الثوار يسردون وقائع ما جرى يوم الاثنين الاسود #

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 04:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2019, 10:57 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثوار يسردون وقائع ما جرى يوم الاثنين الاسود #

    10:57 AM June, 23 2019

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر






    __
    لم يكن يوم الاثنين – التاسع والعشرين من رمضان – «اثنين أسود» فقط كما وصفه العامة، هو كذلك للذين لم يُحالفهم الحظ بالتواجد تلك الليلة فيّ مُحيط القيادة العامة، أو فلنقل القدر! فالذين ارتقت أرواحهم شهداء نالوا الخُلود فيّ تاريخ هذا البلد ما بقيت، ومن نجا يحمل في جوفه الآن قصصا ومشاهد عظيمة لن تمحوها السنوات القادمة.

    سلمي عبدالعزيز

    (أبقوا راكِزين)
    مُكالمة هاتفية من مصادر قال إنّه يثقُ فيها أكدت له بما لا يدع مجال للشك تنفيذ خُطة فَض الاعتصام خلال الساعات الأولى من الصباح، قال لي الأمر هذه المرة جادا، ولا مجال للتراجع، لكن نحن معاكم«بس انتوا اركِزوا .» يقول (س) أخبرته بأن الغالبية عادت بُغية استقبال العيد في منازلهم، أو لإحضار أغراض تخصهم، وأنّ العدد الموجود حالياً قليل، لكنهم «راكزين»، ولن يبرح أحد مكانه مهما حدث.
    تحركات مُريبة ولأنّ كُل ما يدور حَولي من تحركات كانت تُشي باقتراب موعد حدوث الفاجعة، قررتُ مُهاتفة «أهل البيت» ومُعايدتهم، طلبت العفو من الوالدة، فجاء ردها صادماً: «لن أغفر لك إن تعرضت لمكروه»، ثم أردفت: «لم أُنجبك، وأسهر في تربيتك، لتقتلك الحُكومة ». ماقالته أمي، ظل صداه يتردد داخلي لساعات، خفت حقيقةً أن أموت دون عفوها ورضاها، ولكني كُنت موقناً بأنّ خوفها عليّ يقف وراء قولها، كما أنه لم يعد هُناك مجال للتراجع.

    حارس المتاريس
    عُرف »س « بأنّه واحد من أهم حُراس «المتاريس» وأكثرهم شُهرة في مُحيط القيادة العامة، ساعدته خِفة دمه ووجهه البشوش على ذلك، إذ عَمد على استقبال الوافدين مُردداً مقولته المُحببة (ارفع ايدك فوووق، التفتيش بذوق ). ولكثرة تنقله بين «المتاريس» شكل سلسلة من المعارف، استفاد منها ذاك اليوم في سرعة التواصل معهم، وتنبيههم بضرورة الوجود في أماكنهم، مُؤكداً في سرده ل(الجريدة) وقائع ذاك اليوم المشئوم، بأنه بعد أن اطمئن على غالبية (التروس)، ذهب بمعية رفاقه لموقعه على مقربة من نفق جامعة الخرطوم، مُضيفاً حتى تلك اللحظة، لم يخطر فيّ بالي قط أن الأمر سيكون بهذه البشاعة، اعتقدت بأن مجموعة ستقوم بمناوشة الثوار كالمعتاد، نتصدى لها وتعود أدراجها، ولكن أصوات الرصاص القوية القادمة من ناحية «كوبري النيل الأزرق» خيبت ظني.

    جمهورية أعلى النفق
    الساعة وقتها اقتربت من الثالثة صباحاً، عندما اقتحمت قوة مُدججة بالسلاح - لا أستطيع تقدير عددها، ولكنها عددها غفير - المنطقة المطلة على جامعة الخرطوم، كانوا يزأرون كالأسود، وبعضهم يُردد جملا وعبارات غير مفهومة، رأيت رفاقي في «جمهورية أعلى النفق» يتساقطون أرضاً، تم قنصهم مباشرةً، مشهد يفوق أفلام الرعب وحشية، سقط ما لا يقل عن ( ۲۰ ) شهيدا فقط من أعلى النفق. هؤلاء رأيتهم بأم عيني.
    يقول (س)، وهو يُجاهد عبرة خنقت صوته ل(الجريدة)، إن أكثر ما آلمه، والثُوار أيضاً، إنهم لم يستطيعوا مُواراة «جثث» الذين سقطوا، ولو إلى مكان آمن، لحين هدوء الأوضاع، كان كُل من يحاول أنّ يفعل ذلك يتم قنصه. توثيق الأحداث توجهت قوة أمنية نحونا مباشرة، فتفرق الرِفاق، آثرت البقاء على مقربة من المكان، لتوثيق ما يحدث، كُنت أحمل الهاتف بيدي، رغم ما تُعانيه من كسر، لا أستطيع تذكر متى وكيف حدث تدثرت بعربة ضخمة على مقربة من «المسرح ،» واستمر الوضع على ما هو عليه لبضع دقائق، تنفست فيها الصعداء، وظننت أنّي بمأمن، إلى أن أمطر وابل من الرصاص مكان وجودي، فوقعت مغشياً علي.
    عيادة جامعة الخرطوم، أرتوت ذاك اليوم بالدماء، والرصاص يتطاير بالخارج، كُل ثانية يسقط جريح، وقد يكون شهيدا.
    عجز الأطباء الموجودون على قلتهم عن تلبية صرخات المتوافدين، وبالطبع كان من بينهم (س)، دقائق مرت، وهو في حالة اللاوعي، لا يتذكر شيئا سوى لحظة سقوطه أرضاً، حتى أنه ظن وقتها إنه الموت. صوت الانفجار القوي، كان للكابينة كهرباء على مقربة مني، ويبدو أن أحدهم رصدني وأنا أصور، فقام باستهدافي.

    إصابات خطيرة
    نِساء يُحاولن تهدئة صغارهن، وفتيات تمكن منهن الذعر، وإصابات مُتفاوتة لشباب بعضها وصفها الأطباء بالخطيرة، وسط كُل هذا اقتحم بعض أفراد القوات الأمنية المشفى، الأطباء وحاولوا توضيح قُدسية المكان، فقال أحدهم: (إنهم جَرحى، لا دخل للسياسة هُنا، الأمر إنساني بحت، ويجب نقلهم بأقصى سرعة لتلقي العلاج). رضخ الجنود لما قال، وتم ترحيل المصابين، وسط ضرب بالسياط لكل من مكنته قُواه من النهوض، مصحوباً بكلمات نابئة خادشة للحياء.

    الاعتداء على الفتيات
    يُؤكد (س) ل(الجريدة) أنّه داخل العيادة كان يُوجد مجموعة من الفتيات، أُمرن بوضع أيديهن للخلف، والتحرك في خط مستقيم، وتم اقتيادهن، وقد علمنا فيما بعد بأنه تم الاعتداء على بعضهن.

    مستشفى المعلم
    لقُربه من موقع الحدث، استقبل أعدادا غفيرة من المصابين والشهداء أيضاً، بعضهم فاضت أرواحهم في باحته، وعلى الرغم من محدودية إمكانيته، بيد أن الأطباء في ذاك اليوم قرروا القتال على طريقتهم - هكذا وصف ما قاموا به – مُضيفاً: لم تحترم القوات الأمنية قُدسية المكان، وكأنهم أحضرونا إليه، ليقولوا لنا لا يُوجد مكان في هذه الأرض لن تطاله «سياطنا» والبنادق.
    فعاثوا فيه، ومن كَافة الجوانب، حتى الأجهزة الطبية، بل والمُصابين، وبمعيتهم الكوادر الطبية، لم أستطع احتمال تلك هذه المشاهد، كانت تُؤلم أكثر من (رايش) الرصاصة بيدي، فقررت الخروج والدم يتقاطر على
    امتداد الطريق للمنزل.

    رسائل قوية
    فقد (س) ثلاثة من أصدقائه في يوم واحد، كان حريصاً على أن يكون موجودا لحظة مُواراة رفاتهم الثرى، بينما مازالت رصاصة فيّ الصدر تهدد حياة أحبهم لقلبه، لكنه كما قال عَرفه مُقاتلاً قوياً لن يستسلم بسهولة.
    الاثنين الأسود بكل ما حمله من مآسٍ ومشاهد مُؤلمة، لكنه أيضاً حمل في طياته رسائل قوية وباسلة، سطرها الثُوار بدماء غزيرة، وعززها كُثر بأعمارهم، مُقدمين حياتهم ثمناً باهظاً لتبقى وتتحقق.
    الجريدة








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de