د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاثيوبيين ووداع العروبة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2019, 09:02 PM

Hassan Farah
<aHassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 9082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاثيوبيين ووداع العروبة

    09:02 PM August, 02 2019

    سودانيز اون لاين
    Hassan Farah-جمهورية استونيا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    08-02-2019 12:22 PM
    حيدر ابراهيم علي
    انفعلت مع المندوب الاثيوبي الذي كان يغالب دموع الفرح وهو يتلو بيان الاتفاق السياسي المبدئي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وقلت في نفسي هؤلاء هم الاشقاء الحقيقيون والذين يفرحون لفرحنا مثلنا وأكثر من فرحنا نحن بينما اخرون يتحدثون كثيرا عن الاشقاء السودانيين ولكن ينطبق عليهم المثل العامي ” حلو لسان وقليل إحسان ” الاثيوبيون صادقون في مشاعرهم تجاهنا وللسوداني مكانة عالية ومحترمة لا يجدها بين “الاشقاء” العرب وقد أثبتت الهجرة إلي البلدان العربية والاغتراب مكانة السوداني لدي العرب رغم ماقدمه لتلك البلاد ، صحيح هوعمل مدفوع الاجر ولكننا تميزنا بالامانة والصدق والمودة وعدم الفردانية مقارنة بالاخرين .
    لم تظهر أي عاصمة عربية اهتمامها بما يحدث في السودان ولم يحظ الشأن السوداني بمايستحقه من متابعة وتحليل موضوعي ولا أقول مساندة أو دعم معنوي وتشجيع من وسائل الإعلام العربي ماعدا الاهتمام المتأخر من قناة الجزيرة مباشر وهذا سببه النزاع الخليجي – الخليجي ونكايةبدولة الامارات والسعودية ، وتحريضي لتغيير دور النظام السوداني في التحالف العربي في حرب اليمن بالتحديد .ولاسباب صحية خاصة بالنظر كان علي الاستماع أكثر من النظر والقرأءة ولذلك تابعت إذاعة “صوت العرب ” بانتظام وقد صدمت للتجاهل التام لاخبار الانتفاضة الشعبية في السودان وكانت الاذاعة تظهر أخبار المظاهرات في البرازيل وتقدمها بالتفصيل مهملة للسودان وهو علي بعد مرمى حجر منها . وكان هذا تعبيرا حقيقيا من موقف الاشقاء العرب وتكشف تعاملهم مع السودان والسودانيين .
    يضحي التحالف العربي بالجنود السودانيين بينما يكتفون بالقصف من الجو، والمشاة هم السودانيون الذين يموتون بالعشرات ولا يعلن حتى عن اسمائهم فهم مجرد أرقام قد تعلن أو لا تعلن ! وللمفارقة للسودانيين علاقة خاصة جدا مع اليمنيين، فعرفناهم كأشقاء حقيقيين وغنى عنهم الازيرق ” في الهوي صرت يماني” ولكن نظام الأخوان المسلمين باع تلك العلاقة بحفنة من الدولارات .حرب اليمن تمثل عار لنا ، ولهم الحق في وصفنا بالمرتزقه .
    لقد عذرت في بعض الأحيان “الاشقاء العرب ” فقد كانوا مشغولين بصفقة القرن ولقاء البحرين للتطبيع الاقتصادي مع الكيان الصهيوني أما جامعة الدول العربية فحدث ولاحرج لم تقدم أي مبادرة أو مقترح مهما كان مضمونه ومن ناحية أخرى لا نريد ان نمجد مواقف بعض اليساريين والتقدميين باصدار بيانات تضامن مع الشعب السوداني .
    لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن ” كونفدرالية القرن الافريقي ” وهي فكرة بعث وإحياء علاقة السودان بمحيطه الافريقي لتكون قائمة على المصالح المشتركة وتستفيد من مكانة السودان لدي دول هذه المنطقة من القارة وبالتالي الدور الذ يمكن يلعبه السودان في مثل هذا المحور والذي سيكون بالتاكيد دورا قياديا ليتعامل مع السودانيين كأنداد واستثناء من الدرجة الاولي . ولكن هذا الأمر يتطلب تنازلا عن أسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي .

    د. حيدر ابراهيم علي
    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-324040.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-324040.htm








                  

08-03-2019, 03:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: Hassan Farah)

    حياك الله يا د حيدر ابراهيم
    زمان قلنا ليك مركز الدراسات السودانية ده مكانو اديس ابابا والاثيوبيين وليس القاهرة والمصريين الدولة الوحيدة التي يهين اعلامها السودان والسودانيين علنا وهم اعلام رخيص لا يوقظ فكرة ولا يهذب شعور اطلاقا وعالمننا مامبو سوداني
    عليك الله انت وابو القاسم حاج حمد اتاخرتو كثير كده ليه ؟؟؟الله يرحمو ليه
    من هسة رؤية القرن لافريقي دي نزلوها السوق وعندك رؤية الحركة الشعبية التي لا تموت وكل الهامش السوداني يسير في نفس الاتجاه
    ونبدا التاصيل الكوشي للسودان ((ضبط المصنع))) ننسي العرب والمصريين الفالصو ديا نهائي لحدي يحترمو نفسهم
    مركز الدراسات السوداتية مكانو الحققي اديس ابابا
    1- اعمل اذاعة معاه وتقدم محاضراتك دي ولاحظ الفضاء الفني والابداغي السوداني في دول الايقاد ااكثر جدوي
    2- قضائية ان وجدت نعرف بالفكر السوداني المغيب
    3- دار نشر واحياء دورية السيد عبدالرحمن المهدي (حضارة السودان)
    انت وضعت قدم راسخة في الاتجاه الصحيح الان
    والدول العربية المحترمة اليمن وسلطنة عمان والمغرب العربي فقط وليس الخليج ومصر اطلاقا
    https://up.top4top.net/


    لا يمكن ابدا ان يكون مركز درسات سودانية حقيقية وحر في ظل دولة العسس والمخابرات المصرية المزمنة ده بي العقل كده
    تعال اديس ابابا وابدا بداية جديدة والف رحمة تغشي المفكر ابوالقاسم حاج حمد
                  

08-03-2019, 03:49 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن ” كونفدرالية القرن الافريقي ” وهي فكرة بعث وإحياء علاقة السودان بمحيطه الافريقي لتكون قائمة على المصالح المشتركة وتستفيد من مكانة السودان لدي دول هذه المنطقة من القارة وبالتالي الدور الذ يمكن يلعبه السودان في مثل هذا المحور والذي سيكون بالتاكيد دورا قياديا ليتعامل مع السودانيين كأنداد واستثناء من الدرجة الاولي . ولكن هذا الأمر يتطلب تنازلا عن أسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي .

    والقول ما قلت حزام ....

    https://up.top4top.net/
    سودانيين فقط وفضاءانا الحزام المدراي الافريقي من جبوتي لحدي السنغال اينما يحترم السودانيين والابداع السوداني

    انظر ماذا يحس وماذا يقول الجيل الجديد الذي يطحن في شوارع الخرطوم كوقود للبعاعيت العروبيين ديل
    Quote:
    سناء حمد تكتب بماء من (( ذهب )) هل نحن عرب ام افارقه ؟؟

    سناء حمد

    هذه الايام تشغلني قضية الهوية، ولم اكن افهم ابعاد تأثيرها على بلادنا وشخصيتنا القومية ، بأكثر من الخطوط العريضة المعلومة .

    ثم وجدت اني أُلاحظ في كل خطوة اثرها ، الذي يتعاظم كل حين ، هل نحن عرب أم افارقة ؟ ، المنازعة بين الثقافة والسِّحنة، خلق حالة من عدم التوازن النفسي انعكست في تفاصيل اجتماعية وثقافيةً وسلوكية .

    شخصياً لم اشعر يوماً ما بالانتماء للعرب ، مع ان ثقافتي عربية ، ولم اشعر يوماً بأني افريقية رُغم سحنتي ….ولم اجد في التاريخ الاسلامي قبل ظهور الحركة القومية العربية ذاك الهوس بالعروبة والعربية ، بل كان العرب وعلى الدوام اضعف مكونات الممالك الاسلامية التاريخية خلا الأمويين في بداياتهم ، ولم تكن الثقافة العربية واللسان العربي دليلاً على عروبة ، فمن حفظ للغة العربية جميعهم لم يكونوا عربا ، خِلا ابو الاسود الدؤلي والخليل ابن احمد ، بينما سيوبويه وابن منظور والفيروز آبادي وكثيرون غيرهم كانوا من فارس وآسيا الوسطى وشمال افريقيا ، من دوّن الحديث كان البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وغيرهم كانوا جميعاً من اسيا الوسطى ، من حفظ الثقافةالاسلامية ابن المقفع وابن خلكان لم يكونوا عرباً ، من انشأ الفلسفة الاسلامية ابن رشد والفارابي وابن حيّان ..وغيرهم لم يكونوا عرباً، ولم يشعروا هم انهم لاجل هويتهم بحاجة لختم العروبة ، ولم يشعر العرب ان لهم فضلاً على هولاء .

    لم اجد احداً يجادل ويتوتر ويبذل جهداً ليثبت عروبيّته الا السودانيين ، بينما إن فُصل بين العروبة والاسلام ، لن يبقى من تراث للعربية عدا المعلقات والشعر الجاهليّ ، فلم هذا البحث المحموم عن كينونة في هذا الحيّز الضيق والفقير ، وإمامنا فضاءات اوسع وأرحب بهويتنا السودانية ..باننا ابناء أبيسينيا كما اسمها التوراة ، وابناء كوش العظيمة كما في الإنجيل .

    لقد وجدت تصالحاً حقيقاً مع الذات ، حين وجدت الاثيوبين والإريتريين ، الجيبوتين والصوماليين ، جنوب مصر ، وجنوب الجزائر والمغرب وتونس ، وجدت موريتانيا وجنوب ووسط ليبيا ، وشمال تشاد والنيجر ومالي….نحن من هولاء واليهم ، هذا موقعنا الطبيعي والسليم ،وكل هذه المنطقة المختلفة والتي تقع بين أقصى شمال افريقيا والجنوب الافريقي كانت تسمى بالسودان ، ثم اطلق على بعضها السودان الفرنسي والسودان الايطالي. والسودان البريطاني ،

    لقد بحثت في الدراسات الآثارية وفي التاريخ، وكل يوم تزداد قناعتي بهذا الانتماء ، نحن جزء من مجموعة بشرية تمتد من اقصى شرق افريقيا على البحر الاحمر واعلى المحيط الهندي الى المحيط الاطلسي … حزام عريض تتشابه سحنات ساكنيه وتتشابه عاداتهم ، تتقارب لهجاتهم وتقاليدهم وأزيائهم ، تتعد الالسن فيه من العربية ، الأمهرية والتقرنجا، الى الامازيغية ..تختلط فيه الدماء وتتمازج الأنساب ، فنسبة الدم العربي حسب خارطة الجينوم البشري في اثيوبيا اعلى مما هي في عدد من الدول العربية!! حزام ينتشر فيه الاسلام كدينٍ غالب حتى في اثيوبيا واريتريا !!

    نحن دولة افريقية ، ذات خصوصية ثقافية ..ونحن قطعة مهمة من ديمغرافيا هذا الحزام الذهبيّ …لننطلق من هنا ، كما انطلقت دول هذا الحزام ، متجاوزة هذا السؤال وقد كان الاريتريون بسحناتهم أجدر بقلق الهوية منا اذ هم اقرب للعروبة جغرافيةًً وملامح، ولكنهم عبروا فوق هذه الالغام وتمسكوا بالجغرافية وبالبعد الديمغرافي للقرن الافريقي وحضاراته .

    لقد ركزت الدول على عملية بناء هوياتها الوطنية والحضارية، فهذا هو المعني الاول لكونك دولة مستقلة ، وانعكس ذلك ثقةً وراحة في شخصية شعوب تلك الدول وطبيعة الصراع السياسي فيها .

    دعونا نبدأ بالفخر بشخصيتنا الاصيلة في جغرافيا وبيئة ومناخ هذا الحزام الذي بضم جانياً من الصحراء وجزءاً من السافانا ، ، ودعونا نشعر بالفخر ان العرب نزحوا لبلدنا اما بحثاً عن الكلأ او الامن فبذلناهما لهم ، واستوعبناهم في حضارتنا، وان الافارقة زحفوا نحو ارضنا كذلك وراء الكلأ و الامن ، فأنصهروا في مجتمعنا ، نحن ظللنا امةً تملك قوة ناعمة هائلة مستقلة ، دعونا نفخر بها …ونؤسس عليها..

                  

08-03-2019, 08:35 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: هذا الأمر يتطلب تنازلا عنأسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي .



    انت يا د حيدر ابراهيم تخصصك اجتماع في حقائق لازم بعد ده تطلع للعلن عشان نتجازوا في مرحلة الهوية السودانية الحقيقية
    د منصور خالد جعلي وعارف التراهات دي ما عندها علاقة لا بالجعليين ولا الشايقية من الاساس الجعليين الاصليين والشياقية الاصليين ديل قبائل سودانية ونوبة مستعربين تاريخيا ومشلخين وقاعدين في الاقليم الشمالي وختمية وانصار وما في واحد فيهم بشعر شعور الدونية حيال مصر عبدالناصر او تركيا رجب اوردغان ولا مشاريعها والوسخة في السودان في فئات اجتماعية في المركز ليس لها علاقة بالشمال وعارفين نفسهم كويس هم من جلب المشاريع المصرية وفرضا بالانقلابات ويلهث ورا عروبة مستعارة لحدي الليلة عامل فيها شيوعي وبعثي وناصري واخو مسلم وسلفي
    لا عاجبو دين السودان ولا عاجبو رموز السودان ولا حضارة السودان ولا تاريخ السودان الحقيقي ولا خيارات شعب السودان الانتخابية ويلف ويدور لحدي الليلة
    علم النفس الاجتماعي السياسي ممكن يشخصهم ليك كويس وبارك الله في محمد ابراهيم نقد قطع نص المشوار في كتابه الرق وعلاقات الرق في السودان وايضا محمد ابو القاسم حاج حمد كتاب استقلال السودان وجدلية التركيب
    عشان تعرف من اين اتي هؤلاء الذين مسخو حتي علم السودان عبر 52 سنة من الانقلابات الرخيصة وما عايزين يواجهو الحقيقية ويتمسحو بالكريمات لحدي الليلة وشايفين الجنوبيين عبيد نحن في الشمال الراجل البتمسح بي الكريمات ده اللوطي بس

                  

08-03-2019, 03:57 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)


    أندهش ل د. حيدر ابراهيم علي أن يبنى مقاله هذا على أساس خاطئ وغير موضوعىز
    يلوم العواصم العربية وماذا يعنى بها (الأنظمة الحاكمة)؟ فمعلوم أن هذه الأنظمة لها
    مصالحها المتعارضة مع ثورة السودان، فإعلامها الرسمى عتم على أخبار الثورة.

    ولكن الشعوب العربية تابعت وتعاطفت مع الثورة السودانية وهذا واضح من مواقع
    التواصل المختلفة. كما الإعلام العربى بقنواته الخاصة إهتمت بأخبار الثورة السودانية
    ومصادرها كانت مغلولة حيث النظام البائد ودولته العميقة والمجلس العسكرى منعوا
    الإعلام الأجنبى والمحلى من تغطية أحداث الثورة. كانت مصادرها الثوار أنفسهم
    عبر موبايلاتهم، وما تقوم به من لقاءات مع صحفيين وسياسيين وناشطين عبر الأثير،
    فأتاحت صوتأً عالياً للثورة والثوار. ومعلوم أيضا قطع جبرى للإنترنت لفترة طويلة
    لحجب تقارير الثوار. كما قلل من دور هذه القنوات وإختصرها فى واحدة (قناة الجزيرة).
    بينما كانت قنوات اخرى أخبارية أو برامج سلطت الأضواء على الثورة.

    يناقض نفسه عندما يذكر أن قناة الجزيرة كان لها غرض نكاية بسبب النزاع الخليجى،
    وكذلك ما ذكر عن مشاركة أبناء السودان محاربين بحرب اليمن .ذكره لهاتين النقطتين
    تنسف مقاله، حيث دون أن يقصد قد فسر لماذا الأعلام الرسمى لبعض الدول العربية
    تعمد التعتيم على أخبار الثورة السودانية. وأضيف هنا ان دول أخرى لم تجد مادة متاحة
    للتعتيم من الإغلام السودانى وحظر مراسلى الإعلام الأجنبى كان بسبب أن الأنظمة
    الحاكمة لها مصالح سياسية متعارضة! وأغفل وقلل من دور الإعلام الخاص.

    كما يبنى مقاله على موقف فردى لوسيط أثيوبى بكى، ولم يقل لنا ماذا نقل وقال
    الإعلام الرسمى الأثيوبى عن تفاصيل أحداث ثورة السودان. ومدى تفاعل الشعب
    الأثيوبى. ولنقل أثيوبيا وقفت مع الثورة فهل هى كل أفريقيا؟ .. تغافل عن
    موقف مؤيد عظيم لثوار الجزائر الذين هتفوا تحية ودعما للثورة السودانية ..

    المقال فى نظرى لم يكن كاتبه موفقا فى موضوعه ومضمونه!
                  

08-04-2019, 04:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    نحن علينا ندين الانظمة العربية واعلامها الرخيص ومصر الدولة الوحيدة التي تهين السوداتيين علنا في اعلامها
    مسالة الحبشة دي ما جديدة
    اتفاقية اديس ابابا 1973 برعاية الحبشة واثبوبيا تحترم السودان اكثر من مصر وسائر الدول العربية والسودان مغيب في الميديا العربية حضاريا وفكريا وثقافيا
    وانت يا حبيب اللهث بس ومجرد مامبو سوداني واقرا مذكرات محمد نجيب اول حاجة
    عشان تتحررمن اصر مصر اول حاجة وترجع لي ضبط لمصنع 1يناير 1956 ذى ما متجه الانن د حيدر ابراهيهم
    نظام لانقاذ ده كان مدعوم من كل العرب من 1989 2019 وهسة جو عشان يلحقونا اليمن وسوريا وليبيا بس
    وثورتك دي مشوارا طويل جدا
    وين العرب في الابادة في جبال لنوبة وجنوب السودان ودارفور بالذات فضائية الجزيرة دي
    نوعك ده القعد مصر في راسنا احدي هسة وعايز تعيد تدوير الدولة المركزية في مثلث الحمدي بس
    ده افضل مقال لد حيدر ابراهيم ويمشي عليه عديل
                  

08-04-2019, 04:46 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    ونجي كمان نشوف يقظة سيد احمد الحردلو الله يرحمه والطيب صالح كمان

    Quote: سيرة مدينة/اخر كلمات الشاعر سيد احمد الحردلو

    عادل الامين

    الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 11:42
    المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات







    عندما اشتد المرض بالشاعر الدبلوماسي السوداني الراحل سيد احمد الحردلو..كانت لنا معه اتصالات تلفونية من صنعاء..ولصنعاء غواية ووقع خاص في نفس الشاعر وطعم خاص ايضا(كطعم القات الشامي )و ياتيك صوته الهادي مشحون بالفرح والاعياء وتنساب كلماته وتحياته للاحياء والاشياء في اليمن االسعيد وقد كان سفيراً للمعاني اكثر منه من سفير للمباني في اليمن ..واذكر اليوم وان اقلب في ((الصندوق الاسود)) حيث اوراقي وجدت اخر مقال ارسله من السودان مع الروائي السوداني الحسن محمد سعيد لنشره في صحيفة الثورة اليمنية- وبعد رحيله المؤسف وانفصال جنوب السودان الفادح بسبب عجز الشمال وقديما قال حكيم سوداني ((حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال))..طالعتها مرة اخرى علي افك شفرة هذا المقال وعندما عجزت عن ذلك جئت بها الى الحوار المتمدن عسى ولعل تكون ذكرة تابينية ثانية لرحيله المؤسف..والحديث ذو شجون..


    .. إنه... جدير بالاحترام...!!
    .. (نعم.. السودان.. هبة الله..!)
    سيد أحمد الحردلو

    1
    * تاريخ السودان - (حسب إفادات آثاره ـ)
    ما ظهر منها.. وما بطن.. ( يتوغل إلى مائتي ألف سنة...)
    وليس (لسبعة آلاف).. كما يزعم الزاعمون..!!
    * ماعرف عنه شحيح وبخيل وهزيل.. ولا يملأ الكف..!
    لأنّه ضارب في تيه ممدود بلا حدود...!!
    ... ومخبوء عنا.. في بيداء.. دونها بيد...
    من الأقربين والأبعدين..!
    وتلك قصة كتاريخ الأفاعي طويلة.. وتطول...!
    فنحن (السودانيين)... مسؤولون أمام الله ( والتاريخ والجغرافيا والمجتمع والحلم) عن كل ذلك!
    * لكنني استثني حفنة من المؤرخين والعلماء السودانيين الذين حاولوا
    ويحاولون ـ قدر المتاح أمامهم من إمكانات ـ نبش ذلك المطمور من
    تاريخنا.. وأتوقف بالإجلال أمام الأستاذ جعفر ميرغني الذي مافتئ يسعى ويكد.. ومازلت أتمنى عليه نشر ذلك المخزون المسجون الذي
    جمعه ويجمعه في مجلدات مرقمة.. بدعم مالي مستحق من جهات
    الاختصاص!!
    فالسودان جدير بذلك.. وتاريخه جدير بالاحترام!

    2
    * واستأذن لأضرب بعض الأمثلة.. فهناك من يقولون ـ وأنا الفقير
    الضعيف منهم ـ أن سيدنا موسى (الكليم) عليه السلام ـ مثلاً ـ ولد في
    (ناوى) على ضفاف (مجمع البحرين) (حيث كان يلتقي فيها بحران
    قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة!)
    * وأنّ النبي (الخضر) (أعلم علماء زمانه) ولد في (ناوى). وكذلك
    سيدنا لقمان الحكيم (أحكم حكماء زمانه)، وأن عدداً من السحرة الذين استعان بهم الفرعون، (رمسيس الثاني) أمام سيدنا (الكليم) هم أيضاً من (ناوى) التي اشتهرت بالسحرة، وليس (السحاحير!!) كما يقول العامة!
    * بل إن مستر قريفس (مؤسس معهد بخت الرضا الشهير) قال في
    كتابه (نقوش مروية) أن (معبد وتمثال الملك ترهاقا) وجــدا
    مطمورين تحت رمال (ناوى) ونقلا إلى مركــز مروي (وقــد شاهدتهما في طفولتي أمام مركز مروي!) وتلك جميعها شواهد على أن (ناوى) أو (ناوا) التي (جنيت) على اسمهــا التاريخي
    لدواعي الشعر!! كانت بلدة تاريخية مهمة لأنها أنجبت رجالاً عظماء منذ آلاف السنين. وأكرمها الله بموقع فريد على ضفاف مجمع البحرين!
    * وكنت ومازلت أقول إنّ (مرج البحرين) هو مقرن النيلين، وقد أيّد
    قولي هذا السفير اليمني الشاعر والمؤرخ د. صلاح علي أحمــد
    العنسي، في قصيدة له نشرتها صحيفة (آخر لحظة)، فهـو إلى
    جانب تخصصه في الاقتصاد والعلوم السياسية، دارس تاريخ
    خاصة التاريخ اليمني ـ السوداني. وكتب قصيدة عن السودان
    أسماها (السودان.. هبة الله!) و(أعجب كيف غابت عني هــذه
    الصفة الصادقة والصدوقة) و(أنا الزاعم ألا أحد يماثلني أو حتى يجاريني في عشق هذا السودان!!!) وقد يكون زعمي مردوداً!!!
    * فالسودان ـ إذن ـ جدير.. وتاريخه جدير بالاحترام!!
    3
    * أمّا النوبيون (أو النوبة) فقد شيّدوا الحضارة الأولى في الدنيا على
    ضفاف (نيل السودان).. وملوكهم كثر.. وأستاذن لأضرب مثلاً
    ببعضهم:- فمنهم (كاتشا) و (بعانخي الفاتح) و(الكنداكة) و(ترهاقا).
    * امتدت امبراطوريتهم من تخوم الشام وحفافي البحر الأبيض.. إلى
    الصومال و(بحر القلزم) شرقاً.. وإلى غانا وغينيا.. والسنغال على (بحر الظلمات) غرباً!
    * وهو جدير.. وهم جديرون بالاحترام!!
    4
    * شهدت سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين ما كان يسمى بـ (الاشتراكية الإفريقية) التي كان يتزعمها الشاعر والرئيس السنغالي ليوبولد سنغور، وكانت تلتئم منتدياتها كل عام في عاصمة إفريقية، وكنت حينها منقطعاً في السفارة بتونس، وكان الدور عليها.. بينما الصديق (الراحل المقيم) أبو القاسم هاشم ذلك الإنسان النبيل (عليه رضوان الله) كــان يمثل السودان في تلك اللقاءات لكنه ـ ربما بسبب مشاغله ـ أرسل برقية لاسلكية يكلفني فيها بأن أنوب عنه في ذلك اللقاء..
    * كان ذلك في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي.
    * اقترحت تونس أن يكون المنتدى في مدينة (سوسة) الساحلية السياحية الجميلة، وهي على مرمى ساعة بالسيارة من العاصمة.
    * كانت الاجتماعات صباحية ونهارية، وكانت المساءات حرة. كنا نلتقي كل مساء (سنغور وشخصي الضعيف ونسهر في حــوارات
    تطول عن الاشتراكية الإفريقية والشعر حتى بعد منتصف الليل).
    (لم يكن ـ يومها ـ رئيساً للسنغال. كان قد استقال كأول رئيس إفريقي، وسار مساره ـ بعد حين ـ المعلم نيريري!).
    * استنشدته شعراً ذات مساء. كان يجيد الفرنسية التي يكتب بها شعره، ويحسن الانجليزية. وكنت (ركيك) الفرنسية، وأحسن الإنجليزية. كنت أسأله عن بعض التعابير الفرنسية، التي كانت تغيب عنّي
    فيشرحها لي بالإنجليزية، ثم استنشدني شعراً، فأنشدته بعضاً من
    قصيدتي المطولة (نحن) وكنت قد كتبتها بالعامية في كنشاسا بزائير عام 1975م ولاحظت أنّه طرب حين ترجمت له:
    (نحن الساس
    ونحن الرأس
    ونحن الدنيا جبناها
    وبنيناها
    بويت في بويت
    وأسال جدي ترهاقا
    وخلي الفاقة والقاقا).. الخ
    وحين قلت له (إن هنالك من اتهمني بالنرجسية) وكنت أعني ابن أختي
    مولانا أبو الحسن مالك ـ احتد صوته وهو يقول (إنك قلت الحقيقة.
    إنّ الحضارة الأولى في الدنيا أقامها جدودكم النوبة وهم سادة الصناعة الأولى، والزراعة الأولى والمعرفة والشعر والفنون.. والفخاريات
    والأهرامات.. الخ.. بل إنّ هذه الحضارة انتقلت إلى السنغال.. وأن هنالك أعداداً كبيرة من النوبة والدينكا والشلك والنوير يعيشون في
    السنغال ويتحدثون بلغاتهم الأصلية.. الخ)
    * سألته.. إن كان مستعداً أن يقول كل هذا في محاضرة في الخرطوم..
    فعبّر عن سعادته بذلك. فأرسلت تقريراً بذلك لرئاسة الخارجية، وجاءني رد إيجابي ومعه رسالة من الرئيس نميري (عليه رضوان الله) موجهة
    للرئيس سنغور، قمت بتسليمها لسفير السنغال بتونس ليرسلها عبر
    خارجيتهم لسنغور.. وعلمت.. فيما بعد أن الرئيس سنغور قد جــاء
    للخرطوم وقدم محاضرة بذات المعنى في قاعة الامتحانات بجامعــة
    الخرطوم!
    5
    * قضيت الفترة من أغسطس 1968 إلى أغسطس 1971م في سفارتنا بلندن، وكنت أداوم على زيارة (ركن المتحدثين بحديقة هايد بارك) كل
    نهار أحد، وكنت أحرص على الاستماع لاثنين من المتحدثين.. أحدهما (روي صو) وهو من جامايكا وكان مديراً لجامعة الدراسات السوداء
    بلندن وأصبحنا أصدقاء والتقاه في شقتي الأصدقاء مأمون عوض أبوزيد والمرحوم عوض مالك ومحمد أحمد ميرغني (السوس).. عدة مرات.
    وكنت أمده بمؤلفات ودراسات عن قضية جنوب السودان،
    والآخر أستاذ إفريقي (غاب عني أسمه) كان يحاضر في تلك الجامعة
    عن تاريخ إفريقيا، وكان يركز في محاضراته في الجامعة وهايدبارك،
    على أنّ الحضارة الأولى نشأت في إفريقيا (السودان) وأن هؤلاء الأفارقة.
    (هم الذين علموا قدماء المصريين والذين بدورهم علموا الإغريق الذين
    علموا الرومان، وهؤلاء بدورهم علموا الانقلوساكسونيين).
    * ولابد أن كثيرين يذكرون عالم الآثار (بروفيسور هيكوك) الإنجليزي والذي كان يقيم في (البِنك بلاس) (القصر البمبي) على النيل الأزرق والذي توصل ـ بعد جهود مضنية ـ إلى أن الحضارة الأولى (انتقلت من الجنوب للشمال) ولقى حتفه وهو يقود (بسكليته) في حادث مرور قرب مقر سكناه!!!؟؟
    6
    *
    7
    * كان النوبيون القدماء هم أول من بنى السفن الكبيرة العابرة للبحار
    والمحيطات ( سفينة سيدنا نوح "عليه السلام" استثناء). وكــان النوبيون مغرمين بالاستكشافات والتوسع في مد إمبراطوريتهم، ليس لأسباب استعمارية.. ولكن لطموح حضاري هدفه نشر حضارتهم.
    * وهكذا عبر روادهم المحيط الأطلسي فوجدوا أنفسهم في المكسيك.. فتركوا فيها بصماتهم الحضارية.. ثم دلفوا شمالاً ليكتشفوا أمريكا قبل
    آلاف مؤلفة من السنين قبل ذائع الصيت كرستوفر كلمبس.. وأقاموا
    فيها حضارة ماتزال (آثارها) باقية.. لمن يريد أن ينقب ويستوثق
    (إن سمح له بذلك!!)
    8
    دعاني الصديق الحبيب الروائي العالمي الطيب صالح (عليه رضوان الله) شتاء 2002م لزيارته في القاهرة في رسالة بعث بها مع صديق الطرفين الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، فاختار الأستاذ محمود عشية عيد الأضحى لأسافر في صحبته الكريمة للقاهرة. كنت أحرص إبان أقامتي مع (الطيب الصالح) أن أهبط باكراً من شقته في شارع الجامعة العربية.. لأشتري (صحيفتي الشرق الأوسط والحياة) إلى جانب الصحف المصرية، وفوجئت بخبر مثير في الشرق الأوسط وفي صفحتها الأولى يقول: إن عالم الاثار "بروفيسور هيرمان بيل" عقــد مؤتمراً صحفياً في الخرطوم قال فيه إنّ أساس حضارة وادي النيل هو السودان!) وهذا العالم ـ الأمريكي الأصل والبريطاني الجنسية كانت قد استجلبته (اليونسكو) قبيل اكتمال السد العالي ليسجل أسماء القرى التي ستغمرها مياه السد والآثار التي يمكن انقاذها في شمالي السودان. فعشق هذا العالم وزوجته السودان وأقاما فيه لفترات طويلة (تعلم إبّانها العربية والنوبية) تعرّفت عليهما (في دارة) الصديق (الراحل المقيم) البروفيسور محمد عمر بشير (عليه رضوان الله) في مايو 1975م. * قرأ الطيب صالح الخبر وهو يكرر عبارته الشهيرة (حكاية عجيبة الشأن)، فقلت له مازحاً (لماذا لا تطلب من بعض أصدقائنا المصريين أن يطالعوا (الشرق الأوسط) (فقط وبدون إيضاح!) فضحك وفعل. (و.. تعال.. وشوف..!) توالت بعد حــوالي الساعة اتصالاتهم الهاتفية.. وهم يستنكرون وينفون تلك الفرية!! ومن عجب.. كــان جميعهم من كبار الأدباء والمفكرين!!

    * و.. كان الأشوريون يغزون بلاد الآخرين ليس لاستعمارها ولكن لنهب ثرواتها وتدميرها وتركها (قاعاً صفصفاً) لحكمة يعرفها الأشوريون!!
    وهكذا ذهبت جيوشهم إلى (القدس) وحاصرتها، فاستنجد ملك القدس (اليهودي) بالملك بعانخي الذي كانت تمتد حدود إمبراطوريته حتى تخوم الشام، فأرسل بعانخي (ابنه ترهاقا) قائد جيشه والذي هــزم الأشوريين وفك الحصار عن القدس!
    9
    * ذلك غيض من فيض.. فيوض تاريخنا الذي حبانا به الله ـ جلّت قدرته.
    أمّا الجغرافيا.. فشواهدها ماتزال ماثلة أمامنا.. كأكبر قطر عربي _ أفريقي مساحة.. وكجسر واصل وليس فاصلاً بين (اليعربية
    والأفريكانية) راكز ـ رغم كل شيء ـ (كالهمبول) من خط عرض
    22 شمالاً حتى الاستواء جنوباً، يجري فيه عشرون نهـراً،
    ومياه جوفية بينها وبين سطح الأرض شبر واحد في كثير من
    أصقاعه.. مسكون بكل الثروات على الظاهر والباطن.. وباختصار.. هو أغنى بلاد الدنيا.. وأفقرها في ذات الوقت!!
    * عاش فيه شعب طيب.. كريم الخصال والسجايا.. مستور الحال.. وكان متكافلاً ومتكاملاً وأرباباً..!
    11
    * (السودان.. هبة الله)
    * صدقت يا صديقي السفير الشاعر..
    * نعم.. (السودان هبة الله) أكرمنا الله كثيراً بتاريخ وجغرافية.. ومجتمع وحلم..) وهي هبات.. (قلّ أن يجود بها الزمان في وطن واحد!) فأين
    نحن الآن من كل ذلك!!!
    * ها نحن نعيش الآن في عالم يحاصرنا.. محلياً وإقليمياً ودولياً! يسعى جاهداً (لتقسيم المقسم.. وتجزئة المجزأ..!!) وها نحن بدلاً عن أن نتوافق
    ونتصالح ونتحد حول برنامج أو ميثاق أو عهد.. قومي ملزم للجميع لإنقاذ السودان (أولاً.. وثانياً وعاشراً) ها نحن نتفرق أيدي سبأ!!
    * السودان الآن.. (في مأزق أن يكون أو لا يكون!!)
    (وتلك هي القضية!!) كل ذلك التاريخ الذي أسلفت.. وكل تلك الجغرافيا
    التي أسهبت.. وكل ذلك المجتمع النادر المثال.. وكل ذلك الحلم العظيم
    الذي يتمدد من البحر.. عبر النهر.. حتى الجبل.. ومن الصحراء... إلى السافنا والغابة... حتى الاستواء..!
    * كل ذلك الميراث والتراث والحاضر.. والآتي مهدد بالانقراض كالغول
    والعنقاء والخل الوفي!! (إني أكاد أرى الأشجار تمشي نحوكم!!!)
    * يقول القائلون.. إن الجنوب سيتوغل جنوباً.. وأن المغرب سيتوغل غرباً.. وأن المشرق سيتوغل بحراً.. وأنّ الشمال سيتوغل شمالاً..
    أي أننا موعودون بدويلات أو كانتونات!! (والله يكضب الشينة!!!)
    11
    * علمت من فضائية (الجزيرة) أنّ الإمام السيد الصادق المهدي. ومعه نفر كريم من مفكري مصر يعملون لقيام هيئة أهلية تسعى للحفاظ على حقوق السودان ومصر من مياه النيل.. ذلك أمر مهم وحسن.
    * لكن الأهم والأحسن والأبقى.. هو العمل على بقاء السودان متحداً وسالماً وقويـاً!
    * من هنا (ومن منطلق قومي نشأت عليه، وظللت مستمسكاً به، وسأظل عليه) أنادي وبالصوت الجــارح والعالي كل السودانيين ـ يا كل السودانيين إنني لا أجد ما أختم به قولي هذا سوى) (المقطع الثالث) من قصيدتي (فكذبوا نبوءتي.. يا أهل بيزنطه) وكنت كتبتها في الخرطوم في عام 1987، حيث قلت وأقول:
    (يا كل أبناء الوطن
    يأيّها الجميع..
    في جميع أصقاع وأوجاع الوطن
    إني أصيح
    أن شيئاً ما.. يمد ظله على الوطن
    وأن شيئاً ما.. يعد في مطابخ
    الكبار والصغار.. للوطن
    وأنني أرى فيما أرى
    وحشا من النار..
    وفي كفيه.. سيف وكفن
    فكذبوا نبوءتي
    يأيها الرجال والأطفال والنساء
    فإنني أرى الأشجار تمشي نحوكم
    وأنكم محاصرون في ذواتكم
    وأنّ شيئاً مثل ظل الموت
    مد ظله من حولكم
    فكذبوا نبوءتي
    يا أهل بيزنطه.. لأنكم
    تجادلون بعضكم
    ويستبيح الطامعون داركم..!!)
    12
    * يا جميع السودانيين!
    و... تلك شهادتي الأخيرة.. أبذلها أمام الله والوطن والناس!!! واستغفر الله لي ولكم، و.. خلاس!!!
    الخرطوم ـ في العاشر ـ من يونيو ـ 2010م


                  

08-04-2019, 04:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    وانتو ما عايزين نطلعو من كستبانة مصر ام الدنيا وما عايزين اناس يطلعو
    والله ما في شي طمم بطني من ثورتكم مش وعيكم المازوم اكثر من العلم القبيج الاديتو الشفع يطلعو بيه ده من ديسمبر 2018
    عشان كده الكبارالعارفين مايو ومحازيها لحدي الليلة بتفرجو فيكم
    وحبل الكذب ممحوق
    وانتهت اكذوبة مصر ام الدنيا الي نظر الصغير اللستك في السودان الما عايز يتحرر من الاصر ويتمسح بالكريمات لحدي هسة في جمهورية لعاصمة المثلثة

    https://up.top4top.net/
                  

08-04-2019, 05:19 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)


    Quote:
    تفاقية اديس ابابا 1973 برعاية الحبشة واثبوبيا تحترم السودان اكثر من مصر وسائر الدول العربية والسودان مغيب في الميديا العربية حضاريا وفكريا وثقافيا


    سلام عادل
    وما هو موقف أثيوبيا قبل إتفاقية أديس أبباا 1973، بل وقبل 25 مايو 1969؟
    ألم يكن موقف مساند لحركة الأنانيا المسلحة ووعن طريقها يأتى الدعم
    اللوجستى ومن ضمنه السلاح والمالى والتدريب بأراضيها وإتاحةتها
    كعمق لمليشيات الأنانيا؟

    وماذا عن الدور الأثيوبى فى خمسينيات القرن الماضى، الدور الإستخبراتى
    والتنسيقى مع إسرائيل وأمريكا فى تآمر مع ألأميرالى عبد الله خليل أدى لتسليمه
    السلطة لعبود حسب ما خططوا له وبتحديد ساعة الصفر؟

    صاحب المقال يلوم العرب عامة وليس مصر فقط، فلماذا إنحرفت عن ذلك وذكرت مصر؟
    ومصر الشعبية سواء فى مواقع التواصل أو قنوات فضائية، وبرامج Talk Show
    سلطت الضؤ على الثورة وساندتها وإنتقدت النظام البائد والمجلس العسكرى.
    وقنوات الجزيرة والحدث والعربية ديل كلهم عربيات .. نقلت نأ أستطاعت رغم
    شح المادة والتعتيم من الإعلام السودانى، وحظر المراسلين لقنوات أجنبية!
    والجزائر أيضا دولة عربية ثوارها حيوا وهنفوا للثورة السودانية. والسعودية
    أيضا عربية ورغم موقفها الرسمية ولكن شعبها تفاعل وشجعت جماهير الكرة
    بهتافات الثورة السودانية .. مثل الحل فى البل ..

    لم تقل لى ماذا جاء فى قنوات وصحافة أثيوبيا أو الدول الأفريقية الأخرى؟
    مثلما أغفل كاتب المقال ذلك.



                  

08-04-2019, 06:57 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    انت خليك في وعيك ده مرتاح ما اتجازوت وعي 1964 وناس ابو عيسى ولاحتتجاوزو
    الدولة المركزية والانقلابات دي كلها وراها مصر والمشاريع المصرية هي الضعيت السودان
    نقطة سطر جديد
    والحبش بعرفو كل اغانيك والمصريين بعرفو المامبو السوداني فقط ويسفهة حضارتك وفكرك وثقافتك علنا
    والانظمة العربية دي كلها الان دلالين المشروع الامريكي الاسرائيلي وعايزين يلحقوك اليمن وسوريا وليبيا
    https://up.top4top.net/

    انت عالة علي التغيير في السودان
    وحدك البورد ده بس وناسك البتسكع معاهم هنا
                  

08-04-2019, 04:48 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)


    يا زول ما فى داعى لتجاوز آداب الحديث

    أنت زى حصان الكارو صاحبه يضع على جانبى عينيه قطعة مسطحة من جلد أو كرتون تحظر رؤيت فى تجاه واحد لا يرى المشهد الشامل الواسع. تنتقى المعلومات لتبترها أو تطوعها بفهم مغلوط لتتطابق مع فكرتك وقناتك الجامدة وإن كانت على خطأ .. تضيق بالرأى الأخر وتصنف الناس بضيق صدر وصلف غبى. ياكا إنت الذى سيدور حول نفسه ويحرث البحر هنا فقط. بإمكانى أن أواصل معك وبإمكانى محاصرتك وتبليعك كلامك ومنطقك المعوج .. ولكن أكتفى بما عجزت عن مجارتى نقاشاَ فيه فلجأت للهبل! وبإمكانى أن آتى بنماذج صور وفيديوهات تنسف المقال والبوست ولكن لن أضيع زمن معك.
                  

08-05-2019, 03:39 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)




    معتز مطر من تركيا غطى الثورة السودانية يكاد يثورة يومية مع التحليل وربط الأحداث
                  

08-05-2019, 03:45 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)




    وسيلة إعلامية ذكية عن طريق الطرفة والسخرية يوصل المعلومة لقطاع كبير من المشاهدين، من ضمنها معلومات عن ثورة بالسودان وما تعانيه
                  

08-05-2019, 04:19 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    هسة في زمتك اعلام المهرجين والتهريج المصري ده جايبو هنا مقارنة بالجهد المباشر البذله الحبشي الحنين البكاي دي الخلا د حيدر ابراهيم ينعتق من خزعبلات العرب
    اتفاقية اديس اباب 1972 بعد تحرر نظام نميري من اصر الشيوعيين والبعثيين والناصريين كانت افضل حقبة بعد الاستقلال بدون منازع
    لانها حققت شي من الفدرالية في السودان ومشكلة السودان اصلا فدرالية من الاساس والانقلابات والمشاريع العفنة العربية ضيعت السودان و\
    الترابي مازون الحور العين وجهاد الفطايس عمل المتهتك نميري السكران والي المسلمين((ولاية السفيه )) واجهض اتفاقية اديس ابابا التي رعاها يهلاسلاي ودخلنا الوعد الحق والفجر الكاذب وكلفنا اعدام علم فكري ثاني بع\ عبدالخالق محجوب
    الاستاذ محمود محمد طه
    كويس جيب مزيد من المهرجين المصريين
    وحميدتي ليس ازمة السودان قبل الجنجويد كان في الدفاع الشعبي وجهاد الفطايس بتاع ناس العدل والمساواة والترابي 1989-1999 ناس جبريل ومحمد حسين البلهثو ذيو في الفضائيات ويتسكعو في قطر والامارات
    المشكلة في المركز المازوم في االهوية يصدر قبحه للاقاليم
    ممكن نركب لحميدتي مكنة حركة شعبية اصلية ويقسم ذى الترتيب وينفع دارفور اكثر من الشيوعيين ولبعثيين والناصريين خدم المركز ديل وقصته وعي ما قرا السربون ااو غردون ذى الترابي وبابكر عوض الله وابو عيسى يا عقاب مايو
    المدلس ..عشان كده بطلعوالشفع بس
    فاولينو ما تيب
    رياك مشار
    خليل ابراهيم
    موسي هلال
    حميدتي
    كلهم ضحايا المركز واقلياته المشوهة والدولة المركزية المستمرة حتي الان
                  

08-05-2019, 04:25 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: أنت زى حصان الكارو صاحبه يضع على جانبى عينيه قطعة مسطحة

    تسخر وتتمسخر وعايز الناس يحترموك مش كده
    عمرك شغت سوداني محترم عزيز نفس بقعد تحت جذم المصريين ديل
    انا ليس كالحصان بوكسر المسكين في انيمال فارم
    انا احمار بنجامين
    donkeys always live long
    اعري اعجاز النخل الخاوية والمنقعر في البورد والسودان لحدي يرجع ضبط المصنع (السودان للسودانيين ) علم الاستقلال والمشاريع الوطنية فقط
    الاخوان المسلمين
    السلفيين
    الشيوعيين
    البعثيين
    الناصريين
    كلهم ملة واحدة فقط اقليات مشوهة كعوك في المركز ومشروع الجزيرة ولا وجود حقيقي لهم في السودان الحقيقي الكبير
                  

08-05-2019, 04:22 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)



    الجزيرة تغطى أحداث اليوم توقيع الوثيقة الدستورية .. خدمة إعلامية ممتازة .. أليس المقال موضوع البوست مجرد تبديد حبراً على ورق؟
                  

08-05-2019, 06:41 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    سلام
    عجيب ان يكتب د حيدر مثل هذا الكلام
    Quote: وقلت في نفسي هؤلاء هم الاشقاء الحقيقيون والذين يفرحون لفرحنا


    و هل اورد السودان المهالك الا عاطفتنا ...و انخداعنا بها .........
    لو كان الوسيط الاثيوبي يحب السودان و السودانيين ...فاليعمل على ترحيل جنده و ارجاع الفشقة للسودان و السودانيين ...
    فالسياسة لاتدار بالعاطفة
    !!!!!!!!!
    !!!!!!
    !
                  

08-05-2019, 07:37 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: مدثر صديق)

    الفدرالية الموجودة في دستور2005
    اكبر بي كثير من الموجودة في الاعلان الدستوري 2019
    وتستمر الازمة

    وفضائية الجزيرة والعربية حدور بالسودان في المرحلة الجاية
    تجيب عقاب مايو الشيوعيين وايتام الترابي في المؤتمر الشعبي والعدل والمساواة يدورو بي السودان ذى اليمن وسوريا وليبيا
    الجزيرة وقطر يرجو للاخوان المسلمين والخلاقة بتاعة ضب المستراح رجب طيب اوردغان والعرب والمصريين كلهم ما عاعندهم علاقة بالديمقراطية والفدرالية والاشتاركية النموذج الافريقي الراقي في الحبشة ويا قرود بافلوف
    الاعلام الحر لمن يجي في السودان
    تاني
    لا شيوعي
    لا ناصري
    لا بعثي
    لاك\ كوز
    لا سلفي
    ما ياكل عيش
    وعفن المصريين والعرب ده حدو بس تجي الديمقراطية والاعلام الحر في السودان
    ما بحتاج الشعب السوداني بتابع فضائية مصر والعرب المشينة التي لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور
    *****
    د حيدر ابراهيم عرف الدرب تب ...وسيكون هناك مفاجات كبرى من مركز الدراسات السودانية باسس جديدة
                  

08-05-2019, 07:49 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    دي دموع السياسيين
    https://www.0zz0.com
    https://www.0zz0.com
    https://www.0zz0.com
                  

08-05-2019, 08:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: مدثر صديق)

    ودي وضاعة المصريين


    فتش في كل النت لو لقيت حبشي واحد يعمل كده او في فضائية تسخر وتتمسخر علي السودان والسودانين علنا يا محدودي الوعي والذكاء
    يا رخيص يا ذليل
    نوعكم ده الطلعم في راسنا
    الاعلام المصري مشكلة كبير جدا جدا وما عايزين يعالوجها حتي على مستوى الاعلام الرسمي وخليك من التسجيلات الخاصة
    بس جبتها هنا عينة
    ما تاريخ مصر المشين في حق السودان من جو مع الاتراك 1821 ولحدي الليلة موثق تماما في كتب الاكادميين السودانيين الشرفاء
                  

08-05-2019, 11:39 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    إحتلال دولة إثيوبيا نحو (794) ألف كيلومتراً من أراضي السودان.

    !!!!!!!!!!!!
    !!!!!!!
    !!!!!!
    !
                  

08-05-2019, 12:07 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: مدثر صديق)

    شخص غريب، إما متخلف الفهم ، وإما مغالط بذون وعى ويتوهم إغراق النقاش
    بصور وفيديوهات ليست ذات علاقة تغطى على إفلاسه المكشوف!

    موضوع المقال موضوع البوست لوم العرب بعدم الإهتمام بالثورة السودانية
    وصاحب المقال هو من بنى مقاله على عواطف ودموع، دموع الوسيط الأثيوبى
    بنى عليها خلاصات خاطئة. وكما قال دكتور الوليد موسى مادبو
    الوساطة الأثيوبية مجدر شكل أو مظهر تنفذ رغبات من خلفها بريطانيا وأمريكا
    (رغم تقديرى للوسااطة الأثيوبية ووالإتحاد الأفريقى). لكن الواقع أن
    الشعوب العربية والرأى العام العربى وإعلامه وقف مع الثورة السودانية.
    ليس فقط تتابعها شعوبهم بل شعب السودان بالداخل والخارج. الأخبار العاجلة
    تأتينا بالتغطية الإعلامية المباشرة للقنوات مثل الحدث والعربية والجزيرة
    لأنها القنوات الوحيدة للثورة ولقايدتها المدنية .. أين الإعلام الأثيوبى والأفريقى
    فى تغطية احداث الثورة؟!!!
                  

08-05-2019, 12:10 PM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    سلام
    كتب نادر الفضلى
    Quote: وصاحب المقال هو من بنى مقاله على عواطف ودموع


    الخلاصة

                  

08-06-2019, 00:09 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: مدثر صديق)


    شكراً مدثر صديق وأنت تقول القول الفصل محدداً الخلاصة!
                  

08-06-2019, 03:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    Quote: بنى عليها خلاصات خاطئة. وكما قال دكتور الوليد موسى مادبو
    الوساطة الأثيوبية مجدر شكل أو مظهر تنفذ رغبات من خلفها بريطانيا وأمريكا
    (رغم تقديرى للوسااطة الأثيوبية ووالإتحاد الأفريقى). لكن الواقع أن

    يا غلقا شايلة موسا تطهر انت ايضا جبت يوتويب في الاول وكل ياتي ما يؤكد وجهة نظره
    حيدر ابراهيم صاحب مركز دراسات وراسخ في السياسة السودانية تقول لي دموع اقرا بين السطور يا غبي
    وانت وعيك الاقليمي والدولي صفر عديل
    اثيوبيا دولة ديمقراطية فدرالية اشتراكية تستمد قوتها من شعبها والعربان ومصر وصدادم حسين ادوات مزمنة للمشروع الامبريالي الصهيوني الشيطاني الرخيص يا ربع دماغ وامشي توتير تابع ايدي كوهين يوريك العرب ديل شنو

    انت صفر دولي في السياسة الاقليمية والدولية
    والصورة ايضا جز من الاعلام ولا تكذب
    والطقس الشيطاني ده اقهمو كويس عشان تعرف العرب ديل بودونا وين
    وخلي الفقصعة والانا المتضخمة بتاعتك دي قيل اجيب القرود بتاعتي واجي
    العرب هو الوحيدون في العالم الان تحت احذية امريكا يا مواطن
    والقوى في الديمقراطية والفدررالية والشعب مش عفنكم القاعدين به في لمركز من زمن الصاغ صلاح سالم
    https://up.top4top.net/

    وده العملو في سوريا قحاب الجزيرة والعربية ديل
    كانو وين لمن نظام الترابي البشير ببيد في شعوب السودان 1989-2019 يا ساقط


    https://up.top4top.net/

    الثورة الحقيقية تزحنا من مصر والعرب واعلامهم التهريجي الرخيص وترجعنا الي الجنوب والحبشة والدول الافريقية المحترمة
    الوليد ما دبو ده يرفع وعيه الاقليمي والدولي ويقرا الكتاب ده قبل يتكلم عن امريكا واسرائيل وادواتهم الرخيصة في المنطقة
    https://up.top4top.net/
                  

08-06-2019, 03:47 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    وتبقي المقارنة من نزول ادم ولحدي الان
    هل الحبشة ام مصر من يحترم السودان والسودانيين ومن دخول المصريين مع الاتراك 1821 ولحدي هسة 2019 التاريخ ده داير مراجعة عديل كده
    وليس حيدر بابراهيم فقط مثقفين سودانيين كتار اتحررو من شنو و كتبو في هذا الشان وفي النور حمد ايضا بجيب مقالو هنا
    ناس الحبشة يجونا جايي بالله في البورد
    مصر × الحبشة
    بعدين خلي العوارة يا مدثر
    الفشقة وما ادراك ما الفشقة
    مصر تجتل حلايب
    ما تصرف الاتظار عن الموضوع
    الحبشة كشعب وحكومة يحترمون ويحبون السودانيين من الازل وهم اصلا كوشيين
    وحتي الفن السوداني والثقافة السودانية
    والمصريين في العنطزة والمامبو السوداني
    بسبب نوعكم ده
                  

08-06-2019, 05:04 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: يضحي التحالف العربي بالجنود السودانيين بينما يكتفون بالقصف من الجو، والمشاة هم السودانيون الذين يموتون بالعشرات ولا يعلن حتى عن اسمائهم فهم مجرد أرقام قد تعلن أو لا تعلن ! وللمفارقة للسودانيين علاقة خاصة جدا مع اليمنيين، فعرفناهم كأشقاء حقيقيين وغنى عنهم الازيرق ” في الهوي صرت يماني” ولكن نظام الأخوان المسلمين باع تلك العلاقة بحفنة من الدولارات .حرب اليمن تمثل عار لنا ، ولهم الحق في وصفنا بالمرتزقه .

    موقف حر عن حرب اليمن يجعل د حيدر ابراهيم في مناى من الدور المخذول للقوى السياسية الانتهازية في ق ح ت من حرب اليمن
    https://up.top4top.net/
                  

08-06-2019, 05:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن ” كونفدرالية القرن الافريقي

    وانا ايضا قريت كتاب السودان وجدلية التركيب طلعت الرؤية دي
    ويا ريت ينطلق مركز الدرسات السودانية من جوبا هذه المرة مع مهدي الجنوب
    Quote: عودة الاخ دينق

    عادل الامين

    الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 19:08
    المحور: مواضيع وابحاث سياسية







    من كتاب محمد ابوالقاسم القيم السودان مازق التاريخ وافاق المستقبل (جدلية التركيب) ونحن في 2017 والتتار على الابواب اخذكم في سياحة في رؤية الكاتب عن نهوض كوش وجدلية التركيب باسس جديدة لان الراحل انقطع عمله الله يرحمه وبقى له العلم الذي ينتفع به وهذا السفر القيم .. كما هي دعوة لكل السودانيين للعودة في قراءة الكتب التي تركها لنا الرعيل الاولي وفيها عصارة تجاربهم حتى نملك الجيل الحاضر مفاتيح لمستقبل جديد للسودان قائم على وعي حقيقي ومعرفة حقيقية ..وما اكثرها الكتب القيمة التي اندثرت عبر الزمن في كهف النسيان..ونحن نعيش اسوا سنوات التيه ..سأتناول قضية حساسة تتعلق بالمركز والشرائح الاجتماعية التي استوطنته عبر العصور ولماذا ظل عائق امام نهوض السودان الحقيقي حتى الان ..
    تحت عنوان جانبي((كلية غردون ضد القاهرة)) ذكر المفكر السوداني الراحل محمد ابوالقاسم: قد عمد الانجليز على تخطيط اكثر خبثا حين استقطبوا لكلية غردون اعدادا من الطلاب السودانيين ((السود)) من سلالات عهد الاسترقاق حتى بلغ عددهم (67) طالبا في1906 مقابل(138) طالبا من ابناء القبائل العربية في كل السودان والهدف من الخطة كان واضحا اذا اعتقد الانجليز ان ابناء سلالات الرقيق بحكم وضعهم التاريخي الاجتماعي سيكونون اكثر ولاءا للبريطانيين واقل طموحا في سلم الترقي الإداري ما يعني استبدال المصريين بعناصر موالية لا تطرح في المستقبل أي نوع من الطموحات الوطنية وقد كذبت حوادث 1924 هذه النظرية كما سياتي شرحه =انتهى الاقتباس
    الكتاب ص 184 و185
    ****
    طبعا وفقا للرؤية الايدلوجية التي كان يعاني منها محمد ابوالقاسم نفسه في كتابه القيم وعداءه للإنجليز وموالاته من وراء حجاب لمصر وتركيا والخلافة المزعومة التي يتغنى بها الاخوان المسلمين في السودان حتى الان على حساب المهدية وقبلها الشايقية ومعركة كورتي والجعليين وحرق اسماعيل باشا في المتمة تعكس تماما ان يكون الانجليز خبثاء وهم يمارسون السودنة ويدعمون شعار السودان للسودانيين كما زعم..الخبثاء كانوا المصريين في حركة 1924 ومن الكتاب نفسه توصلنا الي حقيقة مرة ان مصر تعاملت مع السودان والسودانيين عبر العصور من دخولهم مع الاتراك1821 بطريقتين فقط توصفا بالخساسة والانتهازية ووعي اتفاقية 1899 ما عدا فقط محمد نجيب الله يرحمه فقط لا غير وقد فقد علي عبداللطيف عقله بسبب خذلان المصريين له وانقلب كثير من السياسيين السودانيين ضدها وبقي فقط نخب المركز من احفاد هؤلاء الاقليات المسترقة يشكلون شريحة اجتماعية كبيرة في الخرطوم مصرين يكونوا عرب الي يومنا هذا ويتهافتون على مصر وأيدولوجياتها المشبوهة ووعي الدولة المركزية الذى لا يتجاوز جمهورية العاصمة المثلثة ويجهضون أي مشروع سوداني فدرالي للنهوض بكوش من مشروع الحزب الجمهوري محمود محمد طه و اسس دستور السودان 1955ويهينوا الجنوبيين وكل ابناء الهامش الغربي في المركز بالكشة وفي الهامش بحروب الابادة تحت اشراف البنك الدولي ومشاريعه الشيطانية المعروفة في العالم وعقدة استكهولم التي تجعلهم يتهافتون على مصر والعرب وتركيا الى اليوم ..نحن اصلا جاءنا الاسلام قبل الف عام عبر التجار اليمنيين والهاشميين والطرق الصوفية من العراق تلاميذ الشيخ عبدالقادر الجيلاني وجعلوا اسلام السودان صوفي مرتبط بمحبة ال البيت كما هم الانصار والختمية والجمهوريين ولم يطالبونا بان نكون عرب اطلاقا ..فما الذي يجعلنا الان نبحث عن عروبة مستعارة بالكريمات والحقن واسلام مشوه جاء به الفلاتة والتكارين من جامعة ام القرى السلفية في السعودية او الاخوان المسلمين المصرية او الخلافة الداعشية التركية ونسقط التاريخ المشين للوجود التركي المصري في السودان الذى استدعى ان تتوحد كل قبائل السودان بما في ذلك الكجوريين تحت راية المهدية للتحرر منه في 1885 ووفقا لنظرية جدل التركيب نفسها التي ابتكرها ابولقاسم حاج حمد لقد مثل المهدي الشمال وانجز مهمته في تحرير السودان من الاتراك والمصريين وايضا نقفز ونتجاوز انتكاسة عبدالله التعايشي لأنه لا يمثل الغرب ..الذى يمثل الغرب هو السيد عبدالرحمن الذى جلب عبقرية سلاطين الفور من امه وايضا جمع السودانيين كلهم بطريقة حديثة تناسب المرحلة وحولهم من مقاتلين الى مزارعين ثم ناخبين في حزب الامة العريق ليخرج الانجليز بطريقة راقية عبر الانتخابات في 1 يناير 1956 ثم جاءت انتكاسة اخرى بالأيدولوجيات المصرية بعد الاستقلال من ناصريين وشيوعيين انقلاب 1969 ثم الاخوان المسلمين انقلاب 1989 ليدخل السودان من جديد جحر ضب خرب مع اقليات المركز المذكورة انفا والوافدين الجدد على السودان ...ويأتي اخونا دينق الذى جعله ابوالقاسم عنوان الفصل الثامن (عودة الاخ دينق ) في دور الجنوبيين في نهوض كوش جاء مهدي الجنوبيين دينق في صورة د جون قرنق ورؤية السودان الجديد واتفاقية نيفاشا ودستور 2005 لاستعادة كوش واستنهاضها لاكتمال (جدلية التركيب) والدور الرائد لكتلة الجنوب..ومات جون قرنق بصورة فاجعة 2005 وبقيت الرؤية تنتظر فارس جديد يكمل مهمة كل الرعيل الاول للنهوض بالسودان او كوش الثانية من عباءة المهدية وشعار السودان للسودانيين الذى استهجنه نخب الخواء المزخرف في مؤتمر الخريجين والتحرر من هذا الاستلاب المصري المشين لابد من العودة الى مسار مهدي الجنوب دينق تقديرا لأبناء الجنوب الذين حاربوا في المهدية واطلقوا علي المهدي دينق كما ذكر فرانسيس دينق في كتابه القيم السودان صراع الروى والهوية ..اقروا يا سودانيين كثيرا في كتب الرعيل الاول لتبصروا طريقكم من جديد واتركو العبث في الواتس اب واستهلاك نفسكم فيما لا طائل تحته.اقرا 50 صفحة في اليوم ستكون قرات كتاب كل اسبوع سيكون حصيلتك المعرفية 48 كتاب في السنة وهذا كافي جدا لتكون واعي وفاعل في استعادة روح السودان سودان الحضارة الكوشية .والحديث ذو شجون
                  

08-08-2019, 01:09 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)



    حصاان الكارو والأصدق حمار الكارو مغمض العينين مظام العقل
    قلة الأدب عليك شنو؟ بأدب نزل ملصقاتك وصورك الفارغة فراغ
    عقلك دا .. هايج زى التور .. وتعرض بره الموضوع
    عملتها مقارنة بين الحبشة ومصر ..

    صاحب المقال المعنى ولو مدبج بأعلى الشهادات الأكاديمية وأعظم باحث،
    فقد أخق فى مقاله المبنى على عواطف ودموع وشكر لأثيوبيا ولوم للعرب
    (وليس مصر وحدها) .. ولماذا أغفل الوسيط الأخر (العربى) الموريتانى
    محمد حسن لبات ؟ أم مقياسه فقط دموع وبكاء!

    المقال Zero كبير

                  

08-08-2019, 04:10 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: نادر الفضلى)

    Quote: حصاان الكارو والأصدق حمار الكارو مغمض العينين مظام العقل
    قلة الأدب عليك شنو؟ بأدب نزل ملصقاتك وصورك الفارغة فراغ
    عقلك دا .. هايج زى التور .. وتعرض بره الموضوع
    عملتها مقارنة بين الحبشة ومصر ..


    عقاب صدام حسين المازوم في الهوية في ناس بتقرا وتفهم ووجي اواسيك انت وق ح ت بعد العيد هسة نحن مع ناس عرفات وحبوبة بدر الدين الامير الراقية
    ننزل مقالات اهل الفكر والشعور حتي يدشن د حيدر ابراهيم حفظه الله ورعاه الرؤية الجديدة لمركزالدرسات السودانية


    Quote:
    لماذا يصحو مارد الهضبة، ويغفو مارد السهل؟! (1)
    النور حمد
    [email protected]
    لا تنطلق الشعوب في دروب النهضة، ما لم تتعرف بعمقٍ، وبسعةٍ، على عناصر تكوينها الحضاري، وتعي ذاتها، وتستجمع طاقات إرثها الروحي، والفكري، والنفسي، وتدفع به في وجهةٍ، جديدةٍ صاعدة نحو المشترك الإنساني الكبير. وأعني هنا، وجهةً تضيئها معرفةٌ بالاشكالات التي تحتوش الحاضر، وتصوراً منفتحاً مرناً، قادراً على رسم هيئة المستقبل. شهدت منطقة وادي النيل الأوسط، والهضبة الحبشية، حضارتين تُعدان من أعظم حضارات التاريخ الإنساني. ولقد تصاقبت هاتان الحضاراتان، وتعاقبتا، في المساق التاريخي الكورنولوجي chronological، تصاقباً وتعاقباً مدهشين. ولا غرابة! فلقد كانت كلا الحضارتين، في شدهما، وجذبهما، حسب تقديري المتواضع، مجرد تحولٍ في مسارٍ حضاري يحكمه، إلى حدٍ كبير، إطارٌ واحدٌ متداخلٌ، متكامل. أو قل، إن حركة الشد والجذب بين هذين الإقليمين المتجاورين، لم تكن سوى تململٍ لقوة واحدة تقسمت، وظلت تحاول إعادة تشكيل ذاتها، وتحريك جسدها، تمدداً، وانكماشاً، حسب رياح التاريخ، وحسب مؤشرات تيارات فرص البقاء. فأهل الحبشة القدامى، أو الأكسوميين، لم يكونوا، في الأصل، كما تقول بعض الروايات التاريخية، سوى هجين. وقد تشكل ذلك الهجين، عن طريق امتزاج دماء متحدثى الكوشية، الذين هاجروا من الصحراء الإفريقية الشمالية، إلى الهضبة الحبشية، بدماء السبأيين، الذي وفدوا إلى نفس الإقليم من جنوب الجزيرة العربية، حوالي 500 قبل الميلاد. ومرت القرون، وأصبحت أكسوم الحبشية، في القرون الميلادية الثلاثة الأولى، نقطة الربط التجاري بين جنوب الجزيرة العربية، وبين نوبيا في وادي النيل الأوسط. غير أن حضارة مروي، في وادي النيل الأوسط، أخذت في الإضمحلال، في القرون الميلادية الثلاثة الأولى. وتقول الروايات إن مروي، وهي تعاني أوجاع الاضمحلال، حاولت غزو أكسوم، فما كان من الأكسوميين إلا أن غزوها، في عقر دارها، وقضوا عليها، وبسطوا سلطانهم على أراضيها الخصبة. وحين جاء الإسلام، بعد ثلاث قرون من إعلان أكسوم نفسها دولةً مسيحية، علي يد ملكها عزانا، أختار النبي، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، إرسال أتباعه إلى النجاشي، ملك الحبشة آنذاك، حفظاً لمهجهم من بطش سادة قريش. وإنني لأعتبر ما قام به النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، من إرسالٍ لأصحابه إلى الحبشة، وما قاله من كلماتٍ مشرقاتٍ، في حق النجاشي، وما قام به من إقامةٍ لصلاةِ الغائبِ على روحه، حين بلغه نبأ وفاته، تمثل في مجموعها رسالةً بليغةً للمسلمين، وللناس كافةً، عن المعانى الإنسانية الرفيعة، المندغمة في تلك الحضارة، وعن فضلها، وفضل مليكها. فما قاله، وما فعله النبي، في شأن الحبشة، وملكيها الصالح، يتضمن، فيما أرى، رسالةً مستقبليةً، لا تخلو من شيءٍ من التشفير، عن المعنى الإنساني الكبير لتلك الصلة بين معاني الإسلام الجوهرية، الخالدة، وبين الحبشة. وفك تشفير تلك الرسالة، لا يُلتمس، في تقديري، إلا في عالم المعاني المخبوءة وراء حجاب العقيدة. وهي معاني لا يسبر حقيقة أبعادها، إلا الذين اغترفوا من بحار العرفان، وانجابت عن ناظريهم حجب الظلمات، وحجب الأنوار، ورأوا البراح الفسيح، الواقع وراء نطاق العقيدة المحدود، المقيِّد للفهوم، القابض للانطلاق الحضاري.

    لا غرابة إذن، أن بقيت الحبشة بمأمن من الغزو الإسلامي، حين أخذ الإسلام في التمدد في شمال، وشمال شرقي إفريقيا، بُعًيْد القرن السابع الميلادي. وإني لأزعم مع زاعمين آخرين كُثْرٍ، أن السبب وراء عدم غزو المسلمين للحبشة المسيحية، لم يكن بسبب ارتفاع أراضيها، ووعورة مسالكها، وشدة تحصينها، وإنما كان وفاءً من المسلمين لأهلها، نسبةً لإيوائهم، وحمايتهم للمسلمين الأوائل. ونسبةً لإكرام نبي الإسلام لهم، ولمليكهم، على ذلك الصنيع الذي دل على مروءة عالية، وحس ديني عميق. ومن بعض حوادث التاريخ الباعثة على التأمل، في شأن ارتباط الحبشة بالإسلام، أن النبي الكريم قد ولد في عام الفيل، (571م)، في وقتٍ بالغ الحرج في تاريخ مكة. فقد كانت أفيال أبرهة، الملك الحبشي، حينها، واقفةً على أبواب مكة، تبغي هدم الكعبة. ولم يمر نصف قرن من الزمان، حتى كان المسلمون الأوائل مقيمين في الأراضي الحبشية، متسجيرين بحمى الملك الحبشي النجاشي، من بطش بني جلدتهم. أخلص من هذا، إلى أن في جملة الأمر، رحمٌ روحية، قديمة. هذه الرحم الروحية قديمةٌ قدم سليمان، وبلقيس! ونحن، كمسلمين سودانيين، لم نتفطن بعد، بالقدر الكافي، إلى كل هذا التشابك، والترابط، التاريخي. الشاهد هنا، أن المسلمين حين خرجوا فاتحين الأمصار، تركوا الحبشة وحالها. ومع ذلك، أصبح نصف أهل الحبشة، فيما بعد، مسلمين ! ولا يزال الإسلام، في الحبشة، قوةً حيةً، جبارةً، حتى هذه اللحظة! وإسلام الحبشة إسلامٌ غارفٌ من المعين المصفى الأول، ومتشرباً دفقة النور الأولى، التي لم تشبها شوائب التاريخ الإسلامي المضطرب، الوالغ في دنس السياسة، وفي سفسطات الفقه. فأغلب التاريخ الإسلامي تقطعت أواصر الصلة بينه وبين مدد ذلك النور الأول. وأقوى دليل لدي على اغتراف أسلام الحبشة من دفقة النور الأولى، هو أننا لم نسمع في هذه الفترة الحرجة من تاريخ المسلمين، أن أحداً من مسلمي الحبشة، على كثرتهم، شارك في تنظيم إرهابي، قاعدةً كان، أم غيرها؟!

    كتبت هذه المقدمة التاريخية المبتسرة، وهذه التأملات المتناثرة، للفت النظر لطبيعة إسلام الحبشة المتميز، جداً. وهو إسلام ظل في الظل، بعيداً عن الهرج الجاري اليوم باسم الإسلام. ثم، للتذكير بالارتباطات التاريخية العميقة، التي وطدت صلات سكان وادي النيل الأوسط، بالهضبة الحبشية. وكذلك ما يجمع بين هذين الإقليمين، من الصلة الموصولة بجزيرة العرب، وبالنور الأول الذي أشع منها في القرن السابع الميلادي، ثم ما لبث أن غاب عن القلوب، وتحول إلى مجرد تمتماتٍ ميتةٍ في الشفاه. كما أنني قصدت أيضا من كتابة هذه المقدمة، تسليط شيءٍ من الضوء، على ما ظل قائماً بين هذين الإقليمين المتجاورين، (الهضبة، والسهل الذي يقع إلى الشمال الغربي منها)، من حوارٍ حضاريٍ عميقٍ، متشعبِ المسارب والدروب. وهو حوار دخلت فيه شبه الجزيرة العربية، على الخط منذ البداية، كما تقدمت الإشارة. دخلت الجزيرة العربية على الخط، في هذا الحوار التاريخي ذي المدلولات التي لا تزال مغطاةً، مع كلا الجانبين، بعناصر الدم السبئي السامي، وباللغة السامية، وبالدين الإسلامي. فروحانية الحبشة، الإسلامية المسيحية، وروحانية التصوف السوداني، إنما تمثلان في نظري زاداً مستقبلياً هاماً لكيانٍ جيوسياسي، سوف يعيد التكامل إلى هذا الإقليم، منطلقاً من الجوهر الروحاني المشترك.

    لربما كان من المناسب أن أشير هنا، إلى أن الهضبة الحبشية، رغم اتصالها الأقدم بجزيرة العرب، بقيت على لغتها الخاصة بها. وهي لغة تدخل ضمن المجموعة السامية، في حين تحول أهل كوش، رغم اتصالهم الأحدث، نوعاً ما، بجزيرة العرب، من كوشيتهم، إلى اللغة العربية. غير أن هذا الحوار المركب المتشعب، يقع، ضمن غير المنتبه إليه في ما يمكن أن أسميه بـ "النطاق البحثي المتعمق". وأعني تحديداً هنا، مقاربة هذه العلاقة المستشكلة، بآليات بحث من النسق العالي، الذي يستخدم الحقيقة التاريخية، والجغرافية، والإثنية، ويولف مزيجها توليفاً خلاقاً، باستخدام المنهج التأويلي،hermeneutics ، بغية تقصي جذور بنية وعينا، وتركيبتنا الوجدانية، وهويتنا الحضارية المستشكلة المحيرة. ولا أريد أن أغمط الباحثين السودانيين حقهم، في ما قاموا به في هذا الشأن، زاعماً أن لا أحد فعل شيئاً، من قبل، في هذا الصدد. فقد قدم بعض الباحثين السودانيين أعمالاً مقدرةً في هذا الإطار. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الراحل، البروفيسر عبد الله الطيب، والراحل، محمد أبو القاسم حاج حمد، والدكتور حسن مكي، والدكتور يوسف فضل، والدكتور جعفر ميرغني، والدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ، والراحل، الدكتور محمد سعيد القدال. كما وردت عن هذا المنحى إشارات لدى البعض الآخر في إطار دراساتهم، بشكل جزئي،
    غير أنني أظن أن أرضاً بكراً في هذه الوجهة، لا تزال في انتظار أن نستكشف مجاهيلها. فنحن، في ما يبدو لي، بحاجة إلى العبور من مجرد التعريف بالروابط التاريخية، والتفاعل التاريخي، إلى الحفر العميق الذي يتلمس جذور هذا التشابه بين شعبي الهضبة، والسهل الأوسط من وادي النيل. علينا أن نتأمل ملياً، وبعناية شديدة، سر هذا التقارب الوجداني، والقبول المتبادل، عبر حاجز اللغة ، (كما في حالة المسلمين منهم)، وعبر حاجز اللغة والدين معاً، (كما في في حالة المسيحيين منهم). هذا التقارب الوجداني لم تسطع كل حالات الشد والجذب، بين الحكومات المتعاقبة، في البلدين زعزعته، أو النيل منه. نحن بحاجة إلى حفر تاريخي، وتوليفٍ خلاقٍ يلمس صورة المستقبل المشترك لهذه البقعة الجغرافية، مترابطة العناصر، ومتفككتها، في ذات الوقت. إن عناصر التكامل بين هذين الكيانين، جغرافياً، واقتصادياً، وروحياً، وإثنياً، وسياحياً لبالغة الكثرة، غنية الوعد.

    يواجه الكيان السوداني المسلم، الآن، منعطفاً خطيراً. وأعني هنا، تحديداً أهل السودان الشرقي، والأوسط، والشمالي، والغربي. فالجنوب الجغرافي، ربما يذهب بعيداً عن هذا الكيان، بعد حوالي العام، وربما لايذهب. الشاهد، أننا ظللنا في غيبوبة حضارية، جعلتنا مصوبين أبصارنا نحو الشمال وحده! هذا التحديق الطويل صوب الشمال، قد أخذت طاقته في التناقص، وبدأ مده في الانحسار. على الأقل، يمكن القول إن التساؤلات حول جدواه، أصبحت أكثر بروزاً من أي وقتٍ مضى. فالمطامع في مواردنا، هي الشيء الوحيد الذي نراه، حين نحدق في أفقنا الشمالي. فنحن حين نحدق شمالاً، نرى الأطماع البادية، ولا نرى الجيرة الحنونة، ولا الشراكة النظيفة! ولعلنا خدعنا أنفسنا كثيراً بقضية اللغة والدين، في مستوى المضامين السطحية، المرتبطة بهما. وهي مضامين سطحية تهييجية استخدمتهما "الكلفتة" السياسية لدينا. وهي كلفتةٌ لا يسندها علمٌ، ولا بحثٌ متعمق. ارتكازاً على تلك "الكلفتة" صغنا لأنفسنا هويةً زائفة، وتطلعاتٍ زائفة. وعموماً، أظننا على وشك أن نغلق باب حقبةً أخذت تتولى، ونفتح باب حقبةٍ جديدةٍ، أخذت تتخلق، في مضمار علاقاتنا بدول الجوار. ولعل مشروع كونفدرالية القرن الإفريقي، الذي رفع شعاره، الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد، قد عاد يطل برأسه، هوناً ما، من جديد. هذه الكونفدرالية يمكن أن يلعب فيها السودان دوراً مفتاحياً.
    نمت الهضبة الحبشية من حيث تشكيل الشخصية الحضارية، نمواً شبه مستقلٍ عن العناصر الخارجية. فهي لم تتأثر بالغزاة كثيراً، إذ حصنتها الجغرافيا الوعرة، من جيوش الغزاة، فاتخذوا مساربهم من حولها عابرين إلى غيرها. يضاف إلى ذلك أن للهضبة شخصية حضارية ضاربة في القدم. وتلك الشخصية الحضارية، تتشاركها معظم الشعوب التي قطنت هذا المكان المرتفع الفسيح. هذه الشخصية الحضارية لم تتغير كثيراً، وإنما بقيت محتفظة بسماتها الرئيسية. ولربما كانت الجغرافيا عنصراً من عناصر بقاء الهضبة على ما هي عليه، إلا قليلا. ترتفع الهضبة الحبشية بسبعة آلاف قدمٍ فوق سطح البحر، كما تتسم بوعورة مسالكها. وتمثل الهضبة الحبشية من حيث الشخصية الحضارية المستقلة في إفريقيا، شيئا مشابهاً لما تمثله الصين في القارة الآسيوية، وإن كان تأثر الأراضي الحبشية بالتيارات الحضارية الوافدة، أكبر نسبياً من تأثر الصين. فالعلماء يجمعون على أن الحضارة الصينية، ربما تكون الحضارة الإنسانية الوحيدة، التي نمت من داخلها، مستخدمة أقل قدرٍ ممكنٍ من العناصر الخارجية. وفدت المسيحية إلى الحبشة، بُعيد الميلاد بقليل، ثم لحق بها الإسلام، في القرن السابع. وبمرور القرون، أصبح غالب أهل الحبشة إما مسلمين، وإما مسيحيين. ولكن، في الحياة اليومية الإثيوبية، وفي الحوارى الإثيوبية، يصعب جداً أن يعرف المرء من منهم المسيحي، ومن منهم المسلم. فهم يعيشون متجاورين في البيوت وسط الأحياء، باختلاف طبقاتها، مسلمين، ومسيحيين، متداخلين مع بعضهم بعضاً، في بساطةٍ شديدة. بل هم يتزاوجون فيما بينهم. والطريف أن تعدد الزوجات غير شائعٍ وسط المسلمين من الأحباش!! وفي تقديري أن أهل الحبشة ألبسوا كلاً من الإسلام والمسيحية، شيئاً من نسيج شخصيتهم الحضارية، المتميزة، فجعلوا من كلي المسيحية، والإسلام شقاً لا غنى عنه في قوام شخصيتهم الحضارية الكلية، كقوميةٍ واحدةٍ لها أكثر من مكوِّنٍ، وأكثر من خاصية. وفي حين ظل مسلمو الأحباش، ومسيحيوهم، متعايشين في سلامٍ، إلى حدٍّ كبير، نجد أن الثورة المهدية، حين انتصرت في السودان، استهدفت بلادهم برمتها، بوصفها أرض كفر!! وحملت السيف في وجوههم، رغم أنهم قابلوها في بداية الأمر باللين، بل وعرضوا عليها التحالف لمواجهة الغازين الأوربيين، الذين كانوا يقفون على الأبواب، طامعين في ابتلاع القطرين. (راجع كتاب الدكتور محمد سعيد القدال: المهدية والحبشة، دراسة في السياسة الداخلية والخارجية لدولة المهدية "1881م-1898م. الصادر عن دار الجيل ببيروت عام 1992م)، وفي نهاية المطاف، ذهبت المهدية من المشهد السياسي لأواخر القرن التاسع عشر، وانحسر ظلها الديني، وبقيت الشخصية الحضارية للشعوب الحبشية، على ما هي عليه.

    يسير العالم نحو الوحدة، سيراً حثيثاً. والذي لا يرى سير العالم نحو الوحدة، إنما هو الشخص الغافل عن رؤية مسارات تيارات الكوسموس. وتيارات الكوسموس ليست سوى القوى الكونية، التي تمثل في تجلياتها في حيز الزمان، والمكان، اليد الظاهرة للقوى الإلهية. وهي قوىً تعمل بالقهر الإرادي، ولا تملك إرادة العقول الصغيرة المحبة للتشظي، وقف سعيها الموكل بالتوليف، وبتذويب الخلافات، وبخلق الاتساق، والتناعم. فالوحدة مضروبة على هذا العالم المتشظي، رضي بعض المشككيين في حتمية الوحدة، أم أبوا. والوحدة الكلية، إنما تبدأ بالتكامل الداخلي لكل قطر، ثم التكامل الإقليمي بين المتشابه من الأقطار، ثم يزداد التشابه، ويتسع المشرك، وتكبر الأقاليم، حتى تندغم مع بعضها بعضا، وتتخلق الشخصية العالمية التي تجسد الوحدة والتنوع في آن معا، وتحدث الوحدة الكبرى. وما من شك أن الأقاليم الجغرافية، والأقاليم الروحانية، تتكامل، وبيننا وبين إثيوبيا تكامل روحي، وحضاري، واقتصادي، وبيئي.
    من نظرة عابرة للهضبةٍ والسهل المنخفض، المجاور لها، الذي تطل عليه من ارتفاع يصل إلى سبعة آلاف قدم، تتضح معالم التكامل. فما نراه مجرد سمات منعزلةٍ، تخص كل إقليمٍ، أو كل قطرٍ، على حده، ليست واقعةً، في حقيقة أمرها، ضمن هذا الإطار المضلل الذي نراه فيها، وإنما هي واقعة، في حقيقة أمرها، في تيارات الحراك الكلي الذي يعمل على التوحيد، ببطء، ولكن بكل تأكيدslowly, but surely. . إن الذي يعوز أحد أي إقليم من الأقاليم، ويكون متوفراً في الإقليم الآخر المجاور، إنما يمثل، في حقيقة الأمر، عنصراً من الترابط والتكامل المستقبلي بين الإقليمين. فإنسان الهضبة الحبشية، وإنسان سهل النيل الأوسط، هما في حقيقتهما إنسان واحد ضاع بعضه عن البعض الآخر! فهما منسجمان وراء حاجز اللغة وحاجز العقيدة (كما في حالة المسيحيين)، وكذلك وراء حاجز القومية. إن التشابه الحسي، والوجداني بين إنسانيْ هذين الإقليمين ليس صدفةً. ولقد أشار الطيب صالح، في رائعته موسم الهجرة إلى الشمال إلى التباين بين الأقاليم الجغرافية، حين يتسم كل إقليم بسمات متطرفة. تساءل الطيب صالح على لسان الراوي: (أين الاعتدال؟!)، فهناك (بلاد تموت من البرد حيتانها)، وهناك (صحارى تتعاور رمالها ويجف فيها حلق العندليب)!! هذا التباين المتعلق باختلاف الطقس، الذي يجعل ساكن إقليمٍ بعينه منجذباً نحو إقليم آخر، ومناخٍ آخر، لا يمثل سوى عنصر واحد من عناصر التكامل بين بقاع الأرض المختلفة. وقياساً على هذا، فإن رحلة الشتاء والصيف بين قلب الجزيرة العربية والشام، واليمن، لم تكن رحلة تجارية، كما تبدو من ظاهر الفعل، وإنما هي رحلة متعددة الطبقات، تصاقبها رحلات أخرى باطنية،منها الجمالي، والروحي، والشعري. وكل هذا مرتبطٌ بتكامل الأمكنة، وبانجذاب الأقاليم إلى بعضها، وبتكامل الوجدان الإنساني والتجربة الإنسانية. ويمكننا أن نقيس على ذلك، أموراً أخرى كثيرة في حراك التكامل الذي لم يبطئ إيقاعه سوى جشع بني الإنسان وجهالاتهم . (يتواصل).

    تم نشره بصحيفة الأحداث، الإثنين 19 أبريل 2010
                  

08-08-2019, 04:12 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote:

    لماذا يصحو مارد الهضبة، ويغفو مارد السهل (2)
    د. النور حمد
    [email protected]
    لم أصل في الحلقة الأولى إلى النقطة التي تمكنني من عرض التشخيص الذي كنت أسعى لعرضه، لإختلاف الحالتين الحضاريتين: (حالة الهضبة) و(حالة السهل). وأول ما أبدأ به في هذا الباب، هو أن الحالة الحضارية للهضبة الحبشية، حالةٌ اتسمت بالاستمرارية الحضارية. هذا، في حين اجتاحت السهل انقطاعات حضارية، طويلة الآماد، أضرَّت بالاستمرارية فيه، مما أسهم على المدى الطويل في خلق إنسانٍ منبتٍّ عن جذوره، مهلهل الوعي بذاته. أفلت شمس الحضارة المروية، في السهل الأوسط من وادي النيل، بُعَيْد ميلاد السيد المسيح بوقت قليل. وما أن وفدت النصرانية، في القرون الميلادية الأولى، تنصر السهل، وبقي نصرانياً لما يربو عن الألف عام تقريباً. وحين حطم تحالف الفونج والعبدلاب مدينة سوبا في القرن السادس عشر الميلادي، تم استئصال النصرانية، وتحول السهل إلى الإسلام. بل، وأصبحت المسيحية فيه نسياً منسياً. نسي أهل السهل إرثهم الحضاري النوبي، فأصبحت الآثار العينية للحضارة المروية، والنبتية، غريبة بينهم. وظلت في حالة غربتها تلك، حتى يومنا هذا. كما نسوا إرثهم المسيحي، أيضاً، ولربما لا يصدق سودانيو السهل النيلي الأوسط والشمالي اليوم أن منطقتهم هذه، قد كانت منطقة مسيحية لما يربو عن الألف عام. ومن الغريب أنا لا نلتفت كثيراً إلى حقيقة أن بعضاً من طقوس تلك الحقب، وشعائرها الإجتماعية، لا تزال حاضرةً، في الممارسات الشعبية لدينا، حتى اليوم.

    ظل السهل، في جملة أمره، مكاناً سهل الاجتياح، للجيوش الغازية، وللمهاجرين، وللرعاة، ولغيرهم، ممن أجبرتهم التحولات المناخية على النزوح. فهذه المنطقة من العالم كانت، ولا تزال، أشبه ما تكون بالفضاء المفتوح. ولذلك فقد غزاها المصريون، وأتوا إليها بديانة آمون، كما اجتاحها الأكسوميون، كما تقدم، وتبعت مجيئهم المسيحية. ثم وفد الإسلام الصوفي، ثم أعقب ذلك مجيء الأتراك ومعهم الإسلام الفقهي، ثم أعقب كل ذلك الانجليز. ومع كل تلك الاجتياحات الكبيرة كانت التحولات الديمغرافية لا تنفك تلم بالسهل، وتغير ملامحه، وتحور تركيبته. وقد ظل ذلك يحدث لمختلف الأسباب، الجغرافية المناخية منها، والدينية والاقتصادية. أدت هذه النقلات الكثيرات المتكررات إلى انمحاق الشخصية الحضارية للسهل، وإلى تضعضع الوعي فيه بالهوية، والاعتزاز بالسمات الحضارية المنمازة . إغترب إنسان السهل عن ذاته، حتى غرق من حيث لا يعي في ما يمكن أن نسميه "عبادة الأجنبي"، وتعظيم ما هو وافد، والتعويل عليه في الإرشاد والقيادة. ولقد تحدث المؤرخون السودانيون عن ظاهرة أسموها ظاهرة "الغريب الحكيم". و"الغريب الحكيم" هو الوافد الغريب الذي ظل قاطنو السهل يتوسمون فيه الحكمة، والمعرفة، والبصارة، وربما اجتراح المعجزات. وأصبحوا، من ثم، يعلقون عليه، آمالهم في التغيير، والخلاص. فالمسيحية حين جاءت، جاء بها وافدون واعتنقها أهل البلاد، والإسلام حين جاء، جاء به مشائخ الطرق الصوفية من خارج الحدود، فأثروا به على حياة السكان. والفقهاء المصريون، والمؤسسة الدينية الرسمية، التي تعمل كذراع للحاكم، جاءتنا مع التركية، من وراء الحدود، أيضاً، ولا تزال آثارها السالبة تقبض بخناق حياتنا حتى هذه اللحظة. والتعليم الحديث جاء به المصريون فلم يتم توطينه، وإنما أصبح وسيلة للاستتباع والقولبة assimilation في أطر الخوذة العقلية، والوجدانية المصرية. ولقد استخدم الطيب صالح مفهوم، "الغريب الحكيم" في رسم بعضٍ من شخصيات رواياته. وقد لاحظ صديقي الأستاذ، عبد الله الفكي البشير. أن بعض شخصيات روايات الطيب صالح، قد بُنيت على نسق فكرة "الغريب الحكيم". فهذه الشخصيات تأتي من المجهول، وتؤثر في حياة الناس، ثم لا تلبث أن تذهب إلى المجهول، مثلما جاءت! فمصطفى سعيد، على سبيل المثال جاء إلى القرية عن طريق النهر. أعجبته هيئة القرية فقرر البقاء فيها. قلب حياة الناس راساً على عقب، وسرعان ما اختفى في النهر الذي جاء منه!

    لو قارنا وضعية التضعضع في معرفة الذات، وفي الإحساس بالهوية، التي ظل يعاني منها أهل سهل النيل الأوسط، بوضع الهضبة الحبشية، فإننا نجد أن الهضبة الحبشية، قد سلمت، إلى حدٍ كبيرٍ، من مثل هذا النوع من الجوائح المتكررة. فهي حين تنصرت، وحين أسلم نصف قاطنيها، لم تمنح نفسها بالكلية للمؤثر العقلي، والثقافي، والوجداني، الوافد، وإنما نجدها، قد قامت بتوطين كلٍّ من الإسلام والمسيحية، وجعلت منهما مكوناً جديداً في بنائها الحضاري، وذلك، بعد أن ألبستهما شخصيتها الحضارية المنمازة. لم تغرق الهضبة في جنس التوهان الحضاري الذي غرقنا فيه لقرون وقرون. ولذلك فقد اختلفت نصرانيتها، عن نصرانية غيرها، واختلف إسلامها عن إسلام غيرها، وما ذاك إلا لأن البناء الحضاري، والاستمرارية الحضارية فيها، ظلت متماسكةً وراسخة، بسبب رسوخ المكونات التاريخية المحلية، وقلة تعرضها للجوائح. ولا أظن أنني سأكون مغالياً، أو متجنياً، إن قلت أن البناء النفسي لأهل الهضبة، أكثر تماسكاً وتجانساً من رصيفه لدى أهل السهل!!
    الشاهد هنا، أن الهوية الحضارية، لا تشكلها العقيدة الدينية، وحدها، فالهنود، مثلاً، منهم مسلمون كثر، ولكن لهم هويتهم الحضارية، والإيرانيون مسلمون، في غالب حالهم، ولكن لهم شخصيتهم الحضارية، وكثير من شعوب الإتحاد السوفيتي السابق مسلمون، ولكن لهم هويتهم الحضارية، وينطبق ذلك، أيضا، على كثير من شعوب غرب إفريقيا التي يغلب عليها الإسلام. مشكلتنا نحن، أننا نسينا هويتنا الحضارية، وطفقنا نحصر تصورنا لها في العقيدة الجديدة، الوافدة، التي ترسخت لدينا منذ خمس قرون فقط، وفي اللغة الجديدة التي سبقتها بقليل. فالعقيدة الدينية الوافدة يمكن أن ترفد الهوية الحضارية برافد يغذيها، ويفتح لها آفاقاً جديدة، ولكنها لا يمكن أن تقوم مقامها، أبداً! لا يمكن محو ما تشكل تاريخياً، في عشرات القرون، بما يفد، وإن حدث ذلك، فإن نتائجه كارثية.

    بحثنا عن هويتنا في عقيدتنا، وفي لغتنا، دون غيرهما، هو الذي جعلنا نبدو بين الشعوب، كـ (البغلة المِبَارْيَة الخيل)!! وليتنا تنبهنا للنظر المبصر، الذي أتي به الأستاذ محمود محمد طه، حين فرق تفريقاً دقيقاً بين العقيدة والعلم، في البنية الإطارية للفكرة الإسلامية الشاملة. ففي مرحلة العلم يلتقى الناس، من حيث هم ناس، على الفطرة الإنسانية. أما في مرحلة العقيدة، فـ ((كل حزبٍ بما لديهم فرحون)). والشعوب الإسلامية، أو الشعوب النصرانية التي نهضت، إنما نهضت بسبب تجاوزها لنطاق العقيدة الضيق، وانفتاحها على البراح الإنساني الواحد، الذي ما جاء الدين، من حيث هو، إلا ليوسعه، ويعمقه، ويعممه.

    أود أن أنتقل مما تقدم، في نقلة شبه مفاجئة، إلى ميزة الإرث الحضاري في إحداث التغيير. فقد بدأت هذه المقالات المتسلسلات، بالقول بأنه من الضروري لكل أمةٍ تنشد النهضة، من استجماع طاقاتها الحضارية، وتفعيل خير ما فيها. ولا يمكن لأمة أن تعرف كيف تبعث إرثها الحضاري، وتُفَعِّله في حاضرها، من دون أن تملك القدرة على النقد الذاتي، الذي به ترى الآثار السالبة لحالة الانفصال عن الإرث الحضاري. لابد من التعرف عن كثب على التشوهات التي أحدثتها حالة الانفصال، من غير نكرانٍ، أو مكابرةٍ، أو محاولةٍ للتغطية على حقيقة الأزمة القائمة، بالشعارية التعبوية، والهياج الديني، والزعيق الإعلامي الفارغ. والحالة السودانية الراهنة، بكل ما فيها من تخبطٍ، وعجزٍ، وانبهام في الرؤية، إنما تقول وبأعلى صوت، أننا شعب فقد هويته الحضارية، وضاعت بوصلته منذ أمدٍ بعيد. ولا يحتاج المرء أن يجهد نفسه كثيراً، في تبيين حالة العجز التي تحتوشنا في هذه المرحلة التاريخية الحرجة. والمرحلة التاريخية الراهنة، في عمر النوع البشري، تتميز بشكل غير مسبوق، عن كل ما سبقها، من مراحل التاريخ الإنساني، بكونها المرحلة التي بدأت فيها كل شعوب الأرض، بلا استثناء، في حراكٍ محمومٍ نحو النهوض، الشامل. وتقول آخر التقارير، حول محاربة الفقر، أن دول شرق آسيا، قد نجحت بنسبة 90% في المائة في جهود محاربة الفقر. وأنها سوف تحقق الهدف المرفوع للقضاء على الفقر في العام 2015. والدول العاجزة عن تحقيق هذا الهدف، حتى الآن، حسب التقارير الدولية، إنما هي دول جنوب الصحراء في إفريقيا، والسودان على رأس قائمتها. فنحن إن لم نعرف كيف نحل مشكلتنا الحضارية، ونتعرف عن كثب على حقيقة شخصيتنا الحضارية، ولم نقم بالمعالجات الثقافية اللازمة، فإن دول جنوب الصحراء في إفريقيا، سوف تتخطانا، وبأمدٍ بعيد، وحينها سوف يذهب ريحنا، وإلى الأبد.

    الحراك نحو النهوض الشامل، وما يسمى بالتنمية الشاملة، يقوم اليوم، على ضوء معارف، وتصوراتٍ، وإلهاماتٍ، جديدةٍ كل الجدة. وكل ذلك إنما يؤرخ لمرحلة شديدة التميز، في حياة البشر على ظهر الأرض، منذ أن خُلق الله الأرض، ومنذ أن أوجد البشر، على ظهرها! والأمم التي سوف تحقق النجاح في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، وما يليها، لهي الأمم التي تعرف كيف تجذر هويتها الحضارية، وكيف تفعل قيمها الحضارية، بعد أن تفك أسر نفسها من قيود الهويات المؤدلجة، دينيةً كانت، أم علمانية. ولا حاجة بي إلى القول إن الصحف السودانية قد ذخرت في السنوات الأخيرة بالإشارات المتكررة، إلى ارتدادنا إلى حضن القبيلة. لقد غبنا في أتون الإيديولوجيات، غيبتنا فيها الطائفية، واليسار، وحملة راية الشعار الإسلامي الفارغ من أي محتوى حضاري. في هذه الغيبة نكص مشروع الدولة، وتبخرت الثقة في أجهزة الدولة، فتمزق النسيج القومي، وأرتددنا إلى حضن القبيلة. والارتداد إلى حضن القبيلة، إنما يمثل المرحلة الأخيرة قبل الانهيار والانمحاق.

    كنت قد كتبت، في صحيفة أجراس الحرية، قبل مدةٍ، مقالاً، تحت عنوان ((مطار الخرطوم، وسودانير، وعار الدولة). ولم يظفر أياً من مقالاتي التي عادةً ما تظهر، في موقع سودانايل الإلكتروني، بعد أن يتم نشرها صحفياً، بعدد القراء الذين ظفر بهم ذلك المقال. وذلك، بحسب ما أوردته إحصائية القرَّاء، التي يوفرها موقع سودانايل. في ذلك المقال تحدثت، عرضاً، عن مطار أديس أبابا، الذي مررت به عابراً قبل شهور خلون. فقد قلت، حينها، إنني حين رأيت عصريته، وكفاءته، ومهنية العاملين فيه، أحسست بمبلغ الغش، ومبلغ الخيانة اللتين نتلقاهما، نحن السودانيين، من قادتنا، الطارف منهم والتليد. خمسون عاماً ونحن بلا مطار يجبر الخاطر، ويبيض الوجه. أما المهنية، وما يسمى بخدمة الزبون لدينا، فتقع جملةً وتفصيلاً في خانة الصفر! أصبح مطارنا الكئيب عنواننا الذي يعرفنا منه أي قادمٍ. نعم، إنه عنوان جوابنا، الذي يغني عن المزيد من الفحص والتقصي، حول أحوالنا البائسة. فـ (الجواب يكفيك عنوانه)، كما يقولون. أيضا، قلت في مقالي ذاك، أنني كنت أظن، طيلة حياتي، أن مطار أديس أبابا لن يكون، بأي حالٍ، أفضل من مطار الخرطوم، فنحن جيران وفقراء، بل لعلهم أفقر منا، على الأقل من حيث الموارد الاقتصادية! وبناءً عليه، لم يكن هناك سبب واحد، حسب ما أعتقدت، يجعلني أتوقع أن يكون مطارهم، أفضل من مطارنا! ولكن، جاء بي الظرف العابر إلى مطار أديس، لتتضح لي غشامتي، وتنفضح أمام ناظري نظرتي التنميطية الإستعلائية، ليتم نسفها، مرة واحدةً وإلى الأبد، وفي رمش العين!! مد لي مطار أديس لسانه، وأصابني، من جراء ذلك، من الاستخذاء ما أصابني!! تحدثت في ذلك المقال، أيضاً، عن الطيران الإثيوبي المقتدر، الذي لم تغيره السنون، وظلت رحلاته تطال مشارق الأرض ومغاربها. يملك الطيران الأثيوبي أسطولا كبيراً من أحدث الطائرات، خاصةً إن قارناه بسودانير، وأخواتها الجديدات، اللواتي منعهن الاتحاد الأوروبي، مؤخراً، من التحليق فوق أراضيه. والحق أن أي دولة رشيدة، تهتم بسلامة مواطنيها، ينبغي ألا تترك الحبل على الغارب لمثل هذه الأجسام المعدنية الضخمة، لتعبر فوق أراضيها، حتى يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها مستوفية لضوابط السلامة الدولية المرعية. أردت من كل ما جاء في هذا التمهيد المطول نوعاً ما، أن أقول أنني وجدت، أخيراً، الفرصة لزيارة أديس أبابا، عاصمة أثيوبيا، بعد أن فتح لذلك شهيتي مطارها البسيط الجميل المنظم، المرتب، وروح المهنية، والانضباط التي يتمتع بها العاملون فيه.

    جاءتني، في جامعة قطر، فرصة لحضور مؤتمر علمي في الولايات المتحدة. فقلت: لم لا أسافر عن طريق الطيران الأثيوبي الذي يصل إلى واشنطن، ولم لا أتوقف ليومٍ، أو يومين في أديس أبابا، عاصمة هذا القطر الإفريقي الذي عُرف بالفقر، وبالمجاعات، ومع ذلك، يملك طيراناً يطال أركان الأرض؟! والحق أنني بدأت منذ فترة في ممارسة نوع من النقد الذاتي لنظرتي المستعلية تجاه أقطار الجوار. وهي نظرةٌ مشرجةٌ في البنية العقلية الجمعية، لدينا نحن معشر السودانيين. فلقد ظللنا، مملوءين فخراً أجوفاً، بانتمائنا العربي الإسلامي. ولقد جعلتنا تلك النرجسية العرقية العقدية، نصعر خدنا لكل جيراننا، بلا استحقاق حضاري، أو تنموي، يؤهلنا لتصعير الخد. كما جعلت تلك النرجسية الفالتة، قبلتنا قبلةً أحادية: هي الشمال، ولا شيء غير الشمال. يبدو أنني صحوت فجأة، لأصاب بالدهشة، من حالة التنويم المغناطيسية الطويلة، التي عشتها. فقد ارتدت العشرات من عواصم، ومدن العالم، ولكنني لم أرتد أقرب العواصم إلى الخرطوم، وهي أديس أبابا. إنها أقرب إلى الخرطوم، من القاهرة، وأقرب إليها من الرياض، وأقرب إليها من طرابلس، وأقرب إليها من انجمينا، ولا توجد عاصمةٌ أقرب من أديس أبابا إلى الخرطوم، سوى أسمرا، التي لم أرها بعد!!. وكما يقولون فإن الأشياء القريبة جداً لا تُرى، كالشيء فوق أرنبة الأنف. فهو تتعذر رؤيته بسبب فرط قربه! صحوت من نومتي المغناطيسية التي أنامني فيها العقل الجمعي، بتبسيطاته المخدرة، لأتساءل في استغراب: كيف أن عالماً ذاخراً كهذا، غنياً بالدلالات، وبالمعاني، ومليئاً بالوعود، وهو أقرب إليَّ من حبل الوريد، قد ظل خارج وعيي، كل هذه السنين؟! لقد أحسست بقدرٍ غير قليل من الاستخذاء كوني من الناشطين في حقول المعرفة، ومن الأكاديميين، وكوني أحسب نفسي في زمرة من ظلوا يحلمون بحالةٍ إنسانية أفضل، ثم أقع، رغم كل ذلك، في فخ النظرات الاستعلاية التنميطية. فالمعرفة المبذولة، التي تتيحها المناهج المدرسية حول أرض الحبشة، في دروس الجغرافيا، وفي دروس التاريخ، وفي دروس السيرة النبوية، لا تزال حاضرة في البال. ولكن، كيف يظل المرء يقتات هذا الفتات المدرسي طيلة حياته؟! فكلنا قرأ عن حملة المهدية عليها، وسوء فهم القائد المهدوي، حمدان أبو عنجة لرسالة القائد الحبشي، الرأس عدار، مما قاد إلى حربٍ طاحنةٍ بين الفريقين. كما عايشنا كلنا الوجود الحبشي في السودان، منذ أن كان الأحباش هم السائقين الوحيدين، للقندرانات الإيطالية ماركة (فيات)، بُعيد منتصف القرن العشرين، قبل أن يبدأ السودان تشييد الطرق البرية. كما عرفناهم، بشكل أكثر قرباً بعد لجوءهم إلى السودان حين اشتدت بهم الأزمات عقب الإنقلاب الشيوعي، الذي قام به منغيستو هايلامريام. كما عرفناهم أيضاً حرفيين، يعملون في مختلف المهن اليدوية، وغراسونات في المطاعم، والمقاهي. كما عرفنا الأثيوبيات كعاملاتٍ في منازل الأسر السودانية، منذ عقود خلون. الشاهد أن هناك ارتباط عميق يربط بين سكان الهضبة، وسكان السودان الأوسط. هناك علاقة عميقة لم يتم تقعيدها معرفياً، ولم تُموضع في أطر التكامل الاستراتيجيً، كما ينبغي، بعد. كما أن التنميط قد شابها، بشوائب كثيرة، بالغة الضرر. ومع ذلك ظلت تلك العلاقة قائمة، وراسخة، تمد لسانها لكل تلك الترهات. بل إن المؤشرات لتقول أن هذه العلاقة تزدهر الآن، وأن التقارب يأخذ شكلاً جديداً، يشي، وبقوة، بدنو أجل العجرفة اللغوية، والدينية، والعرقية، وكل تجليات التنميطات الاستعلائية الغرة الساذجة. (يتواصل)

    نشرت بصحيفة الأحداث الاثنين 27 أبريل 2010
                  

08-08-2019, 04:14 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    Quote: لماذا يصحو مارد الهضبة، ويغفو مارد السهل؟ (3)

    يبدو أن بعض الأشياء تلوح في أفق وعي المرء للحظاتٍ، لتنبهه إلى أمرٍ ظل غافلاً عنه. ثم يمر زمن ينطمر فيه ذلك التنبيه، إلى أن تأتي تجربة أخرى، تعيد التنبيه مرةً أخرى، فينهض المرء لكي يستكمل ما سبق أن بدأه. الشاهد، أننا لسنا بذلك القدر من الصحيان، واليقظة! وهذا هو عين ما حدث لي، في ما يتعلق بمعرفتي بأثيوبيا، "القريبة البعيدة"!! فقد التحقت في العام 2003 بهيئة التدريس، بقسم الفنون، بجامعة إيسترن واشنطن، بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد عبر لي زملائي، من الأساتذة، بفرحهم بانضمامي إليهمً. فقد كنت الوحيد من بينهم، من ينتمي إلى القارة الإفريقية، نشأةً، وعيشاً. صادف التحاقي بجامعة إيسترن، قراراً للإدارة الأكاديمية بالجامعة، بإضافة مقرر جديد عن فنون العالم، يتضمن قسماً كبيراً عن فنون إفريقيا. وقد تم إدراج ذلك المقرر الجديد، ضمن المقررات الإجبارية، في حزمة مستحدثة، ضمن حزم المتطلبات العامة، تسمى حزمة التعددية الثقافية، cultural diversity. وأصبح، من ثم، لزاماً على كل طالب في الجامعة، بغض النظر عن تخصصه، أخذ هذا المقرر الدراسي، أو أي مقرر دراسي آخر مشابهٍ له، من نفس الحزمة. كان ذلك استجابةً لرؤيةٍ جديدةٍ، بها أضيفت المعرفة بالتعددية الثقافية، إلى متطلبات الاعتماد الأكاديمي، Accreditation. فقد توصلت الأكاديميا الأمريكية، بشكل عام، إلى أنه من الضروري إدراج مقررات تسهم في البناء العام لمعارف الطلاب، فيما يتعلق بقضايا التعددية الثقافية. في أحد الاجتماعات تم عرض المقرر على أعضاء هيئة التدريس، وطُلب منا رئيس القسم أن ينتدب أحدنا نفسه لتدريس ذلك المقرر. ولم ينتدب أحد نفسه، وظل أكثرية الحضور ينظرون إليَّ، وكأنهم يقولون: لماذا لا تفدينا من هذه المهمة وتندب نفسك، بحكم أنك قادم من إفريقيا؟ تكثفت النظرات نحوي، ولم أجد، من ثم، بداً من انتداب نفسي، لتدريس المقرر. أعلنت قبولي تدريس المقرر، غير أنني أردفت قائلاً: صحيح أنني من قطر إفريقي، ولكن القطر الذي أنتمي إليه، قطرٌ اختار المتنفذون فيه، لنا قبلةً شرق أوسطية. ولذلك، لربما تُدْهَشُون إن قلت لكم، أن معرفتي بإفريقيا ليست بأفضل حالٍ من معرفتكم بها!!

