تمور الساحة السياسية السودانية في جانبها العسكري مورا بحرب تصريحات ما بين الجيش وقيادته والدعم السريع وقائده واخيه على خلفية الاتفاق الاطاري والوساطة الدولية والاقليمية فهل ينهي الاتفاق الاطاري العسكريين بشقيهم ام سوف ينهون الاتفاق الاطاري ومعه قيادة الدعم السريع.
فهذا ما تجيب عليه الاسابيع القليلة القادمة، فالواضح ان البرهان وبعد حج مجموعات سياسية للقاهرة والخروج باتفاق مضاد للاتفاق الاطاري ويسعى لابداله او افشاله من داخله فقد شعر البرهان ان لديه قوى اجتماعية فربما شعر بانها قوى حقيقية في زيفها وفي حقيقتها حيث ان بعض اصحابها صنيعة انقاذية وفي اطار لعب الانقاذ في خلق بيادق سياسية من اصحاب الطموح في التوظيف لتحل محل الاحزاب والحركات بالاضافة لحلفاء مصر التقليدين.
فقد بدأ معركته مع الدعم السريع حيث شعر بتهديد وانه آن الاوان ان يتخلص من حميدتي وقواته بدمجها في الجيش او يفعل كما فعل البشير مع ابن عم حميدتي موسى هلال عندما قام بسجنه وجاء بحميدتي ليحل محله فهل يصبح حميدتي موسى هلال قديم والبرهان عمر بشير جديد وان يمارس نفس كذبه والاعيبه وبعد ان ذهب شأوا بعيدا في الاتفاق الاطاري وتصريحاته في انه يريد ان يبعد والجيش عن السياسة ويترك الساحة لحكومة مدنية وربما خاف من محاكمات قادمة تزج به وتلحقه باصدقاءه الانقاذيين في غيهب سجن كوبر الحلوك وبدأ معركته بعد استشارات خارجية من اصدقاءه في شمال الوادي وربما الموساد اصدقاءه الجدد ووضع تحالف واستراتيجية جديدة للتراجع.
يقال انه في مرات سابقة حدثت مواجهات كلامية ما بين البرهان وقادة الجيش والدعم السريع وقائده وشقيقه وكادت ان تتطور لمواجهة عسكرية وتم احضار وانزال قوات جوية من دولة مجاورة للتدخل ونصرة صديقهم في حالة حدوث مواجهات ومع عدم ثقتهم في الجيش حيث ما زال الكيزان لهم وجود وايضا في جهاز الامن وقائده معروف الانتماء منذ ان كان طالبا. فالواضح ان البرهان شعر انه سوف يكسب المعركة وخاصة بعد تصريحات حميدتي في انه لا تراجع وان الانقلاب كان خطأ عظيما وانه مع الشارع وفي خطابه الاخير تحدث وكأنه احد قادة لجان المقاومة او انه ينتمي لحركة هامش وحاول استلاف خطاب الشباب المقاوم وخطاب حركات الهامش مما ادى لاتهامه بان الخطاب كتبه قائد يساري ينتمي لحركة هامش او انه استلف خطاب الحركات والشارع مؤقتا ويحاول ان يغير جلده في حرباء ومحراب السياسة السودانية ليعبر المرحلة.
البرهان واركان قادته صعدوا خطابهم حيث ارسل كباشي لجنوب كردفان حيث صرح بكلام مماثل وايضا ياسر العطا والواضح ان هنالك اتفاق على شكل الخطاب مما جعل حميدتي يشعر بالخطر ويحدد حلفاءه الجدد اي الشارع و قوى الحرية والتغيير التي ردت على غزله الخطابي وخطبته ببيان ترحيبي لتوسيع شقة الخلافات بين الدعم السريع والبرهان وقادة الجيش بفهم اذا اختلف اللصان ظهر السارق وفُكك الانقلاب.
من جانب آخر سوف يحاول الاسلامويون الاستثمار في الخلاف وربما تحريك خلاياهم في الجيش اذا شعروا بان ساعة الصفر قد دنت باختلاف الطرفين وهنا تبدو معضلة البرهان واضحة فاختلافه مع حميدتي حيث كان كابح لاي انقلاب من الاسلامويين في الجيش والان بعد فقدانه واعادة تنظيم قيادة الشرطة وتحريك بعض الوحدات في الجيش و حصوله على دعم مصر وربما اسرائيل حيث تمت زياراتان من وزير الخارجية والزراعة الاسرائيلين ويعتبرون ان البرهان رجلهم وحليفهم في السودان وسوف لا يفرطون فيه ومن جانب آخر موقف امريكا والكونقرس والرباعية وربما يقتنعون بان يذهبوا في خيار الاستقرار مقابل التضحية بالديمقراطية والحكم المدني وفي حالة اصرارهم على الديمقراطية والحكم المدني فربما يحاول البرهان استباق الخطوات وتازيم الموقف والمصادمة مع الدعم السريع واعلان حالة الطوارئ وتأجيل الاتفاق الإطاري واعطاء نفسه مزيد من الوقت لتعزيز قبضته على الحكم وهو الذي فشل لحوالي العام ونصف في تعيين رئيس وزراء لانقلابه او ان يتبنى اي سياسات واضحة لحل الضائقة المعيشية ويبدو انه مرتبك ومتنازع ويظهر ذلك من تصريحاته و خوفه على مصيره.
من ناحية اخرى الدعم السريع مخترق من الاستخبارات العسكرية ومن جهاز الامن وتمدد بصورة كبيرة وربما يفقد حميدتي واخيه قائد ثاني الدعم السريع السيطرة على القوات بعد ان غرقوا في المال والذهب وشراء العمارات واصبح حولهم الكثير من الذين يريدون الحظوة فلو تم تفجير قوات الدعم السريع من الداخل امنيا و استخباراتيا وتم اعتقال حميدتي واخيه وتعيين قائد من الجيش ليقود القوات كمليشيا و كقوات شعبية مضادة للتمرد counter insurgency وبدون مواجهات فربما يكسب البرهان ومصر واسرائيل المعركة اما اي محاولات عنف فربما تؤدي للاطاحة بالبرهان وحميدتي واحلالهم بقيادة عسكرية جديدة تقف مع الشعب في ثورته.
الوضع السوداني يبدو اكثر تعقيدا من اي وقت مضى مع تدخلات خارجية وشد من كل الاطراف فالرباعية من ناحية ومصر واسرائيل من ناحية اخرى وررسيا والصين من ناحية ثالثة زائدا تركيا وقطر ومحاولة ايجاد رجل لاسلامويين معتدلين بالاضافة لتطاحن القوى السياسية وضعف تحالف الحرية والتغيير والظهور بواجهات لا شعبية لها وتحالف الجذريين والبعث وحركتي الحلو وعبد الواحد وايضا لجان المقاومة كجهة تخترقها تنظيمات كثيرة وتحاول السيطرة عليها و حتى الامن والاستخبارات العسكرية. فبوجود هذا الصراع والاجندة المضادة تبدو الساحة السياسية السودانية مفتوحة على كل الاحتمالات اذا لم يتحرك العقلاء لنزع فتيل الازمة والمواصلة في الاتفاق الاطاري وتوسيع قاعدته الاجتماعية والاسراع باكمال الخطوات القادمة، فهذا أو الطوفان. عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة