الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الفريق برهان الي عنتيبى ولقائه برئيس وزراء إسرائيل والإتفاق معه علي تطبيع العلاقات بين البلدين. أثارت هذه الزيارة القصيرة وهذا الإتفاق الذي تم كم هائل من ردود الفعل داخليا وخارجيا بين مؤيد ومعارض للخطوة،نعم الخطوة جريئة ومفاجئة وأحدثت داخليا ربكة فجرت معها كثيرا من التساؤلات المشروعة،فمن الذي رتب لهذه الخطوة؟وهل تمت الخطوة في إطارها المؤسسي أم تجاوزت المؤسسات؟وهل هنالك إجماع حولها؟ أم هي مبادرة شخصية؟ وماهي إنعكسات هذه المبادرة علي مصالح الوطن وإستقرار النظام؟ كل هذه وغيرها من التساؤلات تحتاج منا للهدوء والنقاش الموضوعي وإدارته بالحكمة المطلوبة حتي تأتي المعالجة مزيدا من الوحدة والتماسك بين مؤسسات الدولة والعبور بالحوار لمعالجة قضايا الوطن والجماهير المستعجلة والإسراع في معالجة قضايا التمكين. أعقتد ما قام به السيد رئيس مجلس السيادة خطوة جريئة وسليمة كسرت الحاجز المضروب علي شعبنا في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية وخاصة ما يتصل بالقضية الفلسطينية وتصويرها بأنها القضية المركزية،وهي أم القضايا،وهي قضية مقدسة ممنوع الإقتراب منها أونقدها أو وضعها في إطار الفهم السليم للعلاقة بين القضية الوطنية ومجموع مصالحها وبين الموقف الداعم والمناصر للقضية الفلسطينية،هذا الخلط في ترتيب الأولويات يولد الحساسية في التعامل مع هذه القضية ،هذا الفهم الضيق وغير المستنير هو ما يضر بالمصالح الوطنية وما يضعف الدعم والمناصرة للحق الفلسطينى،ينبغي أن نتعامل مع هذا الواقع بالحكمة والمبدئية المطلوبة التي تضع الأمور في إطارها وترتيبها السليم فمصالح الوطن أولا وثانيا وثالثا،فالنفس أولى من الصاحب،ننتصر أولا لقضايا الوطن ثم نناصر قضايا الآخرين،فاللوطن قضاياه الهامة والمستعجلة والتي تؤثر علي سيادته ومصالحه وإستقراره لذلك لابد من إعطاء هذه القضايا الهامة حقها في أولوية التفكير الهادئ والمستنير والحكيم في معالجتها فالسودان المالك لسيادته والموظف مصالحه لإستقرار شعبه ورفاهيته هو القادر بعد ذلك من تقديم الدعم والمناصرة للقضية الفلسطينية والسودان الضعيف المنهك والمنتهك السيادة سيكون عاجزا علي حل مشاكله ضعيف القدرات وغير قادر علي مساعدة الآخرين لذلك التفكير السليم والسوي أن نعطى القضية الوطنية الأولوية في المعالجة ثم تأتي بعد ذلك قضايا الآخرين. ثانيا تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يمنع المناصرة للحق الفلسطيني فنحن نعترف بمصر ولكن مع هذا الإعتراف نطالب بإسترجاع حقنا في حلايب وشلاتين والحال أيضا مع الجارة أثيوبيا فالإعتراف بها لا يمنع مطالبتنا بالفشقة،حقيقة نحن محتاجون لهذا الفهم فتطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس معناه إننا بعنا القضية الفلسطينية أو رفعنا يدنا من مناصرتها،فتطبيع العلاقات مع إسرائيل يفتح بابا جديدا في تعاملنا مع المجتمع الدولى ويفتح بابا جديدا في التعامل مع إسرائيل بعيدا عن الكراهية المطلقة ويفتح بابا جديدا في معالجة القضايا العالقة بعيدا عن الحروب والإستناد لمؤسسات المجتمع الدولي لمعاجة هذه القضايا بالحوار. ثالثا هنالك تناقض في تحديد الموقف من إسرائيل فالنساءل سؤلا بسيطا من خلق دولة إسرائيل؟ ومن يدعمها ويحميها؟ أليس وراء تأسيس هذا الكيان الإسرائيلي إنجلترا وأمريكا فاذا كان هاتان الدولتان هما أساس تكوين دولة إسرائيل ونحن لنا علاقات واسعة وإعتراف بهاتين الدولتين ونسعي لأن تكون علاقتنا واسعة ومميزة مع هاتين الدولتين،إذن كيف نفسر هذا التناقض؟ نعترف ونسعى لعلاقات مميزة وقوية مع إنجلترا وأمريكا وهما خلقتا دولة إسرائيل ويحميانها ونسعى في نفس الوقت لمقاطعة المولود دويلة إسرائيل هذا تناقض غريب لا ينسجم مع التفكير السوى والسليم. أعتقد من الحكمة أن نتعامل مع هذا الواقع إيجابا أن ندعم المبادرة وإن ندافع عنها وأن نوسع دائرة التأييد لها. أن ترحيبنا بهذه المبادرة لا يمنع من أن نشير للسلبيات التي رافقتها ونشير بالتركيز علي تخطيها للمؤسسية وعدم مناقشتها في داخل دوائر الحكم والإتفاق حولها الشئ الذي أظهرها كمبادرة شخصية وذلك يستدعى طرحها ومناقشتها بهدوء وحكمة والتمسك بإيجابيتها وتصحيح ما شابها من سلبيات. نعالج هذا الخلل في إطار مصلحة إستقرار مؤسسات الحكم والتقيد بتنفيذ المواثيق التي حددت صلاحيات كل جسم،فالمسئولية مشتركة والتعاون في معالجة قضايا الوطن والجماهير ومؤسسات الحكم هي مسئولية الجميع ومصلحة الجميع،فالنضع أيدينا فوق بعض وأن نمتن الثقة بيننا ونعزز الشفافية ونمضى سويا في تنفيذ ما مطلوب مننا في معالجة قضايا الوطن والجماهير،فهذه قضايا لا تحتمل الخلا ف ولا البطء في المعالجة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة