسلوب لتحقيق كرامة الانسان..).. وكرامة الانسان تجيء من انه أقدر الأحياء على التعلم والترقي.. فبين الخطأ والصواب أصبح ترقيه لا نهاية له.. فالانسان انما يتعلم من أخطائه، فعلى العكس من الديكتاتورية، نجد ان الديمقراطية تقوم على حق الخطأ، (وهذا ليس معناه الرغبة في الخطأ من أجل الخطأ، وانما اعترافاً بان الحرية توجب الاختيار بين السبل المختلفة للعمل. ولكي يكون الانسان ديمقراطياً حقاً فلابد أن يتعلم كيف يختار، وان يحسن الاختيار، وأن يصحح باستمرار، خطأ الاختيار الذي يبدو منه الفينة بعد الفينة..).. (وفي واقع الأمر فإن السلوك جميعه، وممارسة الحرية برمتها، انما هي سلسلة من التصرف الفردي في الاختيار والتنفيذ.. أو قل في حرية الفكر، وحرية القول، وحرية العمل.. على شرط واحد هو ان الانسان يتحمل نتيجة خطئه، في القول، وفي العمل، وفق قانون دستوري..).. هذا هو المعنى الذي به الديمقراطية منهاج حياة.. اما الديمقراطية الكاملة التي أشارت إليها الأستاذة أسماء، فهي لا يمكن ان تتحقق إلا عند ظهور الإنسان الكامل.. ووقتها تتحقق عند من هم دونه حسب مستويات كمالهم.
    الديمقراطية كمنهاج حياة، هي الأصل، ومنها يتم التنزل الى الديمقراطية كأسلوب حكم.. الديمقراطية كمنهاج حياة، تتعلق بالفرد، ولذلك هي أصل.. وهي أصل فوق ذلك لأنها ملازمة للانسان في جميع حياته، ولأنها وسيلة لمعرفة الحقيقة، وتحرير الفرد.. فهذه الديمقراطية هي سبيل الانسان الوحيد للترقي، طالباً الحرية الفردية المطلقة.. والحرية الفردية المطلقة هي الأصل، وهي الغاية القصوى.. هي الأصل لأنها صفة الله تعالى في ذاته، ومنها تأتي في تنزل صور الحريات الأخرى.. يقول الأستاذ محمود عن الحرية الفردية المطلقة: (والحرية الفردية المطلقة هي منذ اليوم المركز الذي منه تتفرع، وتشع الحرية الجماعية، بجميع صورها، وفي كافة مستوياتها، تدخل في ذلك معيشتنا اليومية، أثناء الكسب وأثناء الصرف..).. ومنهاج تحقيق الحرية الفردية المطلقة هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كله يقوم على الديمقراطية كمنهاج حياة، يقوم على الخطأ والصواب والتعلم بينهما، بالصورة التي ذكرناها.. اذا أصل الديمقراطية هي أنها منهاج حياة.. وهي كمنهاج حياة تقوم على القرآن كدستور للفرد.. ففي الإسلام الدستور هو القرآن، بمعنى أنه القانون الأساسي الذي يقوم عليه الوجود، وتقوم عليه حياة الناس.. وهو يقوم على القوانين الدستورية المتنزلة من القانون الأساسي.. وبمعيشة القرآن المطلوب أن يكون كل فرد هو دستور وما يصدر عنه هو قوانين دستورية، تقوم على تحقيق حق الفرد وحق الجماعة في آن معاً.. وفي الوقت الذي تسود فيه هذه النماذج القرآنية، يتم تطبيق القرآن كدستور للجماعة.. وهذا هو معنى أن القرآن دستور للفرد، ودستور للجماعة في آن معاً.
    ومن الديمقراطية كنظام حياة، التي هي الأصل يتم التنزل إلى القاعدة، الديمقراطية كنظام حكم، وهي تتعلق بالحرية في المجتمع.. والمجتمع وسيلة الفرد، ولذلك الديمقراطية السياسية وسيلة الأفراد لتحقيق الديمقراطية كمنهاج حياة.. والديمقراطية كنظام حكم، تقوم على حكم القانون.. والديمقراطية كمنهاج حياة تقوم على الأخلاق.. والأخلاق هي الأصل، والقانون إنما يوضع لسد ثغرات الأخلاق.. والديمقراطية كنظام حكم، لا تكون في أحسن أحوالها إلا إذا تربى الأفراد على قيم الديمقراطية.. وكذلك الحال بالنسبة للاشتراكية فهي تقتضي ان يعيش الافراد قيم الاشتراكية.. وهذه التربية الرفيعة على الديمقراطية والاشتراكية لا وجود لها على الاطلاق، إلا في المجتمع الجمهوري، وإلا في المنهاج الذي يقوم عليه سلوك الأفراد في هذا المجتمع.. ولن تقوم الاشتراكية ولا الديمقراطية في الأرض إلا إذا تحققت التربية الضرورية لهما، وهي التربية على اساس الديمقراطية كمنهاج حياة، كما ذكرنا.. فالجمهوريون، الذين وصفتهم الأستاذة اسماء، بما وصفتهم به من اوصاف مناقضة للديمقراطية، هم في الواقع الوحيدون في الأرض الذين يمارسون الديمقراطية كمنهاج حياة عن علم، وعن ترشيد، في اعلى مستويات الترشيد.. فالأستاذ محمود هو مرشد الجماعة، وهو من جمع بين السلوك الديمقراطي والسلوك الاشتراكي في أعلى قمة، وعمل على تربية ابنائه وبناته من الجمهوريين على هذا النهج الديمقراطي الاشتراكي.. فالصورة على عكس ما ذهبت اليه الأستاذة اسماء تماما، فجهلها الواضح بالديمقراطية، وتغييبها للأصل _ الديمقراطية كمنهاج حياة، جعلها تقول ما قالت دون ورع ولا روية.. من المستحيل في تعريف الديمقراطية، في المجتمع الجمهوري، مثلاً، أو أي مجتمع آخر غير سياسي، بأن يقال انها: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب).. أو أي تعريف آخر من تعاريف الديمقراطية السياسية.. فهذه التعريفات لا علاقة لها بالديمقراطية كمنهاج حياة، التي يقوم عليها المجتمع الجمهوري، وإنما هي فقط متعلقة بالحكم.. ألا ترين يا استاذة اسماء، أن ما حذر منه الاستاذ من الفتنة، قد حدث الآن على يديك؟! قال لي الشاب محمود الأمين عبدالغفار: انتو في زمن الاستاذ ما كنتو ديمقراطيين!! عجبت جداً لقوله.. لم أعجب لعدم الفهم، إنما عجبت للجرأة في نقد الاستاذ محمود، ونقد المجتمع التي تربى على يديه!! من أين أتت هذه الجرأة، بالنسبة لشاب صغير، نشأ في أسرة جمهورية؟! فإذا بي اجد أن الآمر كله يرجع الى الاستاذة أسماء، وجهلها بأساسيات الفكرة، هذا الجهل الذي جعلها تتطاول على الاستاذ نفسه، وفي أعظم عمل قام به تجاه ابنائه وبناته- التربية على قيم الديمقراطية-.. عندما تنقد الاستاذة اسماء، الاستاذ محمود بهذه الصورة، فمن الطبيعي أن يقلدها اتباعها، الشبان منهم بصورة خاصة.. فهي بدل أن تعينهم على التربية، تربيهم تربية مضادة!! فهي تتخذ من عجزها في الفهم فضيلة، وبدل أن تتهم نفسها، ذهبت لتتهم الاستاذ، ودون أن تشعر بأي حرج.. هذا أمر خطير جداً، وسيكون له ما بعده، إلا أن يشملنا الله بواسع رحمته.
    تقول الأستاذة أسماء: (وأنا مصرة على قيام الحزب).. لماذا انت مصرة وتعلمين انه عمل باطل، وأقوالك شاهد على ذلك؟! بقولك هذا انت تعاندين من؟! الأمر هو أمر الله تعالى الذي قال عنه: (أَتَى أمر اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).. وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأمر وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ).. هل أنت تعاندين الله؟! وما قيمة عنادك هذا لك أو لغيرك؟! ثم ما هي النتيجة التي تتوقعين ان تصلي إليها بالعناد ومجافاة الحق؟! ان الأمر الواضح جداً هو ان حزبك هذا هو الذي لن تقوم له قائمة.. وهذا ما حدث بالفعل، ولكنك تكابرين.. فشل الحزب منذ بداياته، وخرج عليك صحبك.. وانقسمتم إلى حزبين.. ونحن عندما نتحدث عنك وعن حزبك، نعني الطرف الآخر أيضاً، فهم ربما يكونون أبعد منك ومن جماعتك بعداً عن الفكرة.. ونحن هنا نورد لك آخر ما اطلعنا عليه من أقوالهم، فهم قد قالوا: (سنعلم التاريخ ما معنى الصمود، وما البطولة، سنذيقهم جرحاً بجرح، ودماً بدم، والظلم ليلته قصيرة..)!! هذا ما قاله طرفك الآخر!! هل لهذا القول أي علاقة بالفكرة الجمهورية!؟ (جرحاً بجرح ودماً بدم)!! لا يمكن لصديق جمهوريين ان يقول مثل هذا القول، فعلى هؤلاء ان يبحثوا لهم عن دين يتناسب مع مبادئهم هذه، فالفكرة الجمهورية نقيضها!! ان حركات الشبان والشابات ضد النظام كانت ارفع في القيم، وفي الوعي السياسي من اصحابك هؤلاء يا أسماء!! فقد ظل الشباب يرددون "سلمية سلمية".. اما من أرادوا ان يلبسوا جلباب دعوة السلام يهددون بالجرح والدم!! وهذا تهديد دون مستوى القرن السابع الميلادي، وهو ليس أكثر من عنتريات لا تقتل ذبابة.. وما خفي أعظم!! قد تقول الأستاذة أسماء ان هؤلاء لا يمثلون حزبها، ولكن هذا قول مردود، فهي من قادتهم للسير في طريق الحزب، وقد كانت تدافع عنهم أشد الدفاع.. وها انت تعملين على تكرار التجربة الفاشلة، وتتحدثين عن (إعادة هيكلة للحزب)، الأمر الواضح ان الوضع سيكون أسوأ من الذي قبله، فانت على قلة الجمهوريين الذين كانوا معك، قد فقدت بعضهم، وأصبح هؤلاء الذين فقدتهم، يزعمون انهم هم أصحاب الحزب، وأصحاب الاغلبية.. ثم لا انت ولا هم يمكن ان تحققوا أي شيء، حتى في الحدود الضيقة، حدود تطلعكم إلى الزعامة.. لن تجني إلا المعاناة الشديدة، والمزيد من المعاناة، ولا يكون إلا أمر الله، في الوقت الذي يريده ويحدده الله، وليس لأحد غير الله من الأمر شيء.
    عقد حزب الأستاذة اسماء _ جناح اسماء _ اجتماعا اسماه (المؤتمر التأسيسي في اطار مشروعه المعلن لإعادة الهيكلة.. وذكر أن من شارك في هذه الاجتماعات هم أعضاء الحزب بالعاصمة والأقاليم.. ولم ترد أي اشارة للذين انشقوا عن الحزب ولا حتى لحدث الانشقاق.. تمت مناقشة دستور الحزب ورؤيته!! وبالطبع هذا أمر من المفترض أنه قد تمت مناقشته منذ ايام الحزب في سنة 1913م .. الأمر الجديد هو أن أعضاء الحزب المؤتمرين اختاروا الأستاذة اسماء لمنصب الأمين العام للحزب، من ضمن اربعة مرشحين للمنصب، فقد تم الاختيار بواسطة الانتخاب السري.. ولم تتم الإشارة للمناصب الأخرى، إلا أن التصريح حول انعقاد المؤتمر صدر باسم الأمين السياسي، ولا يوجد ما يفيد أن هذا الأمين السياسي انتخابه تم بالاختيار السري أم عينه الأمين العام.. ومما اعلنه المؤتمر وقوفهم مع الشعب السوداني وانحيازهم لارادته ( تعاهد المؤتمرون أن يظل الحزب الجمهوري وهو يفتح دورة جديدة في مساره منحازا لارادة الشعب السوداني العملاق، وموظفا كل طاقاته من اجل ميلاد جديد للوطن ينعم به بالحرية والمساواة الاقتصادية والامن والعدالة الشاملة).. وهذا كله مرتكز على دعوة الأستاذ محمود محمد طه!! فمنذ البداية اعلن المؤتمر ان جلساته شهدت مناقشات مستفيضة( لدستور الحزب ولرؤيته السياسية والاقتصادية المرتكزة جميعها على المشروع الفكري للأستاذ محمود محمد طه).. فهنا لا جديد.. حزب اسماء مصر على ابعاد الدين والتربية من دعوة الآستاذ محمود والأخذ بالجانب السياسي .. فلم ترد أي اشارة الى الدين والتربية وهما اساس دعوة الأستاذ محمود ، وهذا يؤكد ىأن حالهم لا يزال على ما هو عليه: سياسة بلا دين!! ونسبة هذا الأمر للأستاذ محمود هو بهتان عظيم، وليس في دعوة الأستاذ محمود شيء ليس بدين
    فالأستاذة اسماء التي اختيرت لمنصب الأمين العام هي نفس الأستاذة اسماء التي اصدرت بيانا نشرته جريدة الجريدة يوم 16/7/2018م تقول فيه: "وصلت سنواتي في القيادة حوالي الخمس سنوات، ولذلك إذا اتهمنا أحد، بالطائفية، الآن، فهو محق".. والآن اسماء تتولى دورة جديدة في قيادة الحزب، الآ يعني هذا توكيدا لقولها أن حزبها يقوم على الطائفية؟! فهي قد قالت في استقالتها "أن عليهم أن يثبتوا عمليا أن حزبهم ليس طائفيا، وأنه حزب ديمقراطي، يفسح الطريق للجميع للوصول الى موقع القيادة بناء على تجديد دورة القيادة. فبقاء الأمين العام لخمس سنوات في نظام الحزب الأساسي، لا يعكس روح العمل الديمقراطي.. من رأيي أن الاوان قد آن لبروز وجوه جديدة تتحمل مسئولية قيادة الحزب والسير به قدما نحو تحقيق اهدافنا في انزال فكرنتا للواقع".. أين ذهب قولك هذا يا استاذة اسماء؟! ومع هذا تتحدثين عن الديمقراطية وغياب الطائفية؟! إنك تؤكدين الطائفية تأكيداً شديدا.. إن اختيارك في جميع الحالات، لم يكن إلا لأنك بنت الأستاذ محمود؟؟ وقالت الأستاذة اسماء في تلك الاستقالة: " عموما اعتقد أنني قدمت ما تسمح طاقاتي لتقديمه. ولا أدعي أن لدي وضوح رؤية كامل حول ما سيكون عليه مستقبل الحزب.. ولا أريد أن أغامر في السير بهذا الصرح العظيم باتخاذ قرارات لا أملك فيها الرؤية الواضحة".. وها أنت تناقضين نفسك وتغامرين في السير بالصرح العظيم باتخاذ قرارات لا تملكين فيها الرؤية الواضحة!! من لا يملك الرؤية الواضحة ما الذي يجبره على المغامرة؟! إنها شهوة الزعامة!! فجاء قولك:" لكل ما تقدم، قررت أن أتوقف عن الإمساك بالقيادة، فقد بذلت ما هو في طاقتي. وقد جاء الوقت لكي أتنحى وأفسح المجال لدماء شابة تتولى أمر الحزب وتسير به في المسار الذي آمل أن يكون مرضيا عند الله وعندنا جميعا .." فقد بذلت كل ما في طاقتك وجاء الوقت لتفسحي المجال لدماء شابة.. فمن أين اتتك الطاقة الآن وقد بذلت كل ما هو في طاقتك؟! وأمر الدماء الشابة، مؤجل الى متى؟ لا اعتقد أنهم ستكون لهم فرصة، فإذا رؤيتك انت غير واضحة، فهم لا يملكون أية رؤية.. قالت الأستاذة اسماء: " من ناحية اخرى اريد ان ابتعد عن قيد اللجان ورأي الأغلبية، لأفكر بحرية أكبر.. أود أن اكتب عن رؤاي الفردية، غير المقيدة بالمؤسسات التنظيمية وبالمنصب" هذه رؤية واضحة (أريد أن ابتعد عن قيد اللجان ورأي الأغلبية لأفكر بحرية) فاللجان والأغلبية تقيد حرية الفكر، وهذا حق، ولكن صاحبه لم يلتزم به.. (اود أن اكتب عن رؤاي الفردية غير المقيدة بالمؤسسات التنظيمية) وهذا ايضا حق فالمؤسسات التنظيمية والمنصب يقيدان الرؤية الفردية.. ولكن بكل اسف، هذا الحق كسابقه، صاحبه لم يلتزم به.. إن حزبكم لا يعدو قدره، فهو ليس أكثر من خاطرة فجة ولن تقوم له قائمة.
    الفرق بين وقتك يا أستاذة أسماء، ووقت الله تعالى، هو ان وقت الله حتمي، وقد أظل، واكتملت جميع أشراطه الظاهرية ولم يبق غير الاذن الإلهي.. أما وقتك، فهو مستحيل لا وجود له في الحقيقة.. هو محض وهم.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 10/3/2020م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de