|
توقف قطار لجنة ازالة التمكين في عقبة اراضي و عقارات وداد بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
04:42 AM August, 13 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
[email protected] كان مِن الأوفق ان تبدأ لجنة ازالة التمكين و ازالة الفساد بالأخذ بتقارير المراجع العام لأعوام النظام البائد فهي تقارير رسمية جاهزة, و شاهدة مِن اهلها ,كانت قد عُرِضتْ على برلمان النظام البائد و فيها ما يشيب له الوِلدان, و لو أنَّ اللجنة اكتفت ببعضها لَوَفّرت على نفسها البحث في مكاتب الاراضي و لَوَضَعتْ يدها علي مال مهول و استردته . و الأجدَي الكشف عن الاصول الضخمة المنهوبة مِن هيئة سكك حديد السودان, الخطوط الجوية و البحرية, و السدود و خاصة سد مروي, و ضياع خط هيثرو الذي اهتم به و اثاره الصحفي العملاق الفاتح جبرا , و الهيئات العامة التى تحولت الى شركات مثل الاتصالات و الكهرباء, و المطار الجديد , و عقودات البترول و التعدين و الاستثمارات الأخري و غير ذلك, و أضاعت اللجنة وقتها و وقت الفترة الانتقالية بقطع الاراضي و العقارات كأن قضيتنا مع البشير في شخصه و حرمه المصون وداد و بنات رموز النظام البائد, فأختزلت بذلك فساد الانقاذ في اقتناء الاراضي و العقارات. و إذا قارنَّا قيمة كل ما أَذاعته اللجنة هذه قد لا يساوي جزءًا يسيرا من أيٍ مِن قيمة الاصول الضخمة المنهوبة, و المحزن أنَّ عمل اللجنة حتي في جزئية الاراضي و العقارات هذه توقف منذ مُدة و خرَجَ علينا بعض الذين كنا نعِدَّهم مع الثورة من محامين و اعلاميين و سياسيين و غيرهم ليدافعوا عن لصوص الاراضي قضائيا و اعلاميا مثل نبيل اديب رئيس لجنة فض الاعتصام و ساطع الحاج, بل ان بعضهم اتهم لجنة ازالة التمكين بالظلم. و توقف قطار اللجنة و غاب رئيسها الفريق ياسر العطا و اختفي عن المؤتمرات الاخيرة المحدودة العدد و المضمون, و لم يتكرم- سعادته- بتفسير هذا الاختفاء الذي نسبه البعض لتوقيعه على قرار حل منظمة الدعوة الاسلامية دون ان يفطن لذلك و كما هو معلوم أيَّ منظمة هِي!, كما لم توضح اللجنة سبب غياب رئيسها هذا, الأمر الذي يشير الى غياب الشفافية و الاعتبار للملايين التى تنتظر ثمار ثورتها . و يلاحَظ انَّ المؤتمرات الاخيرة للجنة لم يكن يُعلَن عنها بِقدْرٍ كافٍ و كثيرا ما كانوا يؤجلونها لساعات و احياناً لأيام. و في الوقت الذي يترقب فيه الناس سماع أي شيء من وجدي صالح او غيره من اعضاء اللجنة يخرج علينا صلاح مناع بعد صمت ليحدثنا عن السفاح صلاح قوش و اجتماعاته قُبَيل الاطاحة بنظام البشير. و الله إنَّ الواحد ليصيبه التقزز حينما يسمع مجرد اسم واحد من هؤلاء القتلة, قوش مدير جهاز(الأمن) المسؤول عن التعذيب و القتل هو نفسه قوش الذي حاول كبح المظاهرات التى اطاحت بنظامه, و هو صاحب الرواية الساذجة عن ان المتظاهرين يقتلون انفسهم في الشوارع و انَّ كاميرات جهازه(الأمني) قد رصدتْ صحفية تُخْرِج من حقيبتها رشَّاشا و تقتل به متظاهراً . لقد قامت الثورة لتعيد السودان الى مجده و ليقف في مصاف الدول التى تخطتنا كثيراً, فهل يجوز ان يجوع السودانيون و يصطفوا لأجل الخبز برغم مياههم الوفيرة المتعددة المصادر و اراضيهم الشاسعة الخصبة الغنية بالمعادن؟, هذا السودان الذي كان يمتلك أساطيل بحرية و جوية تجوب العالَم و هيئة سكك حديدية تصل قطاراتها أقاصي البلاد نقلا للركاب و البضائع, و ننظر الآن للدول من حولنا و هي تطور دائم لأُصولها و بنياتها التحتية. و علي سبيل المثال في الدول من حولنا التى تمضي الى الامام اذكر انَّ في نهاية التسعينيات في العراق كانت تسير يوميا 6 قطارات فاخرة من البصرة الى بغداد(اكثر من 500 كيلومترا) و كما قيل لي انَّ معظم سائقيها من النساء, و في جمهورية مصر قطارات تسير من العاصمة الى الصعيد و الشمال كل بِضْع دقائقْ, بينما عندنا اختفت نهائيا قطارات نيالا و بورتسودان و حلفا بدلا من ان تصبح سفريات علي الأقل يومية اصبح لا يُعرف لها اثرا فقد نهبها (الانقاذيون) . و حينما نقول(الانقاذيون) نقولها علي مضض فكيف يستقيم عقلا او لغة ان يكون (الانقاذ) نهبا و تدميرا و ظلما و سفك دماء!! و مع ذلك استنكفت لجنة ازالة التمكين عن الخوض في كبائر(الانقاذ), و تعمّدتُ استخدام الفعل (استنكفتْ) لأنها تعني الامتناع استكبارا عن فِعل الشيء. اخيراً, هل نتوقع انْ يأتينا مِن هذه اللجنة مَن يحدثنا عن اين ذهبتْ هذه الأُصول الضخمة و (الانقاذيون) الذين نهبوها و مِن ثم استردادها؟ أَم انَّ هذه اللجنة (لِحقَتْ أُمَّات طه)؟؟ و كُبْرَي أُمّات طه هي بالطبع لجنة مجزرة فض الاعتصام. اللهم انَّك تعلم انَّ مَهر الثورة الديسمبرية كان غالياً فلا تتركها تضيع على أيدي قِلَّة مِن الناس.
|
|
|
|
|
|