|
وأخيراً أطاعوا حميدتي,, بقلم إسماعيل عبد الله
|
02:11 PM March, 07 2020 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله-الامارات مكتبتى رابط مختصر
يوم أمس كان علامة فارقة و فاصلة في مسيرة الحكومة الانتقالية, يوم تكوين الآلية العليا لفك طلاسم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد, برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي والقائد العام لقوات الدعم السريع, رجل المرحلة القوي و فرس الرهان الفائز بكل الجولات, الذي شنت عليه حرب ضروس منذ اليوم الأول لظهوره على مسرح الأحداث بعد اقتلاع الطاغية, إذ أنه لا توجد شخصية عامة تعرضت لما تعرض له من محاولات بائسة ويائسة لاغتيال شخصيته التي كان لها الدور المحوري في ذهاب أذى الكيزان . يوم أمس رأيت بأم عيني خيبة أمل رموز نخبتنا السياسية وهم يعلنون الاستسلام و التسليم الكامل و التام للأخ القائد حمدان, لقد خاب سعيهم في الحط من قدره بالكاراكاتيرات الساخرة والأوصاف المتندرة, تارة وصفوه براعي الابل الذي لا يعلم شيئاً ومرات عدة نعتوه بالقاتل المأجور, و عندما أمر حاملات النقل المخصصة لجنوده النزول لشوارع العاصمة القومية لفك أزمة المواصلات, أشاحوا بوجوههم جانباً و اعتزلوا امتطاء تلك السيارات وفضّلوا أن يعانوا ضنك التواصل, على أن يستفيدوا من المنحة المجانية التي تبرع لهم بها, مؤكدين على المثل السوداني القائل (مرمي الله ما بترفع). نفاق النخبة السياسية من أفندية مركز دويلة كتشنر مثل المومس التي تضاجع ماشاء الله لها أن تضاجع من الذكور, و في نهار اليوم التالي تقصف هؤلاء الذين واقعوها بوابل من كلمات الفحش والعهر والرذيلة مستنكرة لوقائع ليلة البارحة, ولقد صدق الشاعر الراحل صلاح احمد إبراهيم الذي وصف هذه النحبة من رهطه بقوله (مثقفو الخرطوم قهوة ونومة وسهرة وسكرة), فعندما تحين لحظة الفزعة والدواس و جني القطن وفلاحة الأرض ندهوا على أبكر وكوكو وأوهاج, أما بعدما يستقر الحال تجدهم يلفظون هذا الأبكر وذاك الكوكو و أولئك الأوهاجيين و ينعتونهم بما ليس فيهم و ينكرون عليهم الفضل الذي جادوا عليهم به بالمهج و الأرواح والدماء. أين الكفاءات والخبرات العالمية و الدولية و الأممية؟, لقد أثبت حمدوك و جماعته أنهم لا يصلحون سوى للوظيفة الروتينية التي اعتادوا فيها على أن يكون على رأسهم رئيس, مثل عضو مجلس قيادة ثورة مايو الذي وجه إليه سؤالاً عن لماذا لا تدعوا حملة الشهادات العليا والخبرات الأجنبية يقودون البلاد, فكان رده مفحماً عندما قال:( إنهم بعد نهاية كل اجتماع يأتون إلينا ويسألوننا يا سعادتك نعمل شنو؟), من عمل موظفاً طوال حياته لا يصلح لأن يقود قطيعاً من الضأن, فالبون شاسع ما بين القيادة والوظيفة الادارية. هنالك أيقونات عديدة في عالم السياسة و المال و الاعمال لم تتلقى تعليماً نظامياً ولكنها انتشلت شعوبها من قاع التخلف الاقتصادي وارتقت بها إلى مصاف قمم وقوائم الشعوب الأكثر سعادة في الدنيا, ونذكر على سبيل المثال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة, الذي بنى دولة عصرية ناطحت عظام الدول في أقل من خمسة عقود من الزمن , بينما نحن نرزح تحت نير النخب السكرانة و الحيرانة لمدة تجاوزت الستة عقود مما نعد ونحسب. وطالما تقاصرت وتجاسرت همم نخبنا السياسية عن وضع البلسم الشافي للأزمة الأقتصادية, وألقت بالملف الاقتصادي بعد عناء وسهر وفشل وخيبة أمل على طاولة نائب رئيس المجلس السيادي, عليها كذلك أن تسلمه كل الملفات الأخرى وعليها أيضاً أن تعمل تحت امرته في الوظيفة التي يحددها لها طائعة ومنفذة للأوامر والتوجيهات, دعوه يمسك بملفات تفكيك النظام البائد وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية و تمهيد الطريق لمحاكمة الفاسدين القابعين في السجون, وإني على يقين تام بأنه سيقوم بهذا الواجب الوطني خير قيام, تماماً كقيامه بحسم ترسانة الكيزان العسكرية والأمنية المؤدلجة المتمثلة في شعبة هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الاسلاموي البائد, وما زلت اتذكر بيانه الغاضب من جوبا عندما وجه المواطنين لأن يبتعدوا عن ميادين المعارك الدائرة بين قواته والمارقين من جيش اخوان الشيطان من جنود وضباط هيئة العمليات المقبورة , و لكأنما لسان حاله حينها يقول (زحوا خلوني أبلهم ليكم البل الألله خلقو). الثورة لا تعرف اللون الرمادي فإما أن يكون لونها أحمراً قانياً أوأبيضاً إستسلامياً, و هذا الفتى الحمداني هو الأجدر بوضع النقاط على حروفها إن أردتم الحسم و حقن الدم, اما إذا أردتم (المجمجة) والميوعة و الللزوجة و الذلة والانكسار فانتهجوا نهج التراخي و التساهل و التخاذل و التآمر و الابتسار.
إسماعيل عبد الله [email protected]
|
|
|
|
|
|