رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء : احموا الموانئ - من ناس فوق ..!!
عبد القادر باكاش
منذ سنوات أتابع حركة التطوير في هيئة الموانئ البحرية وأجري مقارنات بينها وبقية موانئ الإقليم من خلال الإطلاع على حركة التطوير في موانئ حوض البحر الأحمر والخليج ودول شرق إفريقيا من خلال الشبكة العنكبوتية ، ألحظ أن هناك حركة دؤوبة وإنفتاح كبير وصراع محموم بين الدول الأوربية والصين على الإستثمار في المجالات المينائية لأغراض إقتصادية وسياسية ، كما ألحظ أن كثيراً من خطط التطوير في الموانئ السودانية عبارة عن جمل إنشائية وأنها لم تر النور لأسباب عدة منها أسباب ذاتية ومنها مؤثرات خارجية كإختلاف أولويات الصرف على التطوير في نظر الحكومة الإتحادية ، رغم أني كنت قد إستبشرت خيراً بإستقدام الهيئة لبيت خبرة عالمي في مجال الإستشارات ( شركة Hpc من ميناء هامبورج ) لكن لم تجد توصيات الإستشاري الإرادة الكافية وحتى الشركاء الأجانب في مجالات التطوير لم يجدوا التعاون أللازم بسبب تأرجح وإختلال السياسات الإقتصادية لدى وزارة المالية القيّمة على تمويل المشروعات ، وظلت المالية تأخذ إيرادات الميناء دون أن ترد له جزءاً من الإيراد ، ثم أخيراً فكرت في التخلص من هَم تكاليف التشغيل بتسليمه لشركة أجنبية مقابل حفنة ملايين من اليورو في العام.
لكم أن تعلموا أن إيراد هيئة الموانئ حالياً أكبر وأكثر وأفضل مما ستدفعه الشركة الأجنبية وأن دخل محطة الحاويات حالياً يمثل ٨٠ % من إيرادات الموانئ ويسهم بشكل أساسي في الإيفاء بأجور نحو ستة آلاف عامل وموظف يعملون في هيئة الموانئ البحرية بجانب تمكين الهيئة من المساهمة في تنمية المنطقة ضمن مسؤوليتها الإجتماعية ، وطبعاً قبل ذلك تحقق ربطاً مقدراً في الدخل القومي وبدخول الشركة الأجنبية سيفقد السودان حقاً سياديَّاً في موانئه وستكون كل أسرار تجارته الخارجية حقاً مشاعاً للجميع ، خاصة وأن الشركة ستستقدم خبراءها وموظفيها من الخارج .
ثانياً ستفقد ولاية البحر الأحمر المساهمات والامتيازات المتعددة التي كانت تحصل عليها من الموانئ.
ثالثاً سيقلص عدد العاملين في الميناء الجنوبي لأن المستثمر لن يستخدم ولن يسمح بأي عمالة فائضة وسينصب جهده وعمله ووقته في تحقيق أكبر قدر من الأرباح من المحطة بأقل تكلفة تشغيل ممكنة ، ولن تستطيع بقية الموانئ استيعاب المبعدين من محطة الحاويات.
رابعاً جميع معدات وآليات وأرصفة المحطة ستسخر لخدمة الشركة وبعد خروجها ستستعيد الشركة أي مبالغ دفعتها في أي مدخلات تشغيل في المحطة مما يعني أنها ستسلمنا ميناءاً متهالكاً - هذه الحقائق تصلني من مصادر قريبة من صناعة القرار في الهيئة ، وهذه المعلومات الموثقة متاحة للجميع والأجواء مشحونة بالغيظ والغبن ، وكثير من العاملين في الهيئة ناقمون جداً بما فيهم قيادات ونقابات ومدراء إدارات ، يكفي أن المناولة في الميناء بدأت تتضاءل منذ الأربعاء الماضي ، ويكفي أن وفد الشركة وصل الأربعاء ودخل الميناء بدون إذن الإدارة ودخل في مشادة كلامية مع مدير المحطة كابتن محمود سيد أحمد ، مما إضطر الإدارة العليا للهيئة في التدخل وإبعاد مدير المحطة في الحال بمنحه إجازة إجبارية .
قلتها بالأمس وأعيدها اليوم الشراكة الفلبينية شراكة غير مثمرة وغير مفيدة وضعيفة العائد وستلقي بآثار سالبة على محطة الحاويات في بورتسودان وستخرج الشركة من السودان قبل إتمام مدة العقد كما خرجت من قبل من طرطوس في سوريا ومن الموانئ النيجيرية بعد أن أهلكت الأرصفة والمعدات.
لا أدري من يقف وراءها في السودان ..؟ لماذا تم التعاقد مع شركة خاصة وفاشلة وغامضة ..؟ ولماذا تم إستلام مبلغ المقدم قبل إكمال بنود الإتفاق معها ..؟ هذه أسئلة عالقة وستظل عالقة ما لم يُجِب عليها الأخوة في وزارة المالية وقيادة التخطيط الإقتصادي ببلادنا - كل من أسأله عن الأمر يقول : ( الموضوع دا جاي من فوق ونحن ما عندنا حاجة نقولها ) طبعاً هذا حديث معطوف لإحساس قديم وراسخ أن الخرطوم تستأثر بكل خيرات الموانئ وتبخل لبورتسودان حتى من الإستفادة من أجور المناولة عند فتح وتفريغ وإعادة شحن البضائع في الحاويات ويستدلون بإنشاء موانئ جافة في الخرطوم بدلاً عن كشف وتخليص بضائع الحاويات في موانئ البحر الأحمر.
عموماً أخي رئيس مجلس الوزراء وزير المالية والتخطيط الإقتصادي - معتز موسى هذا الذي يحدث يحتاج منَّا جميعاً لتروٍ ودراسة .. هيئة الموانئ البحرية ليست في حاجة لشركة كهذه إن كنتم تودون التطوير تنازلوا لها بجزء من إيراداتها وكملوا لها المفاهمات مع شركائها المقتدرين من الشركات الصينية والهولندية وغيرها ، نحن بلد عظيم يتمتع بموارد عظيمة فلا تفرطوا في المرافق الوطنية بهذا الإستسهال - أنت تعلم أن لنا علاقات وتجارب ناجحة مع الصين في المجالات المينائية وقد ظلت شريكنا الأساسي طيلة سنوات الحصار في بناء وتعميق وصيانة الأرصفة ، والآن لدينا معها تجربة ناجحة في إنشاء ميناء متخصص لصادر المواشي والثروة السمكية في هيدوب جنوب سواكن ، فقط تبقت مرحلة إنشاء محجر بيطري على نسق متطور لم يتم بسبب فشل وزارة الثروة الحيوانية في توفير نصيبها من التمويل كما كان هناك قرض صيني تم الإعلان عنه قبل سنوات بمبلغ ( ٥٠٠ ) مليون يورو لإنشاء محطة حاويات في ميناء الأمير عثمان دقنة بسواكن إختفى القرض وظهر فجأةً حديث آخر عن إستثمار قطري في سواكن برأسمال يصل لأربعة مليار دولار وهو الآخر محلك سر. سيدي رئيس الوزراء رجل الأعمال الفلبيني ايريك رايزون ليس أهلاً ولا أفضل من الشركات الصينية ، أبحثوا عن شركاء صادقين ومقتدرين ولديهم نشاط معروف في القرن الإفريقي ، اسأل واقرأ كم من مليارات الدولارات أنفقتها الصين في ميناء إدارلية بجيبوتي وفي ممبسا بكينيا وميناء دار السلام بتنزانيا ثم أعد وراجع كيف تعاملت الصين معنا بكل احترام في بناء خطوط أنابيب البترول وأرصفة الموانئ والسدود ومد وإنشاء أبراج وشبكات الكهرباء ودون أن تتدخل في شؤوننا الداخلية كما تفعل بعض الشركات في بعض الدول. شرق السودان من المناطق الآمنة المطمئنة لا يستحق هذا العبث بأمنه وإستقرار وقوت إنسانه.
