الديش من قوة دفاع السودان إلى القوات المسلحة!!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2019, 02:03 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الديش من قوة دفاع السودان إلى القوات المسلحة!!!

    02:03 PM June, 13 2019

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    مقال يستحق غادة كدودة



    "الجيش جيش السودان .. االجيش ما جيش كيزان" .. او أي سلطان .. والا ياهو السلطان يا جماعه؟!

    من الاسئله البتلح كل ما يرتكب الجيش السوداني فظائع في اهل البلد انو ده جيش شنو بالظبط!!

    رجعت لنشره قديمه من سلسله الدراسات الافريقية والاسيوية عن اصل ودور قوات دفاع السودان كما صنعها الاستعمار .. غطى د. أحمد العوض محمد في المقدمة البدايات في زمن محمد علي 1821 مرورا بالخديوي في 1880 والمشاركه في قمع الثورة المهدية .. وركز الكاتب في الفصول على فترة الحكم الثنائي مرورا بثورة 1924 حتي الاستقلال .. حقيقي مرجع مفيد لفهم العلاقه مع مصر و تركيبة الجيش والتيارات الفكريه الفيهو والادوار اللعبها (داخليا وخارجيا) وعملية السودنه بعد الحرب العالمية التانيه ..

    فيا شباب طلعت بالملخص ده بهدف النقاش والاستفاده من معلوماتكم/ن والتحليلات الممكن تساعدنا في السؤال الفوق:

     الفكره الاساسيه الاتكون بيها الجيش السوداني هي حماية المستعمر من الثورات الداخليه ومن اي تهديد لحدود مستعمراته ولتحقيق طموحات التمدد
    الاستعماري، مثلا:

    ― غاية محمد علي من تكوين اول جيش حديث في السودان كانت الاستقلال من الإمبراطورية العثمانيه وإنشاء إمبراطورية مصريه
    ― استخدام الجنود السودانيين كمرتزقه في 1863 لصالح ماكسيميلان (حليف نابليون) في المكسيك واثناء الحرب العالميه الاولي في شرق افريقيا وفلسطين
    ― ثلث القوات التي حاربت الخليفه كانت من الفرق السودانيه الكونتها الحكومه البريطانيه بين 1882 – 1889 وحارب كل الثورات القامت في العشرين سنه الأولى من الحكم الثنائي ومن اكبر انتصاراتهم في الفترة ديك كانت ضم دارفور تحت التاج البريطاني
    ― حجم الجيش و التدريب مربوط باحتياجات الامبراطوريه في فرض السلطه داخليا (مثلا هدف عملية السودنه الاولي لتبديل المصريين كان تقليص تاثير الأفكار الوطنيه على الضباط السودانيين وتزامن مع قفل المدرسة الحربيه بعد 1924) وطبعا خارجيا (مثلا التوسع في 1938 للحوجه لقوات تعمل في جبهة الشرق في مواجهة التهديد الإيطالي واغلقت المدرسه بنهاية الحرب العالمية التانيه)
    ― من اكبر المحن الواجهت السودانيين بعد ابعاد المصريين عند تكوين قوات دفاع السودان كان تبديل الولاء من خديوي مصر لملك بريطانيا (التعملو كريت تلقاهو في جلدها)

    هل تغيرت فكره الجيش للوجود بعد الاستقلال؟

     سياسات التجنيد استندت على خلق عدم توازن إثني بالتركيز على المناطق النائيه و الأقليات القبليه المعزوله (حتي لا يترددوا في قمع الانتفاضات الشعبيه المحليه) ونوعية المجند اعتمدت على وضع المنطقه الفيها القوه العسكريه (درجة
    التعليم):

    ― في الشرق كان التركيز على قبائل البني عامر والفور والبرقو بفكره انهم مزارعين وما عندهم علاقات مع المجموعات الأخرى الموجوده في المنطقه
    ― القوات الهندسيه كانت من نصيب الشمال لحوجه المجال لدرجه اعلى من التعليم واختاروا القبائل "المحاربه" حسب تقديرهم بالتحديد الشايقيه
    ― في الوسط قوات الجمال تكونت من النوبه والشايقيه مع ممارسة سياسة المناطق المقفوله لمنع الاختلاط بينهم
    ― في الغرب تجنب الانجليز القبائل المعروفه بميولهم للمهديه مثلا بني هلبه وبعد 1924 تعمدو تقليل اعداد الجُندوا "بالغلط"
    ― تكرر المشهد في الجنوب بتجنب التجنيد من اكبر القبائل في المنطقه، الدينكا والنوير وبعد 1924 تركز التجنيد من الاسر المعروفه بولائها للانجليز
    ― من البدايه كان في تكوين الجيش فكره وجود قوات محدوده نظاميه وأخرى اكبر غير نظاميه، من الأسباب كانت تقليل التكلفه نسبه لامتيازات الفرد النظامي وبرضه لحفظ مستوى القوات لتكون ابعد من جيش واقرب لشرطه، وبعد 1924 أضيفت للأسباب ابعاد العناصر الشاركت في الثورة
    ― تمركزت القوات النظاميه على الخط النيلي وتوزعت الغير نظاميه في مناطق الشرق والغرب

    هل تغيرت سياسه التجنيد وتركيبه الجيش؟ مش القبائل والمناطق لكن الفكره والفهم الورا السياسه!

     من ملاحظات الكاتب عن اثر حياة الجيش على طريقة الجياشه في التعاطي مع السياسه انو لمن يكونوا في السلطه جل اهتمامهم يكون على الأوامر مش الحوار
    وبحرفية القانون بدل الدعم الشعبي

    ― عزل الجياشه من المدنيين ساعد على انتاج فروقات قيميه واخلاقيه بين المجموعتين وبالتالي المنظور في التعاطي مع الأمور .. يعني بيقدروا يقولوا للسلطه (ثوره نقمعها ليك .. اعتصام نفضو ليك)
    ― خلق العزل و الامتيازات المختلفه بين الضباط والعساكر تراتبيه طبقيه وسلطويه من مظاهره التناقض البيعيشه من هم في اسفل السلم بين الأوامر والطاعه مع خلفيتهم ووضعهم الاجتماعي

    كيف هسي؟ لسه في اختلاف في القيم بين العسكر والمدنيين وفي حته التناقض العاشه العسكر التعبان؟

     بالنسبه للادوار، بشكل عام تمحور دور القوات الانجليزيه في حمايه انفسهم والحد من التمرد داخل القوات السودانيه ومساعدتها في دورها الأساسي (ان دعت
    الحاجه الملحه) في قمع الشعب

    ― عتاد و تدريب القوات السودانيه كان هدفه الأساسي انتاج شرطه مسلحه تقيل اكتر من جيش بالمفهوم السائد وكده كانت ملائمه لدورها الرئيس (امن داخلي) وحجم القوات ظلت صغيره حتي 1937 (لمن احتاجوا لجبهه قويه في الشرق)
    ― لا علاقه لقوات دفاع السوداني بالإستخبارات العسكريه ومخزن المعلومات والتحليلات وإنتاج الخرط وكان دورهم المعلوماتي محصور في مد الانجليز بالحاصل على الصعيدين السياسي والقبلي
    ― سياسه القمع تمثلت في الحسم الكامل لاي زول يرفع راسه ولو تعددت الأسباب. ذكر الكاتب امثله مجازر في 1926 في جبل جلود وتيمين (لمقتل المك الموالي للانجليز) وبين 1927 – 1928 في مناطق النوير ( مره لمقتل الحاكم الإنجليزي لشرق بحر الغزال واخرين ومره تانيه لحسم مقاومه واحد من شيخ كجور تمرد على السلطه بوسائل سلمية
    ― اهميه موقع السودان بالنسبه للحد من التمدد الإيطالي حدد خطه تمركز القوات في الخرطوم، عطبرة وبورتسودان وربط اتصالاتها بالقاهره ونيروبي

    هل تبدلت المواقع وثبتت الأدوار؟

     بعد الحرب العالمية التانيه ومشاركات القوات السودانيه خارج وعلى حدود السودان ، اعادهم الانجليز لدورهم الاصلي لحفظ الامن الداخلي وقَلص حجم القوات لاقل من 10 الف في 1947 ولي اقل من 5 الف في 1954 مع نمو الحس الوطني
    في البلد

    ― ما اتغيرت المناهج كتير عند إعادة افتتاح الكليه الحربيه في 1948 من لمن كانت مدرسه حربيه في 1935
    ― بداية السودنه كانت بتعيين الاميرلاي المقبول في 1954 بعد الاتفاق السياسي في 1953
    ― في فتره وجيزه تم تصعيد وتدريب سريع لملئ الرتب العليا وزياده حجم القوات لحوالي 7 الاف في 1955
    ― من الوظائف الصعبت سودنتها سريع كانت فنيي الراديو في سلاح الاشاره

    ما هو انتاج الجيش من مؤسساته الصناعيه والجامعيه وجل الدخل القومي؟

     حسب د. أحمد، افرزت المنظومه العسكريه الخلفها الانجليز تيارات فكريه
    مختلفه اثرت في تطور الجيش بعد الاستقلال

    ― التيار التقليدي ممثل في الفضلو من الأجيال الأولي في القوات الكانت جزء من الجيش المصري و، مثل الجيل ده الجنرال عبود (خريج 1918) وعبد الله خليل (1910) – اول رئيس وزراء . الفضلو لانو في الفتره 1924 - 1935 ادار الانجليز القوات السودانيه بمساعده عدد بسيط من الضباط الموالين للنظام كان من مميزاتهم انهم مختلفين في البنيه الفكريه من ثوار 1924، تربيه خواجات وما مهتمين بلعب دور سياسي
    ― تيار الضباط الاحرار في أوساط الضباط الصغار المرتبط بعبد الناصر ، هنا خوف التقليديين منهم جاب لينا الانقلاب الأول في 1958
    ― زي ما عارفين بدا الفريق عبود عهده بوقف النشاط السياسي وحل الأحزاب والرجوع للسياسه الانجليزيه في الاستعانه بالتيار المحافظ في المجتمع من زعامات قبليه وادارات محليه. دور تنظيم الضباط الاحرار كان ليهو دور في انحياز الجيش في ثورة 1964
    ― ذكر د. أحمد تيار تالت (الثوري) بدا مع استيعاب خريجي الثانويات في التدريب للعسكريه بعد 1948، جزء جاء بافكار وميول وخبره سياسيه من العمل الطلابي وجزء اقرب للاحرار ومتاثر بانقلاب عبد الناصر في 1952
    ― ختم الدكتور كتابه بنقاط مهمه كتيره لكن أهمها في رايي:

     الصناعه الاستعماريه للجيش (كمسيطر على ومنتج للعنف) ابعدو عن مركز
    الحركه الوطنيه وربطوا تماما بالسلطه

     سياسات التجنيد (قبايل، اسر، طبقه اجتماعيه، مدى الاهتمام بالسياسه) وارتباط الجيش الشديد بالعمليه السياسيه في المستعمرات عموما خلف في دولنا تركيبه جيوش اثرت على الحال بعد الاستقلال (ولليله بالعايشنو في السودان وكمان
    بعد التركيبه الخلفها استعمار الإنقاذ).

    في ختام البوست ومعليش لطوله، اهو حنسأل والا السؤال ممنوع: متين يلتفت جيشنا للادوار المعروفه للجيوش؟ ماهي الحوجه حاليا لاستيعاب عناصر غير نظاميه وتقنينها بحرفيه القوانين؟ هل يعيد النظر في مناهجه البتخليهو ينتج أفكار زي قصف قرى وقتل مواطنين وفض إعتصام ؟ والاهم من ده كله متين حيحدد ولائه؟

    تفكيك الاستعمار مطلوب في كل المؤسسات القوميه خصوصا انو عمليات السودنه كانت شكليه .. لكن الخلل البنيوي في المنظومه العسكريه طبيعي يكون من اخطرها لانها مؤسسه عندها سلاح وناس متدربين على التصويب على الداخل والوطني (طبعا من غير تعميم) .. فمن مميزات الدوله المدنيه انو البحوث زي حقت د. أحمد حتلقى اهتمام من مؤسسات الدوله وتساهم نتائجها في تغيير السياسات وإصلاح الخطأ والتطوير المستمر في المؤسسات .. برضه كلام عجيب زي حق جنرال المجلس الإنقلابي القال قاطع النت عشان "اشاعاتنا" ما بيحصل .. إنقلاب قال!

    ما اظننا محتاجين ننقل اشاعات لانو شفنا بعيونا العملتوهو في جنوب السودان وفي ودارفور وجبال النوبه والنيل الأزرق ومن مشاركاتكم الخارجيه في اليمن .. ده اسمه ولاء بره الشبكه القوميه!

    #رجعوانتالسودان
    #المعلومه_حق
    #مجزرةالقيادةالعامه








                  

06-13-2019, 02:06 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الديش من قوة دفاع السودان إلى القوات المس� (Re: زهير عثمان حمد)

    هكذا تحول الجيش من قوة دفاع السودان إلى القوات المسلحة وسجل ملاحم في الاستقلال!

    إعداد - أحمد دقش
    تبدو في ظاهرها مبانٍ مشيدة لمن ينظر لها بالعين، ولكن قادتها على مر تاريخها وفي مختلف الحقب ظلوا يتمسكون بأنها جملة من المعاني تجسدها شعارات يعمل الفرد في داخلها على تطبيقها والالتزام بها، بعد أن يتم صقله وإعادة تربيته في بيت الجندية.. إنها القوات المسلحة السودانية في آخر مسمياتها، وبشهادة الانجليز فإن القوات المسلحة السودانية الوحيدة في أفريقيا التي صمدت ولم تنكسر ولم تتفكك بعد جلاء المستعمر في العام 1956م وحتى اليوم، رغم الحروب والمعارك المستمرة وعمليات الأمن الداخلي التي خاضتها ومن ذلك أحداث الجنوب وفي السنوات الأخيرة الحرب في (دارفور) و(جنوب كردفان) و(النيل الأزرق)، ولعل العديد من القادة ظلوا يفاخرون بتماسك القوات المسلحة السودانية، وقطعاً ذلك يفتح الباب واسعاً لإمكانية البحث عن أسباب تماسكها، ومعرفة دورها الذي لعبته في فترة الاستعمار حتى تحقق الاستقلال.
    بداية التكوين
    يقول خبراء العلوم العسكرية ومدرسو التاريخ العسكري إن الجندية السودانية تعود إلى تكوينات عسكرية مختلفة في فترة ما قبل الاستقلال، ويبدأون في التأريخ لها ب(معركة كرري) الفاصلة في يوم الجمعة الثاني من سبتمبر في العام 1898م، ويقولون إن المهدية رغم دورها الوطني الكبير في مناهضة الاستعمار، لكنها تصنف على أنها ثورة، وإن الدولة والتكوين المنضبط للجيش بدأ في عهد الدولة التي تأسست في عهد الخليفة «عبد الله التعايشي» والتي قام فيها الجيش السوداني بعمل مناهض للمستعمر.
    ويقول مدير إدارة المتاحف والمعارض والتاريخ العسكري بالقوات المسلحة اللواء ركن دكتور «عمر النور أحمد» ل(المجهر) إن القوات المسلحة دورها كبير في استقلال السودان، وذلك الدور بدأ بتمرد الأورطة (14) في (تلودي) في العام 1900م بعد نهاية دولة الخليفة «عبد الله التعايشي»، وكسر تلك الأورطة لمخزن السلاح واعتقال الضباط البريطانيين، وأضاف: بعدها الاستعمار الانجليزي والمصري بدأ في تدريب جيش قومي وطني في السودان، وقام «الكولونيل ماكنويل» بإرسال برقية للحاكم العام في مصر وأخطره بتمرد تلك الأورطة. وتقول البحوث العسكرية إن ذلك التمرد مثل الشرارة الأولى من الصف والجنود ضد المستعمر، ويقول مدير المتاحف والمعارض العسكرية، إن الانجليز اضطروا بعد تلك الأحداث إلى ترقية ضباط من الجنود لقيادة العساكر السودانيين محاولة لإخماد ثورة التمرد في (أورطة تلودي) بغرض محاصرة تلك الظاهرة وضمان عدم اندياحها في الأورطات الأخرى.
    استمرار معالجات
    وحصلت (المجهر) على ورقة بحثية أعدها اللواء الدكتور «عمر النور» تقول إن الانجليز وضمن محاولتهم إخماد تمرد الجنود السودانيين اتجهوا إلى فتح المدرسة الحربية لتخريج ضباط وطنيين سودانيين لقيادة الكتائب الأخرى في العام 1905م، وأوضحت الورقة البحثية أن المدرسة الحربية استوعبت عند افتتاحها عدد (7) ضباط سودانيين تخرجوا في العام 1907م.
    وتشير الورقة البحثية إلى أن محاولات الانجليز لمعالجة آثار التمرد السوداني، استمرت بتنظيم الانجليز لحملة ضخمة للتجنيد وسط الشعب السوداني في مختلف أنحاء السودان، وخلصت الورقة إلى أن تلك الحملة لم تنجح لعدم رغبة السودانيين في الدخول للجيش في ذلك الوقت، ما أدى إلى توجه الانجليز إلى إنشاء الفرق المنفصلة في العام 1917م، (فرقتي العرب الشرقية والغربية) لإجبار الناس على الدخول للتجنيد العسكري وإبعاد الحس الوطني من الجنود السودانيين، وتقول البحوث الموجودة في إدارة المتاحف العسكرية والتي اصلعت عليها (المجهر) إن تلك المحاولات لم تنجح وإن الحس الوطني تزايد وسط الجنود بعكس ما توقع الانجليز، وذهبت البحوث إلى أن العام 1918م شهد قيام حزب الوفد المصري متزامناً مع تخرج عدد من الضباط السودانيين من المدرسة الحربية، وأن أولئك الضباط السودانيين كانوا يتابعون مع الضباط المصريين داخل المدرسة الحربية المبادئ التي ينادي بها الوفد ما أدى إلى تأثرهم بها، وبالتالي نمت قناعتهم بالعمل المناهض للاستعمار، بجانب أن العام 1919م شهد (ثورة سعد زغلول) في مصر والتي كانت تنادي بإبعاد المستعمر من أفريقيا، وأن تنال الشعوب استقلالها، وأضافت البحوث: (لم يكن السودان بمعزل عن ما يدور في مصر من أحداث، وانداحت أفكار «زغلول» في المجتمع السوداني بأثره).
    وتقول البحوث والكتب التاريخية إن تلك الفترة نشأت فيها جمعيات سرية تنادي بالاستقلال ومناهضة الاستعمار وبث الكراهية ضده، حيث نشأت أول جمعية في العام 1921م باسم جمعية الاتحاد التي أسسها عسكريون من دفعة واحدة من خريجي المدرسة الحربية (تخرجوا في العام 1905م)، حيث كانت الجمعية برئاسة البك باشا (العميد) «خلف الله خالد» والذي أصبح وزيراً للدفاع في أول حكومة مستقلة في السودان، وتقول البحوث إن تلك الجمعية ضمت كذلك البك باشا «عبد الله خليل»، والبك باشا «عبد الله النجومي»، والفريق «إبراهيم عبود» (بك باشا حينها)، إلى جانب البك باشا «محمد فرح علام»، ومجموعة من المدنيين ضمت «محمد صالح الشنقيطي» و»نقد الله» و»خالد كشة»، ووضعت الجمعية ضمن أهدافها أن تعمل في السر لمناهضة المستعمر ونشر الكراهية وسط الشعب السوداني والمناداة بالاستقلال بالاتفاق مع مصر.
    وفي العام 1922م انقسمت من الجمعية أفرع ذهبت في أعمال سرية وأخرى إلى مدن السودان المختلفة حتى العام 1923م، واعتبر المؤرخون أن ذلك شكل ضغطاً كبيراً على المستعمر، وتبعه تأسيس جمعية اللواء الأبيض في العام 1923م بواسطة الملازم أول «علي عبد اللطيف»، ومعه «زين العابدين عبد التام»، و»عمر محمد الدغور» و»محمد فرج» و»عبد القادر مرسال» بجانب «حسن الزين» (أول ضابط سوداني يصل إلى رتبة عميد في الجيش)، كما ضمت الجمعية مجموعة من المدنيين، وقامت أهداف الجمعية على المجاهرة في مناهضة الاستعمار والمناداة بطرد المستعمر من خلال أفرعها المختلفة في المدن الكبرى، ويقول المؤرخون إن الضابط «علي عبد اللطيف» أرسل برقية شديدة اللهجة للحاكم العسكري البريطاني تشجب سياسة المستعمر البريطاني تجاه السودان ومصر، وأدى ذلك إلى سجن «علي عبد اللطيف» واعتقاله.
    لكن في العام 1924م بحسب البحوث حدث التمرد الشهير للطلبة الحربيين في المدرسة الحربية في الخامس عشر من أغسطس، وتبعه في ذات العام تمرد أورطة السكة الحديد العسكرية في (عطبرة) و(بورتسودان)، وفي ذات العام حدث تمرد أورطة (ملكال) تضامناً مع عمال الري المصري، وفي المدرسة الحربية يقول المؤرخون العسكريون إن طلاب المدرسة الحربية ذهبوا بعد اعتقال «علي عبد اللطيف» إلى منزله وأدوا التحية العسكرية إلى زوجته وسيروا مسيرة بعدها تم اعتقالهم في الباخرة (البوردين) على النيل الأزرق، وتغنت النساء لأولئك الطلاب في ذلك الوقت بعبارات تقول: (الطير الرحل والتلامذة السكنوا البحر).
    مقتل السيرليستاك
    في العام 1925م مات السيرليستاك مقتولاً في شوارع القاهرة نهاراً ما أدى إلى اتخاذ الانجليز قراراً بسحب القوات المصرية الموجودة في السودان إلى (القاهرة) حتى يؤول لهم حكم السودان وحدهم، واتبعوا ذلك باتخاذ قرار بانشاء قوة عسكرية سودانية سميت ب(قوة دفاع السودان)، وفي ذلك الوقت يقول المؤرخون إن إضراب الطلبة الحربيين أدى إلى إغلاق المدرسة الحربية، بجانب أن بعض الضباط السودانيين آثروا الذهاب مع القوات المصرية التي انسحبت من السودان في ذلك الوقت.
    وتبع تلك العمليات تظاهرة عمال الري المصري في العام 1929م احتجاجاً على سحب القوات المصرية من السودان، وتبعه في العام 1931م إضراب طلاب (مدرسة غردون التذكارية) ضد المستعمر، ويقول المؤرخون إن تلك الأحداث أدت إلى تنامي التلاحم الوطني بين مختلف مكونات الشعب السوداني، عسكريون ومدنيون.
    الحرب العالمية الثانية
    الحرب العالمية الثانية كانت نقطة فاصلة في تاريخ السودان واستفاد منها العسكريون السودانيون بالضغط على المستعمر البريطاني للحصول على الاستقلال، وفي العام 1934م بدأت بوادر تلك الحرب تلوح ما جعل الانجليز يفكرون في إعادة فتح المدرسة الحربية لتخريج ضباط سودانيين يشاركون في الحرب العالمية الثانية مستقبلاً، وفتحت المدرسة في العام 1935م وتخرج منها الضباط بعد عام من إعادة فتحها.
    في العام 1936م، شعر الانجليز بأنه لابد لقوة دفاع السودان أن تشترك في الحرب العالمية الثانية، وفي تلك الأثناء رهنت قوة دفاع السودان مشاركتها بمنح استقلال السودان حال انتصار دول المحور، فقام الانجليز باستدعاء «المستر كريز» لتنفيذ تلك المهمة وهو مدير المستعمرات البريطانية، وبالفعل جاء للسودان واجتمع بكبار الضباط بمعسكر توفيق (معسكر الحريقة بالمسلمية)، وكان الصحفيان «محمد يوسف هاشم» و»إسماعيل العتباني» هما الوحيدان اللذان حضرا ذلك الاجتماع.
    نجاح المحور
    اشتركت قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية وانتصرت دول المحور، وكتب الانجليز عن قوة دفاع السودان قائلين بحسب البحوث العسكرية أن كل ما نالته أفريقيا كان بجهد قوة دفاع السودان وأنها رجحت كفة الانتصار. ولكن بعد انجلاء الحرب لم يف الانجليز بالتزامهم وقاموا بتخفيض قوة دفاع السودان، وذلك أدى إلى تذمر القوة السودانية والذي وصل قمته في العام 1945م. ويستدل العسكريون على قوة ومقدرات قوة دفاع السودان بتمكنها من استعادة (كسلا) من المستعمر الايطالي في العام 1941م.
    وبالرصد والمتابعة يتضح أن المدرسة الحربية خرجت في مرحلتيها الأولى والثانية (32) دفعة، واجتمعت تلك الدفعات وشكلت تذمراً مثل أزمة كبيرة للانجليز، ومنها خرج تنظيم (الضباط الأحرار) في السودان تزامناً مع تنظيم (الضباط الأحرار) في مصر، وشعر الانجليز بخطورة الأزمة، وحتى يصلوا لحل لتلك الأزمة قاموا بمنح السودان استقلاله، وأكدوا أن السودان سينال ذلك في نوفمبر 1953م من خلال الميثاق الذي نادى بأن ينال السودان استقلاله في حق تقرير المصير، وذلك أدى إلى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان، في 19 ديسمبر 1955م، وإعلان الاستقلال الكامل في الأول من يناير في العام 1956م.
    السودنة وتغيير المسمى
    وتشير البحوث إلى أن سودنة الوظائف في الخدمة المدنية والعسكرية قبل الاستقلال بدأت بالعسكرية السودانية من خلال سودنة الجيش السوداني في العام 1954م عبر لجنة ساعدت من بعد في سودنة الوظائف المدنية.
    والمتابع لتغيير المسميات في القوات المسلحة قبل وبعد الاستقلال وفي الحقب التاريخية المختلفة، يلاحظ أنها وبعد دولة المهدية وفترة حكم الخليفة «عبد الله التعايشي» تغيرت ما بين قوة دفاع السودان ومن بعد سُميت في عهد السودنة بالجيش السوداني وغيرت في عهد الرئيس الراحل «جعفر نميري» إلى قوات الشعب المسلحة، واستمر ذلك الاسم حتى الآن.
                  

06-13-2019, 08:10 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20528

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الديش من قوة دفاع السودان إلى القوات المس� (Re: زهير عثمان حمد)

    Quote: وغيرت في عهد الرئيس الراحل «جعفر نميري» إلى قوات الشعب المسلحة،

    وكان ينطقها هكذا:
    Quote: قوات الشعب "المصلَّحة"

    والعهدة على عمر دفع الله، صارت الآن:
    Quote: قوات الشعب "المشلّعة"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de