مشهد الصراع الحالي يذكرني بفرعون وهامان فالتماهي الذي يحدث الآن بين الدعم السريع والقوات المسلحة في خطاب كل ٍ من البرهان وحميدتي وجنود الرجلين هي نفس الآية التي تصفهم بأنهم كانوا خاطئين ، خطأ في التفكير وخطأ في الحكم على الآخرين وخطأ في القتل وسفك الدماء وخطأ في المنطق وخطأ في الترهيب وخطأ في الابتزاز وخطأ في التوقيت ، أنتم على خطأ ولن تصبحوا أرباباً لأحد ٍ أبداً ولو انطبقت السماء على الأرض ولا تغرنكم هذه القوة العسكرية وهؤلاء الجنود فتذكروا من كان قبلكم من الجنرالات ودونكم التاريخ قديمه وحديثه . سعادة الجنرال إن إلقاء التهم جزافاً هكذا لا ينطلي على أحد وأنت في هذا المركز المرموق فلا يليق بك مثل هذه الأساليب أو كلام من شاكلة ( الكلاب تنبح ونحن ماشين والعاجبو عاجبو ) هذه الأساليب تضعك في نفس خانة الرئيس السابق المخلوع أما عن سؤالك عن الشعارات وأين هي ستجد الإجابة واضحة وصريحة اذا وجهت مثل هذه الأسئلة لنفسك من فض الاعتصام؟ من ترك العصابات تصول وتجول في المدن ومن ضمنها العاصمة؟ من يملك مداخيل خارج يد المراجع العام ووزارة المالية؟ وكما أشرت في خطابك على ألا يزايد الآخرون عليكم كقوات مسلحة يجب عليكم أيضاً ألا تزايدوا على وطنية الآخرين فإن كان لكم حق أو دلائل أو وثائق تثبت عمالة الآخرين فدونكم المحاكم وساحات القضاء وسوحها فالعدالة للجميع ولكن ليس أمام الجند لشحنهم سلباً ضد الآخرين واستغلالهم لتحقيق مكاسب شخصية غير صحيحة وأنت أول من تعلم بذلك . الوضع السياسي هو هكذا بكل ما فيه وهذه المرحلة تتطلب الصبر على كل شيء وانت لست مجبوراً أو وصياً على أحد إن لم تستطع المساهمة إيجاباً يمكنك مغادرة منصبك وتصحبك السلامة لإفساح المجال لمن هم أقدر على استيعاب وفهم دقة المرحلة والتعاطي معها ، فهذه المرحلة لا يستطيعها كثر سواء من المكون المدني أو العسكري وصعبة ومرهقة حتى على الشعب نفسه ، هذه المرحلة لا تناسب إلا الشباب والشباب فقط ، فهم من يمتلكون أدواتها ولديهم من الثقافة والوعي والأناة والذكاء والعلم ما يستطيعون به عبور المرحلة العصيبة هذه بل وكل المراحل القادمة بسلام وطمأنينة ٍ دون تدخل ٍ منكم . صدق البرهان حين قال : ( إن الطرق التقليدية للقتال والنظريات القديمة قد تغيرت وأن الحرب أصبحت سايبر وأصبحت حرب بطرق حديثة وأنه مؤمن بمواكبة هذا التطور فالعدو متطور ونحن أيضا يجب أن نتطور مع العدو واساليبه تطورت يجب علينا أيضا أن نطور من أساليبنا والمعارك الحديثة ... وكلنا عندنا فكرة عن جندي المستقبل الذي تعرضه منظومة الدفاعات ونراها في الأفلام وهذه الأشياء ليست ببعيدة عننا نحن بمعاونة اصدقائنا وحلفائنا ومن يدعموننا نستطيع أن نؤسس فعلا قوات للجندي الذكي الجندي الواحد الذي يعادل عشرات الجنود من الجنود التقليديين ) إنتهى كلام البرهان أولا نعم كان على البرهان أن يضيف الضابط الذكي أيضا ثانيا التحديث والحداثة والمواكبة في أجهزة الدولة لا تتجزأ فالتطور يجب أن يشمل الجميع ثالثا نعم أيها الفريق برهان عما قريب سيتحول العالم كله إلى الدفاع الذكي بجنوده وضباطه الأذكياء قليلو العدد ويتخلص الشعب من العبأ الثقيل على خزينة الدولة التي تستهلكها الجيوش والأجهزة الأمنية والشرطية وكل القوات النظامية الأخرى رابعا بنفس منطقك الذي تحدثت به هذا فإن هذا الزمن إذاً ليس لكم جميعاً فقد ولى زمنكم فافسحوا المجال لغيركم من الجيل الجديد . يريد البرهان أن يطمئن الناس بخطابه الفضفاض هذا بأن ليس هناك انقلابات قادمة أو أن هناك استخدام للقوة لأنه قد تم استخدامها من قبل فأدت لفصل الجنوب وقد خلقت مشاكل بل جرائم في دارفور كما قال ولكن ليس هناك ضمان ولا ثقة في كلامه أبداً فلا زالت ذاكرة الشعب السوداني تترائى أمامها نفس الكلمات والتطمينات التي حدثت أمام القيادة العامة وبرغم ذلك فقد حدث ما حدث !! هذه البضاعة المنتهية الصلاحية لن يشتريها أي مواطن من أسواقك ومنصاتك أيها الجنرال فأنت تتحدث أمام شعب ٍ واع ٍ ومراقب ٍ وقاريءٍ جيدٍ للأحداث والتصريحات ويعرف ما بين السطور ويفهم لغة الجسد فطوروا خطاباتكم واحترموا عقله ووعيه . إن إتفاق البرهان وحميدتي الآن مع أنهما خطان متوازيان لا يلتقيان فإن اتفاقهما هذا لن يصب في مصلحة الشعب أبداً لأنه مرسوم ومخطط له لإزاحة المكون المدني عن الساحة تماما أو جعله تابعاً للعسكر بطريقة ٍ أو بأخرى لتصبح الآلة العسكرية والقوة هي المسيطرة على مفاصل الدولة السودانية ولكن فات على البرهان وحميدتي أن الانقلابات لن تتوقف ضدهما أيضاً وبنفس المبررات التي ساقاها وربما أكثر من ذلك بكثير هذا إذا لم يصطدما ببعضهما البعض ، فهناك عشرات الضباط بالطبع يعدون أنفسهم للإطاحة بهما ( ومافي واحد أحسن من التاني )
عبدالماجد موسى / لندن ٢٠٢١/٩/٢٤
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 24/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة