تحديات الحكم المدني,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2020, 06:42 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحديات الحكم المدني,, بقلم إسماعيل عبد الله

    06:42 PM March, 08 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ما من شك في أن الشعب السوداني قد تذوق الأمرين من ويلات الحكم العسكري, إذ يبلغ عدد السنوات التي جثم فيها العسكر على صدره إثنان وخمسون عاما من إجمالي أربعة و ستون سنة منذ أن تركنا المستعمر, وبذلك يكون نصيب الحكومات المدنية التي تعاقبت على تولي زمام الأمور في البلاد إثنا عشر عاما فقطً, بمعنى أن نسبة استحواذها على السلطة لم تصل العشرين بالمائة, وهذا القدر المتواضع من كوتة زمن مكوث الحاكم المدني داخل سفينة الحكم المتأرجحة, يسوق مجموعة من الاستفهامات و الأسئلة التي هي بحاجة إلى إجابات و تفسيرات محايدة ومنطقية.
    ولكي نشرح و نحلل مآلات هذه الحالة وتلك الدائرة العبثية لتداول السلطة في السودان, ودورانها ما بين حاكم مدني قصير العمر وانقلابي عسكري ينقلب على السلطة بصحبة مجموعة من ضباط يشاركهم مدنيون يقبعون في القصر الجمهوري لعشرات السنين, لابد من نظرة فاحصة لكينونة وتركيبة الأحزاب السياسية التي بالضرورة يفترض أن تكون هي الحاضنة والراعية للحكومات المدنية الديمقراطية والمفرخة للحكام المدنيين, فالحزبان الكبيران الأمة و الاتحادي منذ أول يوم لانبلاج فجر الاستقلال دخلا في صراع محموم حول تكبير الكوم بالاستقطابات الطائفية و الجهوية و الدينية.
    فحزب الأمة تمركزت جماهيريته في كردفان و دارفور و أجزاء من النيلين الأبيض و الأزرق, أما الاتحادي الديمقراطي فغطى أنصاره من الطائفة الختمية مساحات واسعة من شمال و شرق البلاد, وهذا في حد ذاته بمثابة الخلل البنيوي الذي ضرب هذين الحزبين, اللذان ينطلقان من مبدأ القومية ويزعمان بأن الوطنية هي ديدنهما ويتخذان من الشعوب السودانية الكثيرة والمتعددة منطلقاً لرؤيتهما, مما يؤكد على أنهما منذ بداية انطلاق الحياة السياسية في بلادنا أحدثا هذا الانقسام الجهوي و الطائفي الذي استثمره قادة الجيش فابتزوا به هذه الشعوب المسكينة.
    إذا عرجنا الى أحزاب الشيوعي و البعث و الناصري و الجبهة, الذين يطلق عليهم زميلنا الأستاذ عادل الأمين اسم مشاريع الصرف الصحي الغريبة والوافدة إلى الأرض السودانية من مصر, و الدليل على غربتها هو تهافتها على السلطة عبر جسر الانقلابات العسكرية, لأنها تعي يقيناً قلة حيلتها وشح شعبيتها وندرة جماهيريتها ومحدودية انصارها, ونتيجة لذلك جاء اليسار بانقلاب مايو و نفذت الجبهة الاسلامية إنقلاب الثلاثين من يونيو, لعدم ثقتهم بصناديق الأقتراع التي تمتليء على آخرها بأصوات الدراويش من أنصار المهدي و أتباع الميرغني.
    بحكم تكوين الأحزاب الطائفية التي تهتدي بهدي الأب الروحي أكثر من خضوعها للوائح الحزب و أبجديات الممارسة الديمقراطية الداخلية, تجدها لاتحتكم إلى التدرج التظيمي الطبيعي للعضوية الذي يؤدي إلى وصول أحدهذه العضوية يوما ما لسدة قيادة الحزب, وهنا يكمن السبب الجوهري في حدوث التآمر الدائم بين هذه الأحزاب وضباط الجيش في التخطيط و الانقلاب على نظم الحكم المدني باستمرار, والمتابع للحراك السياسي هذه الأيام يرى تملق زعيم حزب الأمة لقائد أكبر ترسانة عسكرية بالبلاد, فهو يفعل ذلك إيماناً منه بأن ذلك هو الطريق الأقصر والمجرب إلى تحقيق حلم الامساك بالصولجان, فهذه الأحزاب الطائفية لباسها مدني ناصع البياض ولكن جوهرها مصبوغ باللون الداكن للكاكي.
    وحتى لا يضيع الشباب الثائر تحت ركام فوضى الممارسات الشائهة للأحزاب التقليدية , عليهم تأسيس تنظيماتهم ابتداءً من اليوم لكي يرسموا لوطنهم مساراً مختلفاً عن تلك المسارات الملتوية التي اتبعها أسلافهم من ديناصورات الماضي المنقرضة, و اذا لم يستطيعوا فالينضووا تحت راية حزب المؤتمر السوداني و ليضخوا فيه دمائهم الطازجة, وترشيحي لهذا الحزب جاء لأنه هو الأقرب لأن يكون حزب الشباب النابضة قلوبهم بالحيوية والنشاط, ولأنه الحزب الوحيد الذي أجرى جراحة قاسية عالج بها أمراض وأوبئة الأحزاب التقليدية, وهو الذي قام باستئصال داء البقاء والتعفن في الكرسي إلى يوم يبعثون.
    فيا أبنائي وبناتي و إخواني وأخواتي من الجيل الصاعد, كوّنوا أحزابكم الطموحة الملبية لتطلعاتكم ولا تركنوا إلى تلك الأحزاب الشائخة الهرمة, التي يجلس على رأسها رجال في سن أجدادكم, وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من إدراك منكر ونكير, ولتعلموا أن الطريق للدولة المدنية لا يمر بمقرات أحزاب الأمة والجبهة والاتحادي والبعث والناصري والشيوعي, فهؤلاء جنود مجندون لصناعة الطغاة كما أخبرنا تاريخنا الحديث, ومن تغطى بهم بقصد الستر والحماية من البرد القارس للعسكرية الجامدة أنكشف حاله صباح اليوم التالي وعض أصابع الندم.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de