تاماي ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2019, 02:06 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاماي ..

    01:06 AM November, 10 2019

    سودانيز اون لاين
    AMNA MUKHTAR-سري للغاية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    معركة ﺗﺎﻣﺎﻱ
    ﺑﻘﻠﻢ/ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺎﻣﻜﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ

    ﻳﻮﻡ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺎﻣﺎﻱ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺟﺮﺍﻫﺎﻡ ﺑﻘﻮﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭ ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺑﻮﻟﺮ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻣﺎﻛﻨﻴﻞ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﺃﺱ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻣﺪﺟﺠﻮﻥ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ . ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺎﺭﺵ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻌﺰﻑ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻣﻴﻤﻤﻴﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﺁﺑﺎﺭ ﺗﺎﻣﺎﻱ ﻋﻨﺪ سفوﺡ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 40 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﺑﺒﻂﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﻭ ﺣﺬﺭ ﻭ ﺍﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ﻋﻠﻲ ﻳﻤﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﻳﺴﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭ ﻛﻞ ﺷﻲ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻭ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺛﻠﺜﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺛﻢ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺑﺤﻮﺍ معسكر عثمان دقنة ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ . ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺑﻤﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻔﺎﺽ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻭ ﺿﺮبوا ﺍﻟﻨﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ " ﺍﻷﺩﺭﻳﺖ " ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻌﺮﺍﺿﺎﺕ ﺛﻢ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻫﻮ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺣﺮﺏ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ حاﻟﻜﺔ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ . ﻃﺒﻌﺎً ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﺮﻱ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻈﻼﻡ , ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻓﻴﺮﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺷﻌﺎﻟﻬﺎ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺿﺮﺑﻬﻢ ﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺟﺮ ﺣﺎﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻭﻳﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺬﻭﻗﻮﺍ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ . ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺟﺮﺍﻫﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺟﺮ ﺣﺎﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺎﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎرغة ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺧﻮﺽ ﺣﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﺀ ﻭ ﺗﻠﻚ ﻟﻌﺒﺔ ﺃﺟﺎﺩﻫﺎ اصحاب الارض ﻋﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺿﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ . ﻋﻨﺪ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﺎﻣﺎﻱ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﺑﻊ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻬﻮﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺠﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺠﺎ الذين ﺇﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﺭﺿﺎً ﻭﻋﺮﺓ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺇﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻺﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﺎﺗﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻭ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ . ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺧﺘﺎﺭﻩ عثمان دقنة ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﺎﻷﺭﺽ ﺑﺘﺎﻣﺎﻱ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﺳﻴﻮﻝ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻼﻝ ﺻﺨﺮﻳﺔ . ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴين ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻷﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺳﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟمعاهد ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ . ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ من اصحاب الارض ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺃﺣﺪﺍً ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ مقاتلي ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﻥ ﻭ ﺷﻘﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ . ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻳﻬﺠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻌﺎً ﻭ ﻳﻨﺴﺤﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎً ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ " ﻣﻬﻴﻨﺖ " ﻭ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ " ﺗﻮﺑﺮﺭ " . ﻣﻜﺚ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻵﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﺼﺪﺭ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺍﻫﺎﻡ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻭ ﺃﻣﺮ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻹﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻭ ﺿﺠﺖ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ ﺑﺄﺻﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺟﺮﺍﻫﺎﻡ ﺑﺈﻳﻘﺎﻑ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻱ ﺭﺩ ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﻫﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺗﻬﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻓﺄﻧﻄﻠﻖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ مقاتلي ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻭ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ . ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺪﻓﻌﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﻗﻔﻪ ﺷﻲ , ﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭ ﻻ ﺃﻱ ﺷﻲ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﺎﻑ هذا ﺍﻟﺴﻴﻞ الجارف من المقاتلين المستبسلين ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺇﺧﺘﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺮﻗﻪ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭ ﻻ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﻻ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻟﻘﺮﻭﻥ . ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﻭ ﺗﻢ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺭﺟﻼً ﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺭﻭﺩﻳﺎﺭﺩ ﻛﺒﻠﻨﻎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ‏( ﺍﻟﻔﺰﻭﺯﻱ ‏) ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ‏( ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ للمقاتل البجاوي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺭﺟﻼً ﻟﺮﺟﻞ ‏) ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻗﻊ مقاتلوا المهدية من ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺫﺑﺤﺎً ﻭ ﻃﻌﻨﺎً ﻭ ﺿﺮﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﺻﺪﺭ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺤﺎﺏ من قيادتهم ﻓﺄﻧﺴﺤﺒﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻛﻤﺎ ﻫﺎﺟﻤﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺻﻔﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﺸﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭ ﻣﺮﺍﺻﺪﻫﻢ . ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺇﺣﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭ ﺃﺣﺘﺎﺭﻭﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻻﺕ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﺍﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺴﻮﺍﻛﻦ ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ أبشع ﺻﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻴﻞ ﻫﺠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﻻ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﻻ ﺗﺠﺪﻱ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺳﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻗﺘﺎﻝ ﺃﻱ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻉ ﺃﺧﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ( كما ذكر كبلنغ ). ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﺴﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻱ ﻧﺼﺮ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﺭﺿﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺑﺎﻹﻳﺎﺏ . ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻳﻔﺘﺨﺮﻭﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻔﺎﺧﺮﻳﻦ " ﺗﻮﺑﺮﺭ ﺩﺑﺎﻱ ﺩﺍﻧﻲ " ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﻈﻠﻢ " ﺃﻭﺑﺠﺎ ﺗﻮﻣﺎﻕ ﺑﺎﻳﻘﻴﻨﺎﺏ " ﻭ ﺃﺣﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ " ﺷﻮﻣﺴﻤﺘﻲ " ﻣﻊ ﺫﻛﺎﺀ ﻓﻄﺮﻱ ﻋﺠﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺄﺭﺿﻬﻢ ﻭ ﺟﺒﺎﻟﻬﻢ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺘﺰﻭﻥ ﻭ ﻳﻔﺘﺨﺮﻭﻥ ﺑﺠﺒﺎﻟﻬﻢ ﻭ ﻳﻤﺪﺣﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﺃﻭﺭﺑﺎ ... ﺗﻮﺷﻮﻛﻲ ﺑﺘﻨﻬﻴﻠﻴﺐ " ﻭ ﻛﻞ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻣﻤﺪﻭﺡ ﺑﺄﻓﺨﻢ ﻭ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻠﻮﻻ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻷﻭﺭﺩﺕ ﻛﻼﻣﺎً ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺒﺠﺎ . ﺟﺒﻞ ﻭﻫﺎﺭﺳﺎﺏ ﺑﺄﺭﻛﻮﻳﺖ ﺷﻬﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺎﻣﺎﻱ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻣﺠﻴﺪﺍً ﺳﻄﺮﻩ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ..









                  

11-11-2019, 03:47 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)


    شكرا أستاذة آمنة على هذا السرد الشيق

    معركة تاماى ومعركة أبو طليح ومعركة شيكان إعتبرت أبلغ
    هزائم يتلقاها الجيش الإنجليزى طوال تاريخه. فمعركتى تاماى
    وأبو طليح هما المعركتان الوحيدتان اللتان كسر فيهما مربع
    للجيش الإنجليزى الذى لم يكسر طوال تاربخه فى كل معارك
    آسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والمانيا وفرنسا وأميركا
    والنمسا وأستراليا والشرق الأوسط وبقية أجزاء إفريقيا مجتمعة.

    وقد حدثنى أحد علماء التاريخ الإستعمارى أن ذلك خلق أزمة
    للقادة البريطانين. وذلك ما حدا بهم إلى التعامل بكامل الوحشية
    عند إعادة فتح السودان ومع كل الحركات والثورات فى الشمال
    والجنوب والغرب خاصة فى دارفور وضد الدينكا والشلك
    والباريا، والتبوسا وجبال النوبة، ومع ثوار 1924. فالإنجليز لم
    تستقر لهم الأحوال فى السودان إطلاقا. فعلى الذين يزعمون
    بأن الإستقلال جاء سهلا كعطية من بريطانيا عليهم أن يراجعوا
    التاريخ الأمين وليس تاريخ النقل من مروجى بروباقاندا الناقمين
    على الوطن من الداخل والخارج. فى الوقت الذى تدرس فيه
    هذه المعارك فى أكاديمياتهم العسكرية كنماذج للإبداع القتالى.

    أما معركة تاماى كما وصفتيها من حيث الإستراتيجية والتكتيك
    وإستدارج العدو إلى المناطق المكشوفة أو التى يفقد فيها عنصر
    المباغتة والمقدرة على تقييم الواقع مع عامل التضعضع النفسى
    نتبجة للترفب المنهك فتتم المبادرة بالإلتفاف والهجوم الكاسح
    المفاجئ هو تكتيك عرفت به قبائل البجا فى حروبها مع الرومان
    والهزيمة المذلة التى ألحقوها بهم فى معركة الفونتين مثلا.

    فرجاءا التكرم بالمواصلة فى إيضاح الطرح الصحيح لما يجهله
    كثير ممن غيب عنهم معنى الوطنية الحق والفخر بإنجازات قل
    أن تكون لها شبيهات فى تاريخ الشعوب، بديلا عن دراسة
    تاريخ الأخرين الممجد لإنتصاراتهم.
                  

11-11-2019, 04:41 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    الاستاذة الجليلة آمنة .. تحياتي ..
    أول مرة أسمع عن هذه المعركة
    رغم كاتب التاريخ في السودان من ابناء الشرق ( ضرار صالح)
    فلم نقرأ عن هذه المعركة شكراً كثيراً
    والتحية والتجلة للبروف عبدالرحمن تجده مع تاريخ وتراث الوطن
    شكراً البروف الراقي .. تعجز الحروف
    البوست جميل ورائع واصلوا
    وهل تاريخ السودان مختصر إلى هذه الدرجة









                  

11-11-2019, 03:36 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    تشكر كتير بروف عبد الرحمن على هذه الاضافة والمعلومات التاريخية القيمة .
    حقيقي صادفني الكثير منا من يكره ويخجل من انتصارات واضاءات تاريخه ويلعنها ..ويتبني نظرية وشعور الأجنبي ..
    وينسى أن هنالك آلاف الشهداء قدموا أرواحهم طائعين مختارين في سبيل كرامة وحرية هذا الوطن !

    لاحظ أن هذه البسالة السودانية النادرة ..لا تفتأ تتكرر لتذكر هؤلاء وتنبه كل غافل أو جاهل أو خائن لوطنه وترابه وتاريخه ..
    لاحظ البسالة التي حدثت في هذه الثورة السودانية الأخيرة ..ديسمبر الأمجد 🌺

    ليتك تواصل الحكي بمزيد من الاضاءات ، وسأترك مداخلتك القيمة كما هي..عل وعسى :
    Quote: معركة تاماى ومعركة أبو طليح ومعركة شيكان إعتبرت أبلغ
    هزائم يتلقاها الجيش الإنجليزى طوال تاريخه. فمعركتى تاماى
    وأبو طليح هما المعركتان الوحيدتان اللتان كسر فيهما مربع
    للجيش الإنجليزى الذى لم يكسر طوال تاربخه فى كل معارك
    آسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والمانيا وفرنسا وأميركا
    والنمسا وأستراليا والشرق الأوسط وبقية أجزاء إفريقيا مجتمعة.

    وقد حدثنى أحد علماء التاريخ الإستعمارى أن ذلك خلق أزمة
    للقادة البريطانين. وذلك ما حدا بهم إلى التعامل بكامل الوحشية
    عند إعادة فتح السودان ومع كل الحركات والثورات فى الشمال
    والجنوب والغرب خاصة فى دارفور وضد الدينكا والشلك
    والباريا، والتبوسا وجبال النوبة، ومع ثوار 1924. فالإنجليز لم
    تستقر لهم الأحوال فى السودان إطلاقا. فعلى الذين يزعمون
    بأن الإستقلال جاء سهلا كعطية من بريطانيا عليهم أن يراجعوا
    التاريخ الأمين وليس تاريخ النقل من مروجى بروباقاندا الناقمين
    على الوطن من الداخل والخارج. فى الوقت الذى تدرس فيه
    هذه المعارك فى أكاديمياتهم العسكرية كنماذج للإبداع القتالى.

    أما معركة تاماى كما وصفتيها من حيث الإستراتيجية والتكتيك
    وإستدارج العدو إلى المناطق المكشوفة أو التى يفقد فيها عنصر
    المباغتة والمقدرة على تقييم الواقع مع عامل التضعضع النفسى
    نتبجة للترفب المنهك فتتم المبادرة بالإلتفاف والهجوم الكاسح
    المفاجئ هو تكتيك عرفت به قبائل البجا فى حروبها مع الرومان
    والهزيمة المذلة التى ألحقوها بهم فى معركة الفونتين مثلا.

    فرجاءا التكرم بالمواصلة فى إيضاح الطرح الصحيح لما يجهله
    كثير ممن غيب عنهم معنى الوطنية الحق والفخر بإنجازات قل
    أن تكون لها شبيهات فى تاريخ الشعوب، بديلا عن دراسة
    تاريخ الأخرين الممجد لإنتصاراتهم.
                  

11-11-2019, 04:44 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاستاذة آمنة .. تحياتي ..
    معليش طلب بسيط ..
    أتركي دهاليز السياسة وواصلي في بوستاتك الاخيرة
    هي مفيدة وجاذبة جداً

    واصلي
                  

11-11-2019, 10:27 PM

Abdullah Idrees
<aAbdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    تاماي والتيب وكرري وعبقرية عثمان دقنة
    الراجل ده كان عندو عقلية غير طبيعية ، عسكري بالميلاد رغم انه قضى كل عمره قبل المهدية تاجرا
    عكس اغلب قواد المهدية الذين عملوا مع الزبير باشا او مع الحكومة التركية كعساكر ، او من رجالات القبائل
    المحاربة . يعني كان زول مدني - متمدن لحد فتح الابيض.
    اكثر ما استوقفني وشد انتباهي لعبقريته ما سمي بهجوم المأئة ثانية الذي نفذه في كرري
    فقط مائة ثانية هي كل مشاركته في كرري سدد خلالها اوجع ضربة للجيش الانجليزي رغم انه كان يقود
    700 جندي فقط من البجا ! وعمليا كان هجومه في كرري هو الضربة الوحيدة التي تلقتها جيوش كتشنر
    في كرري حيث كان تفوقها وتسليحها بعيد كل البعد من جيش الانصار وكان من المستحيل للانصار اختراق
    خطوط كتشنر ومواجهة نيران المكسيم التي حصدت الالاف في ذلك اليوم الدموي.
    حتى المشورة بتاعتو الوحيدة القبلا الخليفة في كرري اجهضت التفاف كتشنر على جيش الخليفة لدخول امدرمان قبله
    لان كتشنر بعد ان ضمن النصر خاف ان يتقهقر جيش الخليفة لامدرمان ليخوض فيها حرب شوارع لا تنفعه فيها اسلحته
    وهذا يوضح بعد نظره وقراءته المسبقة لها ، زلفو ذكر ان عثمان دقنة اكتشف منذ واقعة عطبرة ان الخليفة يواجه عدوا
    مختلفا هذه المرة رغم انه عناصره هي نفسها ، انجليز وسودانيين ومصريين ! ولذا كان رأيه تجنب الاصطدام المباشر
    والهجوم ليلا.
    في سيرة ذاتية جميلة جدا متاحة للتحميل كتبها اداري انجليزي اسمو H.C. Jackson العنوان بتاعا (Osman Digna(

                  

11-15-2019, 05:47 AM

دينق عبد الله
<aدينق عبد الله
تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 1779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: Abdullah Idrees)

    الأستاذۃ آمنۃ مختار
    و البروفيسور عبدالرحمن ابراهيم
    و المتداخلين الكرام
    تحيۃ طيبۃ
    لأكثر من ست عقود عمد البعض عبثا علي اخفاء تضحيات و بطولات بعض الشعوب السودانيۃ بغرض تشويش حاضر الجزء الأكبر و التحكم في مستقبله

    ربما نحتاج الي بعض الوقت لتضمين التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ في المناهج الدراسيۃ التي مازالت تتحكم فيها نفس الفٸۃ لكن وجود كتب تاريخ موازيۃ للنسخ المزيفۃ في المكتبۃ السودانيۃ سيجبرها علي القبول بإطلاق أسر التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ
    للأسف هم لا يدرون ان التاريخ الحقيقي إضافۃ لجميع السودانيين و لن يكون خصما علي أحد غير الذين يبتغون إخفاء ضوء الشمس براحۃ اليد

    و قد ولي ذلك العهد الي غير رجعۃ
                  

11-11-2019, 11:50 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: الاستاذة الجليلة آمنة .. تحياتي ..
    أول مرة أسمع عن هذه المعركة
    رغم كاتب التاريخ في السودان من ابناء الشرق ( ضرار صالح)
    فلم نقرأ عن هذه المعركة شكراً كثيراً
    والتحية والتجلة للبروف عبدالرحمن تجده مع تاريخ وتراث الوطن
    شكراً البروف الراقي .. تعجز الحروف
    البوست جميل ورائع واصلوا
    وهل تاريخ السودان مختصر إلى هذه الدرجة

    أستاذنا عبد الوهاب .
    تاريخ السودان المدرسي تم تدوينه بطريقة مختزلة وإنتقائية ومضحكة جدا ..
    هنالك الآن حركة واسعة لإعادة تدوين تاريخ السودان الحقيقي والمخفي بفعل فاعل ..
    من قبل أذيال المستعمر ومخابراته على مر العصور .

    وهنالك الكثير من التاريخ بحاجة لأن يروى .
    فالحقائق عموما لها طريقتها الخاصة في الظهور ..مهما كيل عليها من الرماد أو ران عليها من غبار الزمن .

    تحياتي .
                  

11-12-2019, 10:27 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)


    الأستاذة آمنة
    الأستاذ على عبدالوهاب

    لكما التحايا الطيبات والشكر على مواصلة إثراء هذا البوست
    الهام جدا. فكثير من تراثنا وتاريخنا المبهر لكل علماء الدنيا
    لا نعرف عنه شيئا. بل وصل الإستخفاف بالذات وفقدان الثقة
    فى النفس إلى درجة تحقير الكيان القومى. وقد بلغت
    درجة استحقار النفس أن كثيرين منا وفيهم من تداخل هنا
    يعتبر أن كل إنجاز أو حقائق مثبتة تاريخيا "مجرد نجر"
    وتضخيم أجوف للذات.

    كتب الإستاذ على المبدع دوما:
    Quote: e: الاستاذة الجليلة آمنة .. تحياتي ..
    أول مرة أسمع عن هذه المعركة
    رغم كاتب التاريخ في السودان من ابناء الشرق ( ضرار صالح)
    فلم نقرأ عن هذه المعركة شكراً كثيراً
    والتحية والتجلة للبروف عبدالرحمن تجده مع تاريخ وتراث الوطن
    شكراً البروف الراقي .. تعجز الحروف
    البوست جميل ورائع واصلوا
    وهل تاريخ السودان مختصر إلى هذه الدرجة

    وردت الإستاذة آمنة بالتالى:
    Quote:
    أستاذنا عبد الوهاب .
    تاريخ السودان المدرسي تم تدوينه بطريقة مختزلة وإنتقائية ومضحكة جدا ..
    هنالك الآن حركة واسعة لإعادة تدوين تاريخ السودان الحقيقي والمخفي بفعل فاعل ..
    من قبل أذيال المستعمر ومخابراته على مر العصور .

