أسدٌ عليّ وفي الحروبِ نعامةٌ - ربداءٌ تجفَلُ من صفير الصافرِ هلّا برزتَ إلي غزالةِ في الوغي - بل كان قلبك في جناحي طائرِ ،،، عمران بن حِطّان ،،،،
✍️في كل الحقب السياسية عبر التاريخ الإنساني الطويل نجد حكاماً ديكتاتوريين حكموا شعوبهم بالحديد والنار ونكّلوا بخصومهم ومعارضيهم أيّما تنكيل قتلاً وسجناً وتعذيباً وغدروا بأقرب أصدقاءهم ورفقاء دربهم حتي يُفسَح لهم المجال للبقاء في الكرسي الوثير إلي أبد الآبدين!! وإتبعوا في ذلك أقذر الوسائل الغير أخلاقية في سبيل تحقيق أغراضهم الدنيئة الزائلة!! وظهروا أمام العامة وأنصارهم اسوداً مرتدين ثياب الشجاعة والبطولة الكاذبة حتي إذا وقعت الواقعة والتي ليس لوقعتها كاذبة، رأيت أسود الأمس وقد أصبحوا نعاماً جبناء فرّوا هاربين من وجوه ضحاياهم وولّوا أدبارهم وأطلقوا سيقانهم للريح وتركوا أنصارهم من السدنة والمطبلين وحارقي البخور يواجهون مصيرهم الأسود كأفراخٍ بذي مرخٍ زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجر!! وكل يوم تتكرر الدروس والعِبَر وتُعاد المشاهد والهروب، لكن الطغاة لا يقرأون التاريخ والسِيَر وإذا قرأوا لا يفهمون!!
🔥ونحن لسنا بحاجة إلي الذهاب بعيداً في أعماق التاريخ.بل يكفينا أمثلة حية وقريبة من محيطنا الأفريقي والشرق أوسطي نضربها كعِبر لهذا البرهان المسكون بالغدر والإقلابات لعله يتذكر أو يخشي إن كان له قلبٌ أو ألقي السمع وهو شهيد!! وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلّا العالمون،،، فمن الجارة الغربية تشاد هل سمعتَ بحسين حبري؟ - الذي حكم في الفترة من (82 - 1990) وإشتهر بالقسوة والتنكيل بالخصوم وإستخدام وسائل قذرة ووحشية في القتل وحتي في التخلص من الجثث!! لكنه في الأخير ولّي هارباً كالنعامة صوب السنغال وحُوكم بجرائمه هناك ومات رهين الغربتين غربة الوطن وغربة السجن !! ومن الجنوب الغربي نجد الديكتاتور الكنغولي الشهير موبوتو سيسيكو الذي حكم الكنغو / زائير بالقبضة الحديدية مدة 32 عاماً من العام ( 65 - 1997) ! وإرتكب عدة فظائع منها إعدامات وتعذيب وسجن للخصوم السياسيين وتشريدهم وحلّ البرلمان الذي نصّبه رئيساً !! وفي الأخير مع سقوط العاصمة كنشاسا في يد الثوار ركب طائرته وهرب إلي المغرب ومات في غربته هناك!!
☀️ومن الجارة الشرقية أثيوبيا أسمعتَ عن منغستو هايلي مريام الذي حكم ما بين ( 77 - 1991) وإرتكب جرائم رهيبة بحق المعارضين السياسيين وأعدم أقرب الأقربين له وهو صديقه ورفيق دربه - إتنافو أباتة ومعه أربعين ضابطاً من خيرة الضباط الأثيوبيين ومع بداية بوادر سقوط العاصمة أديس أبابا (كبّرا بالباب الوراء) إلي زيمبابوي حيث يعيش لاجئاً منذ ثلاثين عاماً وترك سدنته يواجهون مصيرهم الأسود علي أيدي الناقمين من ضحايا النظام ولم ينجُ منهم إلا من رحم ربي!!! ومن تونس الخضراء التي حكمها رجل المخابرات بن علي من (87 - 2011 ) وفي النهاية ركِب التونسية وصار مثلاً في الهروب الكبير (بن علي هرَب)!!! وأصبح هائماً بطائرته في الجو كغراب الشؤم لمدة سبع ساعات والكل نخلي عنه لولا السعودية التي منحته شروطها وبصم عليها من السحاب قبل أن توافق له بالهبوط وبقي هناك صامتاً حتي مات في غربته!! ومن الشمال الغربي نجد ليبيا حيث البدويّ الماكر الذي أعطي نفسه كل الألقاب وحكم ليبيا بالحديد والنار لأكثر من أربع عقود كاملة (69 - 2011) بعدما تخلص حتي من زملاءه الإنقلابيين الذين نصبوه حاكماً!! وفي خاتمة المطاف ولّي الدبر كال############ من طرابلس إلي سرت ثم إلي الصحراء حيث طاردته الثوار (شبر شبر ، زنقة زنقة) حتي أنبوب الصرف الصحي لكنهم لم يراعوا (حرمة لدُبرٍ) وادخلوا فيه خازوقاً تاريخياً ،، صار مثلاً (عُود القذافي) وذهب ذلك العقيد الطاؤوسي (مُغتصَباً) ومشيَعاً بعار الأبد وسوء الخاتمة!! ولم تنقذه لا كتائب خميس ولا الساعدي ولا تلك الملايين الوهمية التي وصفها من الصحراء إلي الصحراء !!! وهل تذكر اسد الرافدين صدام حسين الذي ملأ الدنيا وشغل الناس من (79 - 2003) لكنه لم يثبت في النزال أمام العدو لينال الشهادة بل هرب من بغداد صوب بلده تكريت علي الرغم من الحرس الجمهوري الشرس وفدائي صدام !!حيث كانت سوء خاتمته في جحر الضب!! ومن شمال الوادي هناك الفرعون حسني مبارك الذي حكم مصر من (81 - 2011 ) وغدر بأقرب مساعديه وكوادره مثل (المشير أبو غزالة والدبلوماسي عمرو موسي!! ثم ( وكبرا لشرم الشيخ!! وما قصة الرئيس الأفغاني اشرف غني منكم ببعيد حينما كبّرا لطاجيكستان!!
✍️ القاسم المشترك بين كل هؤلاء الطغاة الغادرين أنهم طغاة قتلة سفّاحين وملأوا أيديهم بجوخة من السدنة والأمنجية وأصحاب المصالح الذاتية لكن التجارب أثبتت بأنهم أجبن من الفأر في لحظة الحقيقة والمواجهة !! أما تلك الجيوش الجرارة والأمنجية المأجورين فذابوا (كفص ملح) ولم يستشهد منهم أحد فداء لرئيسه لأنهم يعلمون فساده وحتي المخلوع لولا تآمر لجنته الأمنية لكان الآن لاجئاً في دولةٍ ما وربما إلتحق بجده الهارب في الحبشة!! فيا أيها البرهان، أمامك أسابيع قليلة لتفي بواجبك الدستوري وتسلم رئاسة الفترة المقبلة إلي المدنيين كما هو منصوص عليها في الوثيقة الدستورية ولا تغرنك العزة بالإثم أو بعض المحرِّشين من الفلول وأغلبهم كبّروها مثل (كيزان تركيا والقاهرة)!! فهذا الشعب المعلم لن يرضي أن يحكمه عسكري مرة أخري مهما يكون وعلي كل قوي الثورة والمدنيين دعونا ألّا نرتكب خطأ تاريخي جديد بتمديد رئاسة السيادي لهذا البرهان الخائن حتي لا ندفع نحن والأجيال القادمة ثمنه!،،،، وللبرهان، أقول : لو حاولت تجريب المجرب فسوف تندم كثيراً! وأنصحك بترك (الباب الورا ) في القصر الرئاسي مفتوحاً لأن الثوار إذا حاصروا القصر فلن يكون أمامك خيارات كثيرة وأياك أيّاك أن تواجه مَن ليس له ما يخسره ويجب أن تعلم بأن الايام دولٌ!! والعاقل من أتعظ بغيره ،،،،، ولقد كانت في قصصهم عبرة لأولي الألباب …. ألا هل بلّغت اللهم فأشهد
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 30/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة