لم نكتفي من شماعة ( الحصار ) حتى أطلت علينا شماعة ( الدولة العميقة ) !!
كلها مبررات واهية يرددها البعض كالببغاوات .. وهو ذلك البعض الذي يجتهد لتبرير الفشل والإخفاقات .. كانوا في الماضي القريب يجعلون من شماعة ( الحصار ) المضروب على السودان مطية في مواجهة الاحتجاجات .. ويقولون أن أسباب تلك الإخفاقات والفشل هو ذلك ( الحصار ) .. وبطريقة بليدة كانوا يفشلون في إدارة الاقتصاد بالبلاد .. وكانوا ينهون المصانع تلو المصانع .. ثم كانوا يبيعون ممتلكات الدولة والأراضي والأصول .. وكلها ليست لها علاقة بذلك الحصار .. ولكن كل ذلك لحاجة في النفوس .. والشعب السوداني يعرف جيداُ أن هنالك دول أخرى كثيرة في العالم تواجه أبشع ألوان الحصار مثل ( كوبا) .. ومع ذلك فإن الناس في تلك الدول لم يبيعوا أصول الدولة وممتلكاتها بحجة وفرية ( الحصار ) !.. وتلك كانت سانحة مفتوحة أمام هؤلاء جماعة الإنقاذ البائد .. حيث أن أي مسئول يدعي العبقرية والحصافة في ذلك النظام كان يرمي تلك الإخفاقات تلو الإخفاقات على شماعة ( الحصار ) .. ويقول نحن محاصرون بكل ألوان السياج !.. والعجيب الأعجب أنهم هم الذين تسببوا في ذلك الحصار !.. وفي نفس الوقت هم الذين كانوا ينهبون البلاد ويقيمون الشركات والمؤسسات العملاقة الخاصة ويخلقون ( دولة داخل دولة ) .. والمتابع الحصيف يرى أن هؤلاء كانوا لا يشتكون من ( الحصار ) حين يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية والذاتية .. ولكن حين يأتي الدور على حاجة ومصالح الأمة السودانية كانوا يركضون لشماعة الحصار !.. وقد زهج ومل الشعب السوداني من تلك النغمة الممجوجة التي كانت تعزف لسنوات وسنوات بدرجة الغثيان !.. حيث نغمة ( الحصار ) على السودان !.. وهي تلك النغمة التي كانت تتخذ ( كشماعة ) لإسكات الأفواه !! .
واليوم بعد الانتفاضة والثورة يكتشف الشعب السوداني بأن تلك النغمة البغيضة ( الحصار ) قد وجدت رفيقةُ في المبررات الزائفة لإسكات الأفواه .. حيث الشماعة الجديدة ( الدولة العميقة ) .. وهنالك من يجتهد ليلاُ ونهاراُ ليدافع عن السلطات والقيادات الحالية باستخدام شماعات ( الحصار والدولة العميقة ) .. وذاك عيب من عيوب أبناء السودان .. هؤلاء البعض من أبناء السودان الذين يخلقون الفرضيات من محض الخيال ويقولون بمنتهى السهولة والبساطة أن ( الدولة العميقة ) .. هي سبب المشاكل .. وحتى إذا افترضنا واتفقنا معهم في ذلك الكلام الباهت فإلى متى ونحن نشتكي من تلك الدولة العميقة ؟؟ .. وهؤلاء بمنتهى البلاهة يقولون : ( كيف تريدون ذلك الإصلاح السريع لدولة عاش الفساد فيها لثلاثين عاماُ ؟؟ ) .. فكأن تلك الثلاثين عاماُ هي الأبدية !!.. وهل تريدون من الشعب السوداني أن ينتظر ثلاثين عاماُ أخرى حتى يتم ذلك الإصلاح المنشود ؟؟ .. وكيف أستطاع ذلك الرئيس الأثيوبي ( أبي أحمد ) أن يبدل الأحوال في شهور قليلة ؟؟.. وهي تلك الأحوال التي كانت مربكة وسائداُ في دولة أثيوبيا منذ عهد الإمبراطور ( هيلاسلاسى ) .. ودامت تلك الأحوال المزرية لأكثر من ثمانين عاماُ ؟؟ . وهل كان ذلك الرئيس الأثيوبي الجديد ( أبي أحمد ) يملك تلك ( العصية السحرية ) حين بدل الأحوال في شهور قليلة ؟؟ .. أم أنه يملك تلك المقدرات والكفاءات الشخصية القديرة لقيادة البلاد ؟؟ .. ولم يجده العالم يوماُ يتشبث بتلك الشماعات الزائفة الكاذبة .
لا يجد الشعب السوداني اليوم ذلك المسئول الذي يجتهد في رقابة الأسواق وإيقاف ذلك الفوضى والفلتان في الأسعار ,, ولا يجد الشعب السوداني ذلك المسئول الذي ينهي حالات الوقوف في تلك الصفوف الطويلة أمام المخابز .. ولا يجد الشعب السوداني ذلك المسئول الذي يحل أزمة المواصلات في البلاد .. ولا يجد الشعب السوداني ذلك المسئول الذي ينهي أزمة الغاز والبنزين والمياه .. ولا يجد الشعب السوداني ذلك المسئول الذي يحل أزمة النظافة في البلاد .. حيث تلك النفايات والأوساخ في أرجال الأحياء والطرقات والأسواق .. وهنالك الكثير والكثير من الخدمات التي تحتاج لهمة وهبة المسئولين في البلاد .. فإلى متى تستمر مداولة شماعة ( الحصار والدولة العميقة ) ؟؟ .. وهؤلاء المسئولين يقف من خلفهم ويساندهم الشعب السوداني .. فلماذا لا ينهون ظاهرة ( الدولة العميقة ) من منطلق الجرأة والشجاعة والسرعة ؟؟ .. أم أن هؤلاء المسئولين عاجزون عن أدار المهام ومواجهة التحديات ؟؟ . والعاجز لا يستحق أن يتواجد في قمة القيادة لثورة شعبية كبيرة .. فتلك القيادة تحتاج لرجال البطولات الذي يبدلون خطوات التاريخ .. ولا تحتاج لرجال المظاهر و( الدهنسة !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة