|
الي من يهمه الأمر 12
|
01:19 PM August, 31 2019 سودانيز اون لاين سليمان محمد-السودان مكتبتى رابط مختصر
" منصب رئيس القضاء بين الثوره.... والثوره المضاده" _في هذا المنعطف من تاريخ ثورة ديسمبر المجيده يتمحور الصراع بين قوي الثوره من جهه وقوي الثوره المضاده من جهه أخرى _ ويكشف النزاع على منصب رئيس القضاء على أنه ساحه من ساحات هذا الصراع وتجلي من تجلياته. _ للثوره أهدافها وشعاراتها وبرامجها الواضحه. _ وللثوره المضاده أهدافها الواضحه أيضا _ لكن يختلف التعبير عنها باختلاف منابرها ومواقعها من العمليه السياسيه الجاريه على الأرض _وتتدرج مواقفها من الإعلان المباشر عن الموقف المعادي للثوره (المؤتمر الشعبي ونصرة الشريعه) الي الإعلان عن تأييد الثوره وشعاراتها في الإعلام وفي الظاهر والسعي بلا كلل لتقويضها وإفراغها من محتواها _ وهذا ما ظل يقوم به المجلس العسكري المنحل وتواصل عناصره القيام بهذا الدور بعد انتقالها لمجلس السياده.
" رئيس القضاء وإشكالية الآليه التي تختاره" _ قطعا لا يمكن الحديث عن شرعيه دستوريه او ثوريه يستند عليها انقلاب 4/11 _ الا ان _ الشرعيه الثوريه هي الأساس الذي قامت عليه كل الإتفاقات التي تمت في الوثيقه السياسيه والدستوريه بين قوي الحريه والتغيير والمجلس العسكري. _ اختيار مجلس السياده وعدد أعضائه وتقسيمه بين مدنيين وعسكريين وتقسيم فترات الرئاسه داخله بين العسكر والمدنيين ومهامه..... الخ. _ الاتفاق على تعيين المجلس التشريعي وحقوق الاختيار له..الخ. _ مجلس الوزراء.... كيفية اختياره..... ومهامه.... الخ. _ عمر الفتره الانتقاليه. _ كل هذه الترتيبات تم الاتفاق عليها على قاعدة ان هناك ثوره اكتسبت شرعيتها من اراده شعبيه اطاحت بالدستور والقوانين القائمه وقمة هيكل الدوله. _ وتأكيدا ولولا تلك الإراده الشعبيه والشرعيه الثوريه لما صعد البرهان وكباشي وحميدتي لمجلس السياده في هذه الحياة الدنيا. + فلماذا إذا هذه المماحكه وكل هذا الضجيج عندما يأتي الدور على اختيار رئيس القضاء والنائب العام؟؟. _ نعم حدث خطأ أثناء التفاوض عندما تم تحديد أن رئيس القضاء يختاره مجلس القضاء _ وأن رئيس النيابه يختاره مجلس النيابه _ لحظتها لم يتم الانتباه لأن مجلس القضاء بحالته الراهنه والتي تركه عليها البشير أو بالحاله التي يمكن تصنيعها قبيل انعقاد المجلس لأختيار رئيسه ( الإشاره لمؤامرة ترقية 46 قاضيا لترجيح كفة مرشح الثوره المضاده داخل مجلس القضاء) هذا المجلس غير مؤهل وغير مؤتمن وليس اهلا للثقه. _ فهل يسمح لهذه الثغره في الإتفاق الدستوري لأن تكون سببا لتقويض كامل قضية العداله _ ورد الحقوق الدستوريه والقانونيه للجماعات والأفراد _ ورد الأموال المنهوبه _ ومحاسبة المسؤولين خلال ثلاثين عاما من الفوضى والتمكين والنهب والفساد المؤسسي لموارد البلاد وانتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيه وبيوت الأشباح القتل خارج القانون. _ هل يسمح لهذه الثغره في الإتفاق الدستوري ان تكون مبررا لإعادة تسليم عناصر المؤتمر الوطني والحركه الإسلاميه _ عناصر الثوره المضاده _ لميزان العداله؟. _ لتحاسب من وتحاكم من؟. _ ولماذا لم تحاسب وتحاكم ايا من منسوبي المؤتمر الوطني والحركه الاسلاميه خلال ثلاثين عاما؟. _أليس من الأولى ان تثبت الهيئه القضائيه براءتها من عضوية المؤتمر الوطني والحركه الإسلاميه اولا وقبل التجرؤ على منصب رئيس القضاء في عهد الثوره. _ الا يستوجب ترقية 46 قاضيا في هذا التوقيت بالذات تحقيقا ومساءله؟ أليس في ذلك شبهة الفساد. _ وماذا يعني افر اغ شعارات الثوره ومطالبها من محتواها اكثر من هذا كله. + قضيةتحقيق العداله ورفع ما وقع من ظلم وانتهاكات جنائيه ماليه واداريه وسياسيه واخلاقيه كانت الدافع الرئيسي لقيام الثوره والحافز لدفع كلفتها العاليه _ فأي مختل هذا الذي يفكر في التفريط فيها هكذا لمجرد ان نصا في الإتفاق الدستوري صيغ بخطأ ولم يفرق فيه بين الوضع الحالي للمؤسسه القضائيه و العدليه التي صنعها وخلفها البشير وراءه... وحالها بعد تصحيحها وتنظيفها. _ فنص اختيار رئيس القضاء بعد تنظيف المؤسسه العدليه من الفساد الذي كان سمتها الابرز بواسطة مجلس القضاء _ متفق عليه ولا يمكن الإختلاف حوله _ ويقينا هذا ما كان في خاطر الذين اجازوا النص من ممثلي قوي الحريه والتغيير ولكن ترك النص مفتوحا بلا تمييز بين الحالتين ( اي اغفال حقوق الشرعيه الثوريه) في هذه الجذئيه حقق انتصارا متوهما لكل من يتمسك بحرفية النص لا بروح الثوره التي جعلت كامل الاتفاق على الوثيقه الدستوريه ممكنا _ لذلك ابتدرنا هذا المقال بالقول بأن الخلاف حول من يرأس القضاء في ظل الحكومه الإنتقاليه هو تجلى ومظهر للصراع بين قوي الثوره وقوي الثوره المضاده _ والتي تستميت لإيجاد ثغره لإفلات مجرميها من المساءله والعقاب. + لمن يقرأ هذا المقال نرجو الاضطلاع على ملف الفساد في المؤسسه القضائية الذي اصدرته نخبه وطنيه شريفه من القضاة قبل سنتين تقريبا. _ كما ويجب الإستماع جيدا لصوت القضاة _ خارج الخدمه _ في مؤتمرهم الذي عقدوه قبل يومين _ فهؤلاء دفعوا ثمن شرفهم العدلي فصلا تعسفيا من الخدمه وهم مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والشجاعة _ ويقيني انه اذا دعا هؤلاء الي مليونيه لدعم ترشيح القاضي عبد القادر محمد احمد لخرج معهم اكثر من العشره ملايين الذين خرجوا في 6/30. _فقضية المحاسبه والعداله لا يمكن اختزالها في خلاف حول نص يمكن تعديله والحاقه بالوثيقه الدستوريه الاصليه ولكنه واحد من أهم مطالب الثوره واعمدتها بل وروحها التي تحيا بها.
_ واخيرا فالثوره تعلم انها قد حملت معها زبدا الي أعلى قمة في الدوله _ ليس لعمي في البصر او البصيره ولكنه ثمن السلميه التي اختارتها طوعا وحملتها كرها _ لذلك _ ويوم السمايه _ لم تحتار واسمتها الثوره المستمره. _ لذلك فاستمرار تحرش الثوره المضاده بها لن يفعل غير أن يقدح زنادها وتحيا الموجه الثانيه _ وقتها ستسقط ثالثا.
الباحث/سليمان محمد
|
|
|
|
|
|