شابكننا كلية حربية كلية حربيى. والجيش بقى خمسين عاماً دون أن ينتصر على مجرد مليشيات في أحراش الجنوب، بعد أن تم استنفار الكبار والصغار، وأسلمة الحرب الحقوقية وتحويلها إلى حرب جهادية. جنود الأحراش الجنوبيون ظلوا يلقنون طلبة الكلية الحربية درساً في الحروب، حتى انتصروا وحصلوا على وطنهم المحتل. في الغرب تُكمل مليشيات الغرابة في دارفور عامها العشرين، دون أن يتمكن أولاد الكلية الحربية من هزيمة جنود الخلاء طيلة هذه السنوات، ورغم تجنيد القبائل ضد القبائل ورغم طائرات الانتنوف، والإبادات الجماعية، لم ينل أولاد الكلية الحربية نصراً يفرح القلب، حتى أضطر البشير للاستعانة على جنود الخلاء بجنود الخلاء لافظاً جنود الكلية الحربية، ليبدأ ميزان الحرب في الاعتدال وليتنفس البشير الصعداء. الحرب لا تدرس في الكليات عندما نتحدث عن حروب في دول إفريقية فقيرة وبائسة، فالحرب التي تحتاج لتدريس هي الحروب الدولية، كالحرب العالمية، والحروب بين الدول القوية ذات التكنولوجيا العالية. فهنا تحتاج لدارسين للحرب، لتكنيكاتها وعملياتها المختلفة. إنما تحتاج حروب الدول الفقيرة لإرادة قتالية، وجنود قادرين على الصبر والثبات، مع وجود مبرر قوي لقتل الآخر من نفس الدولة. وكل هذا لم يكن متوفراً طيلة حروب الجيش الداخلية مع ملاحظة أنه لا تكاد تكون هناك حروب خارجية تذكر أو حرب ضد جيوش حقيقية لدول أخرى. لذلك لا أعرف ما فائدة أن تكون خريج كلية حربية، وأنت غير قادر على هزيمة جندي أحراش أو جندي خلا، فالإختبار لما تعلمته يجب أن ينعكس على الأرض، بانتصارات شاملة، ودحر حاسم ونهائي، وليس حليفة كل سنة بدخول كاودا وفشل كل سنة في دخولها والبر بالقسم.. أين كليتك الحربية هذي؟ لو كنت غير قادر على دحر مجرد مليشيات لجنود بسطاء لا يملكون العتاد الكافي ويسيرون حفاة، فخذ دبابيرك هذه وانقعها في موية فول ورجاء لا تفخم لنا نفسك يا سيد. فالعبرة بالأفعال لا بالأقوال. واليوم وبعد انتصار المهمشين بجنود الخلاء حتى وصلوا إلى القصر، نتمنى أن يعيد من سيطروا على مقدرات الدولة منذ سبعين عاما فاغتنوا وركبوا اللاندكروزرات وبنوا القصور، ثم بعد هذا كله فشلوا حتى في دحر مجرد مليشيات، نتمنى منهم أن يفكروا من جديد، وأن يحاولوا العمل مع باقي الشعب على بناء دولة محترمة، وجيش قومي واحد يسع الجميع وليس حكراً على إثنية معينة بنفاج الكلية الحربية. نريد أن يكون جيشاً قومياً يقاتل فيه كل مواطن سوداني أياً كانت إثنيته، ويحصل على كافة المزايا والحقوق كما تُفرض عليه نفس الالتزامات. السودان ليس عربية ملاكي، ولن تشبع فيه قلة وتجوع البقية، فإما أن نشبع سوياً أو نجوع سوياً، وإلا فستستمر الحروب للمطالبة بالحقوق والعدل والمساواة. ألا هل بلغت اللهم فاشهد
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 08 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة