قبل أيام و بعد غيبة قصيرة من شوارع الخرطوم مررت بشارع القيادة العامة بالخرطوم لاستمتع بالمنظر الجميل لمباني القيادة العامة، الا انني فوجئت بانها اُحيطت بسورٍ خرساني قبيح أخفى وراءه تلكم المباني الجميلة التي كانت تضفي منظرا جماليا و حضاري لما تسمى بالعاصمة الخرطوم و التي هي في أشد الحاجة إلى النظافه و المناظر الجميلة بعد أن حاصرتها الأوساخ و غمرت شوارعها الرئيسية مجاري الصرف الصحي التي تزكم الانوف. صارت عاصمتنا موضع تهكم من إخوتنا من الدول الشقيقة الزائرين و المقيمين في السودان لاتساخها و تراكم النفايات في كل شوارعها.
ألم يجد القائمون على أمر تأمين القيادة العامة غير هذا السياج الخرساني القبيح لوقف الثوار المدنيين السلميين العزل؟ واضح انهم ظنوا ان المليونيات ستستمر لعشرات السنين و الا لما اهدروا هذه الكمية من السيخ و الأسمنت و الجهد في تشويه المنظر الجميل لهذا الموقع والذي يقع في قلب العاصمة و يعتبر مرآة تعكس جمال العاصمة و تحضر الإنسان السوداني لكل من يمر من أمام القيادة العامة و خصوصا من اتوا للسياحة من الاجانب.
ظن المخططون لبناء هذا السور ان المليونيات ستستمر لعشرات السنين و هذا هو الخطأ الأول. و الخطأ الثاني هو ظنهم ان لا شيئ يصد الثوار سوى هذا الحائط الخرساني الذي لا مثيل له الا عند اليهود، لعلهم هم من نصح عسكرنا بعمل هذا الجدار. و الخطأ الثالث هو عدم ادراكهم للقيمة الجمالية للسور القديم و اعتبار أن القيادة العامة ترسانة حربية و حصن عسكري غاضين النظر عن موقعها الذي يتوسط الخرطوم. ألِهذا الحد يخاف جيشنا من المظاهرات السلمية؟
يجب أن يتوقف بناء هذا الحائط فورا وان يزال ما تم بناءه لانتفاء الفائدة اصلا من هذا العمل. يمكن تأمين القيادة من المسيرات المدنية باسهل الطرق و دونكم تجارب كل الدول الأخرى الغربية و العربية و الافريقية.
عثمان عيسى حسن ١٣ مايو ٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/13/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة