مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2019, 07:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني








                  

06-12-2019, 08:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني (Re: Yasir Elsharif)

    ارفع رأسك فأنت ثائر طاهر وخصمك غادر فاجر
    ارفع رأسك فأنت ثائر طاهر وخصمك غادر فاجر


    06-12-2019 03:03 PM
    جعفر عباس

    جميع الثورات تتعرض لهزات وانتكاسات ومطبات في بداياتها، والنكسات الكبيرة التي تعرضت لها ثورتنا كانت في معظمها بسبب النزعات الدموية والبربرية للمجلس العسكري الانقلابي، وكان أبشعها فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بأسلوب غادر وجبان في فجر نهار رمضاني وعشية عيد الفطر، ومهما فعل عسكر المجلس الانقلابي لإزهاق أرواح الثوار، فقد فشلوا في قتل روح الثورة وكان عصيان الأيام الثلاثة استفتاء أظهر من هو الطرف الأقوى في الصراع الحالي بين القوى المدنية والعسكرية، فحتى لو قلنا ان العصيان نجح بنسبة 70% فقط، فليس معنى هذا إن العسكر يحظون بتأييد ال30% التي لم تشارك في العصيان، ولو دخلت صفحة مجلس العسكر في فيسبوك حيث ينشرون بياناتهم المهزوزة وأكاذيبهم، ستحسب ان الصفحة خاصة بمعارضي المجلس، لأنك ستجد في كل بوست آلاف اللعنات والطعنات اللفظية الموجهة إليهم وستلاحظ أنه حتى المنافقين من فلول نظام البشير وأحزاب الفكة لم يجدوا في أنفسهم الشجاعة كي يقولوا للمجلس "أحسنت"
    كان العصيان انتصارا حاسما لقوى الثورة، فقد أكد للعالم أن السلمية أكثر فعالية من الهمجية، وأكد لهم أننا شعب شديد الرقي بدليل أنه بالرغم من أن أنصار الثورة بالملايين وأنصار العسكر ب"الملاليم"، ورغم أن جميع الحركات المسلحة والقادرة على القتال تناصر الثورة والثوار، إلا أن عسكر فشلوا في جر الثوار للعنف، وها هم وللمرة الثالثة يلحسون كلامهم ويعودون ويعترفون بقوى الحرية والتغيير ممثلا وحيدا للثوار، ويقبلون بكل ما تم الاتفاق عليه بشأن نقل السلطة الى المدنيين على ان يتم الاتفاق على الحصص في مجلس السيادة
    ولكننا نعرف ان العسكر لا عهد لهم، وأنهم كذابون ومخادعون، رغم أنهم لا يجيدون حتى الكذب، وبالتالي كان بيان تجمع المهنيين بأن يكون رفع العصيان استراحة محارب، ففي بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، ويعملون في وظائف هامشية كان لابد من تلك الاستراحة حتى يتدبر الناس أمور معاشهم على ان تقوم لجان المقاومة بتقييم التجربة والاعداد لجولة ثانية وحاسمة من العصيان
    ولعلكم لمستم الهزيمة في تصريحات الكبش المناط به مناطحة وسائل الاعلام بالأكاذيب نيابة عن المجلس العسكري حتى نال لقب مسيلمة، وأعني به شمس الدين الكباشي بأن الانترنت مهدد للأمن القومي، وهو بالطبع يعني أنه مهدد لأمن المجلس، ويفضح جرائمه وأكاذيبه، كما أنه يساعد الثوار على التواصل لتبادل المعلومات، وكما هو معروف فإن العلم والمعلومات والاستنارة أكثر ما يخيف الديكتاتوريين
    ما ينبغي ان يتذكره كل ثوري أصيل هو أنه انتصر في كل المعارك التي خاضها حتى الآن منذ ديسمبر الماضي، ولم يكن انفضاض الاعتصام التاريخي هزيمة، بل نجح شعبنا العملاق في تحويل العملية الغادرة التي جرى فيها الدم أنهارا إلى غضب نبيل يزلزل أركان المجلس الانقلابي وقوى الشر التي تسانده وتبرر مخططاته الدموية
    لم يحدث قط في تاريخ السودان المدون أن سالت أنهار دم كما حدث في 29 رمضان في يوم واحد خارج أرض معركة، وحتى جيش كتشنر الذي انتصر في معركة كرري لم يمارس قتل المدنيين عند دخوله ام درمان ولم يسمح لجنوده باغتصاب النساء (حوادث الاغتصاب الموثقة في 29 رمضان هي 48 امرأة وستة رجال)- اللعنة على مرتكبيها
    ارفع رأسك أيها الثائر فدفتر أحوالك نظيف وطاهر ومليء بالأمجاد، فقد كنت طرفا في واحدة من أبدع وأروع الثورات التي عرفتها البشرية، مساهما في حراك كان ينطق بالشعر الثوري الذي ظل مخزونا في الأفئدة طوال السنوات الثلاثين العجاف، وستظل جمهورية الاعتصام ما بين 6 ابريل 2018 و3 يونيو 2019 شاهدا على الأخلاق والقيم الوطنية والاجتماعية والثقافية الرفيعة والجمال، واتفقت قوى الحرية والتغيير مع المجلس الانقلابي حول نقل السلطة الى المدنيين او لم تتفق فلا مساومة بدماء الشهداء، ولا تراجع عن مطلب القصاص بالرصاص
    إنا نريد أمام القصر محكمة ** جلادها الشعب لا تُبقي ولا تَذَر
                  

06-12-2019, 10:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني (Re: Yasir Elsharif)

    الثوره تراجع.... ولاتتراجع: كان تعليق العصيان قراراً حكيماً
    الثوره تراجع.... ولاتتراجع: كان تعليق العصيان قراراً حكيماً


    06-12-2019 05:09 AM
    إستنادا على معطيات موضوعيه في أرض الواقع تفرض على ق ح ت مراجعة القرار وإختيار الطريق الذي يتناسب مع هذه المعطيات.
    نعم لقد إرتفعت أصواتا تنادي من الأول بالعصيان المتدرج وليس المفتوح ولا أعتقد إن الوقت الان يحتمل ان نبدأ في الإختلاف ولا من مصلحة الثوره ان يسعي البعض لكسب مواقف أو التذكير بأنهم كانوا على حق وكانت هذه رؤيتهم.
    إن الشفافية والمنطق تفرض ان نقف ونقول إن الثورة ممارسة وعمل وليس ترف ذهني بعيد من الواقع ومن يعمل يكتسب تجربة جديده ويصبح دراية بواقعه وما يكتسب من معرفة تفرض عليه تغيير خططه لتناسب هذه المعطيات. اننا نسير في طريق الثورة بكل ثقة و ثبات ولكن إن وجدا طريقا أقصر وأكثر فاعلية ونجاحا لن تسيطر علينا كرامة زائفه بل سنغير في مسارنا أو سرعة خطانا حبا وكرامة. فالهدف هو الوصول لفجر الخلاص وليس المحافظه على كبرياء زائفه او الإدعاء بإمتلاك الحقية المطلقه التي لاياتيها الباطل من بين يديها ولا عنادا طفولي يلغي قيمة التجربه والتعلم من الممارسه.
    المنطق والتاريخ يقول إن العصيان كان تجربة ناجحه ومرحلة من مراحل ثورتنا نضعها تحت المجهر نثمن على إيجابياتها ومثل كل تجربة نتعلم من سلبياتها.
    هناك نقاط يرفعها المشفقين بان رفع العصيان ستكون له أثاره السالبه.
    إبتداء يجب إحترام أدب الإختلاف الذي يجعلنا نحترم الرأي الاخر بلا إقصاء أوتعالي فلا نتجاهل رؤية المشفقين على القرار والمختلفين معه ونرد عليهم لأن الشفافيه وإحترام الرأي الاخر هو أساس العمل الإيجابي ومفتاح الباب للإلتفاف والتوحد.
    أولا يجب علينا في تفسيرنا ودعمنا لرفع العصيان ان لا نكابر او ننفي إنه تراجع عن القرار الأول ولا ننفي وجود أثار سالبه بل المنطق الإعتراف بها إن وجدت و لكن يجب علينا إثبات إن الإيجابيات تتفوق عليها وتتجاوزها.
    علينا إحترام رأي المشفقين بان الدعوه للعصيان المفتوح والتراجع عنه قد أظهر نقطة سالبه وهي إن رفع سقف التوقعات لدى شعبنا والتأكيد بأن هذا السلاح لن يعود لغمده إلا بنهاية المعركه سيكون له مردوده إن لم يتحقق.. وسيفتح نافذة للتساؤل..
    هل أخطأنا التقدير؟
    وهل هذا يعني عدم خبرة ودرايه؟
    أم يعني ضعفا في التنفيذ وفي مقدراتنا؟.
    إن الرد على التساؤلات لها مستويين هما جذور التساؤل .. وكنه التساؤل تجلياته في موقف رفع العصيان الحادث أمامنا. .
    إن الرد على رفع العصيان يجب ان يبتدئ من الوقائع وتقديم الأرقام التي تثبت نجاح العصيان نجاحا منقطع النظير... وكيف إن دولاب الحياة قد توقف بصورة فاعلة وملموسه.. وقد انحزنا للعصيان المفتوح وقد كان الواقع يدعمه في وقتها ولكن تجربة الأيام الماضيه جعلتنا نعيد النظر في القرار إستنادا لهذه المعطيات.
    المنطق يفرض على قيادتنا تقديم أمثلة لهذه المعطيات مثالا وهي ادرى.. من عدم ترتيب شريحة من شعبنا لطبيعة عملها ودخلها في الترتيب لعصيان طويل المدى وإستغلال الدوله للعصيان لحرمان بعض الشرائح من خدمات أساسيه وتقديم أمثلة ونماذج مثل إغلاق المستفيات ومراكز مرضى السكري وغسل الكلى. لذا كان لزاما رفع العصيان لمقابلة مثل هذه المستجدات وتبني العصيان المتقطع لتوفير مساحات لمرجعة كل طارئ في المستقبل.
    أيضا من الأهمية بمكان إن الرد على هذه التساؤلات يجب ان يهاجم منطلقات التساؤل وجذوره..
    يجب ان نقوم بتعرية وهدم التصور المسبق والفرضيه الزائفه إن ق ح ت لا تخطئ ولا ياتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها. هذه الفرضيه التي تجافي الواقع وتمتد جذورها للعقلية الديكتاتورية التي تقدس القيادة التاريخية أبناء الالهة الذين حاشا ان يخطئون.
    لذا فلنبدا بالشفافيه ركن الديمقراطيه الأول وعمادها الذي يؤسس لثقافة إحترام الجماهير وإحترام وعيها.
    نرفض فكرة تقديس القياده والتبرير الأعمي التي تغذي روح القطيع ولا تحتمل ثقافة النقد والتقويم.
    نعلنها بلا تردد قانوننا المقدس بإحترامنا ودعمنا لقيادتنا لا يتنافى مع انتقادنا ولا يقلل من مكانتها إن أخطأت.
    عليه يجب محاربة ثقافة التخوين والإقصاء التي تشكك في الإختلاف والتى ترى في دعمك لقيادة الثوره يعني ان تهتف لها في كل صباح وان لاترفع صوتك بالنقد والنصح حتى لا توصم بالتخذيل والخيانه.
    الأعزاء..
    إن كانت الشفافيه وطرح ماحدث هو الأساس في بناء طريق الثوره.. فمعرفة الحقائق لا معنى لها اذا لم نتعلم منها.. لتغير في طرق تفكيرنا ومنهج تعاملنا مع الوقائع.
    إن تجربة العصيان قد كشفت لنا عن نقطتين أعتقد إنها محطات تعلم تحتاج للوقوف عندهما للإهتمام والتطوير.
    الاولى هو الإهتمام بإلإعلام..اولا وثانيا وأخيرا.. فلا يمكن ان يستقي شعبنا قنوات تواصله من قنوات لا يجهل أحد مصالحها واهدافها.. وننتظر أخبار ثورتنا وكشف الحقائق من خبراء مشبوهين وشرفاء مهما وثقنا فيهم.. فهم ليسوا صوت الثوره.. لذا درسنا الأول هو ضرورة قيام مكتب إعلامي.. له استرتيجيه ليس اعلام رد الفعل بل إعلام صناعة الفعل وتهيئة الجماهير... تصدر منه النشرات والقاءات والرسائل على مدار الساعه يرتب للقاءت والتصريحات يحارب الإشاعات ويصبح هو النبع المتفاعل والمرجع والرائد الذي لايكذب أهله.. فلا نفاجأ بخبر عاجل ومصدر موثوق مجهول الاصل والدوافع.
    ثانيا رغم إيماننا بصعوبة العمل في تحالف عريض في ظرف تتسارع الأحداث فيه ولكن وجود سكرتارية للتواصل ضروره. دورها تسمع لصوت الشارع تناقش الخبراء وأصحاب التجارب وتستقصى الاراء والتجارب لتفتح أبواب التواصل بين ق ح ت وقواعدها... فتقرأ رؤية شعبنا وتستصحب خبرته ورصيده في مثل هذه المعارك.
    نعم نتعلم من تجاربنا.. ونفتخر من إنجازاتنا لا نخجل من أخطائنا فالثورة ليست معصومه... تخطئ وتتعلم لذا فهي بكل إفتخار تراجع ولاتتراجع...
    فلا تتراجع عن طريق الثوره.. مهما طال وكثرت عوائقه فمنتصرين... وقريبا سنؤذن لفجر الحرية ونصلي صبح الخلاص حاضر..

    مجدي إسحق - فيسبوك
                  

06-13-2019, 07:27 AM

عمر سعيد علي
<aعمر سعيد علي
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني (Re: Yasir Elsharif)

    تحياتي ياسر الشريف . .

    عثمان ميرغني . . الشرق الاوسط :
    مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي تيبور ناجي إلى الخرطوم، تتكثف الجهود لدفع عملية انتقال السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية، ومنع انزلاق السودان إلى مرحلة من العنف والفوضى في ظل استمرار الفراغ السياسي، وتعطل كثير من جوانب الحياة، وتصاعد التوتر. فالمجتمع الدولي، وإن تعاطف مع الثورة السلمية، وتفاعل مع أخبار القمع والقتل، لا سيما بعد مذبحة فض الاعتصام، فهو يرى مخاطر جدية في انفلات الأمور في السودان، في ظل انتشار السلاح، ووجود جماعات قد تستغل أي فوضى لنقل نشاطاتها الإرهابية إلى هذا البلد.
    المسؤول الأميركي وصل إلى الخرطوم متسلحاً بإرادة واضحة في واشنطن، داخل الإدارة والكونغرس، للضغط على المجلس العسكري، لوقف العنف ضد المدنيين، والإسراع بنقل السلطة إلى حكومة مدنية. كما أنه يصل غداة الإدانة القوية الصادرة من مجلس الأمن الدولي للعنف الذي استُخدم ضد المدنيين، والمطالبة باستئناف المفاوضات لنقل السلطة وحل الأزمة.
    إلا أن المسؤول الأميركي يصل أيضاً في ظل جدل محتدم بين السودانيين منذ أن أعلن الموفد الإثيوبي الخاص المكلف من رئيس الوزراء آبي أحمد، أول من أمس، عن التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات نقل السلطة، والتهيئة لذلك بموافقة «قوى الحرية والتغيير» على تعليق العصيان المدني، وقيام المجلس العسكري بالإفراج عن المعتقلين السياسيين؛ فقد انقسم السودانيون بين من يرى أن هذه الخطوات كانت ضرورية، ومن يقول إن رفع العصيان، والعودة للتفاوض، يُعدّ تفريطاً في دماء الشباب الذين غدروا في عملية فض الاعتصام.
    الواقع أنه على الرغم من الألم الطاغي على الناس بعد فض الاعتصام، فإنه كان لا بد من خطوات في طريق نقل السلطة الذي لن يتم من دون ترتيبات، وتفاوض، ولو بشكل غير مباشر. والتحركات الدولية الراهنة تمثل فرصة تصبّ في صالح تحقيق المطالب التي رفعتها الثورة السودانية التي قدمت كثيراً من التضحيات والدماء منذ أن انطلقت في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
    وكان كثير من الناس بدأوا يتساءلون منذ أيام: ماذا بعد الاعتصام؟ فقد كانوا يرون أنه حقق نجاحاً باهراً في أيامه الثلاثة الأولى، لكنهم يدركون في الوقت ذاته أنه لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. فالاعتصام سلاح ذو حدين؛ يضغط على المجلس العسكري، لكنه يضغط أيضاً على الناس، ويؤثر على سير حياتهم في ظل ظروف أصلاً صعبة. هذا الأمر لم يكن غائباً بالتأكيد على قيادات «تجمع المهنيين» و«قوى الحرية والتغيير» عندما قررت تعليق العصيان تجاوباً مع الوساطة الإثيوبية. فهي بذلك تعطي الناس فسحة لترتيب أوضاعهم واستئناف حياتهم، كما تحصل على فرصة لالتقاط الأنفاس، وترتيب الصفوف، والتواصل مع القواعد، الذي تأثر نتيجة قطع المجلس العسكري خدمات الإنترنت عن الناس، التي لن تتأخر عودتها بالتأكيد نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية المتصاعدة على المجلس.
    في كل الأحوال، فإن القرار كان بتعليق الاعتصام وليس بوقفه نهائياً، مما يعني أن «قوى الحرية والتغيير» يمكنها الدعوة إليه مجدداً متى ما شعرت أن عملية نقل السلطة لا تسير كما ينبغي، وأن المجلس العسكري يماطل من جديد. ففي الوقت الراهن ولوقت وجيز قد تكون الضغوط الدولية سلاحاً أكثر فعالية من العصيان لإجبار المجلس العسكري على نقل السلطة إلى حكومة مدنية.
    هناك بالطبع بين السودانيين مَن يتمسكون بأن الاعتصام كان ينبغي أن يستمر حتى تحقيق إسقاط المجلس العسكري، وهو أمر عكسته ردود غاضبة سجلها البعض على صفحة «تجمع المهنيين» في «فيسبوك»، كما جرى تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي التي يكاد يغيب عنها صوت الداخل بسبب قطع خدمة الإنترنت والتعتيم الذي فرضه المجلس العسكري منذ مذبحة فض الاعتصام. ومع التفهُّم التام لمشاعر الغضب والألم، فإن الحكمة السياسية تقتضي أحياناً تغيير التكتيكات وفقاً للمتغيرات، والضغط على العواطف لتحقيق الأهداف، واختصار معاناة الناس. فإذا كانت هناك فرصة الآن لبدء خطوات نقل السلطة، فلماذا لا تُنتهز ومن دون أي تفريط في الأهداف النهائية؟ وحتى إذا كان المجلس العسكري يراوغ فإن كشفه أمام العالم سيكون مكسباً سياسياً لأنه سيعطي «قوى الحرية والتغيير» المزيد من الدعم الدولي، وسيزيد في عزلة المجلس والضغوط عليه.
    أضف إلى ذلك أنه سيعبِّئ الشارع أكثر بحيث تكون الخطوة المقبلة من «قوى الحرية والتغيير» أقوى، سواء كانت هذه الخطوة هي استئناف الإضراب والاعتصام، أم العودة إلى مظاهرات الشوارع، أم مزيجاً من كل ذلك.
    بكل الحسابات، فإن تسلُّم «قوى الحرية والتغيير» لحكومة مدنية بصلاحيات كاملة، إضافة إلى أغلبية مطلقة في المجلس التشريعي، وأغلبية في مجلس السيادة ذي الصلاحيات التشريفية المحدودة، سيكون انتصاراً للثورة التي مُهرت بكثير من الدماء. وإذا كان المبعوث الإثيوبي قد أكد أن الأطراف اتفقت على أنه لا تراجع عمّا تم التوصل إليه من قبل، فإنه أوضح أن مسألة تشكيل مجلس السيادة تبقى مفتوحة لمناقشتها في المفاوضات عندما تُستأنف، علماً بأنها كانت العقدة الأصعب، لأن المجلس العسكري رفض كل المقترحات، متمسكاً بأنه يريد الأغلبية ورئاسة المجلس.
    بغضّ النظر عن المفاوضات حول هذه النقطة، فإن هناك أمرين لا يمكن لـ«قوى الحرية والتغيير» تقديم تنازل فيهما، لأن كلفة التنازل ستكون باهظة جداً. الأول هو التحقيق المستقل بمشاركة أفريقية - دولية في مذبحة فضّ الاعتصام، ومحاسبة كل مَن اشترك فيها. فالناس، خصوصاً القوى الشبابية التي قدمت التضحيات الأكبر في هذه الثورة، لن يقبلوا بأي تخاذل أو تنازل في مطلب التحقيق والمحاسبة. فهناك من يعارض حتى استئناف المفاوضات مع المجلس العسكري قبل التحقيق والمحاسبة في المذبحة، لكن هؤلاء يمكن إقناعهم بأن أي تحقيق مستقل وشفاف لا بد أن يتم في ظل الحكومة المدنية، لأن أي تحقيق قبل ذلك سيواجَه بالتشكيك في نزاهته، ما دامت الأمور تحت سيطرة المجلس العسكري.
    الأمر الثاني هو الإصرار على سحب المظاهر المسلحة من الشوارع، وإخراج قوات الدعم السريع (الجنجويد) من العاصمة، فأكثر ما يزعج الناس ويقلقهم الآن هو انتشار هذه القوات في الشوارع، لأنها أصبحت مرتبطة في أذهانهم بكل عمليات القتل والترهيب والقمع التي حدثت، واستمرار وجودها لن يكون مقبولاً لهم، وقد يقود إلى مواجهات لاحقاً، إذ إن أفراد هذه القوات غير منضبطين أصلاً، كونهم قوات غير نظامية، بينما الشباب مشحون بالغضب ضدهم لما لقيه على أيديهم، ما يعني أن الفتيل قابل للاشتعال من أي شرارة. أضف إلى ذلك أن وجود هذه القوات في العاصمة سيعني تهديداً للحكومة المدنية ذاتها، ويجعلها عرضة لضغوط أحاديث الانقلابات، ويرجّح ميزان القوة لصالح أعضاء المجلس العسكري الذين سينتقلون لمجلس السيادة المقترح بغض النظر عن كونه مجلساً «تشريفياً».
    ويمكن لـ«قوى الحرية والتغيير» أن تطالب أيضاً بأن تكون المفاوضات وما ستتوصل إليه من اتفاقات بضمانات أفريقية - دولية، وبذلك تكون قد حققت أكبر مكاسب ممكنة من التحركات الدولية الراهنة، واختصرت كثيراً من المعاناة لتحقيق مطالب الثورة، فالمجلس العسكري في لحظة ضعف شديد منذ فض الاعتصام، و«قوى الحرية والتغيير» لو أضاعت الفرصة بالتعنت، وعدم استثمار التحركات الأفريقية والدولية، لخسرت جولة أخرى، وأطالت المعاناة في معركة نقل السودان إلى الحكم المدني الديمقراطي.
                  

06-13-2019, 07:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات وآراء داعمة لتعليق العصيان المدني (Re: عمر سعيد علي)

    سلام عمر سعيد وشكرا لوضع مقال كاتب الشرق الأوسط عثمان ميرغني.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de