    وهنالك الكثير من التاريخ بحاجة لأن يروى .
    فالحقائق عموما لها طريقتها الخاصة في الظهور ..
    مهما كيل عليها من الرماد أو ران عليها من غبار الزمن .

    وقد حفزتنى مداخلتيكم لأن أبدأ فى إماطة اللثام عن إكتشافات علمية مذهلة تاريخيا
    عن كثير مما غاب عنا حتى لى أنا شخصيا وقد درست التاريخ والآثار فى جامعة
    الخرطوم على يد علماء نكن لهم كل الإحترام من أمثال مكى شبيكة وصالح محمد
    نور وأحمد البشرى وأحمد حاكم وهيكوك وأيمرى. ولكنهم لم يضيفوا شيئا أو تحليلا
    للمعلومات التى ينقلونها نقل المسطرة. حتى جئت إلى جامعة بوسطن حيث ووجهت
    بجهابذة فى تاريخ الإستعمار والدراسات الإفريقية. ومن أسئلتهم عن إسها م السودان
    فى تاريخ إفريقيا برز أمامى التحدى لأن أنقب عن أشياء لم أعرف عنها شيئا لأن
    تخصصى فى جامعة الخرطوم لم يكن فى التاريخ وإنما فى العلوم السياسية، رغم
    معرفتى لدقائق التفاصيل عن أغلب الدول الإفريقية بحكم عملى كمفوض لحركات
    التحرر الإفريقية فى منظمات الشباب والطلاب للأمم المتحدة والتنسيق مع لجنة
    التحرر فى منظمة الوحدة الإفريقية فى مطالع السبعينات 1973-1975.

    لذلك، ورغم ظروف قاهرة أمر بها، سوف أبدأ فى التداخل مع كل مداخلة تتعلق
    بحقائق التاريخ السودانى التى جمعت حولها مما أتمنى أن يجيب على بعض ما
    أثير فى تلك المداخلات. (لو سمحت لى بذلك صاحبة البوست الإستاذة آمنة
    مختار)


    ولكنى بداية أتمنى أن تطلعوا على مقالى عن الحدث الهام الذى أوقف الدوائر
    الأكاديمية فى بوسطن على أطراف أصابع الأقدام وجلب الزوار من أطراف
    الدنيا حتى أنه بعد شهر من تدشين الجناح فى متحف بوسطن للفنون الجميلة
    لا يمكنك أن تجد موطئ قدم من شدة الإزدحام من زوار المتحف الذى بالغت
    أجهزة الإعلام فى تغطيته. أما أجهزة إعلامنا فكأن الخبر لا يعنيهم فى قليل
    دع عنك الكثير، رغما عن أهميته المفصلية فى مسار التاريخ البشرى:
    https://sudaneseonline.com/board/500/msg/إعــلان-بوســطـن-مديــنة-نوبـــية%3a-تهتكــت-أســتار-ا...مة-1570667294.html
                  

11-14-2019, 03:31 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: الاستاذة آمنة .. تحياتي ..
    معليش طلب بسيط ..
    أتركي دهاليز السياسة وواصلي في بوستاتك الاخيرة
    هي مفيدة وجاذبة جداً

    واصلي

    ههههههه
    أستاذنا علي عبد الوهاب ..
    أنا ذاتي قلت كدا ..
    السياسة غلبتني تب 😹
                  

11-14-2019, 03:39 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    يا سلام يا سلام ..العزيز عبد الله إدريس .
    البوست دا حا أخليهو مفتوح للعصف التاريخي والإضافات المهمة..
    ليتك تواصل ..
    وشكرا كتيييير على المرجع المهم عن سيرة عثمان دقنة ..فعلا وجدته متاح وحملته 🌷
    Quote: تاماي والتيب وكرري وعبقرية عثمان دقنة
    الراجل ده كان عندو عقلية غير طبيعية ، عسكري بالميلاد رغم انه قضى كل عمره قبل المهدية تاجرا
    عكس اغلب قواد المهدية الذين عملوا مع الزبير باشا او مع الحكومة التركية كعساكر ، او من رجالات القبائل
    المحاربة . يعني كان زول مدني - متمدن لحد فتح الابيض.
    اكثر ما استوقفني وشد انتباهي لعبقريته ما سمي بهجوم المأئة ثانية الذي نفذه في كرري
    فقط مائة ثانية هي كل مشاركته في كرري سدد خلالها اوجع ضربة للجيش الانجليزي رغم انه كان يقود
    700 جندي فقط من البجا ! وعمليا كان هجومه في كرري هو الضربة الوحيدة التي تلقتها جيوش كتشنر
    في كرري حيث كان تفوقها وتسليحها بعيد كل البعد من جيش الانصار وكان من المستحيل للانصار اختراق
    خطوط كتشنر ومواجهة نيران المكسيم التي حصدت الالاف في ذلك اليوم الدموي.
    حتى المشورة بتاعتو الوحيدة القبلا الخليفة في كرري اجهضت التفاف كتشنر على جيش الخليفة لدخول امدرمان قبله
    لان كتشنر بعد ان ضمن النصر خاف ان يتقهقر جيش الخليفة لامدرمان ليخوض فيها حرب شوارع لا تنفعه فيها اسلحته
    وهذا يوضح بعد نظره وقراءته المسبقة لها ، زلفو ذكر ان عثمان دقنة اكتشف منذ واقعة عطبرة ان الخليفة يواجه عدوا
    مختلفا هذه المرة رغم انه عناصره هي نفسها ، انجليز وسودانيين ومصريين ! ولذا كان رأيه تجنب الاصطدام المباشر
    والهجوم ليلا.
    في سيرة ذاتية جميلة جدا متاحة للتحميل كتبها اداري انجليزي اسمو H.C. Jackson العنوان بتاعا (Osman Digna(


    أنصح كل من يمر من هنا بتحميل هذه السيرة الذاتية عن عثمان دقنة ..فهي توثيق قيم جدا .
                  

11-14-2019, 03:47 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: لذلك، ورغم ظروف قاهرة أمر بها، سوف أبدأ فى التداخل مع كل مداخلة تتعلق
    بحقائق التاريخ السودانى التى جمعت حولها مما أتمنى أن يجيب على بعض ما
    أثير فى تلك المداخلات. (لو سمحت لى بذلك صاحبة البوست الإستاذة آمنة
    مختار)

    ولكنى بداية أتمنى أن تطلعوا على مقالى عن الحدث الهام الذى أوقف الدوائر
    الأكاديمية فى بوسطن على أطراف أصابع الأقدام وجلب الزوار من أطراف
    الدنيا حتى أنه بعد شهر من تدشين الجناح فى متحف بوسطن للفنون الجميلة
    لا يمكنك أن تجد موطئ قدم من شدة الإزدحام من زوار المتحف الذى بالغت
    أجهزة الإعلام فى تغطيته. أما أجهزة إعلامنا فكأن الخبر لا يعنيهم فى قليل
    دع عنك الكثير، رغما عن أهميته المفصلية فى مسار التاريخ البشرى:
    https://sudaneseonline.com/board/500/msg/إعــلان-بوســطـن-مديــنة-نوبـــية%3a-تهتكــت-أســتار-ا...مة-1570667294.html

    يا سلام يا بروف ..ياخي أنا لاقية إثراء نوعي ذي دا لبوستاتي علشان تطلب مني السماح ..ياخي البوست بوستك ومتاح لكل مار أو قارئ أو من يضيف .
    وبالمناسبة ، أنا ومعي عديد من الباحثين تابعنا مجهودكم وإنجازكم الرائع في متحف بوسطن للفنون الجميلة ..
    وشخصيا عندي كل الصور الرائعة للفعالية والحدث العظيم والتاريخي .

    وكذلك تابعت الهجوم عليكم والاتهامات أيضا ههههه

    واصل يا بروف ..
    في ناس متشوقين لإضافاتك 🌴
                  

11-15-2019, 00:28 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: تاماي والتيب وكرري وعبقرية عثمان دقنة
    الراجل ده كان عندو عقلية غير طبيعية ، عسكري بالميلاد رغم انه قضى كل عمره قبل المهدية تاجرا
    عكس اغلب قواد المهدية الذين عملوا مع الزبير باشا او مع الحكومة التركية كعساكر ، او من رجالات القبائل
    المحاربة . يعني كان زول مدني - متمدن لحد فتح الابيض.
    اكثر ما استوقفني وشد انتباهي لعبقريته ما سمي بهجوم المأئة ثانية الذي نفذه في كرري
    فقط مائة ثانية هي كل مشاركته في كرري سدد خلالها اوجع ضربة للجيش الانجليزي رغم انه كان يقود
    700 جندي فقط من البجا ! وعمليا كان هجومه في كرري هو الضربة الوحيدة التي تلقتها جيوش كتشنر

    الأخ عبد الله إدريس .
    دي كلها تكتيكات حربية بجاوية قديمة في الهجوم ( المباغتة، والسرعة، وغيرها .. ) ..وعندهم ليها مسميات بلغتهم ..وكذلك أوتار تعزف في الباسكنوب ( الربابة ) ولها مسميات لكل وتر سواء في الحرب أو السلم ..
    إستخدمها البجا ضد الحثيين عندما إستنجد بهم رعمسيس الثاني ..وإستخدموها ضد الفرس والبطالمة والرومان والترك والمسلمين وغيرهم ..

    وقد خلد ملوك كمت ( مصر ) محاربي المجاي Medjay ..في معابدهم ..
    مثل معبد حتشبسوت في الدير البحري ..وعبد رعمسيس الثاني في أبو سمبل .

    وجننوا الرومان في مصر جن ..لغاية الرومان ما كتبوا معاهم معاهدة ودفعوا ليهم جزية كي يتقوا هجومهم ..
    وأسباب الهجوم كانت أن أراضي البجا التاريخية تمتد في الصحراء الشرقية من قوص شمال الأقصر ..
    وكذلك سبب رئيسي للهجوم على الرومان هو إصرار البجا في الحج إلى معبد ربتهم إيزيس في جزيرة فيلة في أسوان ابحالية ( ألفنتين ) سابقا ..وهي المعارك التي أشار لها بروف عبد الرحمن فوق .

    وتصدق نسبة لمعرفة زنوبيا ملكة تدمر للعداوة بين الرومان والبجا ..
    استنجدت بالبجا في حربها المجيدة ضد روما ..وفعلا إستجاب لها البجا واقتحموا مصر ..ولكنها هزمت وهزموا في النهاية في حروب الكر والفر مع الإمبراطورية الرومانية .

    سأجلب لك المصادر لاحقا ..فهسة عيانة بنزلة تقيلة.

    وإلى حين ذلك ، أبحث في قوقل تحت مسمى Medjay .
    محاربو الفراعنة الأشداء وحماة المعابد ( بربا ) والمدارس الدينية ..أي حماة العقيدة ..وتعرف أهمية العقيدة بالنسبة للفراعنة .

    وقد تناولتهم هووليود في فيلم (المومياء ) لو لاحظت ..ولكن جابت المجاي في شكل عرب هههه
    هذا رغم نقوشهم وتماثيلهم السوداء الممتلئة بها المتاحف المصرية .

    المهم، الحديث يطول ..والله يقدرني على التوثيق 😰
    بس معلومة بالجنبة كدا :
    عمر المختار المناضل الليبي الشهير ..إستعان بخبير حربي بجاوي كان من معاونيه في التكتيكات
    إسمه عبد الله البشاري ..ولليوم سلالته موجودة في ليبيا .
                  

11-15-2019, 00:40 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    مثلا تسمية أحدي معارك عثمان دقنة ب(إندتي ) نسبة لتكتيك شل الدواب التي تحمل الماء والمؤونة للعدو ..
    وسميت بهذا الاسم لأن دقنة أمر جنوده بالتركيز علي قتل الدواب التي تستعمل في جر مؤونة الجيش خصوصا مياه الشرب..
    أديدا..معناه إربط إكسر الأقدام..
    أوكام أددا..معناها عطل الجمل من قدمه..
    كانوا يركزون علي أقدام هذه الدواب لتعطيلها لجعل العدو يفقد مؤونته .
                  

11-15-2019, 00:52 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    راحــوا في طــوكر

    18 يوليو 2017 10:57 صA A A
    عبدالله علقم


    صدرت رواية “طوكر..حكاية مائة وألف قمر” سنة 2016 من دار العين للنشر للكاتب المصري عمرو شعراوي. شدني العنوان مثلما شدتني كلمات المؤلف في مطلع الرواية “الذاكرة الجمعية للمصريين عبرت عما حدث في طوكر سنة 1884م بعبارة تداولتها ألسنتهم لأكثر من مائة عام: (رحنا في طوكر)..اليوم قلة من المصريين يعرفون ماذا فقدنا في طوكر، وعدد ضئيل من هؤلاء يفهم بالضبط ماذا راح منا في طوكر”، فسارعت بقراءة الرواية رغم طولها إذ يبلغ عدد صفحاتها 580 صفحة من القطع المتوسط.

    أحداث الرواية متزامنة مع أحداث حركة عرابي في مصر والثورة المهدية في السودان، في سنوات الثمانين من القرن التاسع عشر، وتدور حول مسيرة حياة عبدالكريم (الراوي) مع شقيقه الأكبر عبدالرحيم وهما من أسرة مصرية متوسطة التحقا بالجيش في أسلحة مختلفة، كان عبدالرحيم لا يتردد في الجهر برايه المعارض لانغماس الجيش في السياسة علي يد العرابيين، فنفي للعمل في السودان، وبقي الشقيق الأصغر في مصر حيث شارك ضمن صفوف العرابيين في قتال الجيش الإنجليزي في التل الكبير.

    مني العرابيون بهزيمة ساحقة، واحتل الإنجليز القاهرة في سبتمبر 1882م. يقول الراوي، وهو عبدالكريم: “تعجبت من أننا لم نقاوم الجنرال الانجليزي الذي تقدم على رأس بضعة آلاف من قواته، واحتل مدينة بحجم القاهرة زاخرة بأهلها وعساكرها”.

    عقب الهزيمة اختفى عبدالكريم خوفاً من القبض عليه في الحملة التي شنت على كل المشاركين في حركة عرابي حتى صدر عفو عام عنهم، فاضطر للالنحاق بقوات الجندرمة التي استوعبت بقايا جيش عرابي، وكانت مهمتها حفظ الأمن في مصر بعد انفراطه عقب معركة التل الكبير.

    عدة دوافع جعلت عبدالكريم يلتحق بالجندرمة التي تحولت أهدافها من حفظ الأمن الداخلي إلى السفر للقتال في السودان؛ لإنقاذ القوات المصرية المحاصرة في طوكر. عانى عبدالكريم من التخفى والهروب من مطاردة الحكومة التي كانت تتعقب العرابيين. اضطر إلى العمل في مهنة صبي حافر قبور(تربي) في أطراف القاهرة، وتبديد القليل من المال الذي كان يجنيه في مراقص القاهرة، وتضاعف إحساسه بالوحدة القاتلة بعد أن اجتاح وباء الهيضة (الكوليرا) مصر في تلك الأيام، ووفاة والدته وشقيقته، وأعقب ذلك زواج والده واستقلاله بسكنه، إلا أن الدافع الأكثر أهمية وتأثيراً الذي دفعه للمشاركة في حملة إنقاذ طوكر كان وجود شقيقه عبدالرحيم محاصراً داخل طوكر.

    ظن أنه سيحقق هناك ما لم يستطع تحقيقه في مصر، ويستعيد عائلته من جديد، ولم الشمل بعد لقاء شقيقه عبدالرحيم.

    وصلت حملة إنقاذ طوكر سواكن بحراً من السويس. “الناس في سواكن الخير مشغولون بلقمة العيش. الأهالي يستشعرون الخطر الداهم، لكنهم لا يبالون بما يحدث حولهم. منهم من يشكو من ظلم الحكام، ومنهم من يشكك في حقيقة المهدي، ومنهم من يتوقع نهاية الترك على يديه”.


    من سواكن بحرت الحملة إلي خليج ترنكتات الذي يشبه إلى حد كبير خليج سواكن. نزل الغزاة إلى اليابسة بكامل عدتهم وعتادهم وخيولهم وجمالهم. كانت الجبال تبدو أكثر بعداً من الشاطئ، وكان عبدالكريم يثق ثقة كاملة في هزيمة أنصار المهدي بعد كل هذه الاستعدادات. كانت معلوماتهم الاستخبارية تؤكد أن قوات الأنصار لا تتعدى الألف مقاتل سيفرون أمام الحملة لا محالة.

    تحمل الأحلام عبدالكريم بعيداً من خليج ترنكتات إلى داخل طوكر فيتخيل الدهشة التي ستصيب شقيقه عبدالرحيم عندما يلتقيه وجهاً لوجه.

    قرب آبار التب وفي الطريق إلى طوكر حدثت المذبحة. باغتهم محاربو البجا، وأعملوا في صفوفهم القتل بسيوفهم ورماحهم. يقول الراوي: “بلغ الفزع بجنودنا حداً عظيماً. أول ما خطر في بالهم كان هلاك هكس باشا على أيدي دراويش المهدي. سمعت ملازماً شاباً يصرخ: سيذبحوننا كما ذبحوا هكس باشا وجيشه. علا نهيق البغال، واشتد رغاء الإبل، وتزايدت صيحات مقاتلي البجا الذين دخلوا إلى قلب المربع بعد أن تحطم، وذابت ملامحه. رمى كثير من الجنود أسلحتهم، وفروا هاربين. نظرت حولي فرأيت أرض المعركة، وقد تكدست فوقها أشلاء المئات من عساكرنا المذبوحين. الطريق إلى خليج ترنكتات امتد أمامي بلا نهاية. شاهدت أفراداً يفرون كأن عفريتاً من الجان يطاردهم، ويريد أن يفتك بهم. الهلع الذي أصاب الجنود لم يترك لنا فرصة لإعادة تنظيم أنفسنا. حلت بنا كارثة لم يتخيلها أحد. فليفلت إذاً كل منا بحياته”.

    في صباح اليوم التالي غادرت البواخر خليج ترنكتات عائدة إلى سواكن، وعلى متنها من تبقى من أفراد الحملة. “كانت الخسائر فادحة. فقدوا نحو ألفي فرد عند آبار التب من ضمنهم كثير من الضباط المصريين والأوروبيين. “فقدنا ألفين من أصل ثلاثة آلاف فرد مسلحين بالبنادق الحديثة، والمدافع الثقيلة في هجوم قام به ما لا يزيد عن ألف محارب معظمهم لا يحمل سوى الأسلحة البدائية”.

    يبدو أن هذا هو سر عبارة “رحنا في طوكر” التي يستخدمها المصريون إلى اليوم. وهي لا تعني غير “رحنا في ستين داهية”. فعلا “راحوا في ستين داهية”.
    معظم أحداث الرواية جرت في مصر، في حين أن ما يتعلق بطوكر نفسها خصصت له صفحات قليلة من الرواية. رغم أن الرواية كلها من نسج الخيال كما يقول الكاتب، إلا أنها تقدم صورا بانورامية لمواقع الأحداث والمجتمعات التي دارت فيها، وتبلغ قمة التشويق عندما يفلح الراوي عبدالكريم في دخول طوكر، بعد أن أخلاها الأنصار، فلم يجد شقيقه عبدالرحيم الذي انضم لقوات الأمير عثمان دقنة التي احتلت طوكر، ثم أخلتها.

    كما تحتوي الرواية على افادات توضح المواقف تستشف من حوارات الضباط المصريين زملاء الراوي، يقول أحدهم: ” العرابيون رفضوا بعث التعزيزات إلى السودان ظناً منهم أن القوات الموجودة هناك كافية للحفاظ على أمنه، بالإضافة إلى أن ارسال هذه القوة سيقلل من حجم الجيش الموجود في مصر مما سيضعف موقفهم المعارض للخديوي، ويقلل من امكانية التصدي لأي عدوان خارجي”.

    ويقول الراوي: ” لن نتخلى عن السودان بهذه السهولة. فمصر والسودان بلد واحد”.

    يرد عليه ضابط آخر:” ولكن هل لدى السودانيين نفس الشعور؟”.

    في النهاية يفاجئنا الراوي بقوله إنه لم يسافر اصلا للسودان مع حملة إنقاذ طوكر، بل بقي في السويس بعد أن هرب مع الهاربين من قطار الموت المتجه من القاهرة للسويس في الطريق إلى سواكن. فر مع مئات الهاربين الذين قفزوا من القطار هرباً من الموت في السودان. في السويس كان يتابع أخبار حملة إنقاذ طوكر من الصحف، ومن القادمين من سواكن ويرسل الرسائل لوالده من هناك يصف فيها المعارك التي دارت في السودان، كأنه مشارك فيها.
    كان يبعث رسائله لسواكن ليعاد إرسالها من هناك للقاهرة.

    لم أستطع فهم ما يعنيه الكاتب من عبارة “حكاية مائة وألف قمر” التي وردت مرتين في الرواية. ربما كان يعني سنوات طويلة.

    [email protected]

    https://www.alttahrer.com/archives/5390https://www.alttahrer.com/archives/5390

    المؤلف وغلاف روايته :

                  

11-15-2019, 08:06 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)


    يا سلااام عليك يا آمنة! الكتاب ده كنز,,, الغريبة لم أسمع به..و إن كنت أسمع عند المصريين تعبير راح في طوكر أو حيوديك في طوكر..

    و أفتكرت طوكر فقط عبارة عن منفى كما كان يقول البعض...بالتالي فالقصة ربط لحدث تاريخي عظيم لا نهتم به للأسف..

    و بمناسبة هذه الرواية وقر من زمن في ظني و اعتقادي و يقيني أن السرد الأدبي أو الروائي على وجه الخصوص يكمل الصورة أو اللوحة..

    .....................و يعطي قراءات متعددة للوقائع و يعطي تأويلات مختلفة للتفسير...و لا زالت رواية توترات القبطي للأخ أمير تاج السر فاتحة في هذا الاتجاه

    و إن لم تجد تلك الرواية حظها أو ما تستحقه من النقد..فهي رواية تتحدث عن زخم الثورة المهدية خاصة عند احتلال الأبيض و ما تتضمنته الرواية

    من تقاطعات لسير شخصية و معاناة فردية و جماعية ترمي بظلالها على الأحداث و تفسر الأحداث من مختلف اتجاهاته في صورة مشهدية/بانورامية مذهلة..

    فهذا الكاتب المصري عمرو شعراوي رجل بارع لاستخدامه السرد الروائي لاعطائنا مسحة عن تصوراته للأحداث ..مسحة تهرب من لغة التاريخ الجافة الصلدة

    لتكمل الصورة بكل أبعادها.. بالمناسبة اسم شعراوي هذا إذا كان يرجع لأسرة شعراوي المعروفة في التاريخ المصري فذلك يفسر لنا اهتمامه بمثل هذا

    الحدث التاريخي البعيد عن الذاكرة الشعبية و الاهتمام العام.

    شكرا الأخت آمنة
                  

11-15-2019, 09:56 AM

دينق عبد الله
<aدينق عبد الله
تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 1779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأستاذۃ آمنۃ مختار
    و البروفيسور عبدالرحمن ابراهيم
    و المتداخلين الكرام
    تحيۃ طيبۃ
    لأكثر من ست عقود عمد البعض عبثا علي اخفاء تضحيات و بطولات بعض الشعوب السودانيۃ بغرض تشويش حاضر الجزء الأكبر و التحكم في مستقبله

    ربما نحتاج الي بعض الوقت لتضمين التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ في المناهج الدراسيۃ التي مازالت تتحكم فيها نفس الفٸۃ لكن وجود كتب تاريخ موازيۃ للنسخ المزيفۃ في المكتبۃ السودانيۃ سيجبرها علي القبول بإطلاق أسر التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ
    للأسف هم لا يدرون ان التاريخ الحقيقي إضافۃ لجميع السودانيين و لن يكون خصما علي أحد غير الذين يبتغون إخفاء ضوء الشمس براحۃ اليد

    و قد ولي ذلك العهد الي غير رجعۃ
                  

11-15-2019, 10:01 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    كل الشكر و التقدير ليك يا استاذة آمنه

    دائما مواضيعك بتسمن و تغنى عن جوع ونهم للمعرفة
                  

11-15-2019, 11:05 AM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: أبوذر بابكر)

    سلامات آمنة
    دا بوست من نوع البوستات الما بنفع يتقري مرة بس
    شكرا
                  

11-15-2019, 05:05 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

                  

11-17-2019, 10:55 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: بمناسبة هذه الرواية وقر من زمن في ظني و اعتقادي و يقيني أن السرد الأدبي أو الروائي على وجه الخصوص يكمل الصورة أو اللوحة..

    .....................و يعطي قراءات متعددة للوقائع و يعطي تأويلات مختلفة للتفسير...و لا زالت رواية توترات القبطي للأخ أمير تاج السر فاتحة في هذا الاتجاه

    و إن لم تجد تلك الرواية حظها أو ما تستحقه من النقد..فهي رواية تتحدث عن زخم الثورة المهدية خاصة عند احتلال الأبيض و ما تتضمنته الرواية

    الأخ العزيز محمد .
    فعلا كلامك صحيح ، فالرواية التاريخية إن صح التعبير ..تستثمر بعض الوقائع التاريخية وتصب عليها قالب قصصي وسردي ..ورغم دور الرواية في اكمال اللوحة التاريخية كما تفضلت ..وجعل المادة التاريخية الجافة أكثر قابلية للهضم لدى القارئ ..فهنالك أيضا محاذير في إمكانية تبني القارئ لرؤية الكاتب حول الأحداث التاريخية المتناولة في الرواية ..مما قد يعرض الوقائع التاريخية للتشويه أو التشويش في ذهن المتلقي .

    والأمثلة كثيرة سواء كان في الروايات أو الأفلام التي تتناول وقائع تاريخية .

    تحياتي، وتشكر على المرور .
                  

11-23-2019, 09:47 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: الأستاذۃ آمنۃ مختار
    و البروفيسور عبدالرحمن ابراهيم
    و المتداخلين الكرام
    تحيۃ طيبۃ
    لأكثر من ست عقود عمد البعض عبثا علي اخفاء تضحيات و بطولات بعض الشعوب السودانيۃ بغرض تشويش حاضر الجزء الأكبر و التحكم في مستقبله

    ربما نحتاج الي بعض الوقت لتضمين التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ في المناهج الدراسيۃ التي مازالت تتحكم فيها نفس الفٸۃ لكن وجود كتب تاريخ موازيۃ للنسخ المزيفۃ في المكتبۃ السودانيۃ سيجبرها علي القبول بإطلاق أسر التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ
    للأسف هم لا يدرون ان التاريخ الحقيقي إضافۃ لجميع السودانيين و لن يكون خصما علي أحد غير الذين يبتغون إخفاء ضوء الشمس براحۃ اليد

    و قد ولي ذلك العهد الي غير رجعۃ

    العزيز دينق.
    فعلا ..لكل مكونات الوطن تاريخ يجب أن يحكى..
    فلو كانت كل هذه الشعوب وجدت نفسها وتاريخها في المناهج وكذلك وسائل الإعلام المختلفة ..لكان هذا الأمر معززا للهوية الوطنية .
    فدراسة التاريخ ليست أمرا عبثيا ورجعيا كما يظن البعض ..
    إنظروا أن نحن ..وأين الأمم التي تحتفي بتاريخها لتستمد منه زادا لحاضرها ومستقبلها ؟
                  

11-23-2019, 09:54 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)


    اللوحات بالطبع رسمها رسامون مرافقون للحملة .
    [IMG]http://www.m9c.net/uploads/15745421851.pnghttp://www.m9c.net/uploads/15745421851.png
    [/IMG]
    [IMG]http://www.m9c.net/uploads/15745421852.jpghttp://www.m9c.net/uploads/15745421852.jpg
    [/IMG]
                  

11-23-2019, 09:57 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    النصب التذكاري بتاماي ..

    بقلم: جعفر بامكار محمد

    التفاصيل نشر بتاريخ: 04 تشرين1/أكتوير 2012 الزيارات: 8870


    [email protected]
    في سبتمبر من عام 1998 قررت الحكومة الاتحادية الاحتفال بالذكرى المئوية لمعركة كررى ثم بعد ذلك تقرر توسيع الفكرة لتشمل كل الولايات على ان تحتفل كل ولاية بذكرى معركة من معارك المهدية التى وقعت على ارضها وهكذا أرسلت الحكومة الاتحادية تعليمات لكل ولايات السودان بهذا المعنى.
    1.    عندما استلم السيد ابو على مجذوب الوالي الاسبق للولاية هذا التوجيه عرضه على مجلس وزراء الولاية وتقرر التكليف لشخصى بتنفيذ هذه الفكرة نسبة لاهتمامي بمثل هذا النوع من المواضيع وكنت أعمل أميناً عاما للمجلس التشريعي بولاية البحر الاحمر وهكذا استدعانى الوالى وناقش معي الموضوع فاقترحت عليه بناء نصب تذكاري بموقع معركة تاماي على بعد أربعين كيلو متراً جنوب غرب سواكن عند سفوح جبال اركويت حيث مقابر اكثرمن اثنين الف من شهداء تلك المعركة وبعد ذلك اقترحت اقامة احتفال كبيربموقع ذلك النصب بشكل يليق باهمية وعظمة تلك المعركة التاريخية والتى كسر فيها المربع الانجليزي كما كانت سبباً في دفع شاعر الامبراطورية البريطانية روديارد كبلنج لتأليف قصيدته الرائعة – المقاتل البجاوي والتي يشيد فيها بشجاعة وبسالة الجندي السوداني. لقد وافق السيد الوالي على الفكرة وطلب منى تنفيذها على الفور. وهكذا اتصلت بأحد الفنيين المختصين ببناء هذا النوع من البناء فقام برسم النصب وتقدير تفاصيل المواد المطلوبة من حيث الكمية و النوع وقام السيد الوالي بالتصديق بالميزانية المطلوبة .
    بعد ذلك قمنا بشراء المواد من اسمنت وسيخ وخلافه واخترنا العدد المناسب من العمال واجرنا عربة نقل ووفرنا الزاد الكافي لمدة بقاءنا بتاماي وتوكلنا على الله وانتقلنا لسواكن واخترنا مرشداً لنا ليرشدنا لموقع معركة تاماي.
    عند وصولنا لموقع تاماي وجدنا ورأينا وذهلنا وعجبنا فقد وجدنا بالموقع نصباً تذكارياً يزيد ارتفاعه عن الخمسة عشرة متراً وهو مكون من قطعة واحدة منحوته من حجر القرانيت وحولها مقابر الشهداء. لقد سألنا الاهالي عن من اقام هذا النصب ومتى تمت اقامته فقالوا لنا لقد اقامه الانجليز منذ زمن أجدادنا ... أي منذ أكثر من مائة عام .
    لقد تم نقل هذا النصب من لندن مباشرة لموقع تاماي وكما نعلم فان حجر القرانيت حجر صلب لاتؤثر فيه عوامل الطبيعة من رياح وأمطار وحرارة ورطوبة وخلافه وان هذا النصب المهيب لايوجد له مثيل في السودان ويمكن ان يصمد لالاف السنين مثل جبال اركويت تماماً. لقد شعرت بالحرج والخجل ولكن عزيت نفسي بأنني لم أكن أعلم بوجود هذا النصب وان أحداً لم يخبرني بوجوده فلم يكتب عنه أحد من المؤرخين أو الكتاب ولم يصادفني أحد رآه. لقد صغرت جداً في عيني المواد التي أحضرتها معي من اسمنت وسيخ . ترى لو قدر لي أن أشيد نصباً بهذه المواد كما كانت سوف تصمد أمام عوامل الطبيعة!؟ ٍعشر سنوات ؟ عشرون عاما  ؟ أو ثلاثون عاما ؟ ماأتفه ماكنت سأفعله أمام عظمة هذا النصب القرانيتي الهائل الخالد الذي يقف شامخا وسط مقابر الشهداء بتاماي .
    ان الزمن  يتغير وهكذا كان الامر بتاماي يتغير الزمان ولكن مسرح عمليات المعركة لم يتغير.
    في اوربا هناك سياحة تاريخية هائلة تهتم بامكنة ومواقع ومسارح المعارك التاريخية التي وقعت باوربا عبر العصور ولكن للاسف الحس التاريخي  عندنا ضعيف جدا.
    من منا زار مواقع معركة التيب او كرري او شيكان او دبيكرات او القلابات أو ابي طليح او اي  موقع لاي معركة اخرى . ليت هذا النصب الفريد يجد اهتماما اكثر من الحكومة والجمهور وليته يكون رمزا لولايتنا بدلا من بوابة الجنرال كتشنر والذي هو في الاساس مهندس استحكامات عسكرية واستعماري عريق .
    لماذا نجعل من بوابته رمزا لولاية البحر الاحمر  .
                  

11-23-2019, 10:16 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    د أحمد الياس حسين:

    من هم أسلاف البجة؟ المِجا – البليم – البِجا 1

    التعرف على أصول السكان والوعي بالذات مسألة هامة وملحة خاصة في الظروف التي تعيشها بلادنا الآن، والتعرف على الأصول والوعى بالذات مسألة صعبة وشاقة تتطلب الكثير من الوقت والجهد وتضافر الجهود والمشاركة الجادة للآقلام المتخصصة وغير المتخصصة. وكنت قد قمت بمحاولة من قبل للتعرف على سكان السودان قبل دخول الاسلام والعرب إلى افريقيا، وتم نشر ذلك في كتاب بعنوان «السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية»، نشر الكتاب ووزع في نطاق محدود وآمل أن يرى النور في نشرة عامة. وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على سكان السودان منذ وصول العرب والاسلام إلى افريقيا وحتى قيام الممالك الاسلامية في السودان في القرن الخامس عشر الميلادي، أي قبل ظهور المسميات القبلية الحالية. وستعتمد الدراسة بدرجة أساسية على مصادر التراث العربي ألى جانب ما يتوفر من المصادر الأخرى مثل المصادر المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمصادر الآثارية السودانية، وسوف لن تستخدم الدراسة في هذه المرحلة التراث الشفاهى والمخطوط الذي تناول أصول القبائل في السودان لأن الفترة التي تتناولها الدراسة سابقة لظهور التراث.
    وهذا الجزء من الدراسة يهتم بمنطقة شرق السودان ويبدأ بمحاولة التعرف علي أسلاف قبائل البجة الحالية، ثم التعريف بأرض البجة ثم تتناول الدراسة قبائل البجة ومدنهم قبل القرن الخامس عشر الميلادى. وبالطبع فإن ذلك ليس بالأمر السهل دراسة ذلك نسبة لشح وندرة المعلومات والمصادر خاصة فيما يتعلق بالمناطق الجنوبية من أراضي البجة وسكانها. ويتوفر قدر معقول من المعلومات عن السكان على مناطق النيل والأجزاء الشمالية من بلاد البجة في المصادر القديمة يُمَكِّن من محاولة التعرف على أسلاف البجة الذين سكنوا على ساحل البحر الأحمر وعلى شواطئ النيل والمنطقة الواقعة بينهما.

    ولم تكن المنطقة الصحراوية الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بهذا الجفاف الذي يسودها اليوم، بل كانت إلى وقت قريب من بداية الحضارة المصرية تتمتع بقدر وافر من المطروالغطاء النباتي مكن السكان من القيام بدورهم الحضاري في المنطقة. والشعب الذي سكن هذه المنطقة ينتمي إلي السلالة الأصيلة التي كونت سكان وادي النيل منذ فجر تاريخه. وهنالك بعض الآراء التي ربطت أسلاف أولئك السكان بهجرات أتت من شبه الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد. وقد ناقشنا ذلك في الفصل الأول من كتاب الوعي بالذات وتأصيل الهوية وخلصنا إلى أن كل الدلائل التاريخية والآثارية وضحت أن سكان الصحارى الواقعة شرقي النيل ينتمون إلى السلالة التي كونت السكان الأصليين للمناطق الوسطى والشمالية لنهر النيل ولم يأتوا من الخارج.
    ومن المعروف في التاريخ أن سكان مناطق البجة الحالية عرفوا عند قدماء المصريين واليونانيين والرومان بأسماء متعددة، سنتناول ثلاثة فقط من تلك الأسماء التي اشتهرت في تلك الفترة والتي أطلقت على المجموعة المعروفة اليوم باسم البجة وهذه الأسماء هي: المِجَباري والتُرُجلُدايت والبليميين.
    المِجَباري
    المِجَباري هو الاسم الذي أطلقته المصادر القديمة على السكان الأصليين القدماء على الساحل الغربي للبحر الأحمروالذين تجولوا فى المناطق الشمالية ما بين البحر الأحمر ونهرالنيل. وقد امتدت مناطق استيطان هذه الفئة من مواطن البجة الحالية في السودان وحتى المنطقة الواقعة بين الأقصر والبحر الأحمر في الحدود المصرية الحالية شمالاً.
    وقد عرف المِجَباري قديما بالمازوي والمِجاي والمدجاي والمِجو والمِجا (Medjo و Medju و Medjay) وسنشير اليهم فيما يلي باسم المِجا لأنه أولاً الاسم الأقدم، ولأنه ثانياً الاسم الأخف في النطق والأقرب إلى الاسم الحالى «البجة».
    ولا خلاف بين المؤرخين أن المِجا الذي ورد ذكرهم في الآثار المصرية القديمة منذ الألف الثالث قبل الميلاد والذين عاشوا في الصحراء الواقعة إلي الشرق من إقليم واوات (العتباي) هم أسلاف البجة الحاليين. وقد اشتغل الكثير من المِجا في المهن المتصلة بالتعدين فقاموا بتأمين تلك الأنشطة بالحراسة والخفارة وتولوا مهمة الأتصال وربط مناطق التعدين بالمدن المطلة غلى النيل.
    وقد ساهم المجا بدور فاعل في النشاط التجاري عبر البحر الأحمر ونهر النيل، كما وضحت المصادر القديمة مساهمتهم في النشاط الدبلوماسي مع القوى التي تعاقبت على حكم مصر في ذلك الوقت. وظل اسم المِجا عَلماً على سكان الصحراء الشرقية للنيل حتى القرون الأخيرة السابقة للميلاد حيث بدأ ظهور اسمي التُرُجلُدايت والبليميين. فقد ذكر سترابو الذي نقل عن اراتوستين (Eratosthenes) في القرن الثالث قبل الميلاد أنه: «على جانبي الجزء الأسفل [الشمالي] من مروي على طول النيل في اتجاه البحر الأحمر يسكن المِجَباريون والبليميون، وهم تابعين للاثيوبين [يقصد المرويين] ويجاورون المصريين. وعلى ساحل البحر يسكن التُرُجلُدايت.» وهكذا أصبح سكان منطقة البجا يعرفون بثلاث أسماء: المِجا والتُرُجلُدايت والبليميون.
    وسيتضح فيما يلي أن البليمين كانوا يتركزون على مناطق النيل والمِجا يتركزون في المناطق الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بجوار التُرُجلُدايت. وعند حديثه عن التُرُجلُدايت قارن سترابو بين اسلحتهم وأسلحة المِجا، فذكر أن عِصي المِجا تنتهي بمقابض من حديد وأنهم يستخدمون في قتالهم الحراب والدرق المصنوع من الجلد غير المدبوغ، بينما يستخدم الآخرون الحراب والسهم والنشاب.
    التُرُجلُدايت
    أصل كلمة التُرُجلُدايت Troglodyte يوناني استخدمها الكتاب اليونانيين لوصف سكان الكهوف في كثير من بقاع العالم كما في حوض الدانوب والقوقاز وافريقيا. وفي افريقيا ذكرت المصادر الكلاسيكية وجود التُرُجلُدايت في تونس وليبيا وأعالي النيل والبحر الأحمر
    وقد جعلت دائرة المعارف encyclopedia.or تُرُجلُدايت البحرالأحمر من أشهر هذه المجموعات، ربما لنشاطهم السياسي والتجاري على سواحل البحر الأحمر السودانية. فقد أطلق بليني على ساحل البحر الأحمر «ساحل التُرُجلُدايت» وذكر إنهم كانوا نشطين في تجارة اللبان في مواني البحر الأحمر
    وكما ذكرنا فإن سكان منطقة ما بين النيل والبحر الأحمر قد عرفوا في المصادر اليونانية والرومانية بالتُرُجلُدايت والِمَجا والبليميون. وقد استخدمت هذه الأسماء أحيانا للاشارة إلى سكان منطقة بعينها في بلاد البجة الحالية وأحيانا استخدمت كمترادفات للدلالة على سكان كل المنطقة، ويرى الباحثون ؟ مثل محمد ابراهيم بكر: تاريخ السودان القديم ص 46و 81 وماكمايكل: تاريخ العرب في السودان ج 1 ص 38 – أن هذه الجماعات هي نفسها التي أطلقت عليها المصادر العربية فيما بعد اسم البجة
    ومن أقدم النصوص عن التُرُجلُدايت ما جاء في الآثار المصرية القديمة التي ترجع إلى الاسرة السادسة والعشرين في عصر الفرعون نكاو الثاني Necho II (610-595 ق.م.) الذي كان شديد الاهتمام بتجارة البحر الأحمر لدرجة فكر فيها بحفر قناة تربط النيل بالبحر الأحمر وشرع بالفعل في تنفيذ الفكرة.
    وورد في النصوص القديمة والتي جمعها Eide وآخرون ونشرتها جامعة بيرقن عن منطقة النوبة بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي أن الملك نكاو الثاني أرسل حملة نيلية ضد التُرُجلُدايت. ويبدو أن التُرُجلُدايت كانوا منتشرين على مناطق صعيد مصر الأعلى بين النيل والبحر الأحمر، وربما كانت تلك الحملة ضد التُرُجلُدايت على إحدى الطرق الرابطة بين النيل ؟ من منطقة الأقصر – والبحر الأحمر أو قد تكون الحملة مرسلة مباشرة من الصعيد إلى سواحل البحر الأحمر.
    وقد ساهم التُرُجلُدايت في النشاط التجاري على سواحل البحر الأحمر. وتشير الوثائق إلى علاقاتهم المباشرة مع دولة البطالمة بمصر، فقد ذكر بلوتارخ «أن الملكة كليوباترة السابعة لم تكن تحتاج إلى مترجمين عندما يخاطبها مناديب الشعوب المجاورة لمملكتها مثل مناديب الاثيوبيين والتُرُجلُدايت واليهود والسوريين والميديين.»
    ويدل ذلك على أن التُرُجلُدايت كانت لهم كيانات سياسية متطورة مكنتهم من تنظيم نشاطهم التجاري وعلاقاتهم الخارجية، ورغم أنه لم يرد ذكر لمملكة ترجلوداتية في الصحراء الشرقية أوالبحر الأحمر في المصادر اليونانية الرومانية ؟ كما حدث للبلبميين – إلا أن قيام مثل ذلك الكيان السياسي يعتبر أمراً لا بد منه خاصة إذا كانت للتروجلودايت علاقات خارجية مثل تلك التي كانت مع البطالمة.
    البليميون
    البليميون هو الاسم الذي أطلقته الآثار الفرعونية والكوشية والمصادر اليونانية والرومانية على سكان منطقة النيل الواقعة جنوبي أسوان. وقد دلت نتائج الأبحاث الجديدة مثل أعمال كلايدي ونترز عالم اللغة المروية المشهور والذي نشر نص نقش كلابشة المروي وهانس بَرنارد الذي اعتمد على الآثار والوثائق التي جمعت عن منطقة شمال السودان ما بين القرنين الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي ونشرتها جامعة بيرقن ووثائق الجبلين المنشورة في كتاب مصطفى محمد مسعد «الاسلام والنوبة في العصور الوسطى» في الملحق رقم 3 وغيرها من المصادر الكلاسيكية التي أرجعت وجود البليميين إلى القرون السابقة للميلاد أمدتنا ببعض المعلومات عنهم حتى القرن السادس الميلادي.
    وقد ربط الباحثون بين البليميين والمِجا مما يرجح أنهم كانو عائشين معا في نفس المنطقة أو ربما كان وجود البليميين أكثر تركيزاً على منطقة النيل والمِجا تجاه البحر الآحمر. فالآثار وضحت أن البليميين دخلوا منطقة النيل جنوبي أسوان في القرن السابع ق.م.، وأن اسمهم بدأ يتردد منذ القرن السادس قبل الميلاد في الاثار المصرية والكوشية.
    وتوضح السجلات المروية أن البليميين قد استقروا منذ القرن الخامس قبل الميلاد على طول المنطقة الواقعة من اسوان حتى منطقة دنقلا في خلال القرون التي سبقت احتلال الرومان مصر في نهاية القرن الأول قبل الميلاد. وذكرت المصادر اليونانية السابقة للميلاد (انظر Mac Michael, A History of the Arabs In the Sudan vol.1 p 3) أن المناطق الواقعة حول أسوان هي مواطن البليميين الرئيسة، ويمتدون جنوبا وشرقا نحو حدود اكسوم وميناء أدولس على البحر الأحمر. وهذا الوصف يتطابق مع مواطن البجة الحالية.
    فالمصادر القديمة – السابقة للميلاد- تناولت كل سكان المنطقة المعروفة الآن ببلاد البجة تحت اسم البليميين مما يؤكد أن شعوب هذه المنطقة أُشير إليها في المصادر القديمة مرة تحت اسم البليميين وأخرى تحت اسم المِجا ومرة أخرى تحت اسم التُرُجلُدايت. وقد ذكر ماكمايكل (نفس المكان السابق) أن الكتاب المسيحيين المبكرين أطلقوا اسم البليميين على البجة.
    ويبدو أن استقرار البليميين في القرون السابقة للميلاد قد ازداد في منطقة جنوبي اسوان، حتى شيد ملك مروي أركاماني (206-186 ق.م.) معبدا في كلابشة لإلاههم مندوليس. ويعتقد كثير من المؤرخين «أن البليميين كانوا السكان الأساسيين الذين عاشوا في الجزء الأكبر من النوبة السفلى [جنوب اسوان] في القرن الميلادي الأول.» ولم يكن استقرار وامتزاج البليميين بالسكان السابقين في جنوبي أسوان فقط، بل توضح الآثار الراجعة إلى فترة ما قبل الميلاد أن استقرارهم امتد شمالاً في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    لم يتردد ذكر البليميين كثيراً في مصادر القرنين الميلاديين الأول والثاني كما يتضح من النصوص التي جمعها بَرنارد والتي أشرنا إليها سابقاً.، بعكس القرون التالية – من الثالث وحتى السادس الميلادي – والتي شهدت لهم حضوراً دائما ومؤثراً على الأحداث في مصر والسودان. فقد كانت دولة مروي ؟ التي كان البليميون جزءاً منها – على رأس الأحداث فى المنطقة، وقادت الصراع مع الرومان. فقد احتلت مملكة مروي المناطق الشمالية بعد نهاية حكم البطالمة، وهي المناطق التي شرع الرومان منذ دخولهم مصر في التوسع عليها.
    مملكة البليميين
    ازداد عدد البليميين منذ القرن الأول الميلادي كما ذكر المؤرخون. ويبدو أنهم أصبحوا القوة الرئيسة بين الزعامات المحلية وتشربوا بالثقافة المروية. ويرى البعض أن فخار منتصف القرن الثالث الميلادي في كلابشة قد يكون من عمل البليميين الذين تثقفوا وكتبوا نقوشاً مروية واغريقية عثر عليها في معبد كلابشة. وهكذا تهيأ البليميون منذ منتصف القرن الثالث الميلادي للقيام بدورهم القيادي في المنطقة.
    نقل مصطفى محمد مسعد عن مصادره في كتابه (الاسلام والنوبة في العصور الوسطى ص 29) أن العلاقات ساءت بين البليميين والرومان، وبدأ البليميون هجومهم على الرومان عام 250م. وفي نفس الوقت ورد في نص عثر عليه في جزيرة فيلة بجوار أسوان أن الملك المروي تقردماني Teqeridamani 246-266م أرسل سفارة إلى الأمبراطور الروماني حاملاً إليه الهدايا. ويذكر ترمنجهام في كتابه (Islam in the Sudan ص (44 أن تلك السفارة كانت بقيادة أمير بليمي يدعى Pa-smun Ibn Paesi ويصف الأمير نفسه بأنه السفير العظيم إلى روما. والبحث عن سبب السفارة أو سبب إعتداءات البليميين على الرومان يتطلب المزيد من البحث، ولكن لا يبدو وجيهاً أن يكون سبب السفارة ؟كما يرى البعض – طلب مملكة مروي المساعدة من الرومان الذين أثبتت الوثائق اضطراب الأوضاع في مناطق حدودهم مع مروي.
    وتحالف البليميون مع زنوبيا (الزباء) ملكة (تدمر) في سوريا عندما هاجمت الرومان في مصر. وتحرك الرومان سريعا فهزموا قوات زنوبيا وقضوا على الثوار في طيبة وهزموا البليميين وأجلوهم إلى ما وراء أسوان. غير أن البليميين عاودوا واحتلوا بين مدينتي Coptos and Ptolemais في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وبعد نحو عقدين من السفارة المروية البليمية للبيزنطيين انهارت مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي، و يبدو أن مولد مملكة البليميين المستقلة قد بدأ بذلك الحدث. فكما رأينا من تسلسل الأحداث منذ القرن الثالث الميلادي أصبح البلبميون هم القوة المهيمنة علي حدود مروي الشمالية، وكان من الطبيعي أن يكونوا ورثتها في الحكم على الأقل في مناطق نفوذهم في الشمال. ولم يصبح البليميون – كما ذكر بعض المؤرخين – جنرالات النهر فقط بل اعترف بهم كحكام يديرون شؤون بلادهم بحرية تامة.
    ويبدو أن البليميين قد بدأوا بسط نفوذهم في المنطقة حتى سواحل البحر الأحمر، لأن إحدي الوثائق الرومانية تحدثت عن تعرض بعض القواعد الرومانية على البحر الأحمرلغارة من سفن البليميين عام 378 م. وربما بدأ إسم البليميين ينتشر بعد امتداد نفوذهم شرقاً فأطلق الرومان إسمهم على سكان منطقة التُرُجلُدايت. وقد يؤيد ذلك أيضا ما تردد في المصادر عن ترادف استخدام البيليميين والمِجا والتُرُجلُدايت.
    وقام البليميون في عام 429 م بغارات على منطقة طيبة والواحة الخارجة التي كانت مركزاً رومانياً يطل على حدودهم الصحراوية، ونهبوا الواحة وأسروا بعض سكانها ومن بينهم نسطورس القس المسيحي المشهور الذي كان الرومان قد نفوه هنالك. ولكن أطلق البليميون سراح القس بعد مفاوضات مع قبيلة mazici الأمازيغ الصحراية (ربما طوارق اليوم المعروفين باسم Imashagh). وكانت هذه القبيلة ؟ كما ذكر مصطفى محمد مسعد ص 7- تتجول في الصحراء حتى المنطقة الواقعة بين أسوان والواحة الخارجة.
    وكان انتشار المسيحية قد بدأ في مصر في زمن مبكر، لكن القرن الرابع الميلادي شهد تحولاً كبيراً في العالم المسيحي عندما أظهر الامبراطور قنسطنطين الأكبر (313 ؟ 337) ميله للمسيحية، وانتهى اضطهاد وتعذيب المسيحيين وتمتعت المسيحية برعاية الدولة. وساهمت الاسكندرية ؟ كأحد أهم المراكز المسيحية ؟ في نشر تطور الفكر المسيحي المبكر. وكان من أكبر انجازاتها نشر المسيحية في الحبشة في عهد الامبراطور قنسطنطين الأكبر
    وكانت المسيحية منذ وقت مبكر قد بدأت تنتشر في صعيد مصر وتحولت الكثير من المعابد إلى كنائس في اقليم طيبة، كما تم إنشاء عدد من الكنائس. وفي القرن الرابع الميلادي أُسست أسقفية في فيلة. كما انتشرت المسيحية في اكسوم شرقاً وفي واحات الصحراء الغربية مثل الواح الخارجة. أما في شمال السودان وشرقه المتاخم للحدود المصرية فقد تأخر انشار المسيحية بالمقارنة إلى انتشارها في اقليم طيبة واكسوم والواحات، ربما يرجع السبب إلى الاضطرابات التي عاشها الإقليم منذ بداية الحكم الروماني لمصر.
    وتشير بعض الدلائل على أن الدعوة المسيحية قد بدأت تتسرب إلى مناطق البليميين والنوباديين منذ القرن الرابع، غير أنها لم تنتشر سريعاً فى السودان في القرون المبكرة. ويبدو أن قوة النوباديين قد نمت في المنطقة إلى جانب البليميين وأسس سلكو مملكته منذ عام 530م. إلا أن إحدى الوثائق اليونانية (535-537 م) وضحت أن البليميين والنوباديين كانوا لايزالوان حلفاء. غير أن نشاط البعثات التبشيرية وصلات البيزنطيين بالنوباديين قد حول موقفهم المعادي للوثنية، بينما واصل البليميون سياستهم المعادية للمسيحية. وكان ذلك إيذاناً بنهاية الود والتحالف بين البليميين والنوباديين وبداية الصراع الذي أدى إلى نهاية مملكة البليميين كما تقول المراجع.
    وما توفر من معلومات عن البليميين يشير إلى حقيقتين هامتين: الأولي أن البليميين أصبحوا قبل انهيار مروي بوقت طويل سادة المنطقة وجنرالات النهر، وثانيا يؤكد ذلك تطور نظام حكمهم مما يجعل قيام مملكتهم ؟ تحت ظل المرويين ؟ أمراً مقبولاً. هذه الدلائل تشير إلى أنه من المقبول جدّاً أن يسعى البليميون إلى وراثة مملكة مروي بعد سقوطها. ويزيد ذلك تأكيداً نقش كلابشة الذي تضمن في موضعين الاشارة إلى كونهم ورثة مروي.
    فقد جمع بَرنارد نحو 73 نصا عن البليميين والمِجا والتُرُجلُدايت والبجة ما بين القرن السابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي. وبلغ عدد النصوص التي ذَكرت البليميين بالاسم مباشرة أوالتي تضمنت الإشارة اليهم 47 نصاًّ. ويشبر ذلك إلى أن البليميين كانوا القوة المسيطرة في المنطقة وأن اسمهم أصبح أكثر انتشاراً في الوثائق والآثارمن أسماء أبنا عمومتهم المِجا والتُرُجلُدايت، وأصبح علماً عليها في بعض الأحيان. أما اسم البجة فقد اشتهركعلمٍ على كل المجموعات الأخرى منذ القرن السابع الميلادي.
    ومن بين السبعة والأربعين نصاّ جاءت سبعة منها قبل القرن الثالث الميلادي. وبلغت النصوص في القرن الثالث ثمانية نصوص، وفي القرنين الرابع والخامس عشرين نصا، وفي القرن السادس اثنتا عشر نصا. ويدل ذلك بوضوح أن البليميين كانوا موجودين في المنطقة منذ القرن السابع قبل الميلاد إلا أن قوتهم برزت منذ القرن الثالث الميلادي، وأصبحوا عنصرا فاعلا في أحداث كل المنطقة الواقعة ما بين الواح الخارجة غربا والبحر الآحمر شرقاً حيث امتدت غاراتهم في القرون التالية حتي أطراف البحر الأحمرالشمالية. أما في الشمال فرغم كون حدودهم في أسوان إلا أن امتداد نفوذهم تعدى ذلك في القرون التالية إلى منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وقد بلغت نصوص القرنين الثالث والرابع الميلادين عشرين نصاّ الأمر الذي يوضح ازدياد نفوذ البليميين في المنطقة. وقد رجحنا فيما سبق قيام مملكة البليميين المستقلة داخل مملكة مروي في القرن الرابع الميلادي، ولعل ما ورد عن ملوك البليميين يؤيد ذلك. فقد وردت اسماء ستة ملوك بليميين فيما جمعه بَرنارد من نصوص، ثلاث منهم قدرت تواريخ حكمهم في القرن الخامس الميلادي والثلاث الباقين في القرن السادس.
    والوثائق الأخرى المرتبطة بالبليميين هي ثلاث وثائق مكتوبة على جلد غزال باللغة اليونانية عثر عليها فلاح مصري في منطقة الجبلين على بعد 25 ميل حنوب مدينة الأقصر. وقد ترجمها إلى الانجليزية كيراون وإمِري، ونقلها إلى العربية وضمنها كملاحق مصطفى محمد مسعد في كتابه الاسلام والنوبة تحت عنوان «الوثائق الدالة على استقرار البليميين في منطقة طيبة»
    الوثيقة الأولى جاءت ترجمتها عند الآتي:
    «أنا شاراشن ملك البليميين، أكتب إلى أولادي شاراشن وشاراتكور وشاراهيت، أنه طبقاً لأمري هذا قد منحتكم حكم الجزيرة المعروفة باسم تناري، وألا يقف في سبيلكم أحد، وإذا أثار الرومان مشاكل وامتنعوا عن دفع الأتاوة العادية لكم فإنه لا الفيلارك ولا الهيبوتيرانوس يمنعانكم من إرغام الرومان على دفع العطايا العادية عن جزيرتي.»
    «شاراشن الملك، تنتكنا: أمير القصر ؟ شاهد، كتبه سانسانوس في اليوم الرابع والعشرين من شهر …..»
    وهنالك وثيقة أخرى ؟ رقم أربعة – ذكرها بَرناد clause no. 339، وهي عبارة عن أمر ملكي أصدره الملك باراخيا (Barakhia) إلى صوفيا يشير إلى وضعها أو إقامتها في مكان ما، وقد ورد أن هذا الملك خلف الملك خاراخِن – أو شاراشن كما كتبه مسعد – في الحكم.
    فنحن أمام أربعة نصوص تتعلق كلها بحكم البليميين منطقة في صعيد مصر. وتسوق هذة الوثائق العديد من الأسئلة مثل: ما هي علاقة البليميين بصعيد مصر أو إقليم طيبة؟ وإلى أى مدى امتد نفوذ البليميين على صعيد مصر؟ هل حكم البليميون مناطق أخرى غير جزيرة تناري ولم يصل إلينا ما يوضح ذلك؟ ومتى حكم البليميون جزيرة تناري؟ وقد حاولنا الاجابة على بعض هذه الاسئلة في كتاب الوعي بالذات، ولكن تظل مثل هذه الأسئلة في انتظار المزيد من البحث والتقصي. والذي يثير الانتباه ويتطلب البحث الجاد هو ارتباط ووجود البليميين الواضح – عندما دخل المسلمون مصر – بإقليم طيبة الذي يقع ما بين منطقة الأقصر الحالية وأسوان.
    وكما وضحنا أعلاه فإن البلميين تمركزوا على النيل والمِجِا تمركزوا في الصحراء الشرقية وهم السلالة التي أطلقت عليها المصادر العربية اسم «البجة». ويبدو أن اسم البليميين قد بدأ في الانحسار في القرنين اللذين تليا دخول المسلمين مصر وانحصر في مناطق محدودة في بلاد النوبة. فقد أشار إليهم الجغرافي العربي المشهور الادريسس الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي إلى قبيلة قوية بجوار النوبة تعرف بالبليين، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً. وفي نفس الوقت يبدو أن استخدام اسم «المِجا» سكان ساحل البحر الأحمروالصحراء الشرقية قد ساد وفظهر في المؤلفات العربية «البجة».




    [IMG]http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpg
    [/IMG][IMG]http://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpg
    [/IMG]
                  

11-23-2019, 10:17 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    (عدل بواسطة AMNA MUKHTAR on 01-14-2020, 11:57 PM)

                  

11-24-2019, 07:51 AM

Abdullah Idrees
<aAbdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    هنالك جانب من حياة عثمان دقنة لم تتطرق له كتبنا او حتى حكاوينا وقد تطرق له جاكسون كاتب سيرة دقنة
    وهو "نجومية عثمان دقنة" واقصد النجومية بمعناها الحرفي.
    عندما قامت الثورة المهدية كانت بريطانيا تعيش اخر ايام العصر الفيكتوري برومانسيته التي تقدس الابطال
    حتى ولو كانوا اعداء. ذكر جاكسون ان عثمان دقنة كان اشهر من المهدي والخليفة عبدالله في انجلترا لدرجة
    انه اصبح Household name بحسب تعبيره اي ان اسمه اصبح على كل لسان ، كانت اخبار معاركه في
    انجلترا تصل بالتفاصيل. وعندما تم اسره عاملوه باحترام كبير جدا حتى سجنه كان مختلفا اذ فرضت عليه
    اقامة جبرية في منزل منفصل وكان يعامل معاملة مختلفة لدرجة انهم سمحوا له بأداء الحج برفقة ضابط
    بريطاني.
                  

12-07-2019, 00:26 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

                  

12-07-2019, 00:56 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)



    البجا البلميين
    البلموش

    #توريخ

    ‏#عماد_حرزاوي

    (بلموش) هو لقب باللغة المروية يعادل اللقب (با مر مشع ن با مو) باللغة الهيروغليفية كما يعادل اللقب (استراتيجوس) باللغة اليونانية ويعني جنرال (فريق او لواء بالرتب العسكرية الحالية).

    البلموش هم جنرالات كوشيين ظهروا في فترة كوش المروية المتأخرة في نهايات القرن الأول قبل الميلاد وإنحصر عملهم فيما يسمي تاريخيا بمنطقة النوبة المروية الرومانية وهي منطقة جنوب مصر من أسوان الي المحرقة حيث كانت هذه المنطقة ذات ادارة مشتركة بين الكوشيين والرومان عقب اتفاقية الصلح التي وقعتها الكنداكة (أماني ريناس) مع القيصر الروماني (أوكتافيوس أغسطس) سنة 23 ق.م التي ذكرناها بالتفصيل في بوست سابق ولكن تمدد عملهم لاحقا فوصل حتي العاصمة الكوشية الثانية مروي (شندي حاليا).

    البلموش هؤلاء ينقسمون لأربعة اقسام:-

    1-‏ بلموش لخ: ويعني الجنرال الأعظم وليس هناك بين موثوقة توضح مهمته لكن من اسمه يعني انه اعلي رتبة في البلموش.

    2-‏ بلموش بدويتي: ويعني الجنرال المقيم في العاصمة الكوشية الثانية مروي وهي شندي حاليا.

    3-‏ بلموش اتو ليس: ويعني جنرال النهر ومهمته متعلقة بالأنشطة العسكرية الخاصة بالنقل النهري.

    4-‏ بلومش ادب ليس: ويعني جنرال الصحراء ومهمته متعلقة بالأنشطة العسكرية الخاصة بالنقل البري.

    هؤلاء البلموش كانوا يعدون ثاني طبقة لها نفوذ إقليمي وفقا للفيدرالية الكوشية في فترة مروي بعد البشتوات (حكام الأقاليم) الذين ذكرناهم في بوست سابق ايضا وكانت مهمتهم متعلقة بالتعاون العسكري المشترك بين القوات العسكرية الكوشية والرومانية في منطقة الهدنة (منطقة المحرقة) التي ذكرناها آنفا وفي حماية النقل النهري عبر النيل والنقل البري عبر الطرق الصحراوية في دولة كوش.

    كان للبلموش علاقات مصاهرة مع البشتوات حكام الأقاليم اتاحت لبعضهم الوصول لمنصب بشتو ذاته كما كانت لهم علاقات قوية بالملوك الكوشيين اتاحت لهم ان يصلوا لمناصب عليا مثل وكيل ممتلكات إيزيس ورئيس كهنة الطقوس لدي ملك كوش وخبير فلكي.

    ساهم البلموش هؤلاء مساهمة فعالة في ازدهار الأقاليم الشمالية لكوش (جنوب مصر وشمال السودان حاليا) بالإشتراك مع البشتو الذين ذكرنا مساهمتهم الفعالة كذلك في بوست سابق ايضا ونالوا نفس الدرجة العالية في المجتمع الكوشي في تلك الأقاليم للبشتو‎ ‎بحيث اضحي كل من له صلة بهم من السكان العاديين يكتب في شواهد قبور اقربائه المتوفين قرابته بالبلموش بنفس الطريقة التي كانوا يكتبون بها صلة قرابتهم بالبشتو كما ذكرناه سابقا في بوست البشتو.

    من البلموش الذين وجدت لهم بينات آثارية موثوقة نجد بلموش لخ، اي الجنرال الأعظم (خالومي). وبلموش بدوي تي، اي الجنرال في مروي (مكلتمويي). وبلموش اتو ليس، اي جنرال النهر ( ويكي بن حر نخت يوتف) وكان رئيس كهنة الطقوس لدي ملك كوش وخبير فلكي. و(أماني تواوي). و(قرنيي بن ويكي الأول). و(ويكي الثاني بن أماني تواوي) وكان وكيل ممتلكات إيزيس. و(بكمتي بن قرنيي) والأخير هذا وصل لمنصب البشتو.

    يفترض البعض ان البلموش هؤلاء تحولوا فيما بعد الي اسم (البلميين) وهو اسم مرادف للجزء من البجة الذي كان يعيش علي ضفتي النيل في شمال السودان وجنوب مصر وطردهم النوباد حينما استولوا علي جنوب مصر في القرن السادس ميلادي‎ ‎وهو افتراض لا بأس به ، كذلك وكما ذكرنا اعلاه ان احدي تقسيمات البلموش هو (بلموش بدوي تي) اي جنرال في مروي وهي شندي حاليا والمتمة طبعا هي قرينة شندي بالضفة الغربية للنيل.

    استمر عمل البلموش هؤلاء الي حين انهيار كوش في القرن الرابع الميلادي وإنقسامها الي ثلاثة ممالك مستقلة هي نوباتيا والمغرة وعلوة.

    الباحث عماد حرزاوي .
                  

12-07-2019, 06:53 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    مملكة البليميين
    ازداد عدد البليميين منذ القرن الأول الميلادي كما ذكر المؤرخون. ويبدو أنهم أصبحوا القوة الرئيسة بين الزعامات المحلية وتشربوا بالثقافة المروية. ويرى البعض أن فخار منتصف القرن الثالث الميلادي في كلابشة قد يكون من عمل البليميين الذين تثقفوا وكتبوا نقوشاً مروية واغريقية عثر عليها في معبد كلابشة. وهكذا تهيأ البليميون منذ منتصف القرن الثالث الميلادي للقيام بدورهم القيادي في المنطقة.
    نقل مصطفى محمد مسعد عن مصادره في كتابه (الاسلام والنوبة في العصور الوسطى ص 29) أن العلاقات ساءت بين البليميين والرومان، وبدأ البليميون هجومهم على الرومان عام 250م. وفي نفس الوقت ورد في نص عثر عليه في جزيرة فيلة بجوار أسوان أن الملك المروي تقردماني Teqeridamani 246-266م أرسل سفارة إلى الأمبراطور الروماني حاملاً إليه الهدايا. ويذكر ترمنجهام في كتابه (Islam in the Sudan ص (44 أن تلك السفارة كانت بقيادة أمير بليمي يدعى Pa-smun Ibn Paesi ويصف الأمير نفسه بأنه السفير العظيم إلى روما. والبحث عن سبب السفارة أو سبب إعتداءات البليميين على الرومان يتطلب المزيد من البحث، ولكن لا يبدو وجيهاً أن يكون سبب السفارة ؟كما يرى البعض – طلب مملكة مروي المساعدة من الرومان الذين أثبتت الوثائق اضطراب الأوضاع في مناطق حدودهم مع مروي.
    وتحالف البليميون مع زنوبيا (الزباء) ملكة (تدمر) في سوريا عندما هاجمت الرومان في مصر. وتحرك الرومان سريعا فهزموا قوات زنوبيا وقضوا على الثوار في طيبة وهزموا البليميين وأجلوهم إلى ما وراء أسوان. غير أن البليميين عاودوا واحتلوا بين مدينتي Coptos and Ptolemais في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وبعد نحو عقدين من السفارة المروية البليمية للبيزنطيين انهارت مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي، و يبدو أن مولد مملكة البليميين المستقلة قد بدأ بذلك الحدث. فكما رأينا من تسلسل الأحداث منذ القرن الثالث الميلادي أصبح البلبميون هم القوة المهيمنة علي حدود مروي الشمالية، وكان من الطبيعي أن يكونوا ورثتها في الحكم على الأقل في مناطق نفوذهم في الشمال. ولم يصبح البليميون – كما ذكر بعض المؤرخين – جنرالات النهر فقط بل اعترف بهم كحكام يديرون شؤون بلادهم بحرية تامة.
    ويبدو أن البليميين قد بدأوا بسط نفوذهم في المنطقة حتى سواحل البحر الأحمر، لأن إحدي الوثائق الرومانية تحدثت عن تعرض بعض القواعد الرومانية على البحر الأحمرلغارة من سفن البليميين عام 378 م. وربما بدأ إسم البليميين ينتشر بعد امتداد نفوذهم شرقاً فأطلق الرومان إسمهم على سكان منطقة التُرُجلُدايت. وقد يؤيد ذلك أيضا ما تردد في المصادر عن ترادف استخدام البيليميين والمِجا والتُرُجلُدايت.
    وقام البليميون في عام 429 م بغارات على منطقة طيبة والواحة الخارجة التي كانت مركزاً رومانياً يطل على حدودهم الصحراوية، ونهبوا الواحة وأسروا بعض سكانها ومن بينهم نسطورس القس المسيحي المشهور الذي كان الرومان قد نفوه هنالك. ولكن أطلق البليميون سراح القس بعد مفاوضات مع قبيلة mazici الأمازيغ الصحراية (ربما طوارق اليوم المعروفين باسم Imashagh). وكانت هذه القبيلة ؟ كما ذكر مصطفى محمد مسعد ص 7- تتجول في الصحراء حتى المنطقة الواقعة بين أسوان والواحة الخارجة.
    وكان انتشار المسيحية قد بدأ في مصر في زمن مبكر، لكن القرن الرابع الميلادي شهد تحولاً كبيراً في العالم المسيحي عندما أظهر الامبراطور قنسطنطين الأكبر (313 ؟ 337) ميله للمسيحية، وانتهى اضطهاد وتعذيب المسيحيين وتمتعت المسيحية برعاية الدولة. وساهمت الاسكندرية ؟ كأحد أهم المراكز المسيحية ؟ في نشر تطور الفكر المسيحي المبكر. وكان من أكبر انجازاتها نشر المسيحية في الحبشة في عهد الامبراطور قنسطنطين الأكبر
    وكانت المسيحية منذ وقت مبكر قد بدأت تنتشر في صعيد مصر وتحولت الكثير من المعابد إلى كنائس في اقليم طيبة، كما تم إنشاء عدد من الكنائس. وفي القرن الرابع الميلادي أُسست أسقفية في فيلة. كما انتشرت المسيحية في اكسوم شرقاً وفي واحات الصحراء الغربية مثل الواح الخارجة. أما في شمال السودان وشرقه المتاخم للحدود المصرية فقد تأخر انشار المسيحية بالمقارنة إلى انتشارها في اقليم طيبة واكسوم والواحات، ربما يرجع السبب إلى الاضطرابات التي عاشها الإقليم منذ بداية الحكم الروماني لمصر.
    وتشير بعض الدلائل على أن الدعوة المسيحية قد بدأت تتسرب إلى مناطق البليميين والنوباديين منذ القرن الرابع، غير أنها لم تنتشر سريعاً فى السودان في القرون المبكرة. ويبدو أن قوة النوباديين قد نمت في المنطقة إلى جانب البليميين وأسس سلكو مملكته منذ عام 530م. إلا أن إحدى الوثائق اليونانية (535-537 م) وضحت أن البليميين والنوباديين كانوا لايزالوان حلفاء. غير أن نشاط البعثات التبشيرية وصلات البيزنطيين بالنوباديين قد حول موقفهم المعادي للوثنية، بينما واصل البليميون سياستهم المعادية للمسيحية. وكان ذلك إيذاناً بنهاية الود والتحالف بين البليميين والنوباديين وبداية الصراع الذي أدى إلى نهاية مملكة البليميين كما تقول المراجع.
    وما توفر من معلومات عن البليميين يشير إلى حقيقتين هامتين: الأولي أن البليميين أصبحوا قبل انهيار مروي بوقت طويل سادة المنطقة وجنرالات النهر، وثانيا يؤكد ذلك تطور نظام حكمهم مما يجعل قيام مملكتهم ؟ تحت ظل المرويين ؟ أمراً مقبولاً. هذه الدلائل تشير إلى أنه من المقبول جدّاً أن يسعى البليميون إلى وراثة مملكة مروي بعد سقوطها. ويزيد ذلك تأكيداً نقش كلابشة الذي تضمن في موضعين الاشارة إلى كونهم ورثة مروي.
    فقد جمع بَرنارد نحو 73 نصا عن البليميين والمِجا والتُرُجلُدايت والبجة ما بين القرن السابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي. وبلغ عدد النصوص التي ذَكرت البليميين بالاسم مباشرة أوالتي تضمنت الإشارة اليهم 47 نصاًّ. ويشبر ذلك إلى أن البليميين كانوا القوة المسيطرة في المنطقة وأن اسمهم أصبح أكثر انتشاراً في الوثائق والآثارمن أسماء أبنا عمومتهم المِجا والتُرُجلُدايت، وأصبح علماً عليها في بعض الأحيان. أما اسم البجة فقد اشتهركعلمٍ على كل المجموعات الأخرى منذ القرن السابع الميلادي.
    ومن بين السبعة والأربعين نصاّ جاءت سبعة منها قبل القرن الثالث الميلادي. وبلغت النصوص في القرن الثالث ثمانية نصوص، وفي القرنين الرابع والخامس عشرين نصا، وفي القرن السادس اثنتا عشر نصا. ويدل ذلك بوضوح أن البليميين كانوا موجودين في المنطقة منذ القرن السابع قبل الميلاد إلا أن قوتهم برزت منذ القرن الثالث الميلادي، وأصبحوا عنصرا فاعلا في أحداث كل المنطقة الواقعة ما بين الواح الخارجة غربا والبحر الآحمر شرقاً حيث امتدت غاراتهم في القرون التالية حتي أطراف البحر الأحمرالشمالية. أما في الشمال فرغم كون حدودهم في أسوان إلا أن امتداد نفوذهم تعدى ذلك في القرون التالية إلى منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وقد بلغت نصوص القرنين الثالث والرابع الميلادين عشرين نصاّ الأمر الذي يوضح ازدياد نفوذ البليميين في المنطقة. وقد رجحنا فيما سبق قيام مملكة البليميين المستقلة داخل مملكة مروي في القرن الرابع الميلادي، ولعل ما ورد عن ملوك البليميين يؤيد ذلك. فقد وردت اسماء ستة ملوك بليميين فيما جمعه بَرنارد من نصوص، ثلاث منهم قدرت تواريخ حكمهم في القرن الخامس الميلادي والثلاث الباقين في القرن السادس.
    والوثائق الأخرى المرتبطة بالبليميين هي ثلاث وثائق مكتوبة على جلد غزال باللغة اليونانية عثر عليها فلاح مصري في منطقة الجبلين على بعد 25 ميل حنوب مدينة الأقصر. وقد ترجمها إلى الانجليزية كيراون وإمِري، ونقلها إلى العربية وضمنها كملاحق مصطفى محمد مسعد في كتابه الاسلام والنوبة تحت عنوان «الوثائق الدالة على استقرار البليميين في منطقة طيبة»
    الوثيقة الأولى جاءت ترجمتها عند الآتي:
    «أنا شاراشن ملك البليميين، أكتب إلى أولادي شاراشن وشاراتكور وشاراهيت، أنه طبقاً لأمري هذا قد منحتكم حكم الجزيرة المعروفة باسم تناري، وألا يقف في سبيلكم أحد، وإذا أثار الرومان مشاكل وامتنعوا عن دفع الأتاوة العادية لكم فإنه لا الفيلارك ولا الهيبوتيرانوس يمنعانكم من إرغام الرومان على دفع العطايا العادية عن جزيرتي.»
    «شاراشن الملك، تنتكنا: أمير القصر ؟ شاهد، كتبه سانسانوس في اليوم الرابع والعشرين من شهر …..»
    وهنالك وثيقة أخرى ؟ رقم أربعة – ذكرها بَرناد clause no. 339، وهي عبارة عن أمر ملكي أصدره الملك باراخيا (Barakhia) إلى صوفيا يشير إلى وضعها أو إقامتها في مكان ما، وقد ورد أن هذا الملك خلف الملك خاراخِن – أو شاراشن كما كتبه مسعد – في الحكم.
    فنحن أمام أربعة نصوص تتعلق كلها بحكم البليميين منطقة في صعيد مصر. وتسوق هذة الوثائق العديد من الأسئلة مثل: ما هي علاقة البليميين بصعيد مصر أو إقليم طيبة؟ وإلى أى مدى امتد نفوذ البليميين على صعيد مصر؟ هل حكم البليميون مناطق أخرى غير جزيرة تناري ولم يصل إلينا ما يوضح ذلك؟ ومتى حكم البليميون جزيرة تناري؟ وقد حاولنا الاجابة على بعض هذه الاسئلة في كتاب الوعي بالذات، ولكن تظل مثل هذه الأسئلة في انتظار المزيد من البحث والتقصي. والذي يثير الانتباه ويتطلب البحث الجاد هو ارتباط ووجود البليميين الواضح – عندما دخل المسلمون مصر – بإقليم طيبة الذي يقع ما بين منطقة الأقصر الحالية وأسوان.
    وكما وضحنا أعلاه فإن البلميين تمركزوا على النيل والمِجِا تمركزوا في الصحراء الشرقية وهم السلالة التي أطلقت عليها المصادر العربية اسم «البجة». ويبدو أن اسم البليميين قد بدأ في الانحسار في القرنين اللذين تليا دخول المسلمين مصر وانحصر في مناطق محدودة في بلاد النوبة. فقد أشار إليهم الجغرافي العربي المشهور الادريسس الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي إلى قبيلة قوية بجوار النوبة تعرف بالبليين، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً. وفي نفس الوقت يبدو أن استخدام اسم «المِجا» سكان ساحل البحر الأحمروالصحراء الشرقية قد ساد وفظهر في المؤلفات العربية «البجة».




    [IMG]http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpg
    [/IMG][IMG]http://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpghttp://http://www.m9c.net/uploads/15745436181.jpg
    [/IMG]
                  

12-07-2019, 10:48 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاستاذة آمنه مختار
    لمثلك تخلع العمم (في رواية آخرى القبعات)
    ويحق لنا الحياء والاعتذار
    طرح قيم مثل هذا من حداشر حداشر
    لا نلق له بالاً؟
    والله إنه لجهل عظيم
    شكرا لتنبيهنا عن امر غفلناه ونغفله
    ولي عودة
                  

12-07-2019, 10:51 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    ألف شكر لكل المرور الأفاضل .
    سأعود للرد عليكم فردا فردا ..
    وإلى حين ذلك ..البوست بوستكم 💚
                  

12-07-2019, 10:53 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    عثمان دقنة
    تأليف
    هنري سيسل جاكسون
    ترجمة
    بدر الدين حامد الهاشمي
    *****


    تقديم
    أحمد إبراهيم أبوشوك

    قبل ثلاث سنوات من وفاة الأمير عثمان أبوبكر دقنة (ت. 7/12/1926م)، نشر السير ونجت باشا (Wingate Pasha) مقالاً عن "القصة الحقيقيَّة لعثمان دقنة" في صحيفة قرافيك البريطانيَّة-الأسبوعيَّة (The Graphic)، بهدف توصيل رسالة إلى أعضاء البرلمان البريطاني، الذين كانوا يتداولون مقترح إطلاق سراحه، بأن الوقت غير مناسبٍ. ولذلك بقي "ثعبان الماء الزلق"، كما ينعته ونجت، في سجنه بوادي حلفا إلى أنَّ وافته المنيَّة في السابع من ديسمبر 1926م. وقبل وفاته ببضعة أشهر، أصدر هنري سيسل جاكسون (Henry Cecil Jackson) كتاباً بعنوان "عثمان دقنة"، واصفاً صاحب السيرة بأنه "أشهر زعيمٍ بربريٍ متوحشٍ، يظهر في تاريخ القارة الإفريقيَّة الحديث"، ولقد ذاعت شهرته نسبة للحروب التي خاضها ضد الإمبراطوريَّة البريطانيَّة في شرق السُّودان. وفي العام 1973م أصدر محمد إبراهيم أبوسليم "مذكرات عثمان دقنة"، مستقياً معلوماتها من دفتر عثمان دقنة، الذي عثر عليه ونجت باشا في طوكر وعفافيت. ويحتوي الدفتر على ثلاث رسائل من "عبد ربه عثمان بن أبي بكر دقنة إلى حبيبه وسيده خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام محمد المهدي بن السيد عبد الله"، يوضح فيها المعارك التي خاضها ضد القوات البريطانيَّة-المصريَّة في سكنات، أركويت، وسواكن، وطوكر، وكسلا؛ وكذلك السند المعنوي والمادي الذي قدمه له السادة المجاذيب والدقناب؛ ويشير في المقابل إلى معارضة الختميَّة والشناقيط والبني عامر والعمارار (الأمرار) وغيرهم من القبائل الأخرى. إلا أن ونجت يتهم كاتب الدفتر بعدم المصداقيَّة، متعللاً بأنه "يخضع الحقائق لهواه، ويبين جانب الأنصار"؛ لكن أبوسليم يرى خلاف ذلك، إذ يصف الكاتب بالالتزام – حد المستطاع- بالدقة، وخاصة في أعداد الجيوش والخسائر ... لم يكن صاحب ميل أو هوى. ولعل الحالة الوحيدة التي تباعد فيها عن الحقيقة هي حالة الجيوش الإنجليزيَّة التي هزمت الأنصار، فالمذكرات تضاعف أعدادها، وتضاعف قتلاها." وعزى أبوسليم ذلك التجاوز لقلة المعلومات، أو لرفع الروح المعنويَّة للأنصار. والمذكرات بهذا الوصف لم تكن سيرةً شاملةً للأمير عثمان دقنة، بقدر ما أنها رسائل وثَّقت للمعارك التي خاضها في عهد الإمام المهدي، أما جانب السيرة فيتجلى في مقدمة أبي سليم الضافية عن تاريخ حياة الأمير عثمان دقنة في المهديَّة، وعن محتويات الدفتر، وكيفيَّة تحقيقها، وتقييمها شكلاً وموضوعاً. وفي العام 2004م، أصدر أبوسليم مجلداً آخر بعنوان "محررات عثمان دقنة"، مستنداً إلى أرشيف المهديَّة المُودع بدار الوثائق القوميَّة بالخرطوم، والذي رصد أنشطة عمالة الشرق الحربيَّة والسياسيَّة والإداريَّة والتجاريَّة في الفترة التي أعقبت وفاة المهدي إلى صيف عام 1898م. أما المرجع الوحيد الذي ترجم لسيرة عثمان دقنة باللغة العربيَّة فهو كتاب محمد سليمان صالح ضرار، الموسوم بـ "أمير الشرق: عثمان دقنة"، والذي نشرته الدار السُّودانيَّة للكتب بدون تاريخ في عقد التسعينيات من القرن الماضي. والكتاب يرسم صورةً ذهنيَّة حيَّة لتاريخ أمير الشرق ومجاهداته، دون الاستئناس بالأدبيات الإنجليزيَّة المعادية للرجل وسيرته. وصنواً لهذا المرجع، تقف سيرة عثمان دقنة التي رسمها الإداري البريطاني هنري سيسل جاكسون باللغة الإنجليزيَّة. والآن بين أيدينا الترجمة العربيَّة التي أعدَّها الأستاذ الدكتور بدر الدين حامد الهاشمي، بعد مضي أكثر من تسعين عاماً على تاريخ نشر أصلها الإنجليزي. وتُعْدُّ هذه الترجمة بكل المقاييس إضافةً نوعيَّة إلى ترجمات الهاشمي المتفردة الأخرى، التي تُبرز تاريخ الدولة المهديَّة من وجهة نظر غربيَّة. ومقصد القول إنَّ المصادر والمراجع التي أشرنا إليها أعلاه تقدم إلى الباحثين السُّودانيين المهتمين بدراسات المهديَّة وسير أعلامها مدوَّنة مصدريَّة مهمة. تساعد في استيعاب الصورة الكاملة للأمير عثمان دقنة، الذي، حسب أبوسليم قد "ترك سجلاً عظيماً. وكان أبعد أمراء المهديَّة شهرة في الخارج، وفي الداخل كان سيد أرضه، لم يُعزل كما عُزل قادة المهدي، ولم يُنقل إلى غير جهته، وحتى عندما كان [الأمير محمد عثمان] أبوقرجة يشاركه السلطة، وكانت أمانة الخليفة قائمة عليهما معاً، كان موقفه من الدعوة قائماً، وكانت لا تُعوض مكانته مكانة أخرى. أما فيما عدا الشرق، فلم يكن له نفوذ، فهو رجل الشرق وحسب!"
    وتقودنا هذه التوطئة إلى إلقاء ضوء على محاور رئيسة من سيرة عثمان دقنة التي دوَّنها جاكسون، ونقلها إلى العربيَّة الهاشمي، وتشمل هذه المحاور القضايا الآتية.
    أولاً: يتكون الكتاب من تسعة فصولٍ؛ تعرض السبعة فصول الأولى منها مشاهد الواقع السياسي التي نشأت في أحضانها الثورة المهديَّة، والحروب التي دارت بين عثمان دقنة والقوات البريطانيَّة-المصريَّة في شرق السُّودان، كما تقدِّم وصفاً حياً للمرحلة الأخيرة التي أفضت إلى نهاية الدولة المهديَّة على يد القوات الغازيَّة عام 1898م. ويتطرق جاكسون في الفصلين الأخيرين لسيرة الأمير عثمان دقنة من جوانب متعددة، تشمل نشأته أولى في سواكن، وهجرته إلى بربر، ومجاهدات في عهد المهديَّة، وقصة اختفاءه في جبال البحر الأحمر، والقبض عليه بعدما أفشى سره الشيخ محمد علي الأمير أرو، شيخ فخز الجميلاب الهدندوة، ثم فترة سجنه في رشيد وطُرَّة، وأخيراً وادي حلفا. كتب جاكسون الفصول السبعة الأولى بطريقة وصفيَّة ومنهج حولي، أقرب إلى كتابة التقارير الحكوميَّة، كما ذكر المؤلف نفسه، وليس فيها نوع من التحليل لمفردات الأحداث في ظل الظروف التي تشكلت فيها، أو النقد الموضوعي للمصادر التي اعتمد عليها، علماً بأن معظمها كان من إصدارات الحرب الدعائيَّة ضد الثورة المهديَّة، ونذكر منها على سبيل "حرب النهر"، لونستون شيرشل (1899م)؛ و"المهديَّة والسُّودان الإنجليزي المصري" لونجت باشا (1899م)؛ و"عشر سنوات في أسر معسكر المهدي"، لجوزيف أوهرولدر (1892م)؛ و"السيف والنار"، لسلاطين باشا (1896م)؛ و"جغرافية وتاريخ السُّودان" لنعوم شقير (1903م). أما الجزء الخاص بسيرة الأمير عثمان دقنة، فواضح أنَّ المؤلف قد اعتمدت فيه على بعض المصادر الشفويَّة التي استقاها من رهط من زعماء القبائل الذين عاصروا أمير الشرق، أو اشتركوا معه في الحروب التي خاضها ضد القوات البريطانيَّة-المصريَّة، و"القوات الصديقة"، كما يسميها جاكسون، من قبائل الشرق. وقد كتب جاكسون هذا الجزء بطريقة قلميَّة رائعة؛ إلا أنها لم تخل من بعض الإسقاطات الاستشراقيَّة. وأعنى بالإسقاطات الاستشراقيَّة قراءة الواقع المهدوي من منظور غربي خارج سياقاته التاريخيَّة، فضلاً عن الاستخفاف بعطاء المهدويين، الذين وصفهم بالدراويش أو الأعداء، ونعت سنوات حكمهم "بالسنوات النحسات." وفي مقابل نلحظ أنه يصف القبائل المتحالفة مع الحكومة الاستعماريَّة "بالقوات الصديقة"، وينصِّب الجنرال غردون بطلاً بريطانياً، استشهد في سرايا الحكمداريَّة بالخرطوم، دون أنْ ينظر إليه بأنه استعماري غازي، حاول أن يخمد جذوة الثورة المهديَّة التي أشعلها السودانيون ضد الحكم التركي-المصري. ومن زاوية أخرى، يصف جاكسون انتصارات المهديَّة بأنها انتصارات "مجموعة من الغوغاء، مسلحين بالعصي والحراب" تمكنوا من "إيقاع هزائم متتالية بجيش ... كان يقوم على تدريبه ضباط متعلمون أكفاء (وفي بعض الأحيان أوربيون)، وكان مزوداً بكل ما عند الجيوش الحديثة من سلاح وعتاد." ولذلك نتفق مع الهاشمي بأنَّ كتاب جاكسون من هذه الزاوية، يجسد نمطاً من أنماط تفكير الإداريين البريطانيين القدامى، "الذين تغلب عند معظمهم – إن لم نقل كلهم – نزعات العنصريَّة، والإحساس بالتفوق على أجناس "الأهالي"، الذين غزوهم بذريعة إشاعة التحضر والمدنيَّة."
    ثانياً: أقرَّ جاكسون بحقيقة مهمة، مفادها أنَّ الحكومة البريطانيَّة لم تكن راغبة في احتلال السُّودان، لأنها كانت تعبره "من الممتلكات عديمة القيمة"، وإنَّ مصر ليست لديها إمكانات اقتصاديَّة أو عسكريَّة للسيطرة عليه. وبناءً على ذلك، أوفدت الجنرال غردون لتنفيذ إخلاء السُّودان من القوات العسكريَّة والرعايا المصريين، كما أوصت حكومة صاحبة الجلالة الجنرال ولسلي (Wolseley) بعدم "القيام بأي مهام هجوميَّة" على المهدويين؛ إلا إذا اقتضى الأمر ضرورة "إخراج اللواء غردون، والعقيد ستيوارت بسلام... وأنَّ حكومة جلالة الملكة ترغب في حصر ... العمليات العسكريَّة في أضيق نطاق." إلا أن اعتداد غرودن بنفسه، وتفكيره المتعالي بالقدرة على منازلة المهدي وأنصاره قد وضع الحكومة البريطانيَّة والسُّودان في مسار آخر؛ لأن قتل غردون قبل وصول حملة الإنقاذ قد غير المزاج السياسي البريطاني في لندن. ولذلك أرسل ولسلي برقيَّة إلى الرائد هارينقتون (Harrington)، المرابط في سواكن، في 8 فبراير 1885م، قائلاً له "كلما أسرعت بالتعامل مع عثمان دقنة، كلما كان ذلك أفضل. أقترح استجلاب سرية مشاة من الهند وسرية فرسان من البنجاب لسواكن بأعجل ما تيسر؛ لتأخذ مواقعها بذلك المكان في الصيف." ولذلك يعزي جاكسون توسع العمليات العسكريَّة في سواكن إلى واحدٍ من الأسباب الآتية: أنَّها خطوة أوليَّة للتقدم نحو الخرطوم في الخريف؛ أو أنَّها تهدف لاختبار الآلة الحربيَّة البريطانيَّة المتوقع استخدامها في الحرب ضد أفغانستان؛ أو أنَّها تهدف لمنع أي احتمال لقيام عثمان دقنة بمحاولة الهجوم على مصر من جهة الشرق. ونتيجة لذلك أصبحت سواكن أشبه بمناطق العمليات العسكريَّة؛ إذ توافد إليها العسكريون من "مختلف السحن والأجناس. رجال هنود حمر من كندا، وبنجاب وسيخ وبنغال من الهند، ورجال يقودون البغال أتوا من الجزيرة اليونانيَّة كيثيرا [Kythira]، وصبية من قيلة الكرو القادمين من ليبيريا، وصوماليين من ساحل البحر الأحمر، ومالطيين، إضافة لجنود من الهند وأستراليا والجزر البريطانيَّة." وبلغ عدد القوات العسكريَّة في المدينة، حسب جاكسون، "500 ضابط، و12,522 ضابط صف وجندي، وأعداد كبيرة من العاملين المدنيين." ونتيجة لهذه التطورات السياسيَّة والعسكريَّة، تصاعدت حدة القتال بين الأمير عثمان دقنة والقوات البريطانيَّة متعددة الأجناس، وذاعت شهرة "أمير المهديَّة الدرويش" في الصحافة العالميَّة والإقليميَّة؛ لأنه، حسب رأي المؤلف، قد "خاض معارك كثيرة ضد الحكومة، وانتصر في قليل منها، وخسر الباقي، بجيش قوامه جنود جهلاء، سيئ التنظيم، ويعوزهم التدريب والسلاح الحديث، حاربوا جيشاً نظامياً مدرباً، ومزوداً بسلاح حديث، وكتائبٍ عسكريَّة من إنجلترا والهند وأستراليا."
    ثالثاً: يؤيد ما جاء في كتاب جاكسون الفرضيَّة التي ذهب إليها أبوسليم بأن المواقف السياسيّة المحليَّة في شرق السُّودان تجاه المهديَّة قد تشكَّلت حسب التضاريس الدينيَّة والسياسيَّة والقبليَّة الناظمة لعلاقات المجتمع آنذاك، والتي برزت في التنافس الحاد بين الختميَّة والمجاذيب، وصراعات الأرض والمرعي بين الهدندوة أنفسهم، وبينهم وبين القبائل المساكنة لهم من طرف آخر، فضلاً عن الصراع الخفي بين أهل الحضر (سواكن وسنكات) وأهل البادية (أركويت، ودورديب، وهيا). ومن النماذج الحيَّة التي تعضِّد هذا الافتراض ومرارة الصراع الناتج عنه قول جاكسون: بأن عثمان دقنة بعد أن حرر مدينة كسلا قام "بهدم كل بيوت آل الميرغني في المدينة، وهدم قبة السيد الحسن الميرغني، ومسجد ابنه السيد عثمان. وكانت تلك القبة مزاراً دائماً للنساء المؤمنات ببركة السيد الحسن، واللواتي كن يرغب في الحمل... وأصدر عثمان دقنة أمراً بجلد كل من يزور بقايا حطام تلك القبة سبعة وعشرين جلدة." يبدو أن هذه العداوة المستفحلة بين الختميَّة والمهديَّة كانت سبباً رئيساً في هجرة بعض أفراد الأسرة الميرغنيَّة إلى مصر، حيث شكلوا ترياقاً معادياً إلى المهديَّة.
    رابعاً: يقدِّم الكتاب صورة ذهنيَّة حيَّة لقصة اختفاء الأمير عثمان دقنة في جبال البحر الأحمر، ويرسم لوحةً قلميَّة رائعةً لوعورة تضاريس المنطقة التي اختفى فيها، وكيفيَّة القبض عليه، ورد فعل الأمير المجاهد إلى الذين شدُّوا وثاقه. ومن تلك اللوحة القلميَّة نقتبس هذا النصُّ البديع: "وفي وسط تلك الأنحاء البديعة المنظر، والوعرة في آنٍ معاً، غدت الأجواء مهيأة للفصل الختامي من تلك الدراما. وكان ذلك المشهد جديراً بممثلٍ كُتب عليه أن يؤدي دوره الأخير في تاريخ العالم. وتكومت صخور فوقها صخور، جعلت إمكانيَّة الوصول للهدف أمراً عسيراً ومحفوفاً بالمخاطر. فبين كل جبل وآخر كانت هنالك أخاديد عميقة، يخيل للمرء أن رجلاً نشطاً خفيف الحركة قد يقفز من أحدها إلى الأخرى في أيه لحظة... وكان من المتوقع أن يكون عثمان دقنة مختبئاً في واحد من تلك الكهوف الواقعة على ارتفاع ستة أقدام فوق قاع الوديان، وهو في انتظار الرسول الذي خانه." ثم يمضي المؤلف ويقول: لقد " كثرة محاولات القبض على الرجل المُراوِغ، وصارت أكثر صفاته المشهورة عند الناس هي قدرته على النفاذ بجلده في اللحظة الأخيرة قبيل القاء القبض عليه، وغدا القبض عليه أمراً جالباً للدعابة الساخرة. فقد قيل من قبل أنَّه قد قتل في التيب، أو تامينيب، وفي طوكر، أو كوفيت. وقيل إنَّه شوهد لبعض الوقت ... في كسلا، وأبو دليق، وطوكر، وادراما. وكان كلما شوهد في مكان ما يقوم بعض الأهالي بالإبلاغ للحكومة عن وجوده. وشُوهِدَ كذلك في أم درمان، وعرف أنَّه كان موجود أثناء معركة أتبرا [النخيلة]. وجرت محاولات عديدة للقبض عليه، كانت نتيجتها دوما إما تشتيت قواته، أو هربه من المواجهة. لذا لم يكن محمد بيه متحمساً، أو واثقاً من أنَّه سيعثر هذه المرة على ذلك القائد المهدوي المُراوِغ، عندما طلب من النقيب بيرقيس [Burges] المشاركة في العمليَّة. غير أنَّ النقيب بيرقيس كان متحمساً ومستعداً للمشاركة في أي عمليَّة تؤدي للقبض على آخر أمير من بين كل أمراء المهديَّة، وربما كان أكثرهم شهرة." ويصف المؤلف لحظة القبض على عثمان دقنة، بعد أن نبح الكلب الذي كان يحرسه، معلناً عن مكان مخبئة: " وبدأ رجال الشرطة بربط وثاق جمالهم حتى لا ينبه رغائها من يطلبونه، وخلعوا الطرابيش والمعاطف. وأمروا بالتقدم ببطء والإحاطة بمكان الهدف بهدوء واستغلال كل ما يجدونه حولهم، مهما صغر، لحماية أنفسهم. غير أنَّ رجال الشرطة العرب كانوا متحمسين بأكثر مما يجب، فأسرعوا الخطى، بل عَدوا نحو الكهف الذي يعتقد أنَّ عثمان دقنة يختبئ، تاركين ورائهم قائد الشرطة السمين، وهو يلهث محاولا اللحاق بهم. وبزغ الفَجْرُ الآن، واستيقظ عثمان دقنة على صوت نباح الكلب، وسأل خادمه عن سبب نباح الكلب. ردَّ عليه الخادم مطمئناً بأن ذلك ربما كان بسبب مرور بعض الأعراب مع أغنامهم بالمكان. أخذ عثمان دقنة مصحفه وبدأ يقرأ، بينما أنصرف الخادم ليعد طبقاً من اللحم طال عهد سيده به... وفجأة هجم رجال الشرطة على الكهف الذي يختبئ فيه عثمان دقنة، ووجدوه متمدداً في كسل منتظراً طعامه، وهو يمسك بمصحفه. قفز سريعاً من مرقده متجهاً للمخرج، ولكنه وجد رجال الشرطة يسدونه، فرجع مسرعاً يلتمس مخرجاً آخر، إذ أن لتلك الكهوف عدة مخارج في العادة. وأفلح بالفعل عثمان دقنة في الخروج من باب خلفي للكهف، وقام بعض رجال الشرطة بتوسيع المسافات بين الصخور، ووجد النقيب بيرقيس أن سيفه يجعل من تعقبه للرجل أمراً عسيراً، فرماه بعيداً عنه ومضى يطارده. ورفع بصره في اتجاه معين فلمح شخصاً بجبة مرقعة متسخة، يقفز من صخرة إلى أخرى على بعد ثلاثين أو أربعين قدماً فوق جانب الجبل. وسرعان ما أُحيط بعثمان دقنة، وصاح أحد رجال الشرطة اسمه محمود آداب في عثمان دقنة بلغة الهدندوة: "قف! يا أبا حليمة، لقد انتهى وقت الهرب الآن". ردَّ عليه عثمان دقنة في هدوء: "أنا لا أهرب، ولكنني الآن، دوماً وكما أُمرت لا أوالي للكافرين". وقبض على عثمان ووضعت يديه ورجليه في اغلال ثقيلة." وبهذه الطريقة الدراميَّة تمَّ القبض على "الدرويش الرهيب"، كما يصفه ونجت، في 12 يناير 1900م، وبذلك أُسدل الستار على حياة محارب شرس، كانت حافلة بالمجاهدات، ليقضي ستة وعشرين عاماً في سجون الدولة التي حاربها ببسالة، أي فترة سجنه تقل عاماً واحداً عن فترة اعتقال المناضل نيلسون مانديلا (1962- 1990م) في جنوب إفريقيا. ولكن الفرق بين خواتيم حياة المناضلين الجسورين فرق شاسع. إذ انتهت حياة عثمان دقنة بالوفاة في محسبه بوادي حلقا في ديسمبر 1926م، بينما تُوجت حياة مانديلا بتنصيبه أول رئيس أسود منتخباً لجنوب إفريقيا في 10 مايو 1994م.

    ما أهميَّة كتاب جاكسون لمكتبة الدراسات المهديَّة؟
    تكْمُن أهميَّة كتاب جاكسون في النقاط الآتية:
    أولاً: يعتبر الكتاب جزءاً مهماً ومكملاً لوثائق المهديَّة التي نشرها أبوسليم في كتابيه، "مذكرات عثمان دقنة" و"محررات عثمان دقنة"، وذلك فيما يختص بالقوات العسكريَّة البريطانيَّة والمصريَّة التي دخلت في سلسلة من الحروب الشرسة مع الأمير عثمان دقنة في شرق السُّودان. والمقارنة بين المعلومات العسكريَّة والسياسيَّة الواردة في هذه المدونات المصدريَّة المتقابلة، تساعد الباحثين في تكوين صورة كاملة لمفردات الأحداث العسكريَّة التي وقعت بين الطرفين في شرق السُّودان.
    ثانياً: شكَّل الفصلان الثامن والتاسع مصدراً رئيساً لكل التراجم التي كُتبت عن عثمان دقنة، ابتداءً من رتشارد هل، "معجم الشخصيات السُّودانيَّة"، ومروراً بمحمد إبراهيم أبوسليم، "مذكرات عثمان دقنة"، وانتهاءً بعون الشريف قاسم، "موسوعة القبائل والأنساب في السُّودان". أجمعت هذه المراجع أن تاريخ وفاة عثمان دقنة كان في العام 1926م، دون تحديد اليوم والشهر. إلا أن حسن دفع الله في مقاله "مذكرة عن السجناء السياسيين بوادي حلفا"، وحسن أحمد إبراهيم، في مقاله "سياسة الحكومة الثنائيَّة تجاه سجناء المهديَّة السياسيين"، قد اختلفا في تحديد السنة، فأرجعا تاريخ الوفاة إلى 7 ديسمبر 1927م. إلا أننا نرجح الظن بأنَّ عثمان دقنة قد توفي في السابع من ديسمبر 1926م.
    ثالثاً: إذا كان محمد إبراهيم أبوسليم حُجةً في دراسات المهديَّة بفضل تحقيقاته الرائدة، التي شملت "الآثار الكاملة للإمام المهدي"؛ و"محررات الخليفة عبد الله"، و"محررات عبد الرحمن النجومي"، و"محررات عثمان دقنة"، و"العالم المجاهد حسن العبادي"، و"عالم المهديَّة الحسين إبراهيم زهرا وأعماله"؛ فإنَّ بدر الدين حامد الهاشمي قد أسدى خدمةً جليلةً للمكتب العربيَّة-السُّودانيَّة، بفضل ترجمته لكثيرٍ من الأدبيات التي نُشرت عن تاريخ المهديَّة باللغة الإنجليزيَّة، وأصدرها في سلسلته المعروفة بـ "السُّودان بعيون غربيَّة"، كما ترجم كتاب "مدينة مُقدَّسة على النِيل: أمدرمان في غضون سنوات المهدية، 1885-1898م" لمؤلفه روبرت كريمر، والآن يرفد الباحثين العرب في مجال دراسات المهديَّة وسير أعلامها بترجمة جيَّدة الصِنْعَة؛ لكتاب "عثمان دقنة"، لمؤلفه هنري سيسل جاكسون؛ فله التهنئة المُسْتَحقَّة، والتوفيق والسداد في أعماله القادمات.
    *******

    إعلان: قريباً بالمكتبات السودانية
    الناشر: دار المصورات، الخرطوم
                  

01-15-2020, 00:09 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)



                  

01-15-2020, 00:20 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الأمير عثمان أبوبكر دقنة
    أحد قادة المهدية وأكثرهم شهرة وحنكة فيما يتعلق بخطط الحرب واستراتيجياتها، فقد خاض العديد من المعارك التي انتصر فيها وحطم خطة ما يعرف بتشكيلة المربع الإنجليزي العسكرية.[1] ومهد الطريق لفتح المهدي للخرطوم. كتب عنه البريطانيون الكثير من الكتب المشيدة بمهاراته. [2] اعتقل في شرق السودان بعد هزيمة المهدية ونقل أسيرا إلى مصر قبل إعادته إلى السودان حيث توفي هناك عام 1927.

    ميلاده
    ولد عثمان دقنة في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر الحالية بشرق السودان [3] حوالي عام 1843 م ، ووالده هو أبوبكر دقنة من أسرة الدقناب وأمه تدعى نفيسة ست البنات وهي من البشارياب إحدى بطون قبيلة الهدندوة بشرق السودان. وقد اختلفت الروايات في معني كلمة «دقنة». فهي في بعض الأراء[4] كلمة مشتقة من لفظ دقن أي الذقن أو اللحية باللهجة العربية السودانية كناية على كثافة شعر اللحية، لكن الرأي الراجح هو أن الكلمة مشتقة من لفظ الدقناب وهو اسم عشيرة الدقناب الذين ينتمي إليها عثمان دقنة.

    النشأة
    نشأ عثمان دقنة في كنف أبويه ووسط أسرة تعمل بالتجارة وتهتم بالتعليم. فقد كانت أمه معلمة قرآن، الأمر الذي جعله يحفظ القرآن ويتعلم الكتابة والقراءة منذ صغره. وكان أخواه عمر وعلي وابن عمه أحمد يعملون بالتجارة بين سواكن ومدينة وجدة بالحجاز.[6] كانت تجارتهم رائجة في وقت كانت فيه سـواكن، مسقط رأسه دقنة ومهد صباه، في أوج ازدهارها في ذلك الزمن وحياتها ميسورة وسهلة حتى تم ضمهـا إلى مصر عـام 1863 م وأرسل إليها الخديوي إسماعيل باشا حكاماً من بينهم ممتاز باشـا الذي اتبع سياسة متشددة رغم قيامه بإدخال زراعة القطن في المنطقة وعمل على تشجيع سكانها على زراعته، الأمر الذي أحدث فيها تغييرات اجتماعية. وقد عاصر دقنة تلـك التطورات وما صاحبها من تشدد من قبل الحكام خاصة في جمع الضرائب من السكان. وذكرت بعض المصادر حادثة أثرت في نفسية الشاب دقنة آنذاك عندما تم تعذيب أحد مواطني المدينة أمام الملأ لإتهامه بقتل أحد المسـؤولين الأوروبيين و تحمـل الرجـل العذاب حتى مات.[7] وفي عام 1877م ألقت السلطات القبض على عثمان دقنة وعلى شقيقيه عمر وعلي بالقرب من مرسى الشيخ برغوث ( بورتسودان حاليا) بتهمة الاتجار بالرقيق تحت ستار التجارة الحرة، و حُكُم عليهم بالسجن ومصادرة ممتلكاتهم. وعاد الأخوة الثلاثة اثر انقضاء فترة العقوبة وضياع ثروتهم إلى سواكن. وعندما سمع عثمان بثورة عرابي في مصر ظن أن الوقت قد حان لمناهضة الحكام الأتراك العثمانيين فبدأ في تأليب السكان ضدهم وحاول إقامة تنظيم للمقاومة في المنطقة ولكنه لم يفلح في ذلك فقد تبعه عدد قليل جدا من الناس غير أن كبار رجالات المدينة من تجار وزعماء العشائر رأوا أن يبعدوا مدينتهم المعتمدة على التجارة عن أية مشاكل ومصادمات مع السلطة فتكون مجلس من الأعيان قرر طرد عثمان دقنة من مدينة سواكن. وعلى اثر هذا القرار فغادرها إلى مدينة بربر بشمال السودان وتزوج هناك وامتهن في البداية مهنة سقي الماء ثم تحول وبمساعدة أصهاره إلى التجارة مرة ثانية. [8] [9]

    انضمامه إلى المهدية
    وفي تلك الأثناء ظهر محمد أحمد المهدي في غرب السودان يدعو إلى الجهاد ضد التركية السابقة التي كان السكان يشكون من ضرائبها الباهظة وفساد موظفيها وخروجهم عن أسس الدين وأصوله. وتنامت إلى مسامع عثمان دقنة أنباء المهدي وانتصاراته العسكرية السريعة . وبعد انتشار خبر سقوط مدينة الأبيض على يد المهدي توجه دقنة إلى كردفان والتقى بالمهدي واستمع إلى دعوته وأعلن مبايعته له باعتباره المهدي المنتظر وخليفة رسول الله فيما باركه المهدي وعيّنه اميراً علي شرق السودان وحملّه رسائل إلى المسؤولين هناك وزعماء القبائل والمشايخ كالشيخ الطاهر المجذوب والشيخ أبوبكر دقنة، والده، وغيرهم من اتباع الطرق الصوفية بما فيها الختمية بزعامة آل الميرغني.[7] واثر عودته إلى الشرق استجاب له الشيخ الطاهر المجذوب الذي ينحدر من سلالة المجاذيب بالدامر وبدأ يبشر معه بالمهدية في شرق السودان ابتداء من أغسطس / آب 1883م وتحريض قبائل البشاريين و الأمرأر علي الثورة ضد الحكام ثم توجه الاثنان إلى منطقة سنكات فتجاوبت معهما قبائل البجة وانضم عدد كبير من رجالها إلى الثورة المهدية.

    ثورته في الشرق ومعاركه
    حصار سنكات وطوكر
    قرر دقنة أن يشعل فتيل ثورته بهجوم مباغت على مدينة سنكات ولكن الحامية العسكرية فيها ردته على أعقابه، ومع ذلك ظل يناوش الحامية التي أرسل قادتها تجريدة قوامها 156 فردا بقيادة البكباشـي محمود أفندي خليل لإيقافه والتقى دقنة بتلك القوة في معركة صغيرة في خـور إيتت انتصـر فيها دقنة الذي قرر بعد ذلك فرض حصار محكمٍ على الحامية حتى سقطت المدينة فقام بضمها إلى دولة المهدية في يوم الجمعة 8 فبراير / شباط1884م.

    معارك ألتيب
    كما حاصر دقنة حامية طوكر أيضا والتقى بمقاتلي لأتراك المصريين في معركة التيب الأولـى فـي 5 نوفمبر / تشرين الثاني 1883م والتي قتل فيها القنصـل البريطاني مونكريف.[7] تلتها معركة التيب الثانية التي وقعت في يوم 4 فبراير / شباط وقتل فيها حوالي 4500 جندي من الجيش الإنجليزي بقيادة فالنتين بيكر باشا، بينما لقي 300 من جنود دقنة مصرعهم. أما معركة التيب الثالثة (واقعة الساحل الثالثة، كما تسمى أحياناً) فقد حدثت في يوم الجمعة 29 فبراير / شباط 1884 وشارك فيها من الجيش الإنجليزي حوالي 24 ألف جندي بقيادة الجنرال جيرالد غراهام وسقط منهم ما يزيد عن 3 آلاف قتيل بينما كان عدد مقاتلي الأنصار لا يزيد عن 3 ألاف مقاتل مات منهم في المعركة حوالي 1500.[7]

    معارك تاماي
    قاد القوات الإنجليزية في معركة تاماي الثانية الجنرال غراهام أيضا ووقعت في 12 مارس / آذار 1884 ودارت رحاها بين 20 ألف مقاتل إنجليزي مسلحين بمدافع ميدان من طراز غاردن ومسدسات وبنادق من طراز مارتيني هنري ذات الطلقة الواحدة، وقتل منهم ثمانية آلاف بينما سقط قرابة الألفين من ثوار دقنة الذين لم يزد عددهم عن 6 آلاف مجاهد مسلحين بالخناجر المعقوفة والرماح والسيوف وبضع بنادق من طراز مارتيني هنري.
    وبتوالي المعارك وعمليات الحصار رأي بغض قادة الحاميات المصرية بشرق السودان الإنسحاب من حامياتهم والإحتماء في حامية سواكن الكبيرة وحاول قائد حامية سنكات محمد توفيق الإنسحاب ولكنه ما أن غادر المدينة بجنوده في صبيحة 8 فبراير / شباط 1884م انقض عليهم الأمير عثمان دقنة ووقعت معركة وبعد اسبوعين من تلك الواقعة استسلمت حامية طوكر لتفادي المزيد من المجازر.[10] [11]

    معركة النخيلة والخلاف مع الأمير محمود ود أحمد
    عندما بدأت القوات الإنجليزية المصرية تحركها نحو أم درمان في ربيع عام 1898 إبان الحملة العسكرية بقيادة هربرت كتشنر لاسترداد حكم السودان وجه الخليفة عبد الله التعايشي الأمير دقنة بالإلتحاق بالأمير محمود ود أحمد لصدهم عند نهر عطبـرة بشمال ووقف تقدمها. ووافق الخليفة على خطة عثمان دقنة بتطويق كتشنر من خلال التحرك إلى عطبرة، ولكن محمود ود أحمد رفض الفكرة واقترح إنشاء معسكر دفاعي محصن في عطبرة. وبذلك أصبح جيش المهدية هدفا ثابتا لكتشنر. وفي النخيلة أو معركة عطبرة كما تسمى، أطلق كتشنر وابل من قذائف المدافع على قوات محمود ود احمد تلاه هجوم سريع عليها مما أدى إلى انهيار مواقعها. وتمكن دقنة مع بضعة آلاف من المحاربين من التراجع إلى الجنوب فيما لقي معظم قوات محمود ودأحمد مصرعه وتم أسر ما تبقى بمن فيهم محمود ود أحمد نفسه الذي قبض عليه جنود سودانيون تابعون للواء المصري.[12]

    معركة كرري
    قاتل دقنة في عام 1899 في معركة كرري المصيرية (في خور شمبات)، وتراجع اثر الهزيمة مع الخليفة وأصيب في معركة أم دبيكرات بجراح، وكان الأمير الوحيد الذي تمكن من الهرب واستمر في المقاومة قبل القبض عليه.

    قائمة المعارك التي خاضها
    المعركة موقعها تاريخ وقوعها
    معركة سنكات (أوكاك) 15أغسطس/ آب 1883
    معركة قباب غرب اركويت 19 سبتمبر/ أيلول 1883
    معركة أبنت سنكات 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1883
    معركة التيب الأولى غرب طوكر 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1883
    معركة تاماي الأولى غرب سواكن 2 ديسمبر/ كانون الأول 1883
    معركة التيب الثانية غرب سواكن 4 فبراير/شباط 1884
    معركة سقوط سنكات سنكات 8 فبراير/شباط 1884
    معركة سقوط طوكر طوكر 20 فبراير/شباط 1884
    معركة التيب الثالثة قرية التيب 29 فبراير/ شباط 1884
    معركة هشيم قرب سواكن 20 مار/آذار 1885
    معركة توفرك قرب سواكن 22 مارس/آذار 1885
    معركة سقوط كسلا كسلا 30 يوليو/ تموز 1885
    معركة كونيت قرب كسلا 23 سبتمبر/ أيلول 1885
    معركة هندوب قرب سواكن 17 يناير/ كانون الثاني 1888

    رد فعل الحكومة التركية المصرية
    عندما أدرك الخديوي تعاظم قوة عثمان دقنة قام بتعيين ضابط بريطاني هو الميجور جنرال (لواء) فالنتين بيكر من سلاح الفرسان البريطاني وكان من الضباط الأكفاء الذين عملوا في جنوب أفريقيا و حرب القرم و الحرب البروسية الفرنسية. وصل بيكر إلى سواكن في ديسمبر / كانون الأول1883م وكان دقنة يحاصر مدينة طوكر في تلك الأثناء، فتحرك بيكر بقوة تضم في صفوفها باشبوزق وجندرمة مصريين وجنود من سلاح الفرسان وذلك لفك الحصار عن طوكر وانتظمت القوة في هيئة ما عرف بالمربع البريطاني التكتيكي و هو عبارة عن أربعة خطوط على الجهات الأربع تتكون من جنود يحملون بنادق ومدافع وعادة ما تجمع المؤن في الداخل.
    وبدلاً من المواجهة المباشرة واقتحام المربع كان دقنة يقوم بالمناورة و استدراج العدو إلى كمائن أُعِدت مسبقاً من خلال المناوشة والانسحاب السريع وهو ما حدث مع قوات بيكر عندما قام باستدراجها حتى تمكن من إدخالها إلى قرية تسمى ألتيب وهناك انهال عليها فرسان قبيلة الهدندوة و قضوا عليها في معركة فرّ خلالها بيكر مع بعض حرسه إلى مدينة سواكن المحصنة حيث أرسل بعد أسبوع من فراره رسالة للورد كرومر بالقاهرة يقول له: «لم يحاول الجنود القتال مطلقاً فقد القوا اسلحتهم و لاذوا بالفرار وبعضهم ترك نفسه ليُقتَل دون مقاومة. أكثر من ألفين منهم قتلوا والأوربيين أيضا عانوا كثيرا».
    و عندما مارس الاعلام و الرأي العام الإنجليزي ضغوطا علي وليم غلادستون رئيس الوزراء ليرد كرامة بريطانيا حيال الهزائم التي مني بها ضباطها في شرق السودان على يد الدراويش أصدر غلادستون أمره إلى الأدميرال السير وليم هوايت قائد الأسطول البريطاني بالبحر الأحمر بأن يجمع قواته و يرسلهم إلى سواحل السودان لمحاربة عثمان دقنة. وفي فبراير / شباط 1884 تم انزال مشاة البحرية البريطانية على سواكن مع تأمين من سفن أسطول البحر الأحمر البريطاني وفي مقدمتهم المدمرة الإنجليزية «نسر جلالة الملكة».
    وضمت الحملة التي كان هدفها هو استعادة كرامة الجيش البريطاني وهيبته و تأديب قوات عثمان دقنة التي حطمت تلك الهيبة ومن ثم مساعدة الجنرال تشارلز جورج غوردون المحاصر في الخرطوم من قبل جيش المهدي، ضباطاً ذو خبرة واسعة من بينهم الجنرال سير جيرالد غيرهام الذي يحمل وسام صليب فكتوريا والكولونيل هربرت ستيوارت الذي اشتهر في معركة التل الكبير التي انهزم فيها عرابي في مصر والكولونيل فردريك برنابي قائد فرسان الحرس الملكي (البلوز) و اللورد شارلس بيريز فورد من قادة الأسطول البحري الملكي. قسم القوة إلى ثلاثة ألوية فقط (اثنان مشاة وواحد من الخيالة).
    خرج غراهام بقواته من ميناء ترينكتات الصغير على هيئة المربع الإنجليزي. كانت الواجهة الأمامية للمربع تتكون من الهايلاندرز والواجهة الخلفية من البلاك ووتش و الواجهة اليسرى من المارينز و اليوركشير و اللانكشير و كونت قوات الآيرش تم تأمين المربع بمدافع من بينها مدفع غاتلينج .
    تأهب دقنة لملاقاة هذا الجيش فأمر قائديه مدني و عبدالله بن الحسن بالمرابطة في الاطلال القائمة علي قرية التيب و اتخاذها كمواقع للرماية. وكان لقوات عثمان دقنة مدفعا واحدا من طراز غاتلينج وبضعة مدافع ميدان غنموها من قوات بيكر.وبعد معركة التب وصف جراهام ما حدث وقال:«مجموعة ضخمة من الوطنيين جاءت كسيل متدفق و هجمت بعزيمة لا تلين علي كتيبة اليوركشير و اللانكشير وكتيبة المرتفعات الاسكتلندية (الحرس الأسود) مما جعل المربع ينهار و يتخبط في فوضى تامة. وقد تمكن العدو من الاستيلاء علي مدافع لواء البحرية التي أمنها رجالها و وقفوا بجانبها حتى النهاية». و كتب قائلا بعد معركة تاماي: «خسائرنا كانت فادحة، فكثير من الرجال الشجعان من الرويال هايلاندرز واليوركشير و اللانكشير قدموا حياتهم لإنقاذ شرف و سمعة وحداتهم، و خسائر العدو بلغت أربعة آلاف ما بين قتيل و جريح، و لكن السودانيين و كما حدث من قبل انسحبوا بهدوء و نظام جيد، مقدمين صورة مشرفة عن أنفسهم، و كان من الواضح انهم مصممون علي القتال مرة أخرى.[13]

    استرداد غراهام بعض مدن شرق السودان
    ورغم خسارتها الفادحة تمكنت قوات غراهام من استرداد بعض مدن الشرق الأمر الذي قوبل بإرتياح من قبل الإنجليز و لكنها لم تستطع الوصول إلى الخرطوم لإمداد الجنرال غوردون كما أنها انسحبت في أبريل / نيسان1884 إلى القاهرة واستولى عثمان دقنة علي الشرق مجددا و أرسل للمهدي قائلا:«لقد قذف الله الرعب في قلوب الانجليز فولوا مدبرين».

    حامية سواكن
    كانت سواكن هي المدينة الوحيدة التي لم يتمكن دقنة من ضمها للمهدية بسبب الحامية البريطانية التي تحرسها بضباطها البريطانيين و بدعم من مدفعية بعض بوارج الأسطول الملكي البريطاني بالبحر الأحمر.[14]

    قطع الطريق أمام حملة انقاذ غوردون
    شارك عثمان دقنة في حرب أخرى جديدة ضد الإنجليز بقيادة لورد وليسلي في شمال السودان بالقرب من عطبرة وذلك بهدف قطع الطريق عليهم ومنع وصولهم المبكر إلى الخرطوم المحاصرة. ولم تستطع حملة الإنقاذ الوصول في الوقت المناسب و قتل العديد من قادتها خلال تحركها نحو الخرطوم فعادت ادراجها إلى بريطاني بعد سقوط الخرطوم في يد المهدي ومصرع غوردون في يناير / كانون الثاني 1885م.

    نتائج ثورة دقنة ودوره في تعزيز الثورة المهدية
    أهم نتائج ثورة عثمان دقنة في شرق السودان هي تمكنه من قطع طريق سواكن ــ بربر ــ الخرطوم. وقطع خط التلغراف بين سواكن وكسلا.[15] لقد تزامنت حملات الأمير عثمان دقنة علي سواحل البحر الأحمر بالقضاء علي الحاميات التركية المصرية التي كانت تحت إمرة ضباط إنجليز في الوقت نفسه الذي تحركت فيه حملة الكولونيل وليم هكس، قائد أركان الجيش المصري بالسودان، غرباً للقضاء على المهدي في معركة غابة شيكان. وقام دقنة بقطع أي مدد قد يأتي من منافذ البحر الأحمر إلى الكولونيل هكس باشا الأمر الذي ساعد قوات المهدي في إيقاع الهزيمة بالحملة في عام 1883م وإبادة جنودها كلهم في معركة علق بالقول عليها اللورد فيتز موريس في جلسة مجلس اللوردات البريطاني في نوفمبر / تشرين الثاني 1883م وقال: «لم يفن جيش بهذه الطريقة منذ أن هلك جيش فرعون في البحر الأحمر.
    وحاول المصريون الأتراك بقيادة الإنجليز فك الحصار الذي فرضه دقنة علي طوكر وإبعاد الخطر عن ميناء سواكن ولكنهم لم ينجحوا فقد وقعت طوكر وسنكات في قبضة عثمان دقنة. وهكذا تمكن عثمان دقنة من تحرير شرق السودان من التركية السابقة ووضعه تحت راية المهدية في الفترة بين سنة 1886م ـ 1887 م ماعدا حامية سواكن التي ظلت محاصرة. وساهم بذاك في تسهيل قتال الأنصار في مناطق السودان الأخرى.

    هروبه
    بعد هزيمة الجيوش المهدية في معركة كرري وقرار الخليفة عبد الله التعايشي بالتراجع مع بعض قواته غرباً لمواصلة الكفاح لحق به الأمير عثمان دقنة بمن معه من رجال وعندما وصلت الأنباء بمقتل الخليفة أمر دقنة جنوده من أهل الشرق بعبور النيل من الدويم والتوجه نحو رفاعة ومنها إلى الشرق عبر سهول البطانة. أما هو فقد تنكر وأخذ يتنقل بين رفاعة وغيرها من المناطق الأخرى وبعث إلى أهله في طوكر ليعدوا العدة له لتهريبه إلى بلاد الحجاز، [16] وأعدوا له ثلاث قوارب واحدة في ترنكتات والثانية في هيدوب والثالثة في شمال عقيق.
    اعتقاله ونفيه


    غثمان دقنة اثناء سنوات سجنه
    وصل خبر وجود الأمير عثمان دقنة في الشرق إلى الإنجليز الذين أعلنوا عن جائزة كبيرة لمن يدلي بمكانه، وعن طريق الوشاية علم مأمور سواكن بذلك فتوجه إلى مكان مخبئه علي رأس قوة من الشرطة وتمكن من أسره. ونقل دقنة مكبلاً بسلاسل الحديد إلى سواكن في عام 1900 م، الأمر الذي أثار غيظ أهله الذين خرجوا وضربوا طبول الحرب لمحاربة معتقليه وتحريره من الأسر وسارعت السلطات بتهدئة الجموع ووعدتهم باحترام مكانته كأمير و إخضاعه لمحاكمة عادلة، وسرعان ما تم نقله إلى مصر في 18 يناير / كانون الثاني 1900 [17] وأودع أولاً في سجن رشيد ثم في دمياط و في ديسمبر / كانون الأول 1908 م نقل مجدداً إلى سجن وادي حلفا بالسودان. التمس عثمان دقنة وفي عام 1923 م من حكومة الحكم الثنائي السماح له بأداء فريضة الحج وقوبل الطلب في البداية بالرفض، ولكن الحكومة البريطانية وتحت ضغوط برلمانية قادها حزب الأحرار البريطاني في لندن في عام 1924م عادت وسمحت لدقنة بالذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.

    وفاته
    وعند عودته من الأراضي المقدسة بعد ما أكمل مناسك الحج وضع دقنة رهن الاعتقال المنزلي وخصص له منزلاً صغير بجوار مركزٍ للشرطة في سواكن ليقضي فيه بقية حياته يصوم في النهار ويفطر في المساء علي اللبن والتمر ويقيم الليل بتلاوة القرآن وقد زاره في سجنه الملك جورج السادس ملك بريطانيا الذي توقف في سواكن أثناء زيارته للهند. وتمت إعادته إلى سجن حلفا. وفي 17 ديسمبر / كانون الأول 1927 م توفي الأمير عثمان دقنة ودفن في مقابر السيد إبراهيم الميرغني بوداي حلفا.[16]
    وفي 30 أغسطس / آب 1963م وعلي أثر تهجير مواطني وادي حلفا اثتاء يناء السد العالي قررت حكومة الرئيس إبراهيم عبود نقل رفات الأمير عثمان دقنة من وادي حلفا [16] وإعادة دفنه في مدخل مدينة سواكن وتم الكشف عن وجهه للتعرف عليه ومن ثم إعادة تكفينه ووضعه في تابوت خاص غطي بعلم السودان، نقل الرفات في احتفال رسمي إلى مدينة بورتسودان ومنها إلى عطبرة ثم إلى مدينة أركويت بشرق السودان حيث أقيم له ضريحاُ [18] في إحدى الروابي العالية هناك وبجواره قائمة المعارك الأربع عشرة التي خاضها وانتصر فيها و تواريخ وقوعها بالتسلسل.

    المصادر الرئيسية
    حروب المهدية: روبن نيللاند
    حرب النهر: ونستون تشرشل
    مذكرات يوسف ميخائيل: يوسف ميخائيل
    السودان عبر القرون: مكي شبيكة
    مع كتشنر الي الخرطوم: جورج استيفن
    كرري (دراسة توثيقية عسكرية: عصمت زلفو


                  

01-15-2020, 02:38 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)


    دا بوست سمين
    شـــكرا يا امنة و بروف عبد الرحمن.

    لى عودة إن شاء الله
                  

02-01-2020, 07:03 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    بسالة نساء الشرق:
    هربت القوات البريطانيه في كل اتجاه، فكان نصيب القوات الهاربة باتجاه الغابه الموت المنتظر على أيدي مجاهدات الانصار (بقيادة البطله توداي ) اللائي اعملن سيوفهن ورماحهن في الهاربين تقتيلا.
    ومن الشخصيات المهمة التي قتلت على أيدي(بطلتنا توداي وفرقتها المقدامه) الضابط (ليوتنات/جيمز برنارد ريتشارد سون) أكبر ابناء الثري الاسكتلندي (ديفيد ريتشارد سون) من علية القوم في اسكتلندا.
    كان الفارس ليوتنات/جيمز برنارد ريتشارد سون) يقوم بمهمة كلف بها مع ثلاثة فرسان اخرين ..ومن على البعد من بين الشجيرات رأت نساء الأنصار ( توداي وفرقتها المقدامه) الفرسان الأربعة قادمين نحوهن. فاتفقن على النيل من هؤلاء الفرسان القادمين ، وجهزت كل واحده منهن رمحها..وما كاد الفرسان الاربعة يصلون حتى انهالت عليهم الرماح من كل صوب لتخترق صدور الضابط ليوتنات/جيمز برنارد ورفاقه الثلاثة وترديهم قتلا بأيدي الماجدات البجاويات البطله توداي ورفيقاتها. .
    جزعت القيادة العامه في سواكن من عدم رجوع الفرسان الاربعه ،فأمرت بالبحث عنهم في كل موقع بين سواكن وتوفريك . وفي أثناء البحث وجدوا صفارة الضابط الفضيه وبها صدمة رمح وآثار دماء شاهدة على مصرعه. وأرسلت الصفاره إلى عائلته في أسكتلندا مع الوعد بالثأر له ....وكتبت الصحافة البريطانيه مطالبة بالثأر من نساء السودان (البجاويات.)
    📌 وقد كتبت جريدة التايمز اللنديه بتاريخ 25 مارس 1885 م عن هذه الحادثه عندما كتبت عن (حصار سواكن)
    📌 بقية القصة تجدها في كتاب إمارة سواكن (تحت الطبع).

    المؤرخ / محمود أبو عائشة.
                  

02-01-2020, 10:03 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: لأكثر من ست عقود عمد البعض عبثا علي اخفاء تضحيات و بطولات بعض الشعوب السودانيۃ بغرض تشويش حاضر الجزء الأكبر و التحكم في مستقبله

    ربما نحتاج الي بعض الوقت لتضمين التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ في المناهج الدراسيۃ التي مازالت تتحكم فيها نفس الفٸۃ لكن وجود كتب تاريخ موازيۃ للنسخ المزيفۃ في المكتبۃ السودانيۃ سيجبرها علي القبول بإطلاق أسر التاريخ الحقيقي للشعوب السودانيۃ
    للأسف هم لا يدرون ان التاريخ الحقيقي إضافۃ لجميع السودانيين و لن يكون خصما علي أحد غير الذين يبتغون إخفاء ضوء الشمس براحۃ اليد

    و قد ولي ذلك العهد الي غير رجعۃ

    العزيز دينق عبد الله.
    كلامك طبعا صحيح..
    فهذا الشعب نشأ وهو يجهل تاريخه.. بل ويدرس تاريخ مزيف.
    غايتو النخب السودانية الفاشلة تربية المستعمر ربنا يجازيها .
                  

02-11-2020, 07:56 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاماي .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الأعزاء المتداخين جميعا.
    شكرا كتير على الإهتمام بالبوست والإضافات القيمة.

    كنت أنوي المتابعة.
    ولكن فوجئت بالأرشفة هههه

    سأتابع في ذات السياق.. في بوست آخر تحياتي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de