قديما قيل : (البلقى النقارة/الدلوكة بكمل عرضتو) بقلم محمد صالح رزق الله

قديما قيل : (البلقى النقارة/الدلوكة بكمل عرضتو) بقلم محمد صالح رزق الله


03-07-2020, 10:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583617180&rn=0


Post: #1
Title: قديما قيل : (البلقى النقارة/الدلوكة بكمل عرضتو) بقلم محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 03-07-2020, 10:39 PM

09:39 PM March, 07 2020

سودانيز اون لاين
محمد صالح رزق الله-بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر



ليس غريبا أو مستغربا ما يحدث فى بلدنا السودان هذه الأيام لكل من له دراية بأبجديات شئون السياسية وعلم الثورات . فعلامة الضجيج و الهرج و الغليان ! فكل ما فى الأمر لا يتطلب كل هذا العناء و اللهث والدوران ، وكأننا نبحث عن الإجابة على تعليلل كل ذلك كالباحث فى الظلام عن ( أبرة فى كومة قش) ، كل ما يحدث أن هنالك شعب أراد الانعتاق من براثن الظلم والاستبداد ، فهب فى عاصفة ثورية شعواء يتمية فخلخل قلاع الأعداء وكاد أن يقضى على كل مكامن و مراتع الظلم و الاستبداد منبع أزمات السودان التاريخية التى اقعدتة على ان يقوم بدوره الطبيعى على قدر مقدارته البشرية و امكانياتة و ثرواته وموقعه الاستراتيجى . و ما أجل من حدوث الانتصار الكامل لثورة الشعب ليس بلغز إنما عوامل طبيعية و موضوعية تصاحب دوما مسيرة الثورات ، لأن لكل ثورة عدة مراحل تختلف من بلد لآخر رغم أن جوهرها واحد ، فثورتنا أنجزت مرحلتها الأولى بكل نجاح حيث استطاعت أن توحد غالبية الشعوب السودانية خلفها وخلف شعاراتها مما مكنها من هزيمة رأس النظام و رموزه ، وفى أثناء هذا الحراك الثورى المتواتر حدثت بعض التقديرات من قبل من تربعوا على منصة قيادة الثورة التى ثبت خطأوها لاحقا فى كيفة رؤيتها للمضى قدما بالثورة إلى أهدافها المنشودة ، و هذا شئ متوقع ان يحدث لاى ثورة من الثورات ، لأن سقف كل فئة او كتلة او قوى سياسية يختلف من بين هذه وتلك على حسب مصالحها الكلية التى تنشدها من هذا التغير القادم ، و صادف ان تولت قيادة الثورة فى مرحلتها الحرجة مجموعة كان يظن الثوار و من ورائهم الشعوب السودانية أن هذه المجموعة أهدافها فى الثورة لا تختلف عن جموع الشعوب السودانية الثائرة ، وبتقدم الأيام اتضح غير ذلك ،فقد ساومت هذه المجموعة أو المجموعات بالثورة و باعت شرعية الثورة للعسكر ممثلى النظام الذى لم يكتمل زواله تماما بعد ، وبذلك فتحت الثغرات للثورة المضادة فالتقطت أنفاسها و جمعت قواها وباشرة فى الهجوم المضاد للقضاء على الثورة ، وهذا التحول المفأجى اربك غالبية قوى الثورة الحقيقة لأسباب متعددة منها ما هو موضوعى و منها ما يعزى لحداثة و ضعف تجربة القوى الثورية الشابة و العامل الأكثر تأثيرا هو حالة الفرز التى حدثت فى داخل معسكر الثورة والثوار ، وكل هذه الظواهر منطقية و متوقعة فى حساب الثورات . من هنا تم الفرز بين قوى الثورة الحقيقة و القوي الأخرى وهى قوى متعددة فى أشكالها وأهدافها ، واتضحت الرؤية لقوى التغير الحقيقى الساعية لتنفيذ شعارات الثورة و أهدافها و صنع دولة السودان الجديد التى يحلم بها الجميع ، لذلك لا داعى الارتباك و تضيع الزمن والذي يساعد و يعضد من هجوم الثورة المضادة ، فيجب استيعاب ظرف المرحلة ورص الصفوف و تمتين التحالفات بين قوة الثورة من لجان المقاومة ، تجمعات شباب الثورة و نقابات ومنسقيات المهنيين الثوريين و قوى الكفاح المسلح الثورية و حتى الشرائح الثورية فى بعض الأحزاب و كل من تجمعة و تربطه مصالح استراتيجية مع قوى الثورة الحقيقية و هدفه التغير الجذرى لبنية دولة السودان القديم اس البلاء وبيت الداء ، وليكن ذلك اليوم وليس غدا .
هذا هو المدخل الصحيح لاستكمال الثورة و إنجاز مهامها و قطع طريق الثورة المضادة واعوانها وردعهما و تمهيد الأرضية لترسيخ مبادى الثورة وغرسها عميقا فى الوعى الجمعى للشعوب السودانية لتنمو دولتنا المدنية دوله الحرية والعدالة والسلام فى مناخ طبيعى مهيئ مواتي .
فيا كنداكات وشفاته الثورة و حفائهم الأصليين ، مفتاح الحل ما زال بأيديكم ، هبوا لإكمال عرضتكم ، فلقد تبين لكم اين الخلل ، شعوب السودان تناديكم


محمد صالح رزق الله
07/03/2020
لندن