_اللهم إني قد بلغت فاشهد .._
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نُشِر بعدد السوداني - يوم الاثنين٢٨يناير٢٠١٩
02-02-2019, 10:12 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
Quote: منذ سنوات أتابع حركة التطوير في هيئة الموانئ البحرية وأجري مقارنات بينها وبقية موانئ الإقليم من خلال الإطلاع على حركة التطوير في موانئ حوض البحر الأحمر والخليج ودول شرق إفريقيا من خلال الشبكة العنكبوتية ، ألحظ أن هناك حركة دؤوبة وإنفتاح كبير وصراع محموم بين الدول الأوربية والصين على الإستثمار في المجالات المينائية لأغراض إقتصادية وسياسية ،
كما ألحظ أن كثيراً من خطط التطوير في الموانئ السودانية عبارة عن جمل إنشائية وأنها لم تر النور لأسباب عدة منها أسباب ذاتية ومنها مؤثرات خارجية كإختلاف أولويات الصرف على التطوير في نظر الحكومة الإتحادية ، رغم أني كنت قد إستبشرت خيراً بإستقدام الهيئة لبيت خبرة عالمي في مجال الإستشارات ( شركة Hpc من ميناء هامبورج ) لكن لم تجد توصيات الإستشاري الإرادة الكافية وحتى الشركاء الأجانب في مجالات التطوير لم يجدوا التعاون أللازم بسبب تأرجح وإختلال السياسات الإقتصادية لدى وزارة المالية القيّمة على تمويل المشروعات ، وظلت المالية تأخذ إيرادات الميناء دون أن ترد له جزءاً من الإيراد ، ثم أخيراً فكرت في التخلص من هَم تكاليف التشغيل بتسليمه لشركة أجنبية مقابل حفنة ملايين من اليورو في العام.
ــــــــــــ وسأعود
02-02-2019, 10:54 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
جاء في المقال أعلاه: (ألحظ أن هناك حركة دؤوبة وإنفتاح كبير وصراع محموم بين الدول الأوربية والصين على الإستثمار في المجالات المينائية لأغراض إقتصادية وسياسية ....إلخ,,) نعم والله، في السنوات الأخيرة، زادت الحركة الدؤوبة في أهمية الميناء السوداني الأول ببورتسودان، وكثُر الصراع الدولي في ذات النواحي الساحلية، وبدا الأمر أقرب للصراع السياسي بين دول كبرى ومتوسطة وصُغرى حتى...! ولكنه أصبح في المنتهى، صراعاً محموماً بين دولٍ متنافرة الأقطاب ومتجاذبتها، ولها مصالح وبالأكيد تتوافق مع مصالح السودان في بعضها، وتتعارض مع مصلحة السودان، في أكثرها؛ كأنما تستكثر عليه ملكيته الساحلية في البحر الأحمر، وتغمطه حقه في المياه الإقليمية..! بل وحتى نوع من السمك..! ولعلّ بواخر التجريف المصرية التي كانت تخوض مياه السودان آل-بحرأحمرية، ثم تصطاد صيداً جائراً ومحرّماً حتى في شواطئ بلدها، ليقف دليلاً مائزاً أن الحكومة السودانية لا تُحسن صيانة حقوق شعبها، أو أنها حقيقةً قادرة أن تحمي حقوق شعبها من الصراعات المحمومة في عتبة دارها، لكن فعلاً كهذا قد يكلّفها غالياً فرضيتْ بالمعنى: وَ بعضُ الشّرِّ أهوَنُ من بعضٍ!!!!
ـــــــــــــــــــــــــ
02-02-2019, 11:08 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
كذلك فقد جاء في الفقرة الأولى من مقال الأخ المحترم، والصحفي الهميم بواقع بيئته وما تــُــعاني وتــُعاني من مزيدِ أُلعبانٍ في زمانٍ شقلباني!: ((كما ألحظ أن كثيراً من خطط التطوير في الموانئ السودانية عبارة عن جمل إنشائية وأنها لم تر النور لأسباب عدة منها أسباب ذاتية ومنها مؤثرات خارجية كإختلاف أولويات الصرف على التطوير في نظر الحكومة الإتحادية .... إلخ,)) وأقول: صدقتَ والله، هي خططٌ إنقاذوية فطيرة النسج غامضة السبك كثيرة الشكك ولا تقوم إلّا وَ تقع عند المحكّ "جُنبُلغ" وهيَ للحقيقة خطط إنشائية كما تقول. وأفهم إنشائيتها هنا بأنها مجرد كلام ساكت! لا قواعد لا أُسس لا التزامية Obligatory ولا Mandatory أشبه بـــ" طقّ الحنك" حينما يحدّثونك بالأمانة وهُم يسرقون! ويصلونك بالنزاهة والشفافية وهُم يُدسدسون. ثم لا أجد برهاناً أسطع على تلك الإنشاوية الإنقاذوية، أكثر ممّا قرأتُ وسمع الكثيرون للحكومي الكبير، وزير النقل والتنمية العمرانية، الأخ الوزير الاتحادي (أصلاً في حزبِه لآل-الميرغني) واتحادي يتبع لمركز النظام لا "ولاياته"!! ألم ترَ إليه كيف يقول فيجول ويصول صولةً إنقاذوية " أمّها بتّ اعمّ أبوها" وأنهم لن يتنازلوا عن هدفهم في تأجير الميناء الجنوبي للحاويات للشركة الفليبينية!!!! وأنو دا تطوير للموانئ وقد فكّرنا فيه وتفاوضنا واتفقنا عليهو من زماااااان
ــــــــــــ إنّا لله تعالى، كيف أنّ بعضهم يتخرّصون؟!
02-02-2019, 11:16 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
Quote: لكم أن تعلموا أن إيراد هيئة الموانئ حالياً أكبر وأكثر وأفضل مما ستدفعه الشركة الأجنبية وأن دخل محطة الحاويات حالياً يمثل ٨٠ % من إيرادات الموانئ ويسهم بشكل أساسي في الإيفاء بأجور نحو ستة آلاف عامل وموظف يعملون في هيئة الموانئ البحرية بجانب تمكين الهيئة من المساهمة في تنمية المنطقة ضمن مسؤوليتها الإجتماعية ، وطبعاً قبل ذلك تحقق ربطاً مقدراً في الدخل القومي وبدخول الشركة الأجنبية سيفقد السودان حقاً سياديَّاً في موانئه وستكون كل أسرار تجارته الخارجية حقاً مشاعاً للجميع ، خاصة وأن الشركة ستستقدم خبراءها وموظفيها من الخارج .
ثانياً ستفقد ولاية البحر الأحمر المساهمات والامتيازات المتعددة التي كانت تحصل عليها من الموانئ.
ثالثاً سيقلص عدد العاملين في الميناء الجنوبي لأن المستثمر لن يستخدم ولن يسمح بأي عمالة فائضة وسينصب جهده وعمله ووقته في تحقيق أكبر قدر من الأرباح من المحطة بأقل تكلفة تشغيل ممكنة ، ولن تستطيع بقية الموانئ استيعاب المبعدين من محطة الحاويات.
وتلك والله، مُصيبة كارثة ماحقة..! حتى وإن وقفت على هذه الفظائع التي تقضُّ مضاجع الحكوميين الجادِّين، فما بالك وهناك مصائب أعظم؟! ستحدث - لا محالة - إن استلمتْ هذه الشركة الخاصة آل-مشبوهة ميناء الحاويات ببورتسودان.
02-02-2019, 11:36 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
باتخاذها قراراً مصيرياً بتأجير الميناء الوحيد للحاويات، لشركة فليبينية مشبوهة، وعلى هذا النحو من السِّرِّية و قبض (خِلــِـــوْ!!) كـــ "عربون" حنيذ نقداً في حدود الــ 410 مليون يورو حتى قبل أن يعي البرلمان أو مجلس الوزراء أو .. أو... ناهيك عن صحافة هذا الزمان كسلطة رابعة بعد السلطات الثلاث؛ والصحافة عموماً تُــعَــدّ سُلطة الإعلام للبلد وَ رأيه العام، لكنها ها هنا فإنها قد أضحتْ - أو تكاد - حديقة خلفية للسلطة التنفيذية! تلعب بها وتقوّلها ما تُريد وتمنعها أن تقول ما ترى أو تسمع أو تقرأ أو تشوووف بعينيها ..!! وللأسى، فالصحافة الإنقاذوية حالياً، سُلطة خائرة القوى! يتقلّد كِبار/صِغار وظائفها عددٌ من آل-حبرتجية آل-صحافسيّين النرجسيين فقعسيين متملــّسين يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا ..! ولا أظلم الكل، ففي الوسط الصحافي-الإنقاذوي الماثل، ياما هناك صحافيون مِهَنيّون، لهم الثناء وُهموا الجديرون به. أقول: باتخاذها هذا القرار العوار، فإن الحكومة كأنما تتاجر بـــ" عروساتها" تخطُب لهنّ اليوم وَدّاً عند الأعراب، الأتراك، الروس، الفارسيين، آل-يانكي وربيبتهم إسرائيل.
أليست بورتسودان "عروس البحر يا حورية" ؟ فإن الميناء الجنوبي للحاويات، هو واسطة عُقد العروس ..!
ـــــــــــــــــــــ عالَم تالفَة حتى بعد احتكارها سِمة الغفلة والقفلة!
02-02-2019, 12:15 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
الرسالة التي وصلت عبرك جيدة بدون شك ولم نعهد منك إلا الجودة لكن ألا توافقني بأنها مرسلة في الوقت الخطأ وموجهة إلى العنوان الخطأ وأنها رسالة تطالب بالمستحيل وهي ترجو من حراميها أن يصبح حاميها.
فالثوار الذين تصدح حناجرهم ليل نهار : (سلمية سلمية .. ضد الحرامية) يعلمون جيداً بأنه لا يوجد لدينا مجلس وزراء، وأن من يكومون أصلابهم الكبيرة فوق تلك الكراسي الوثيرة ذات الميزانيات المفتوحة والمخصصات المفضوحة ليسوا وزراء وإنما محض سماسرة وحرامية.
وبرغم امتيازاتهم وتكلفتهم العالية فإنهم أقل كفاءة من "سبّابية" زرائب المواشي، فلو جلس أي سبابي من أولئك الذين نعرفهم فوق هذه الكراسي بدلاً من هؤلاء الوزراء السماسرة اللصوص لربما أحسن التصرف ولكان تسليع وبيع جثة السودان المستباح أفضل عائداً من هذا الثمن البخس.
فمن يخاطبهم الأستاذ باكاش يا أبا الجودة هم من فككوا وخصخصوا وأكلوا الدسم واللحم ومصمصوا العظام لكل وحدات القطاع العام، وهم النواطير الذين أفنوا العناقيد بدلاً من حراستها من ثعالب الخارج، وهم من أحالوا الوطن إلى جثة، وهم من بددوا أكثرمن (110) مليار من عائدات النفط تلاشت عبر "المواسير" واختفت في دهاليز الظلام.
وأعضاء مجلس الوزراء تحت رعاية رفاق علي عثمان هم من أفقروا وأذّلوا إنسان السودان و (كتائب ظِل الكيزان) هي من تلمظت وازالت حديقة الحيوان ومن عليها من نمور وأسود وطيور وقرود لتختفي من الوجود وتظهر أعراضها في بطون "القطط السمان" بعد أن أكلتها وابتلعتها وقرمشتها تلك الهِـررالمعلوفة تحت رعاية مجلس وزراء الحرامية وحماية رئيس الجمهورية.
ووزراء "القطط السمان" هم من تواطأوا عبر(شركة عارف) على تخريب وتشليع سودانيروأنت خير العارفين يا جودة بأن كل مستندات وأدوات جريمة بيع
الخطوط والموانئ الجوية وصلت بحمد الله ورعايته إلى السلطات العدلية وأن أوراق القضية المكومة في مكتب النائب لم تحرك ساكناً وقد علتها خيوط العناكب، وبرغم أن صديقك (الفاتح جبرا) ما برح وما فتىء وما انفك يكرر الآذان الذي يتردد صداه في مالطا بصورة شبه يومية حتى كاد أن يشرخ طبلة أذن كبير النواطير في قصره عند شط النيل.
وفي مقابل أي رسالة من جبرا بالتذكير .. فإن (البصيرة ام حمد) ومجلس وزرائه لم يمل من التطنيش والرقص والتهليل والتكبير.
فهل لمثل هكذا رئيس ولمثل هكذا مجلس وزراء ترفع الشكوى لـ"إنقاذ" الخطوط والموانئ ويتم التعويل؟!
صحيح من الصعب على الأستاذ (عبد القادر باكاش) أو غيره أن يبقى ساكتاً وهو يرى التكسيروالتسليع والتخريب والتهشيم يتم أمام عينيه، والأصعب على المرء أن يظل صامتاً ساكناً وهو يحس بالهاوية فاغرة فمها تتسع تحت رجليه، ولكن ما الذي يجعل الأستاذ باكاش في ضوء كل ما سبق من نداءات (هيثرو) المكررة في الأذن الطرشاء لمجلس الوزراء.. وفي ظل ما سبق هيثرو وما تلاها من بلاغات التفكيك وتقارير التشليع الممنهج الذي أدمنته المافيا الإنقاذية لكل مؤسسات القطاع العام ولكل الشركات السودانية أن يتوقع مصيراً لمحطة الحاويات "ينقذها" ويستخلصها من أنياب الشركة أو السمكة الفلبينية مختلفاً عن مصير اخواتها شركات الموانئ البحرية المستباحة من السماسرة و"القطط السمان" السودانية والتي تعقد صفقات الفساد اليومية، لتختفي الأصول العقارية والقلاع الصناعية في جوف الحيتان الصينية، أو الفقمات الاثيوبية أو كلاب البحرالتركية، أو ثعالب الماء القطرية أو اسماك القرش الإماراتية؟!
باكاش يوجه رسالته لمجلس وزراء دولتنا الرسالية المحمية بالحرامية آملاً أن يقوموا بالحماية وهم الذين أفرغوا الحماية من معناها، والمسؤولية من معناها، والآخلاق من معناها،وأفرغوا الدِين من معناه، وأعملوا معاولهم في قلب الوطن وفرغوا تقريباً من هدمه وأفرغوه أصوله ومن معناه ومن إنسانه ومن مبناه ومن موانئه ومن مرساه.
تحياتي أبا جودة لك ولكاتب المقال .. والمجد للثوار ... .. .
02-03-2019, 07:21 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
الإعلام الإنقاذوي من خراب ســوبا لـخراب بورســودان ..!
بقلم: محمــد أحمــد أبوجــــودة
شُــكراً عاتياً * للأخ الأستاذ الصحفي عبدالقادر باكاش، رئيس تحرير "صحيفة برؤوت" بعاصمة إقليمه بورتسودان، و مُراسل "صحيفة السوداني" الخرطومية، فقد كتب مقالاً صاعقاً ونشره في " صحيفة السوداني- 26يناير2019م" بعنوان: أغيثوا البحر الأحمر، وكان حول هجمة شرسة، لشركة موانيء خاصّة فليبينية، على الميناء الجنوبي، وال مختص بالحاويات حصريا Exclusively فهاجَ و ماجَ قِسور غاب العاملين بالموانئ؛ بل وقيل انصعقوا مليّا، ولسان حالهم ومقالهم: كيف للحكومة أن تتخذ مثل هذا العقد الجائر، ومع شريكٍ معروفٍ بؤس مناولاته وإداراته في عددٍ من موانئ البحر الأحمر، وضمنهم لفترة أربع سنوات؛ هذا الميناء الجنوبي ببورتسوان؟ كان نتاجها حماقة وفهلوة ثم جرجرة؛ أفقدت البلاد الكثير ودمّرت من أجهزة الميناء الحيوية الكتير، ثم غارت في ستين، تشيّعها لعنات أهل الحق من السودانيين جميعاً باستثناء الكيزان طبعاً، وبعضاً من إعلاميينا الذي كانوا قديماً فَـزعة، ثم غَدَوا مؤخَّراً مجرد جـَزعى..!
كيف للحكومة أن تمنح هذه الشركة من خلف ظَهر ومن وراء تخطيط وترتيب وبرمجة وتشريع وتفصيل وتوعية البرلمان، مجلس الوزراء، وزير النقل والموانئ، هذا إن كان قد بقيتْ موانئ بعد...؟! وَ تستحقّ أن يكون لها وزير اتحادي يقول فيصدُق القول..! بل كيف لها أن تؤجّر الميناء الجنوبي سِـــرّاً غير عَلانية، و لفّاً وَ دَوَراناً فاضيّاً، واستكراتاتٍ مقيتة لأموال الشعب بغير قانون ولا نظام ولا يحزنون؟؟ ولمدة عشرين سنة دون أن تخبر حتى هيئة المواني البحرية ولا العاملين بالموانيء الذين سيفقدون عملهم وسيتشردون أكتر ممّا هُم فيه من تشريد وغلاء وفساد إداري لحكوماتهم الاتحادية والولائية. فالشكر، إذن، للاخ "باكاش" على كتابة المقال الذي سيفتح عيون الكثيرين على فساد "الإنقاذويين" الذي لا يُصدَّق، وذاك فسادٌ مؤصّل في "دِيْنِ" هذه الحكومة وخلاقها، فسادٌ بأصالة فسادية ما حصلتش، ولا تنقصه الفسالة ولا الندالة.
أردف كاتب المقال مقاله بمقالٍ آخر، عن ذات الكارثة التي حلّت بالميناء الجنوبي فاضطرّت العاملين بنقابتهم إلى الإضراب وغلق الميناء بالحاويات. وقد نشرته صحيفة السوداني يوم 28/يناير2019م بعنوان: إلى السيد رئيس مجلس الوزراء: احموا الموانيء من ناس فوق!! وكان مقاله هذا التاني، لا يقلّ مِهَنية واحترافية وصمدية صحافية عن مقاله الأول في ذات الموضوع، بيد أن مقاله هذا، لم يوضع في ذات الصفحة المُبرِّزة أكثر لمثل هذه القضايا الخطرة، كما وُضع مقاله ليوم السبت 26يناير. لذا فقد استغربتُ "نوعاً مَــا" لإدارة تحرير صحيفة "السوداني" ** كيف دَسّــت مقال كهذا المقال آل-عبدالقادرجزائري "عديل كِدا بالمقارَنة مع كتابات كتبة شرقاويين آخرين" فَــكيف جاز لإدارة تحرير "صحيفة السوداني" أن تغمل فصيحاً – وَ المقال موضوع - بداخل صفحاتها المملوءة إعلانات وحبرها كأنه بايت؛ ثم تضعه بداخل الصحيفة كأنما تُغطي ضوء الشمس بيديها آل-غُرباليّتَيْن..؟! بينما تــُـــخلي وقد أخلتْ بالفعل! صدر الأخيرة من صفحاتها لمقالٍ آخر لكاتبٍ شرقاويّ آخر هو الكاتب*** محمد عثمان إبراهيم، وَ بــِــ موضوع مقاله: مصر والسودان: الإعلام هو الحل. ****
مقالُ الأخ "باكاش" التاني، يفضح فساد هذه الاتفاقات بتأجير الميناء لعشرين سنة، ويُلقي بحزمة أضواء على ما يُمكن أن يحدث من خراب وخسارات لهيئة الموانئ وحقوق العاملين بها جرّاء هذه السياسة "خبط العشواء في الظلماء تفتقد العقلُ" ويُعْلِم قرّاءه عــن ســرقة حكومية للميناء الجنوبي ببورتسودان، تأتي بطريقة لصوصية مفضوحة، وستكون نتائجها وتفاعلاتها، ماحقة في/وعلى الحكومة؛ تلك التي تترنّح تحت ضربات الثورة السودانية الديسمبرية/ينايرية2019م وستقَع "بتّــ ال...." وقد نُشر هذا المقال، للأستاذ الصحفي الأخ عبدالقادر باكاش، للأسى! وَ بِــقــدرِ مِهَنيّة إدارة التحرير في صحيفة السوداني -غير المكتملة- في الصفحة السابعة، وبالأحرى في النصف ال-فوق من الصفحة بعد أن أخدت الإعلانات التجارية آل-نصف آل-تِحِت من الصفحة السابعة، فاضحى بِــ قُدرة قادرٍ مدسوساً هوراخر ..! لولا أن كان عنوانه: رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء: احموا الموانيء من ناس فـــــــــــــــــــــــــوق!!
ــــــــــــــــــــــــــــ *- شكراً عاتياً بقدر مليار. **- استغراباً واهياً بمقدار أصفار. ***- أصبحتُ في الآونة الأخيرة لا أستطيع التمييز بين كتابة أخينا محمد عثمان وكتابة صديقه أخينا محمد محمد خير. ****- بعد استعراضي لأهمية إعلامنا الحالي (بل وحتى المصري!) لا يسعني إلّا أن أضع ثلاث علامات تعجّب !!! ذلك أن عنوان المقال كان قد تبدّى أمام عينيّ وَ مِراراً كأنه يقول بــِـــ: الإسلام هو الحل.
02-06-2019, 10:16 AM
محمد أبوجودة محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
التحية لصمود العاملين بمحطة الحاويات وإدارة الموانئ الذين وقفوا كالبنيان المرصوص بمواجهة مافيات اللصوص وقاتلوا بأظافرهم أولئك البارونات اللئام والقطط والجقور السمان ونفذوا إضراباً تاماً ضد الصفقة وضد أولئك الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد الذي بات ينخر في كل المؤسسات والوزارات ووصل مرحلة تفكيك وبيع محطة الحاويات بعقود مذلة لشركة فلبينية في الظاهر/إمارتية في الباطن ومحاولة التفريط في ما تبقى من الموانئ كما فعلوا من قبل واضاعوا هيثرو ..
فها هو كفاح العاملين يُثمر حنظلاً في حلوق اللصوص وينجح في إبطال الصفقة بعد أن استلم عمر البشير وعصابته مسبقاً مبلغ 450 مليون دولار. وقد أكدت أنباء اليوم أن زعيم عصابة علي بابا المدعو عمر البشير، وبعد أن تلقى من عمال الموانئ على خده أقوى صفعة وجد نفسه مرغماً على إلغاء تلك الصفقة:
Quote: تعرض اتفاق يمنح شركة فلبينية - مقرها إمارة دبي- حق إدارة وتشغيل أكبر موانئ السودان، لضربة ثانية بعد أن وجه الرئيس عمر البشير بإعادة النظر في الاتفاق الذي أثار لغطا واسعا في البلاد وحامت حوله شبهات عديدة وفقا لناشطين.
سلام أخي الصادق، وليت القرار يكون رئاسي حقّاً ..! وكيف سيكون وقد جيء بالوزير المتحمّس لخدمة الوزارة حتى بتضييع الميناء وألفَي عامل سوداني مينائي؛ والأدهى فتح ثُغرة (ليست الدفرسوار ..ولكن..) البلاد كي تــُــمَــرَّر كل المُهلِكات - ولو - بنهجِ العباطات ..؟!
+قريبٌ من السياق+ يُداخلني ظنٌّ لحوح أن الحكومة، وهي مزنوقة بالثورة ال ما عايزة تروق دي، ثم تُباغَت فجعةً بضرورة تمرير " بيع الميناء الجنوبي لعشرين عاماً " قد جال بظنّها الفطير بــألّا مُخارَجة لها من الشــَّــرَّيْن إلّا بمثَلِنا الشعبي: إن غلبك سدّها في الخرطوم، وَسّــِــع قَــدّها في بورتسودان..! وفي غالب ظنّها أن "عِلّة مرضية واحدة" ربما تؤدِّي بالمريض إلى قبره يستريح، ولكن في تلبُّس الحكومة بعلّتَين تلاتة من جِعاص الدّاءات، قــد تُطيل من عُمُر المريض - ولو - في وحدة العناية المكثفة I.C.U (إنعاش) مع العِلم، أن هذه الحكومة آل-مكرورة، يراها معظم السودانيين بأنها مجرد Process بتاع قَلب Change upside down مَــرْتَبَة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد أبوجودة
الصادق عبدالله الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست