ليس غريبا أو مستغربا ما يحدث فى بلدنا السودان هذه الأيام لكل من له دراية بأبجديات شئون السياسية وعلم الثورات . فعلامة الضجيج و الهرج و الغليان ! فكل ما فى الأمر لا يتطلب كل هذا العناء و اللهث والدوران ، وكأننا نبحث عن الإجابة على تعليلل كل ذلك كالباحث فى الظلام عن ( أبرة فى كومة قش) ، كل ما يحدث أن هنالك شعب أراد الانعتاق من براثن الظلم والاستبداد ، فهب فى عاصفة ثورية شعواء يتمية فخلخل قلاع الأعداء وكاد أن يقضى على كل مكامن و مراتع الظلم و الاستبداد منبع أزمات السودان التاريخية التى اقعدتة على ان يقوم بدوره الطبيعى على قدر مقدارته البشرية و امكانياتة و ثرواته وموقعه الاستراتيجى . و ما أجل من حدوث الانتصار الكامل لثورة الشعب ليس بلغز إنما عوامل طبيعية و موضوعية تصاحب دوما مسيرة الثورات ، لأن لكل ثورة عدة مراحل تختلف من بلد لآخر رغم أن جوهرها واحد ، فثورتنا أنجزت مرحلتها الأولى بكل نجاح حيث استطاعت أن توحد غالبية الشعوب السودانية خلفها وخلف شعاراتها مما مكنها من هزيمة رأس النظام و رموزه ، وفى أثناء هذا الحراك الثورى المتواتر حدثت بعض التقديرات من قبل من تربعوا على منصة قيادة الثورة التى ثبت خطأوها لاحقا فى كيفة رؤيتها للمضى قدما بالثورة إلى أهدافها المنشودة ، و هذا شئ متوقع ان يحدث لاى ثورة من الثورات ، لأن سقف كل فئة او كتلة او قوى سياسية يختلف من بين هذه وتلك على حسب مصالحها الكلية التى تنشدها من هذا التغير القادم ، و صادف ان تولت قيادة الثورة فى مرحلتها الحرجة مجموعة كان يظن الثوار و من ورائهم الشعوب السودانية أن هذه المجموعة أهدافها فى الثورة لا تختلف عن جموع الشعوب السودانية الثائرة ، وبتقدم الأيام اتضح غير ذلك ،فقد ساومت هذه المجموعة أو المجموعات بالثورة و باعت شرعية الثورة للعسكر ممثلى النظام الذى لم يكتمل زواله تماما بعد ، وبذلك فتحت الثغرات للثورة المضادة فالتقطت أنفاسها و جمعت قواها وباشرة فى الهجوم المضاد للقضاء على الثورة ، وهذا التحول المفأجى اربك غالبية قوى الثورة الحقيقة لأسباب متعددة منها ما هو موضوعى و منها ما يعزى لحداثة و ضعف تجربة القوى الثورية الشابة و العامل الأكثر تأثيرا هو حالة الفرز التى حدثت فى داخل معسكر الثورة والثوار ، وكل هذه الظواهر منطقية و متوقعة فى حساب الثورات . من هنا تم الفرز بين قوى الثورة الحقيقة و القوي الأخرى وهى قوى متعددة فى أشكالها وأهدافها ، واتضحت الرؤية لقوى التغير الحقيقى الساعية لتنفيذ شعارات الثورة و أهدافها و صنع دولة السودان الجديد التى يحلم بها الجميع ، لذلك لا داعى الارتباك و تضيع الزمن والذي يساعد و يعضد من هجوم الثورة المضادة ، فيجب استيعاب ظرف المرحلة ورص الصفوف و تمتين التحالفات بين قوة الثورة من لجان المقاومة ، تجمعات شباب الثورة و نقابات ومنسقيات المهنيين الثوريين و قوى الكفاح المسلح الثورية و حتى الشرائح الثورية فى بعض الأحزاب و كل من تجمعة و تربطه مصالح استراتيجية مع قوى الثورة الحقيقية و هدفه التغير الجذرى لبنية دولة السودان القديم اس البلاء وبيت الداء ، وليكن ذلك اليوم وليس غدا . هذا هو المدخل الصحيح لاستكمال الثورة و إنجاز مهامها و قطع طريق الثورة المضادة واعوانها وردعهما و تمهيد الأرضية لترسيخ مبادى الثورة وغرسها عميقا فى الوعى الجمعى للشعوب السودانية لتنمو دولتنا المدنية دوله الحرية والعدالة والسلام فى مناخ طبيعى مهيئ مواتي . فيا كنداكات وشفاته الثورة و حفائهم الأصليين ، مفتاح الحل ما زال بأيديكم ، هبوا لإكمال عرضتكم ، فلقد تبين لكم اين الخلل ، شعوب السودان تناديكم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة