لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستشار القانوني والقاضي السابق حمزة محمد نور الزبير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2020, 06:39 PM

حمزة محمد نور الزبير
<aحمزة محمد نور الزبير
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستشار القانوني والقاضي السابق حمزة محمد نور الزبير

    05:39 PM February, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    حمزة محمد نور الزبير-البحرين
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الغَيبُ مَجهولٌ، يُحارُ دَليلُهُ .. واللُّبُّ يأمُرُ أهلَهُ أن يَتّقُوا
    لا تظلموا الموتَى، وإن طالَ المَدى.. إنّي أخافُ عليكُمُ أن تَلتَقوا

    أبي العلاء المعري

    اقتصر السرد الذي أوردته في الطبعة الأولى لكتابي (ذكرياتي – من أوراق قاض سابق) عن محاكمة الأستاذ محمود محمد طه، على إجراءات محاكمته وإعدامه ونقل جثمانه بطوافة إلى جهة مجهولة بدلاً من تسليمه لأسرته، ولذلك ارتأيت أن استكمل حلقة الاستهداف الذي لازم مسيرة الأستاذ محمود بإخفاء جثمانه في الطبعة الثانية للكتاب، حيث تمثلت تلك الحلقة في محكمة الردة الأولى التي قضت بردته، ومحكمة الردة الثانية التي قضت في يوم الجمعة الموافق 17 نوفمبر1985 بردته وإعدامه، ثم لاحق تآمرها نقل جثمانه إلى جهة مجهولة حتى لا يتحول قبره إلى مزار لتلاميذه وأتباعه، حسبما علمت من أحمد محجوب حاج نور(وهو أحد قضاة محكمة الاستئناف الجنائية التي أيدت الحكم) وذلك قبل موافقة الرئيس جعفر نميري على تنفيذه.
    كان إعدام الأستاذ محمود الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الشعبية في 6 أبريل 1985 وأودت بالدكتاتور جعفر محمد نميري ونظام حكمه إلى مزبلة التاريخ بعد 47 يوماً من تاريخ إعدامه، وفي 52 فبراير 1986، تقدمت هيئة الادعاء المكونة من المحامين عابدين اسماعيل، عبدالله الحسن، محمود حاج الشيخ عمر، طه إبراهيم، جريس أسعد، والدكتور بيتر نيوت كوك بعريضة طعن دستوري نيابة عن (المدعية الأولى) أسماء محمود محمد طه، و(المدعي الثاني) عبد اللطيف عمر حسب الله يطلبان فيها إعلان بطلان إجراءات محاكمة والد (المدعية الأولى) محمود محمد طه و(المدعي الثاني)، وهي الإجراءات التي انتهت بالحُكم بإعدام الأستاذ محمود وتنفيذه، وإطلاق سراح المدعي الثاني بعد استتابته، وقد تم الاستناد في الطعن على أن تلك الأحكام قد أدت إلى إهدار حقوق المدعيين الدستورية المنصوص عليها في المواد (64) و(70) و(71) من دستور السودان لسنة 1973 (الملغي)، والدستور المؤقت لسنة 1985 اللذين أكدا على تلك الحقوق استناداً على ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
    تضمنت عريضة الدعوى الطلبين التاليين:
    إعلان وتقرير بطلان محاكمة محمود محمد طه والمدعي الثاني، وإلغاء كافة الأوامر التي صدرت بموجبها.
    الأمر بتسليم جثمان محمود محمد طه إلى المدعية الأولى، واحتياطياً الأمر بإجراء تحقيق حول مصير الجثمان.
    لاحظتُ أثناء اطلاعي على الحُكم الذي أصدرته الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا في الطعن المشار إليه أعلاه في مجلة الأحكام القضائية لسنة 1986 التي نُشرت فيها حيثيات الحُكم، أن المداولات التي جرت أمام المحكمة قد اقتصرت على البت في الطلب الأول الذي تقدمت به هيئة الادعاء وقضت بإعلان بطلان الحكم الصادر في حق المواطنين محمود محمد طه و(المدعى الثاني) عبداللطيف عمر في الدعوى من المحكمة الجنائية ومحكمة الاستئناف، بينما لم يَرِد في تلك الحيثيات ما يفيد بالبت في الطلب الثاني الذي تقدمت به هيئة الادعاء بشأن تسليم جثمان الأستاذ محمود إلى (المدعية الأولى)، أو بتنازلها عنه، بينما أوردت رأياً عارضاً ضمن حيثيات الحكم (obiter dictum) مفاده أنه "لم يعُد من الميسور بعث حياة وئدت مهما بلغت جسامة الأخطاء التي أدت إلى ذلك، تماماً كما أصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل العثور على جثمان أخفي بترتيب دقيق"، رغم أن المحكمة لم تأمر بإجراء تحقيق حول مصير الجثمان بناءًا على الطلب الثاني الذي تقدمت به هيئة الادعاء، كما أنها لم تُورد الأسانيد التي ارتكزت عليها في الوصول إلى الترتيب الدقيق لإخفاء الجثمان واستحالة العثور عليه.
    الأمر الثاني المستغرب لدي كان ابتعاث النائب العام المستشار شارلس كير دينق من إدارة العقود بديوان النائب العام لتمثيل الحكومة (المدعى عليه) أمام المحكمة بدلاً من حضوره "شخصياً"، أو إرسال أحد كبار المستشارين بإدارة المدعي العام، كما أنه لم يزود المستشار شارلس برد مكتوب على عريضة الدعوى التي تقدمت بها هيئة الادعاء، فقدم رداً "شفهياً" رفضته المحكمة مفاده " أن النائب العام يقر بأن المحكمة لم تكن عادلة ولم تتقيد بإجراءات القانون، ولذلك فإنه لا يرغب في الدفاع عن تلك المحاكمة"، وطلبت من النائب العام تقديم رده كتابةً، إلا أنها عادت ورفضت الرد الكتابي الذي قدمه لأنه كان "مقتضباً وعاماً وعلى خلاف مقتضيات المادة 74 (أ) و(ب) من قانون الإجراءات المدنية لسنة 1983 التي تستوجب أن تشتمل مذكرة الدفاع على إقرار أو إنكار صريح لكل واقعة اشتملت عليها عريضة الدعوى" وأمرته بأن يودع رداُ جديداً.
    في زيارتي زميلي وصديقي د.بيتر نيوت كوك ( عضو هيئة الادعاء) في هامبورغ بألمانيا في عام 2003 وجدته قد انتهى من إعداد المسودة النهائية لكتابه الموسوم ب Governance and Conflict in Sudan والذي تطرق فيه إلى قوانين سبتمبر 1983 والمظالم وانتهاكات القانون وحقوق الانسان والمآسي التي ترتبت على تطبيقها، منها محاكمة الأستاذ محمود محمد طه، سألته أثناء تصفحي لمسودة الكتاب، باعتباره أحد أعضاء هيئة الادعاء، عن الملابسات التي أحاطت بالطريقة التي تناول بها النائب العام الطلب الثاني الذي تقدمت به هيئة الادعاء أمام المحكمة والمتعلق ب " الأمر بتسليم جثمان محمود محمد طه إلى المدعية الأولى، واحتياطياً الأمر بإجراء تحقيق حول مصير الجثمان"، فأفاد بأن تسوية ما بشأن الطلب الثاني الذي تقدمت به هيئة الادعاء قد تمت بين النائب العام و)المدعية الأولى( وبعض زملائه من أعضاء هيئة الادعاء "دون علمه" قبل موعد انعقاد الجلسة المحددة لتقديم رد النائب العام على عريضة الدعوى، ولذلك كان حضوره مبكراً "لوحده" من بين أعضاء هيئة الادعاء إلى الجلسة ، ثم تلى حضوره ظهور المستشار شارلس كير من إدارة العقود بديوان النائب العام لتمثيل الحكومة بدلاً من حضور النائب العام "شخصياَ" أو من يمثله من كبار المستشارين بإدارته، وحضور بعض أعضاء هيئة الادعاء لاحقاً بعد انعقاد الجلسة ، بينما لم يحضر البعض، رغم انعقادها برئاسة رئيس القضاء مولانا محمد ميرغني مبروك، قد أثار في ذهنه العديد من التساؤلات حول تصرف النائب العام وزملائه من هيئة الادعاء، كما أثار ظهوره أمام المحكمة لوحده عن هيئة الادعاء، والمستشار شارلس عن النائب العام استغراب مولانا محمد ميرغني مبروك والذي علق قائلاً: "سبحان الله، يتولى الادعاء والدفاع في قضية تتعلق بانتهاك الحقوق الدستورية لداعية إسلامي محاميان جنوبيان ومسيحيان؟ ".
    من جانبها سارعت هيئة الادعاء بالطلب من المحكمة في تعقيبها على رد النائب العام على عريضة الدعوى إصدار حُكم على التراضي والإقرار بناءًا على التسوية التي تمت بشأن الطلب الثاني الذي تقدمت به، إلا أن المحكمة رفضت الطلب استناداً على "أن طلب إصدار حُكم على التراضي والإقرار لا يتماشى وطبيعة الدعوى المتعلقة بحماية حقوق دستورية ومدى حاجتها إلى الحماية القضائية، حيث ينبغي ألا يكون التقرير فيها مبنياً على الإقرار وحده حتى وإن كان ذلك الإقرار واضحاً وجازماً، فضلاً عن أن أساس النزاع يكمن في تفسير الدستور والقانون، وعلى المحكمة العليا دون سواها أن تتولاه على أساس من القواعد القانونية المجردة دون اعتبار لإقرار الخصوم إلا في حدود ضيقة".
    أضافت إجابة د. بيتر على التساؤلات التي حملتها إليه مزيدًا من التساؤلات التي كانت تدور بذهني، أهمها الدوافع والأسباب التي حدت بالنائب العام إلى السعي للوصول إلى تسوية مع المدعية الأولى بالضغط عليها لتتنازل عن حقها في المطالبة بتسليمها جثمان والدها أو إجراء تحقيق حول مصيره؟ وما إذا كان النائب العام قد سعى لتلك التسوية بإرادته، أم أنه كان مدفوعاً من جهات متنفذة لها مصلحة في إسدال الستار على سيرة الأستاذ محمود بعدم الكشف عن المكان الذي قُبر فيه جثمانه؟ وما إذا كانت المدعية الأولى قد وافقت على التسوية التي عرضت عليها بكامل إرادتها واختيارها، أم أنها قد قبلت بها وهي مُكرهة على ذلك نتيجة للضغوط التي مورست عليها؟، كما أن عدم حرص أعضاء هيئة الادعاء على الحضور إلى المحكمة العليا في الوقت المحدد للجلسة، وهم من كبار المحامين المرموقين ولبعضهم تاريخ ناصع في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وسيادة حكم القانون، وعدم وقوفهم إلى جانب المدعية الأولى في مواجهة المدعي العام لتتجاوز الضغوط التي يمارسها عليها كي تستسلم لتلك الضغوط وتتنازل عن الطلب الذي تقدموا به إلى المحكمة لتسليمها جثمان والدها من الأمور التي تطرح المزيد من التساؤلات.
    لم يكن الحصول على مصادر للمعلومات التي يمكن الاستعانة بها للحصول على أجوبة لتلك التساؤلات سهلة المنال بعد مضي ثلاثة وثلاثين عاماً ونيف من تاريخ تقديم الطعن الدستوري إلى المحكمة في 25 فبراير 1986، كما أن طول سنوات الاغتراب عن الوطن وانقطاع التواصل بيني وبين زملائي في القضاء الجالس والواقف في السودان قد جعل الوصول إلى أي من أعضاء الدائرة الدستورية التي نظرت الطعن، أو من أعضاء هيئة الادعاء أو غيرهم من الأشخاص الذين لهم علاقة بالموضوع من الصعوبة بمكان، فضلاً عن أن أغلب أعضاء الدائرة الدستورية التي نظرت الطعن، وكذا أعضاء هيئة الادعاء إما يكونوا قد قضوا نحبهم أو ينتظرون وقد بلغوا من الكبر عتياً، أو ضعفت ذاكرتهم.
    ولذلك عندما اتصل بي مولانا زكي عبد الرحمن قاضي المحكمة العليا وعضو الدائرة الدستورية التي نظرت الطعن، أمد الله في عمره، ليهنأني بصدور الطبعة الأولى لكتابي (ذكرياتي- من أوراق قاض سابق) شعرت ساعتها بأنني قد وجدت ضالتي في الشخص المناسب الذي لا يتردد في الإجابة على أية تساؤلات أطرحها عليه حول الملابسات التي أحاطت بالنظر في الطعن الدستوري الخاص بمحاكمة الاستاذ محمود محمد طه، إلا إنني عندما سألته عن رأيه في تصرف النائب العام أثناء نظر المحكمة في الطعن الدستوري والتسوية التي تمت بشأن الطلب المتعلق بمصير جثمان الأستاذ محمود محمد طه، وعن إفادة د. بيتر حول ظهوره والمستشار شارلس لوحدهما أمام المحكمة في بداية الجلسة المخصصة لتقديم رد النائب العام على عريضة الدعوى، أفاد بأنه لا يتذكر أي شيء مما سألته عنه نظراً لطول الفترة التي انقضت من تاريخ نظر المحكمة في الطعن وتداعيات الكبر والأسقام التي لازمته في السنوات الأخيرة، فعدت منه بخفي حنين، وأخيراً اهتديت إلى الأستاذة أسماء محمود محمد طه (المدعية الأولى) التي أكدت لي أن النائب العام عمر عبد العاطي قد مارس عليها ضغوطاً ترقى لدرجة الإكراه لكي تقبل بالتسوية التي عرضها عليها لتتنازل عن الطلب الثاني الذي تقدمت به إلى المحكمة لتسليمها جثمان والدها مقابل عدم اعتراضه على الطلب الأول المتعلق بإصدار المحكمة قراراً ببطلان محاكمة والدها والمدعي الثاني، وإلغاء كافة الأوامر التي صدرت بموجبها، وذلك رغم اعتراض د. أمين مكي مدني الذي انضم لاحقاً إلى هيئة الادعاء على تلك التسوية.
    إذا رجعنا بالذاكرة إلى التاريخ السياسي للأستاذ محمود محمد طه والجسارة التي إعتاد أن يُعبّر بها عن أفكاره وآرائه الدينية والسياسية والاجتماعية، وللعداء المفرط الذي تضمره له القاعدة العريضة من الفقهاء ورجال الدين من كل مشرب، وتحالفهم مع الأحزاب التقليدية والسلفيين والطائفيين وجماعة الإخوان المسلمين بسبب تلك الأفكار داخل السودان وخارجه وسعيها للنيل منه، وتمكُن الجبهة القومية الإسلامية من السلطة بعد المصالحة التي تمت بين النميري والجبهة الوطنية في عام 1977، وتحكمها في مفاصل الدولة بصدور قوانين سبتمبر 1983 وأدواتها القمعية المتمثلة في محاكم الطوارئ ومحاكم العدالة الناجزة، فإن ما تقدم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن إجبار النائب العام (للمدعية الأولى) على التنازل عن الطلب الثاني الذي تقدمت به إلى المحكمة لتسليمها جثمان والدها، أو الأمر بإجراء تحقيق حول مصير الجثمان، كان جزءاً لا يتجزأ من المؤامرة التي حاكها ذلك التحالف للتخلص من الأستاذ محمود وإخفاء جثمانه ليكون نسياً منسياً إلى الأبد، وحيث إن إخفاء جثمان الأستاذ محمود لا يقل أهمية بالنسبة للذين تآمروا عليه عن إعدامه، فإنهم لن يسمحوا لأية جهة بالبحث عنه، أو بإثارة موضوعه أمام المحكمة حتى لا تستدعي المشير عبد الرحمن سوار الذهب للإدلاء بشهادته أمامها حول المكان الذي قبر فيه جثمانه، لأن المشير كان القائد العام للجيش السوداني في الوقت الذي أعدم فيه محمود محمد طه ونقل جثمانه بالطوافة العسكرية إلى جهة مجهولة، وهو الشخص المسؤول(بصفته) عن الخطة التي وضعت في القيادة العامة لإخفائه. وتأسيساً على ما تقدم، فإننا إذا أمعنا النظر في التسوية التي أجراها النائب العام مع (المدعية الأولى) ودوافعها، لا يمكن استيعاب ما قام به النائب العام بعيداً عن أجندة الحكومة العميقة لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم وتحكمهم، آنذاك، في أجهزة الدولة وولاة الأمر فيها.
    هكذا أسدل الستار من الناحية القانونية على الموقع الذي دفن فيه جثمان الأستاذ محمود وبقي سراً دفيناً مع صاحبه إلى أن أماط عنه اللثام العميد معاش طيار فيصل مدني مختار (عضو سابق بمجلس قيادة ثورة الانقاذ) وقائد الطوافة العسكرية التي حملت الجثمان إلى مثواه الأخير في منطقة صحراوية تقع على مسافة 20 إلى 30 كيلومتر غرب مدينة أم درمان، حسب الإفادة التي تطوع بها لبعض تلاميذ الأستاذ محمود في وجود ابنته ( المدعية الأولى) بعد مضي أكثر من عشرين عاماً على تاريخ إعدامه وإخفاء جثمانه. وفي رده على السؤال الذي طُرح عليه حول إمكانية البحث عن الجثمان، أفاد بأن هنالك صعوبة في العثور على الموقع الذي دفن فيه، وذلك لعدم وجود علامات أرضية يمكن الاهتداء بها للوصول إلى الموقع، إضافة إلى أن اختيار الموقع كان قد تم بطريقة عشوائية في منطقة صحراوية مفتوحة لعوامل التعرية، زد على ذلك أنه لم يكن لدى القوات الجوية آنذاك الأجهزة المتقدمة الموجودة حالياً (كالجي بي أس) التي تحدد المكان بالضبط. ومع ذلك، لم يستبعد العميد فيصل مختار إمكانية البحث عن الجثمان وأعرب عن استعداده للمشاركة في ذلك ” إذا توافرت تكنولوجيا جديدة أو الاستعانة بالأقمار الاصطناعية، أو القيام ببحث مضن قد يستمر لأيام وقد يستمر لشهور". الأمر الذي يدحض ما توصلت إليه المحكمة حول استحالة العثور على جثمان الأستاذ محمود بعد ثلاثة عشر شهراً من تاريخ إعدامه، بينما يرى العميد فيصل مختار، بعد عشرين عاماً، إمكانية البحث عنه.























                  

02-23-2020, 06:21 AM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستش� (Re: حمزة محمد نور الزبير)

    Quote: كان إعدام الأستاذ محمود الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الشعبية في 6 أبريل 1985 وأودت بالدكتاتور جعفر محمد نميري ونظام حكمه إلى مزبلة التاريخ

    يا راااااااااااااااااااااااجل .......
                  

02-24-2020, 05:14 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستش� (Re: ABUHUSSEIN)

    في تتقديري الشخصي ارى ان أهمية مناقشة أفكار محمود تفوق أهمية البحث عن جثمانه بالنسبة لنا كأمة دعوة لأن موضوع الجثمان على أهميته يظل موضوع عائلي بالمقام الأول يخص اسرته ..
    أما نحن فعلينا البحث بجدية وتجرد في أفكاره والحكم عليها لسبب واحد وهو انه يدعي انه رسول من الله اتى بنسخ الشريعة وبعث أحكام يقول انها كانت منسوخة بحكم الوقت ، وحينها لا يسعنا إلا إتباعه ان كان صادقا وإلا فإن مصيرنا لن يختلف عن مصير فرعون وهامان وابوجهل وامية بن خلف وصناديد الكفر على تاريخ البشرية الذي كفروا برسلهم وعذبوهم وقتلوهم ، او ان نثبت بطلان فكر محمود ومن ثم بطلان دينه وعقيدته التي مات عليها وعليه وحسب الشريعة التي يقول هو نفسه انها كانت حكيمة كل الحكمة في وقتها ، علينا وحسب الشريعة طي صفحته والحكم على أفكاره بالخروج عن الإسلام والتحذير منها .......
    قناعتي ان محمود لم يكن نبيا كما يزعم لنفسه ولم يكن إلها كما يرسم لنفسه وإنما كان ضحية للهوس الصوفي المتطرف .
    مصيره بين يدي ربه ، وتراثه بين يدينا ........
    فليكن حوارنا حول أفكاره وتراثه وهذا هو الأهم .
    تحياتي لكاتب المقال وضيوفه ....
                  

02-24-2020, 08:35 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستش� (Re: محمد الزبير محمود)

    ( قناعتي ان محمود لم يكن نبيا كما يزعم لنفسه ولم يكن إلها كما يرسم لنفسه وإنما كان ضحية للهوس الصوفي المتطرف ) .

    الأخ الفاضل / محمد الزبير محمود
    التحيات لكم وللقراء الكرام

    أثابكم الله خيراُ يا صاحب عقل في قمة الصفاء .. وهذه الكلمات القليلة هنا تجسد حقيقة ذلك الإنسان .. وتلك القناعة التي لديكم هي قناعة أكيدة لدى معظم الناس في الداخل والخارج .. وتمثل حقيقة ثابتة وراسخة لا تقبل الجدال .. حقيقة تعرفها تلك الأطراف التي كانت تناقض وتناوش ذلك الإنسان في أيام وجوده وحياته .. وفي نفس الوقت هي حقيقة تعرفها تلك الأطراف البريئة التي كانت لا تلتقي مع محمود في حياته .. والفكرة عن ذلك الرجل قد دامت بنفس المنوال بعد رحيله .. فنجد الأجيال الجديدة الحالية لديها نفس قناعاتكم تلك .. ولم تتبدل صورة الرجل في أذهان الناس في يوم من الأيام .. إنما هي تلك التناقضات الدينية المعروفة والمشهورة عن الرجل !.. وهي تلك التناقضات التي كانت ومازالت لا تطابق الإرشادات الدينية السليمة .. وتلك الفلسفة الاجتهادية التي كان ينادي بها الرجل كانت ومازالت مرفوضة من الإنسان العادي بالفطرة .. ناهيكم عن هؤلاء العلماء أهل الدين والإفتاء !.

    فإذن معضلة أفكار محمود محمد طه تتمثل في أنها ( مرفوضة ) من عامة الناس في الداخل والخارج .. بغض النظر من أنها مرفوضة من علماء الإسلام في الداخل والخارج !.. وبغض النظر عن تلك المحاكمات التي كانت تدينه ( بالردة ) مراراُ وتكراراُ .. وبالتالي فإن أفكار ذلك الرجل تظل محصورة في تلك الفئات القليلة التي تبذل الكثير والكثير من الجهد للخروج بالرجل من قوقعة الإحاطة .. وصورة الشخصيات أصحاب ( القباب المحاطة ) بالقليلين من الأتباع هي صورة شائعة في الكثير من مناطق العالم .. وليست محصورة فقط في شخصية ( محمود محمد طه ) ..حيث تلك الشخصيات أصحاب الأفكار الشاذة الذين يظهرون في المجتمعات من وقت لآخر .. ويشكلون مجرد زوابع مصطنعة تأخذ دورتها ثم تتلاشى مع تقادم السنوات .. وعليه فما هو الجدوى والفائدة حين تطالب بأن يكون حوارنا عن أفكاره وتراثه ؟؟ .. وتلك الأفكار كانت مرفوضة في حياته وتظل مرفوضة بعد مماته !

    ولكم خالص التحيات

    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 02-24-2020, 01:15 PM)

                  

02-24-2020, 02:49 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستش� (Re: عمر عيسى محمد أحمد)

    Quote: وعليه فما هو الجدوى والفائدة حين تطالب بأن يكون حوارنا عن أفكاره وتراثه ؟؟ .. وتلك الأفكار كانت مرفوضة في حياته وتظل مرفوضة بعد مماته !

    الجميل الأستاذ عمر
    لك التحية والود أكمله
    تماما إتفق معك فيما ذهبت عن غرابة فكر المهندس محمود ورفض المجتمع له ، وإتفق معك في ان تجاهل ودفن الكثير من الأفكار الغريبة هو الأوفق ولكن ومع وجود من يدافع عنه كصاحب المقال وكثرة المواد عنه كما في منبرنا هذا ومع هذه الثورة التكنولوجية والثورة السياسية التي نعيشها يجد الجمهوريون مساحات شاسعة في الإعلام خاصة التلفزيون القومي الذي تحول الى سرادق عزاء في منتصف يناير علاوة على تبوء بعض مناصريه لمناصب حساسة في الدولة لذا كان من الضروي تناول أفكاره خاصة العقدية منها لنثبت للشباب ونجلي حقيقة هذا الفكر الذي يدعي صاحبه انه صاحب رسالة ثانية في الإسلام وقراءة مختلفة لنصوص الوحيين .....
    تحياتي
                  

02-25-2020, 09:28 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لغز إخفاء جثمان محمود محمد طه بقلم المستش� (Re: محمد الزبير محمود)

    مولانا حمزة
    تحية واحتراما
    اشكرك على سعة صدرك وتقبلك لما ورد بيننا من حوار عبر المحادثة التليفونية. كما اشكرك على قرارك بمعالجة الموضوع مع الناشر، وسحبك للمقال من الوسائط التي نشر فيها.
    لقد وصلني مقالك الذي نشرته من عدد من المتابعين والمهتمين بقضية الأستاذ. تساءل بعضهم باستغراب بناء على ما ورد في مقالك من أنني تعرضت لضغوط من النائب العام جعلتني اتنازل عن معرفة اين يوجد والدي وفي أي مكان اخفي. وأود أن أقوم بالتصحيح التالي لما نسبته لي خطأ بناء على المحادثة التي اجريتها معي سابقا. فحقيقة الأمر كما يلي:
    في بداية الفترة الانتقالية بعد ثورة مارس أبريل 1985رأيت أن الوقت مناسب لنقض الحكم الجائر بالردة الذي صدر في حق والدي. تشاورنا د. آمين مكي مدني وشخصي عن ضرورة رفع قضية طعن دستورية لإعلان بطلان إجراءات محاكمة الاستاذ محمود. وقد تفضل د. آمين بالقيام بمبادرة من جانبه بالتشاور مع عدد من المحامين على رأسهم ا. طه ابراهيم. انضم له بعد ذلك المحامون الذين ذكرتهم في مقدمة كتابك.
    اتصل د. آمين بالنائب العام حينها أ. عمر عبدالعاطي وقد كان صديقا شخصيا لدكتور أمين. ولا أدري حقيقة ما دار بينهما. وذات يوم طلب مني د. آمين أن احضر لمكتبه وقد كنت حينها المستشار القانوني لوزارة الأشغال التي يعمل د. آمين وزيرا لها في الفترة الانتقالية. وجدت أ. عمر عبدالعاطي معه. قال لي أ. عمر أنهم لا يرغبون في الدفاع عن ما تم من محاكمة للأستاذ ولكن لديهم سؤال هل إذا قرر النائب العام موافقة الادعاء والتخلي عن الدفاع عن ما قامت به المحكمة التي أصدرت الحكم ومحكمة الاستئناف التي أيدته وكل ما ترتب على ذلك ثم أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارها ببطلان إجراءات المحاكمة هل ستقومين برفع قضية للتعويض المادي؟ وكان ردي له أنني لم يخطر أصلا على بالي أن أطالب بتعويض مادي، إذ ان هذه هي تربية والدي الاستاذ محمود لي. كل ما أصبو إليه أنا إظهار أن المحاكمة كانت محاكمة سياسية واغتيالا مدبرا. هذا كان هدفي. و لم أفكر حينها في معرفة إلى أين أخذ والدي أو في أي مكان اخفي ذلك لعقيدة وإيمان كان يتملكني أن كل ما جرى قد جاء وفقا لرغبته. فانا مطلعة على وصية كتبها بخط يده منذ خمسينيات القرن الماضي يقول فيها الا توضع على قبره علامة.
    أحب ان أؤكد أن التغاضي عن معرفة مكان والدي لم يكن شرطا لوقوف النائب العام مع قضية الادعاء. ولذلك فإن ما اوردته في مقدمة الطبعة الثانية من كتابك حيث تقول: ( واخيرا اهتديت إلى الأستاذة اسماء محمود محمد طه " المدعية الاولى" التي أكدت لي أن النائب العام عمر عبدالعاطي قد مارس عليها ضغوطا ترقى لدرجة الإكراه لكي تقبل بالتسوية التي عرضها عليها للتنازل عن الطلب الثاني الذي تقدمت به إلى المحكمة لتسليمها جثمان والدها مقابل عدم اعتراضه على الطلب الأول المتعلق بإصدار المحكمة قرارا ببطلان محاكمة والدها والمدعي الثاني.. وإلغاء كافة الأوامر التي صدرت بموجبها وذلك رغم اعتراض د. آمين مكي مدني الذي انضم لاحقا إلى هيئة الادعاء على تلك التسوية) احب ان أؤكد أن ما جرى به قلمك في هذه النقطة ليس صحيحا. كما أن د. أمين مكي مدني لم يتدخل في هذا الحوار وإنما كان يستمع لما دار بيني والنائب العام دون الإدلاء بأي رأي.
    هذا هو الذي جرى على وجه الدقة. ارجو ان اردت الإشارة لهذا الموضوع ان ينشر بهذه التفاصيل. فالمساومة من جانب النائب العام انحصرت في ألا يدافعوا عن ما قامت به المحكمة التي أصدرت الحكم نظير ألا أتقدم من جانبي بتعويض مادي إذا جاء حكم المحكمة الدستورية العليا في صالحي. وانا اصلا لم يكن في نيتي طلب تعويض. ولذلك ليس صحيحا أن النائب العام قد مارس على أي نوع من الإكراه.
    مع فائق التقدير
    اسماء محمود محمد طه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de