    اخترت لطلاب ذلك المقرر، ضمن ما اخترت من كتب، كتاباً ألفه اثنان من أساتذة جامعة أوهايو ستيت، هما: جوديث بيراني، وفريد سميث. وقد اختار المؤلفان لذلك الكتاب الثري بالمعلومات، عنوان: "الفنون البصرية لإفريقيا" The Visual Arts of Africa. يغطي ذلك الكتاب كل القارة الإفريقية، مُعَرِّفاً بقبائلها وبتاريخها، وبفنونها البصرية، بما فيها وادي النيل الأعلى (السودان القديم) ووادي النيل الأدني (مصر القديمة)، إضافة إلى الهضبة الأثيوبية (أكسوم). كما يغطي أيضاً تيارات الفن الإفريقي الحديث. أيضاً، آثرت أن أشفع ذلك الكتاب بمادة بصرية، تمثلت في سلسلة تلفزيونية وثائقية، أنتجها البروفيسور الأمريكي المعروف، ذو الأصل الإفريقي، من جامعة هارفارد، هنري لويس غيتس. وهي سلسلة تشبه إلى حد كبير سلسلة أشرطة الفيديو التي أنتجها البروفيسور علي مزروعي، في ثمانيات القرن الماضي، وعُرفت باسم (الأفارقة) The Africans. الشاهد أن أشرطة الفيديو التي أنتجها البروفيسور هنري لويس غيتس، لفتت نظري إلى تراث أثيوبيا، وإنسان أثيوبيا، وتاريخها الروحاني عميق الجذور. وقد جعلني ذلك أتساءل: لماذا لم نعرف نحن جيران أثيوبيا، وأكثر الناس في الأرض شبهاً بالإثيوبيين، شيئاً ذا بال عن تاريخها، وحضارتها، وعن ذلك المشترك الكبير الذي يربط بيننا وبين أهلها؟! كيف يظل كل ذلك العالم الذاخر، الذي يقع على مرمى حجرٍ منا، خارج وعينا، رغماً عن تقاطع تاريخه مع تاريخنا لدهورٍ دهيرة. كيف لا نعرف هذا العالم المرتبط مصيرنا بمصيره، في حين نعرف الكثير عن جزيرة العرب، وبلاد ما بين الرافدين، بل وما يقع وراء سيحون وجيحون؟! ما الذي جرى لنا، وجعل بصرنا متعلقاً، بهذا القدر، بما هو خارج محيطنا، بل وخارج قارتنا بالكلية؟!

    كما يقولون، فإن (الصورة تغني عن ألف كلمة). فأشرطة فيديو بروفيسور هنري غيتس، التي طوَّف فيها على كل أجزاء إفريقيا، فتحت لي، ربما بأكثر مما فتحت لطلابي، نافذةً ما كان للكلمات أن تفتحها لي وحدها. فقد رأيت أثيوبيا بعين الكاميرا التي حملها، وبالأصوات التي التقطها، وبالحوارات التي حاورها لرجال الدين، وللمثقفين، وللناس في الشارع، وهو يتجول في أرجاء تلك الهضبة البديعة الفسيحة. ذهب بروفيسر غيتس إلى "لاليبيلا"، وصور كنائسها المقدودة في الصخر. فهي منحوتة في الصخر، تحت مستوى سطح الأرض، وليست مبنيةً بناءً. وما من شكٍ أن عقل الإنسان إنما يتبدى فيما يصنع. وصدق الذين قالوا: إن قيمة الإنسان إنما تتجلى في ما يصنع! هذا الإبداع الهندسي الذي يتجلى في منشآت الحضارة المروية، وفي كنائس وقصور وقلاع، ومسلات، حضارة أكسوم، التي ورثت الكثير من منجزات الحضارة المروية، إنما هو إرثنا المشترك، الذي انقطعنا عنه، نحن والأثيوبيين، سواءً بسواء. ولكن لا غرابة! فالشعوب تنوم وتصحو. وإني لأرى أن أثيوبيا قد بدأت تتململ في فراشها لتستيقظ، في حين لا نزال نحن نغط في نومتنا الدهرية بالغة الطول. فنحن لم نعرف من نحن بعد. ولسوف لن نخرج من هذه الحلقة المفرغة، حتى نعرف من نحن؟، وماذا نريد؟

    جال بروفيسر غيتس بالكاميرا، والصوت، في تلك البقاع، وصعد إلى الكهوف في أعلى الجبال، حيث ترقد رفات الملوك والقديسين، من الإثيوبيين. صعد بالحبال إلى تلك القمم، وسأل المجاورين من الرهبان هناك، عن حقيقية حاوية الألواح The Ark of the Covenant، التي يزعم مسيحيو إثيوبيا أن منيليك بن سليمان، وهو أبنه من بلقيس، ملكة سبأ، قد جاء بها من بيت المقدس، إلى إثيوبيا، بعد أن ذهب لزيارة أبيه النبي، الملك، سليمان بن داؤد، عليه السلام، هناك. كما صور غيتس الروحانية المسيحية الإثيوبية، وطقوسها المتميزة. ومن يرى الطقس الديني الجماعي للمُنْشِدين المسيحيين الإثيوبيين، وهم متحلقين، في شكل مطابق تقريباً لما نعرفه عن حلقة الذكر، قارعين طبولهم، التي تُحمل، وتُقرع مثلما تقرع النوبة، لابسين جلابيبهم القطنية البيضاء، من نسيجهم المحلي، الشبيه بالدمور السوداني، وعمائمهم، لظن أنه في بقعةٍ صوفيةٍ سودانية! أيضاً، لاحظت من كثيرٍ مما رصدته كاميرا بروفيسور غيتس، أن عبادات مسيحيي إثيوبيا تتضمن ركوعاً وسجوداً، مطابقين تماماً لركوع وسجود المسلمين. في تلك الجبال، حيث ترقد الألواح محفوظة بعيداً عن الأعين، كما يقول الأثيوبيون، وحيث ترقد رفات الملوك والقديسين، يقيم رهبان مسيحيون، وراهبات مسيحيات، يجلسون جميعا، كل على حده، في حفر صغيرةٍ محفورة في جوانب الجبل، تبدو مثل كهف صغير لا يتسع لجلوس أكثر من شخصٍ واحد. يبدو من هيئة أولئك الرهبان، أنهم ظلوا في حالة صمتٍ وتأملٍ لفترات طويلة. الشاهد، أنني استنتجت من عديد الملاحظات، أن النطاق التصوفي، بمعنى mystical نطاق يجمع الروحانية المسيحية الأثيوبية، والروحانية الصوفية السودانية، في نطاق متجاوزٍ لنطاق العقيدة، الذي يحض على الفرقة والكراهية، ويكرس لهما. هذا النطاق الروحاني المشترك، فيما يقع وراء العقيدة، وما وراء الدين المؤسسي، institutionalized religion هو الذي خلق السمات النفسانية، والروحانية، المشتركة بين أهل الهضبة، وأهل السهل. الشاهد، أن ما سبق أن فتحت إليه ذهني، أشرطة بروفيسور غيتس، قد أخذ في التبلُّر أكثر، حين وطأت قدماي أرض أثيوبيا، وبدأت تضمحل بالتجربة العملية، الصور النمطية، القديمة التي لم تنبنِ سوى على متشكِّلٍ جمعي خاطئ! هكذا أعادتني الظروف، كرة أخرى، لأستكمل درساً، كان قد بدأ منذ سنوات، وقد صرفتني عنه الصوارف.

    هذا الرباط الوثيق بين التصوف اليهودي، والتصوف المسيحي، والتصوف الإسلامي، ليس رباطاً جديداً. فقد أشار إليه الشيخ الأكبر، محي الدين بن عربي في أبياته الشهيرات التي تقول: ((لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ/ فمرعىً لغزلانٍ وديرٌ لرهبان/ وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ/ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ/ أدين بدين الحبِّ أني توجهت ركائبه، فالحب ديني وإيماني)). وهو أيضاً ما أشار إليه الشيخ عبد الغني النابلسي، حين قال: ((عجنا على ديرها، والليلُ معتكرٌ/حتى زجرنا لدى حاناتها العيسا/ مستخبرين سألنا عن مكامنها/ توما، ويوشع، ويوحنا، وجرجيسا/ إذ القساسيس قاموا في برانسهم/ يومون بالرأسِ، نحو الشرقِ، عن عيسى/ والكلُّ في بحرِ نورِ اليثربي حكى/ موجا أرته رياحُ القربِ، تأنيسا)). ليتنا في سودان وادي النيل الأوسط بنينا رؤيتنا على ضوء هذا التراث الصوفي الذي يجمع، ولا يفرق. فلو أننا فعلنا، بتدبرٍ وعمق، لما ضللنا عن ذواتنا، ولما ضللنا عن رفقائنا في الهضبة، وما جاورها، ولما ضللنا عن مسيحيينا، وأرواحيينا، ومسلمينا، في جبال النوبة، وفي الأنقسنا، وفي الغابة الاستوائية، هذا الضلال البعيد!!

    ما من شك عندي، أن الاستعمار التركي، (1821-1885)، ووجود المصريين ضمن شراكة الاستعمار الثنائي البريطاني المصري، (1898-1956) وتغلغل النهج التعليمي المصري، والثقافة المصرية المشرقية، وما أعقب ذلك من تبني نخبنا المتعلمة من الخريجين الأوائل للثقافة المصرية، قد أدخلتنا في غيبوبة عميقة، تهنا فيها عن هويتنا الحقيقية، وغبنا فيها عن ما كان يمكن لجذورنا التاريخية، وخصائصنا الروحانية، ومزاجنا النفسي، وأساليب عيشنا، ورؤيتنا للعالم world view أن تتمخض عنه بشكل طبيعيٍ. وهو أمرٌ كان سيجعلنا قادرين على نحت حاضرنا، ورسم صورة مستقبلنا، بعيداً عن قيود الاستلاب الثقافي، وهذه الضعضعة في مفهوم الهوية، وهذه الغيبوبة الحضارية التي أهدرت طاقاتنا، ووضعتنا الآن على شفا التشظي، الذي يسبق ذهاب الريح بالكلية. لو جلسنا منذ أن وعينا ضرورة التخلص من المستعمر، وتأملنا جذورنا العرقية والروحانية، وعكفنا على التأمل المنتج، وباعدنا بين أنفسنا، وبين الاحتراب على الكراسي بلا رؤية، وبلا مشاريع، وتعرفنا على خصائصنا، ومزاجنا النفسي، لعرفنا أننا أفارقة حدث أن استعربوا. لو وضعنا أولوياتنا منذ بدايات الحراك لنيل الاستقلال، بطريقة صحيحة، لكنا اليوم، قد قطعنا شوطاً كبيراً في مشروع بناء أمتنا، ولربما كنا اليوم، أكثر تصالحاً مع أنفسنا، وأكثر انسجاماً وتجانساً مع محيطنا الإقليمي.

    كنت قد ذكرت في مقالتي السابقة، أننا لو نظرنا إلى حالة التوهان عن الذات، وحالة ضعف التشبع بالإحساس بالهوية الحضارية المنمازة ـ وهما أمران أزعم أن أهل سهل النيل الأوسط يعانون منهما ـ وقارنَّا ذلك بحالة إنسان الهضبة الإثيوبية، فإننا نجد أن أهل الهضبة الإثيوبية، يستمتعون بوضعٍ أفضل منا، من حيث التَّبَلُّر الحضاري، والاعتداد بالهوية الحضارية، وتشكل الذاتية الأكثر تجانساً. فالهضبة حين تنصر نصفها، وأسلم نصفها الآخر، لم تمنح نفسها بالكلية للمؤثر العقلي، والثقافي، والوجداني، الوافد، وإنما نجدها، قد قامت بتوطين كلٍّ من اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وجعلت منها، جميعاً، مكوناً جديداً في بنائها الحضاري، وذلك، بعد أن ألبستهما شخصيتها الحضارية المنمازة. يقول بيراني، وسميث، (1998م)، في كتابهما الذي أشرت إليه من قبل: The Visual Arts of Africa، إن المسيحية التي تطورت في إثيوبيا، تميزت بأنها مزيج من العقائد، والممارسات القبطية، متداخلة مع عناصر مستخلصةٍ من اليهودية، ومن الإسلام، ومن دياناتها التقليدية. إذن، هذا المزيج الحضاري متنوع التركيب، وهذا الانمحاق للفواصل الحادة، بين المعتقدات، وهذا القبول للآخر، هو الذي جعل إنسان الهضبة إنساناً متميزاً. وهو الذي وضعه، حسب ما رأيت، على أعتاب بداية نهضةٍ حقيقية. لقد وصلوا، فيما يبدو، إلى نقطة احتشاد الطاقة، وقد بدأوا في حراك الانطلاق. أما نحن، فيما يبدو، لا نزال في تيهنا، وضلالنا القديم!!

    صحيفة الأحداث 3 مايو 2010


    *****
    ابقو معنا
    مسلسل العيد مع اهل الفكر والشعور د النور حمد ....
                  

08-08-2019, 06:37 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    كتب adil amin
    Quote: الحبشة كشعب وحكومة يحترمون ويحبون السودانيين من الازل


    و الدليل على كلامك
    Quote: واحتسبت القضارف منذ بدء الموسم الزراعي في يوليو 2015 (16) مواطنا، قتلوا برصاصة الجماعات الأثيوبية المسلحة في القرى والمناطق الحدودية، وتم فقد (4) مواطنين، ويبلغ
    طول “الحدود الدولية” في ولاية القضارف المشتركة بين الجانبين السوداني والأثيوبي نحو (265) كلم، ويقدر حجم الأراضي الزراعية المعتدى عليها من قبل الإثيوبيين بنحو مليون فدان بما يعرف بأراضي الفشة
    وتمتد من (سيتيت، وباسلام) شرقا حتى منطقة القلابات جنوبي القضارف، وتضم الفشقة “أخصب” الأراضي الزراعية في السودان، وتقسم لثلاث مناطق- “الفشقة الكبرى” وتمتد من (سيتيت حتى باسلام)، و”الفشقة الصغرى”
    وتمتد من (باسلام حتى قلابات)، و”المنطقة الجنوبية” وتشمل مدن (القلابات، وتايا حتى جبل دقلاش)، وتشهد سنويا أراضي الفشقة أحداثا دامية تمهر بتوقيع دماء غالية وتفقد فيها البلاد أنفسا عزيزة.
                  

08-08-2019, 07:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: مدثر صديق)

    Quote: لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن” كونفدرالية القرن الافريقي ” وهي فكرة بعث وإحياء علاقة السودان بمحيطه الافريقي لتكون قائمة على المصالح المشتركة وتستفيد من مكانة السودان لدي دول هذه المنطقة من القارة وبالتالي الدور الذ يمكن يلعبه السودان في مثل هذا المحور والذي سيكون بالتاكيد دورا قياديا ليتعامل مع السودانيين كأنداد واستثناء من الدرجة الاولي . ولكن هذا الأمر يتطلب تنازلا عن أسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي .


    هذا هو الوعي المؤجل من بعد الاستقلال 1956 ويجب ان نعود له
    منو القال للازهري نحن عايزين نمشي جامعة الدول العربية 1957؟
    منو القال للبشير ودي الجنود السودانيين مرتزقة اليمن؟
    لم ياتينا من العرب مصر الا المشاريع الوسخة والانقلابات اوالسلفة و العقد والناس المعقدين


                  

08-09-2019, 04:04 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    مارد الهضبة، ويغفو مارد السهل؟ (5) .... بقلم: د. النور حمد
    في سودانيل يوم 17 - 05 - 2010

    التيه:
    أزعم أن واحدةً من مشاكلنا الكبيرة، نحن السودانيين، التي لم تجد انتباهاً كافياً، هو أننا تحولنا، في مرحلة متأخرة جداً من تاريخنا الحضاري الطويل، من "الروحانية"، إلى "الفقه". أو قل، من تماسك الشخصية الحضارية، إلى انمساخها، وانمحاقها. ويمكنك أيضاً أن تقول، إننا تحولنا من "الممعنن"، في حياتنا (من كلمة "معنى")، إلى "المشكلن"، (من كلمة "شكل"). يفرق الغربيون، تفريقاً دقيقاً، بين الدين المؤسسي، وبين الروحانية. ولذلك تسمع من بعضهم قوله: (I am spiritual, but I am not religious)، أي، (أنا "روحاني"، ولكنني لست تابعاً لدينٍ مؤسسي). فالدين المؤسسي، لا يمثل بالضرورة، جوهر ما دعت إليه السماء، كما في اليهودية، والمسيحية، والإسلام، على سبيل المثال. والدين المؤسسي، في غالب حاله وليس في كل أحواله، بطبيعة الحال ذو صلةٍ ضعيفةٍ بالروحانية. ولو نظرنا إلى الدين بعد أن تحول إلى مؤسسة تابعة للحاكم، كما في الإمبراطورية الرومانية، وكما في الإمبراطورية الإسلامية، في كل عصورها، منذ العصر الأموي، وحتى نهاية الإمبراطورية العثمانية، نجده لم يكن أكثر من مجرد صنيعةٍ للسلطة الحاكمة. فسدنة الدين المؤسسي، حيث وُجد، كانوا مجرد فقهاء للسلطان، أو للبلاط. وفي سودان الحقبة التركية، أسمى الإمام محمد أحمد المهدي، (1844م-1885م)، سدنة الدين المؤسسي، في واحدةٍ من غضباته المضرية، ب (علماء السوء). ولقد كان الإمام المهدي، محقاً، كل الحق، في غضبته تلك! هذا، حتى إن لم نسلِّم له بمهديته المطلقة، التي ادعاها، والتي يراها قد جبت كل ما عداها. ففي الوقت الذي انحاز فيه لدعوة المهدي، الجمهور العريض، الذي عانى من الاضطهاد المصري التركي، (1821م-1885م)، ومن ضرائبٍه التي ينوء بثقلها الكاهل، وسياطه التي تلهب الظهور، وقططه التي تُحبس داخل السراويل، اختارت الطبقة المتفيقهة، رغم كل تلك المظالم الفادحة، ورغم كل الضيم الذي لحق بالسودانيين، أن تقف إلى جانب الحاكم الوافد، مؤثرة سلامة نفسها، وسلامة امتيازاتها الوظيفية!!
    الشاهد، أن الفقهاء من هذا النوع يحتلون وظيفةً ديوانية، شأنها شأن أي وظيفية ديوانية أخرى، من حيث تبعيتها للسلطة المركزية. ولذلك فهم يتلقون رواتب، أو أعطياتٍ، راتبةً، من الحاكم. هذه الرواتب، والأعطيات، لا تُمنح لهم إلا لقاء قبولهم وضع أنفسهم تحت إمرة الحاكم، جاعلين من أنفسهم ذراعاً له، تسوغ للناس حاكميته، وتشرعنها لهم، وتُعطيها سنداً إلهياً، مهما كان حال تلك الحاكمية من الضلال، ومن الفساد، ومن مخالفتها لروح التدين. هذا النوع من الفقهاء "الحشويين"، كما يسميهم وجيه كوثراني، منتشرون في سائر أرجاء العالم الإسلامي. وأمر هؤلاء من حيث التبعية للحاكم، والتفريط في روح التدين، ومجانفة جوهر قيمه، لا يحتاج إلى إجلاء، فهو أجلى، وأسطع، من الشمس في رابعة النهار. ولم تكن ثورة أوروبا على الكنيسة، وتأسيسها للفصل بين السلطتين الدينية والدنيوية، سوى إنهاء لعهود طويلة من الاستبداد الديني والمظالم التي بلغ سيلها الزبا. ونحن هنا لا يهمنا النعي على سدنة الدين المؤسسي لدينا، بقدر ما يهمنا أن نبين أن روحانيتنا، نحن سودانيي الوسط والشمال النيلي، التي تجذرت في حقبٍ قديمةٍ، ترجع إلى أكثر من أربع ألفيات، قد حرفها عن مسار تطورها، وأطفأ شعلتها الوهاجة، الفقه المدرسي الوافد، وسلطة رجل الدين "المحترف"، المستتبع للسلطة الحاكمة. أن ما يعتري حياتنا اليوم، من تردي مضطرد، ومن ضمورٍ في العقول، ومنً تراجع في الفهوم، يزداد يوما بعد يوم، ومن جنوحٍ صبياني لنكران سوء الحال القائم، ومراءٍ أجوف حول سواد المنقلب الذي يتهدد وجودنا ذاته، لأكبر تجسيد لفشلنا الحضاري، وأكبر دليل على انطفاء وقدة المبادرات الإحيائية في بنية وعينا. فنحن قد تهنا في منذ قرون عن جذورنا الحضارية، وعن شخصيتنا الثقافية، التي تميزنا وأصبح سقفنا العقلي، وسقفنا الوجداني، لا يتعدى سقف هذا الفقه المدرسي القروسطي المحدود.
    حين وفد المتصوفة إلى السودان وهم أول من قدم الإسلام لسودانيي الوسط والشمال النيلي، بشكلٍ مرنٍ، معمقٍ ومستفيض رأوا ملامح الروحانية الموروثة، من الحقب السابقة لمجيئهم، وهي النبتية، والمروية، والمسيحية، وما كان وظل قائما من كريم المعتقدات في الديانات المحلية. واستبانوا، بحاستهم التي تلم، وتستوعب، ولا تُقصي، inclusive ، جوهرية قيمها، وتماهيها مع جوهر روح الإسلام. ولذلك لم يقم المتصوفة بانقلابات راديكالية في وعي من حلوا بين ظهرانيهم، وإنما اختاروا أن يتخلل روح التصوف الشفيف، مجتمعات الوسط والشمال النيلي، في رفقٍ، لا صدمةَ فيه، ولا إرباك. ولذلك، فقد تخللت روح التصوف حياة الناس، وسرت في بنية وعيهم، وممارساتهم، كما تسري نسائم الفجر الوادعة، وسط أعواد حقل القمح. لم ينكر المتصوفة على المجتمعات التي وفدوا إليها، أو نشأوا فيها، أنشطتها الثقافية، وإنما استوعبوا طقوس، وموسيقى، وإيقاعات، ورقصات، تلك المجتمعات، وجعلوها جزءاً من شعائر الطريقة، وأذكارها، وتراتيلها. غير أن الغزو التركي الذي قضى على سلطنة الفونج، رجح كفة الفقه على كفة التصوف، وجاء من بعدهم الإنجليز، الذين أرتهم الثورة المهدية وجهاً مقاتلاً، شرساً، لم يعهدوه في التصوف، فساروا على نفس درب الأتراك في إضعاف البيوتات الصوفية، وتقوية المؤسسة الفقهية الرسمية، المؤتمرة بأمر الحاكم. واستمر ذلك الانقلاب، مواصلاً تحوير بنية وعينا، معيداً عجن وتشكيل ثقافتنا، حتى مات ما تبقى من شخصيتنا الحضارية. انطفأت الوقدة، وابتلعنا تيه الغربة عن الذات. وحين أخذ أمر حكم البلاد يؤول إلى طلائع مثقفينا، قُبيل منتصف القرن العشرين، لم يكن يملكون في مجال الرؤية سوى "رزق اليوم باليوم". ولذلك فقد جروا البلاد بكل ثقافاتها، وكل تنوعها، وكل ثرائها، وحشروها في "كستبانة" الفقه العثماني، والتعليم المصري الاستعماري، الذي غيبهم عن تاريخهم، وقتل فيهم احترامهم لذواتهم، وثقتهم في أنفسهم، وأمات فيهم القدرة على النظر في جوهر ثقافتهم، واستنطاقها، وإعادة تفعيلها في بوتقةٍ، كليةٍ، تزاوج بين الروح الإيجابي في تاريخنا، وبين روح المعاصرة، دستوراً، وقانوناً، ونظامَ حكمٍ، وتنميةً، وتكافلاً اجتماعياً، وتعليماً، وثقافةً، وإدارة. فكل ما نحن فيه الآن، من عجز مريع، تلبس كل جوانب إدارتنا لشؤون حياتنا، وترتيبنا لأولوياتنا، ورسمنا لتحالفاتنا، ليس سوى انعكاسٍ لحالة التيه هذه. ولو نظرنا لموقفنا الأخير، مما ثار حول مياه النيل، في الأيام القليلة الماضية، وإلى اندغام موقفنا في بطن الموقف المصري، دون كبير فرز، لوضح لنا مبلغ الهوان الذي بلغناه، في تيهنا الطويل هذا. فنحن، نترك موقفنا ليندغم بالكلية، في بطن الموقف المصري، رغم أن مصر ظلت تستولي على حقوقنا نحن أيضاً في مياه النيل، وتفرض علينا استئذانها، في ما ينبغي أن نفعله، وما لا نفعله فيما يخص تنمية بلدنا! وأسوأ من ذلك، أن مصر قضمت، في صمتٍ، وبهدوء، جزءاً من أرض بلادنا، ووضعت يدها عليها، عنوة! ومع ذلك، لا ننفك نترنم: ((مصرُ يا أختَ بلادي يا شقيقة))!!
    (إس كيو) الذكاء الروحيSQ, Spiritual Quotient
    نشطت في الدوائر الأكاديمية، في مجالات علم النفس، وعلم التربية، في العقود الثلاثة الأخيرة، في الدراسات المتعلقة بظاهرة الإدراك cognition، المقاربات التي تمركزت، حول ما يسمى ب "الذكاء الروحي". فما أن خرج البروفيسور هاوراد غاردنر، من جامعة هارفرد، العتيدة، بنظريته المسماة: (نظرية الذكاءات المتعددة)، في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، حتى ألهمت استنتاجاته التي خرج بها، من بحوثه المطولة، المعمقة، الموسعة، علماء آخرين، فدفعوا بجهوده نحو آفاقٍ، أبعد، وأعمق. وتتلخص نظرية هوارد غاردنر أنه لا يوجد ذكاءٌ واحدُ يمكن قياسه كمياً، كما كان متعارفاً عليه في الدوائر الأكاديمية، التي كانت تستخدم المقياس المسمى ب (آي كيو) (IQ) (intelligence quotient). فقد قادت غاردنر أبحاثُه ليكتشف أن ظن العلماء، بأن الذكاء خاصية أحادية في الشخص، يمكن قياسها كمياً، ليس صحيحاً. فالحقيقة أن الذكاءات متعددة، ويملك كل فردٍ بشري، واحداً منها، أو بعضاً منها. الشاهد، أن لا شخص يملكها جميعها، وبنفس القدر. فالشخص قد يملك قدراً كبيرا من اثنين، أو ثلاثة منها، ومقادير أقل من بقيتها. حصر غاردنر، في بادئ الأمر، الذكاءات في سبعة، هي: (1) الذكاء الرياضي المنطقي، (2) الذكاء الشفاهي اللغوي (3) الذكاء الجسدي الكيناستاتيكي (4) الذكاء الإيقاعي الموسيقي (5) الذكاء الفراغي التصوري (6) الذكاء في معرفة الذات (7) الذكاء في معرفة الآخرين. وبعد فترة أضاف إليها ذكاءً ثامناً، أسماه (الذكاء الطبيعي)، أي المعرفة بالطبيعة من حولنا.
    أثارت نظرية غاردنر، حين خرجت، ثائرة الدوائر الأكاديمية، خاصة في حقل التعليم. فقد أحدثت نظريته انقلاباً غير مسبوق، وقلبت الطاولة على كثير من الممارسات التعليمية التي انبنت على مفاهيم خاطئة هذا إن نحن سلمنا بصحتها وهي عندي صحيحةٌ تماماً، في بابها. بناءً على نظرية غاردنر، فإنه، باستثناء حالات الاحتياجات الخاصة، وهي حالات استثنائية، لم يعد هناك، طفلٌ ذكي، وآخر أقل ذكاءً. فكل ما في الأمر، هناك طفل له استعداد فطري لتعلم أشياء بعينها، في حين ليس لديه استعداد فطري لتعلم أشياء أخرى بعينها. هذا الوضع يلقي باللائمة في ضعف الأداء الأكاديمي للطلاب على المدارس، وعلى الآباء والأمهات، بأكثر مما يلقيه على الطفل. فالمدرسة الحداثوية، بشكلها الذي نعرفها به، مصممةٌ لتعمل، وكأن الأطفال جميعاً متشابهين من حيث الاستعداد الفطري. فقط هناك من هو ذكي، وهناك من هو أقل ذكاء. ولذلك تصر المدارس على أن يحرز الطالب قدراً معيناً من الدرجات، في طائفة واسعة جداً من المواد الدراسية، والأنشطة. ومن لا يحرز ذلك القدر، يتم إبعاده، كما في الدول النامية، التي لا تتوفر فيها الفرص الدراسية الكافية، أو تلصق به بطاقة قلة الاستعداد للتعليم، كما في الدول التي تتوفر فيها الفرص للجميع. ويترتب على ذلك، أن يظن الطالب، وتظن أسرة الطالب أنه لا يصلح للتعليم الأكاديمي، ويصبح لا سبيل أمامه، من ثم، سوى الانخراط في عالم المهن، التي لا تتطلب ذكاءً عالياً، أو تأهيلاً وتدريباً، عالياً. باختصارٍ شديد، ترى نظرية غاردنر للذكاءات المتعددة، أن على المدرسة أن تدرِّس الطالب حيث تكون قوته، لا حيث يكون ضعفه، teach to strength not to weakness. وهذا يلقي على المدرسة عبء اكتشاف، أين تكمن موهبة الطفل، بالضبط، وأين يقع استعداده الفطري. فكثير من الطلاب يضيعون لأن المدرسة ليس لديها المعرفة الكافية بتنوع الذكاء، وسط جمهور الطلاب، وليس لديها المناهج القادرة على استيعاب هذا التنوع الإدراكي وسط التلاميذ. فالمشكلة تكمن في نموذج المدرسةschool model الحداثوية، بأكثر مما تكمن في الطلاب، واستعدادهم للتعلم.
    قدمت هذا الشرح الموجز، والمضغوط جدا لنظرية الذكاءات المتعددة، وما يمكن أن يترتب عليها في مجال الممارسات التعليمية، لأن نظرية الذكاءات المتعددة أحدثت انفجاراتٍ إضافية في مباحث الذكاء. ولسوف أعود لنظرية الذكاءات المتعددة، وأثرها على الممارسات التعليمية في مقالات منفصلات، لما في ذلك من فائدة للتربويين، والآباء والأمهات. فهذه النظرية تمثل واحداً من محاور اهتماماتي البحثية لأكاديمية ولقد نشرت حول انعكاسات نظرية الذكاءات المتعددة على التربية الفنية، في دورية، بحوث في التربية الفنية والفنون، التي تصدرها كلية التربية بجامعة حلوان، ج. م. ع. (العدد 24، مجلد 24، مايو 2008م، ص. ص. 63 94). الشاهد، أن نظرية الذكاءات المتعددة قادت إلى أن تحتل مباحث الذكاء، الواجهة في فهم ظاهرة الإدراك، وما ترتب عليها من تفرعات في أبحاث الذكاء العاطفي والذكاء الروحي، أسهم في إعادة فهم البناء النفساني للكائن البشري human psyche. ففي العام 1995 ظهر دانيال قولمان، بما أسماه الذكاء العاطفي. ثم جاء كل من دانه زوهار، وإيان مارشال في العام 1997، بما أسمياه "الذكاء الروحي". وتشعبت الدروب في الاحتفاء بما أسموه "الذكاء الروحي" إذ سار على الدرب كثيرون، أذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، توني بوزان، وروبرت أيمونز، وكاثلين نوبل، وآخرين. فعلى سبيل المثال يقول توني بوزان (2001)، إن الذكاء الروحي يمكن أن ينعكس في وعيك بالعالم من حولك، ومكانك فيه. ويعرفه روبرت إيموس (2000) بأنه الاستخدام التأقلمي adaptive للمعلومات الروحانية، من أجل الإتيان بحلولٍ للمشاكل اليومية، وتحقيق الأهداف. أما زوهار ومارشال فإنهما يعرفان الذكاء الروحي، بأنه، الذكاء الذي بموجبه نموضع أفعالنا، وحيواتنا، في إطار موسَّعٍ، ثريٍّ، مانحٍ للمعنى. إنه الذكاء الذي به نقيِّم، أن أحد مسارات فعلنا، أو مسار حياتنا الذي اخترناه، أكثر معنىً، وأكثر ناتجية، من مسارٍ آخر. وأهم من ذلك، في ما يتعلق بما نحن بصدده، في هذه السلسلة من المقالات، فقد عرف زوهار، ومارشال (2000)، الذكاء الروحي في موضع آخر قائلين: ((يمنحنا الذكاء الروحي قدرتنا على التمييز. إنه يعطينا حسنا الأخلاقي، وقدرتنا على التعامل مع القوانين الصارمة الجامدة عن طريق الفهم والتعاطف، وأيضاً التعامل بقدرٍ مماثلٍ من القدرة على الرؤية، حين يكون التعاطف والفهم قد بلغا حدهما الأقصى. إننا نستخدم الذكاء الروحي لنصطرع مع سؤال الخير والشر، ولنتخيل الإمكانات غير المتحققة لنحلم، ولنأمل، ولنرتفع بأنفسنا من الوحل)).
    أردت أن أقول من كل الإيضاحات، الموجزة، التي وردت أعلاه، إن شمس "العلموية"، و"الوضعية" الغربية، قد أخذت تغرب، بشهادة الأكثر وعياً، ومعرفةً من أهلها. كما أن قيم إنسان الحضارات القديمة، التي انطمرت، توشك أن يتبعثر عنها التراب، وتنهض في قامةٍ جديدة، وأفق جديد. ونحن، من حيث الميراث الحضاري، أمة تمتلك ذكاءً روحياً عالياً، ولكنه مطمور. فقد مخض فينا تاريخنا الحضاري الطويل ذكاء روحياً، علي العيار. غير أن ذكاءنا الروحي هذا تعرض لأنواء كثيرة، ولعوامل تعرية كثيرة، لا زالت معاولها تنشط في هدم بنيته. ولقد رانت على قلوب النخب لدينا، وغطت على ذكائها الروحي، مقادير أكبر مما ران على قلوب عامة الناس عندنا. وهذا أمر سأتوسع في شرحه، في ما هو مقبلٌ من حلقات.
    تعرضت نخبنا في القرنين الأخيرين لجوائح خارجية، ولما يمكن أن نسميها: "نظرة أجنبية للكون وللحياة، مغايرة للمتشكل التاريخي لرؤيتنا"، مما يصح أن نطلق عليه: an alien worldview. فقد اجتاح نخبنا الفقه العثماني الوافد، ثم ما لبثت أن اجتاحتهم النظرة الغربية الرأسمالية، "العلموية"، الفردانية، التي جلبها التعليم الغربي الوظيفي، المحدود. فأحلت تدليل الذات، self indulgence، محل الوعي المجتمعي الترابطي، التكاملي، الذي يؤمن صاحبه روحياً بأنه لن يسلم، ولن يتحقق له الخلاص، ما لم تسلم البنية المجتمعية، في كليتها، وتحرز تمام عافيتها. هذا الوعي الكوني المتماسك، الذي لا يفصل بين الشخصي، والبيئوي، والكوني، هو الذي لخصته، في بساطةٍ شديدة، أحاديث نبي الإسلام العظيم، حين قال: ((لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه، ما يحب لنفسه)). وحين قال: ((والله لا يؤمن ... من بات شبعانَ وجارُه، جائعٌ، وهو يعلم)). فالذكاء الروحي هو الذي يدلك على مواطن الاختلال الفادح في التوازن في العلاقة مع الكون، (مع الله)، ومع الذات، ومع المجتمع، ويدفعك إلى العمل، وبإلحاح، لتصحيح الخلل في هذه المعادلة الثلاثية المركبة، التي لا يستقيم صلاح أمر الفرد، ولا صلاح أمر الجماعة، إلا بتوازنها. (يتواصل)
                  

08-09-2019, 04:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    https://up.top4top.net/
                  

08-09-2019, 04:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

                  

08-12-2019, 03:31 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    أنا...بعْدَ خمسين عاما

    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

    أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

    ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

    ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...



                  

10-12-2019, 03:20 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    مبروك ابي احمد جائزة نوبل للسلام يا حفيد النجاشي

    الجماعة في السودان ديل رايح ليهم درب من 1يناير 1956...متاهة شعب اسود عايزين يبقو عرب حتي لو حولو السودان الي مذبلة
    اجهضو اتفاقية اديس ابابا ود\ستور 1973
    واجهضو اتفاقية نيفاشا ودستور 2005
    ولا زلنا مع نفس الناس ونفس الفشل
    بعاعيت مايو 1969 وايتام الترابي 1989



    تعال حلة مشكلة اليمنيين كمان ديل كرهو العرب وشعاراتهم الغوغائية واصنامهم الي الابد
                  

10-12-2019, 04:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.حيدر ابراهيم على: دموع الاشقاء الاث� (Re: adil amin)

    وينهم مخلفات صدام حسين وعبدالناصر وجماعة ق ح ت الرايح ليها درب الان في اكتوبر وسامين نفسهم قوى الاجماع الوطني كمان...الاجمع عليكم منو ؟؟
    ده راي حمدوك فيكم
    وعيكم ما بتجاوز الخرطوم وانا عارف السبب ...
    ما اديتو حمدوك برنامج وبرضو السبب معروف ( ما عندكم برنامج وعايزين تمشطو الانقاذ بي قملا وتخلونا عالفين مع قرود السيرك الامريكي الخمسة في المنطقة
    مصر والسعودية والامارات من ناحية وقطر وتركيا من ناحية اخرى
    https://up.top4top.net/

    هل ابريل 2019 كانت ثورة ام انقلاب ؟؟؟
    هل نيفاشا ودستور2005 والاسطورة جون قرنق قيامة الساحة الخضراء كانت ثورة ثقافية ورؤية وثورة وعي وبصيرة ام مهرجان ساكت

    time will tell
    donkeys always live long
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de