الضو بلال ... وهل فرغنا- رد علاء الدين محمود علي ضياء الدين بلال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2019, 01:42 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الضو بلال ... وهل فرغنا- رد علاء الدين محمود علي ضياء الدين بلال

    01:42 PM June, 16 2019 سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

    الضو بلال ... وهل فرغنا؟
    مدخل جمالي
    "في كل مرة كنت أتشاجر مع زوجتي الحبيبة: ياخ أنا ما قلت ليك جيبي لي خلال، فترد متسائلة: "الخلال تعمل بيهو شنو ما هندها المشط؟، فأرد وقد تراجعت نبرة صوتي نحو الليونة: ياخ ما عشان أنكت بيهم خصلة خصلتين ما شايفة الجلحات دي. فتضحك ونضحك معا، أما العواليق خالد فيشارك في الحوار مقترحا: أديك من شعري دا؟، فأصمت ممتعضا، بينما تنفجر أمه بالضحك، فنجلس جميعا ونغني: أمان عليك يا تائه الخصل".
    ود الضو الما بسو
    ما كنت لأستمع للأعزاء والأصدقاء الذين ترجوني أن أرجئ ردي على الصحفي الضو بلال الذي أثاره وأغضبه وأخرج غثاء أحوى، وصفنا له بالم############، وما كنت مستمعا لهم لأني لا أدخر وسعا في كل عمل يعيد ترتيب الأشياء، ووضعها في سياقها الصحيح حتى ينبلج صبح لا ريب آت، وربما ما لا يعلمه الضو أنني أمارس السخرية حتى من نفسي، فبالأمس القريب كنت أمام الكاو نتر في مول في دبي، وفي المرآة وجدت رجلا مستكرشا، ولم يكن رأسه واضحا، فقلت: بالله دا شنو العامل زي يونس شلبي دا وضحكت، ثم ضحكت أكتر عندما عرفت أن صاحب الكرش هو أنا.
    في صغري وحتى أمر مراهقتي، كنت شديد الوله بمسلسلات الرسوم المتحركة، كنت أجد فيها متعة كبيرة، كما أنها كانت محفزة للتفكير، كان هذا في زمان لم نكن لنا من رئة خارج سياق الدروس تتنفس المعرفة إلا التلفزيون أو المرئي، فقد كنا من جيل يردد في غبطة وسرور:
    إلى جانبِ المرئيِّ انفقتُ ليلتِي
    فلاَ تسألْني كيفَ قضيتُ سهرتِي
    لقدْ طفتُ بالدنيَا وخَاطبتُ أهلَها
    وحدَّثني أقطابُها رُغمَ وحدتِي
    لقد نقلَ المرئيُّ إلى البيتِ ملعبِي
    ومسرحَ تمثيلي ودارَ خيالتِي
    وكان المرئي هو الترجمة العبيطة للتلفاز أو التلفزيون، كان ذلك قبيل الانفجار الكبير في المعلوماتية، والذي نقلنا إلى عوالم افتراضية نلتقي فيها بود الضو مباشرة، فيهز لنا مؤخرته فيتفجر منها ذلك الخراء.
    وأذكر أن من بين الرسوم المتحركة التي كانت تجد مني اهتماما، مسلسلا اسمه "بسيط"، وهو يحكي عن ثور ضخم يعيش في مزرعة مع بقية الحيوانات، ورغم ضخامة جثته؛ إلا أنه كان بسيط العقل والفعل، فالمسلسل يلعب على فكرة المفارقة المرحة، فضخامة الجسد لا تغني عن العقل، فليس صحيحا أن العقل السليم في الجسم السليم، فتلك من أكاذيب الأولين. ذلك زمان مضى بكل جماله المقترن بمرحلة الطفولة حيث كانت كل الأشياء جميلة، أو هكذا يتخيلها عقلنا الغض، ولقد دخلنا بعدها في متاهات الحياة ونسيت أنا أمر بسيط، لم أعد أذكره، إلا حين التقيت بالضو عيانا بيانا، وبلغ بي النسيان مدىً نسيت معه الحكمة في مسلسل بسيط، فظننت ظن الآثم أن وراء تلك الضخامة أفكارٍ عظيمة، لكن ما أن بدأ في الحديث حتى مددت قدمي بطريقة تلقائية، فالرجل بسيط جداً في أفكاره، وحتى القليل منها تخرج من فيه غير مرتبة تتخللها ضحكات مجلجلة تجعل من في المجلس ينظرون إلى بعضهم البعض، ولا شك أن سؤالاً واحدا بسيطا قد قفز إلى أذهانهم: كيف تدرج هذا الرجل في المناصب؟، وذلك لأنهم لا يعلمون أن هنالك أشياء أخرى ومواهب تغني عن الثقافة والمعرفة وهي ال#################### والانتهازية، ويشهد الله أنه قد أجاد الاستعراص فصار من المست############ة الذين يشار إليهم بالوسطى ومعصم مقبوض براحة اليد الأخرى، وقد بلغ به أمر ال#################### أن شارك في إعداد القوائم بأسماء السودانيين في الخليج لمصلحة جهاز الأمن، عندما ذكر المنزوع البشير في أحدى خطبه أنهم يعلمون أن من يحرضون الثوار يعملون في الخليج، وها هو يعود لأمر ####################ه مرة أخرى فيشارك لمصلحة حميدتي في نفض الغبار عن القوائم القديمة، وقد أخذه الظن أننا نخاف ونخشى فهيهات.
    ومن الغريب أن يظن ضو البيت أن في كلمة "####################"، ومشتقاتها وأصلها شيئا من البذاءة، فذلك غير صحيح، إنما هي وصف يطلق لمن انطبقت عليه الصفات الواجبة في اطلاقه، وأطمئن قلب من يطلقه، وإني والله قد أطلقت ذلك الوصف فيك بعد أن أطمئن قلبي، فأنت م############ للنظام السابق والانقلابي الحالي، تقف ضد شعبك وإرادته في التحرر، وتقدم النصح لأولياء أمرك منذ نافع علي نافع، وتبيدي، ومحمد عطا، وصلاح قوش الذي كان يلقبك بـ"وارغو"، وحقيقة لا أدري ما هو سر هذا اللقب، وربما يشير إلى ضحالة المعلومات التي ترفعها له مع التحية والتمام.
    وقد استخدم السودانيون كلمة م############ بكثرة، فكنا نسمعها صغارا من إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان، ونسمعها من معلمي البناء وهو يداعبون العمال "الطلب"، وعند شعراء البطانة، فكثير منهم كان يلقب جمله بالم############، وذلك لأمرين، أولاً بحب لأنه يوصله إلى دار المحبوبة، وثانيا بغضب لأنه يبطئ في المشي نحو ديار الحبيبة، أما البذاءة فهي موجودة ضمن أدوات تشكل مجمل جهازي المفاهيمي، ألجأ إليها في مثل هذه الأحوال، وهل تظن أن السيدة منى قد أطلقت لفظتها تلك في فضاء قناة الجزيرة عبثا، بل هو تعبيراً عن غضب تجاه حالة عبثية، ولقد ضربت مثلا بمسرح العصابات الذي نشأ عام 1965 بواسطة سان فرانسيسكو مايم تروب، والذي كان قد ألهمته كتابات تشي جيفارا حول حرب العصابات، وقد اشترك فرانسيسكو في عروض مسرحية في أماكن عامة تلتزم "بالتغير الاجتماعي السياسي الثوري"، وكان هدفه أن يوصل رسالته عبر الصدمة، فكان الممثلون يطلقون ألفاظا شديدة البذاءة، تعبيرا عن الغضب الشديد تجاه ما يسود في العالم من ظلم وقهر ولا عدالة، كما أنهم في بعض المشاهد يخلعون ملابسهم "ميطي"، حتى يحفزون بعنف أمخاخ المحافظين في مجتمع محافظ ونظام محافظ، فقد كان مسرحا ضد النظام، السياسي والاجتماعي والثقافي، النظام بمعناه العام أي ما يسود من قيم رأسمالية محافظة "لابد من الشرح حتى يفهم الضو"، لذلك؛ فإن ثورتنا هذه ضد النظام بمعناه الممتد منذ خروج المحتل البريطاني، والذي تكرست من خلاله قيم وأخلاق ورموز محددة بحيث تخدم النظام وسيادة ثقافته التي كانت تتجلى بشكل واضح في الخرطوم والتي ساد فيها في وقت مضى نظام ثقافي أشبه بالببغددة "نسبة للعاصمة العراقية بغداد"، حيث سادت فيها سمات وقيم وطرق معينة في الكلام، وكذا الحال بالنسبة للخرطوم، فالقادم من المدينة الجميلة "المناقل"، على سبيل المثال، كان عليه ـ إن أراد الانخراط في مجتمع الخرطوم، أن يتعلم تلك السمات في العيش والتحدث، عنده يصبح خرطومياً وربما يغير اسمه من الضو إلى ضياء حتى يتناسب مع الخرطمة وحياة العاصمة، فينسى أهله ومشاكلهم، ويعيش حياة الاستلاب ليصبح مغتربا، ولا نعني به الهجرة من أجل العمل، "يمكنك مراجعة الأدبيات الهيجلية والماركسية للاطلاع على مفهوم الاغتراب".
    بساطة مؤذية
    ولشدة بساطة الضو وجهله فهو يصبح عدو نفسه قبل الآخرين، فقد قال: "بعد أكثر من أسبوعين من الجيئة والذهاب المترنح"، ويبدو واضحا أن الرجل شديد العنة في معاشرة اللغة العربية وتوليد الألفاظ والدلالات، فهو لم يقل: " بعد أكثر من أسبوعين من الجيئة والذهاب المترنحين"، بل أفردها، وبالتالي خص الذهاب دون غيره بالترنح؛ إي أني آتيه نشطا، وأخرج منه مترنحا!!، فماذا يظن الناس أني قد فعلت بك؟ لماذا يا ضياء ونحن لم يكن بيننا إلا المؤانسة وضحكاتك المجلجلة؟، لماذا وماذا يقول الناس إذ يتمايل نخل الضو سفاهة فيدلي بما لم يحدث إلا أمنيات عنده، وعندما اطلعت على هذه الجزئية قفزت إلى ذهنية أهزوجة كنا نرددها صغاراً ونقول فيها: أنا كان أكلتو يرميني الله في بير سعد الله.
    أما إذا كان الضو يقصد أنني سكران فالسكران يترنح في كل أحواله، وليس عند المجيئ والذهاب فقط، ولئن قصد ذلك؛ فهو يمارس الهمز واللمز الذي يرمي به الآخرين، والحقيقة أني لم ألمزه ولم أهمزه، فقد قلتها صراحة في فضاء الفيس بوك العامر بالبشر: ضياء الدين بلال م############ كبير ويجمل القبيح ويقدم النصح لحميدتي لأنه من مست############ته، ويقترح نفسه ويزكيها ليصبح هو ذلك السند السياسي المفقود عند حميدتي، أما الخمر "فيا عيني عليه"، فقد كان شراب الفرسان في سودان ما قبل النكبة الانقاذية، وكان المغني يردد: "أخوان البنات شربوا الشراب المر"، كما كانت الشاعرة ترثي شقيقها: "دابي الروم شرابو سموم ما بيخاف"، فيبدو أن الضو يجهل الثقافة السودانية كما هو جاهل في كل أحواله.
    وقد ذكر لي صديقٌ أن شقيقا له كان يعاتبه على رفضه للعمل في الصحف بحجة ضعف المرتبات، ويتهمه بأن أمور الثقافة هي التي تمنعه من قبول العمل في الصحف، فكان يقول له مؤنباً: ياخ ياهو عندك ضياء الدين رئيس تحرير وجاهل في أمان الله. فهو لم يكن يعلم أن لدى ضياء إمكانيات في ال#################### والانتهازية يفتقدها شقيقه، وإلا فبالله عليكم كيف يستقيم أن يصبح ضياء رئيس تحرير لصحيفة عمل بها إسماعيل آدم والبدوي وغيرهما من الفلتات، إن لم يكن ال#################### هو المرجع والمعيار.

    أنا ومحمد إبراهيم نقد
    من أسوأ أنواع الكذب ـ والذي كله سيئ ـ أن تستشهد بميت، فلا يستطيع أن يفتي في الأمر، والحقيقة أنني لم أجلس في حياتي لإجراء حديث صحفي مع الأستاذ محمد إبراهيم نقد، رغم أننا كنا نتناقش عند المساء وحتى وقت ذهابه للنوم في كثير من الأمور، حتى أني سألته مرة عن رأيه في مقال الأستاذ الخاتم عدلان عن أستاذنا عبد الله علي إبراهيم، فاستنكر حدة الخاتم تجاه عبد الله وصمت عن المحتوى، ثم ضحك وقال: يبدو إنها شكلة أولاد عبد الخالق، ولقد امتد بنا هذا النقاش طويلا، ثم استأذن وذهب إلى الداخل، وكنت أظنه يريد أن ينام، فإذا به يفتح الأباجورة، ويبدأ في القراءة حتى قبيل مطلع الفجر بقليل، وكان بالقرب مني شهاب حاج رحمة وهو يطالع كتاب لديزايير جينسكي عن الجيش الأحمر، فضحكت ونمت، والواقع أني كلما جلست إلى نقد تحدثنا في الماركسية، وكان رأي نقد أنه لا يفضل الحوارات الصحفية ذات الطابع الفكري، بل يحبذ كتابة المقالة، أما ما دون ذلك فيلجأ فيه للصحف، لم أطلب منه حينها حواراً، والحقيقة أنه قال لي بالحرف: الماركسية والقضايا الفكرية دي مكانا المقالات، لكن الحوارات دي للأسئلة السياسية بتاعت اليومي، أو المنوعات زي عينة كلام الذكريات ووجبتك المفضلة، قال ذلك ثم ضحك، وضحكنا أنا وشهاب، والواقع أن حوار "حكاوي المخابئ واحاديث العلن كان محتشدا بمثل هذه الأسئلة العادية في سياق حوار عادي يمكن أن يقوم به أي صحفي، أو "متصوحف زي حلاتي"، وهذه نماذج من أسئلة الحوار:
    سؤال أول: "قلت له : استاذ محمد..كيف تنظر الى الماضي.. بغضب ام بسرور؟"،
    سؤال ثاني: "اذاً ..كيف كانت الطفولة ؟"
    سؤال ثالث: " كأنك كنت طفلاً "مشاغبا"ً؟
    سؤال رابع: "تكوين الاسرة ووضعك من حيث الترتيب"؟
    سؤال خامس: "من من اصدقاء الطفولة في الذاكرة"؟
    سؤال سادس: ("السياسة".. اخذت منك الكثير.. أليس كذلك)؟
    والسؤال الأخير ضمن الأسئلة المغلقة التي يمكن أن تكون فيها الإجابة بـ"نعم"، فقط، بالتالي هذا نوع من الأسئلة يشير إلى عيب مهني، وحقيقة لا أدري لماذا لم يسأله عن وجبته المفضلة؟ وكما ترون فهي أسئلة عادية يمكن أن يسألها أي صحفي مبتدئ، ولا تحتاج لكثير تحضير أو عناء، فهل يعقل أن يطلب مني نقد أن يساعدني صاحب هذه الأسئلة؟، ثم أني لو أردت محاورة نقد، خاصة هذا النوع من الحوارات، لأجريت معه حوارا وهو في المخبأ، ولكان ذلك علي يسير، فما الذي يمنعني من محاورة نقد؟، إن كان يقصد الإمكانيات الفكرية فالعبد لله قد أجرى حوارات مع مفكرين بحجم سمير أمين، والطيب تيزيني، وكريم مروة، ومسعود الشابي أحد مفكري الثورة التونسية، وهذه الأعمال تسمى بلغة الفلسفة "نصوصا أساسية"، بمعنى فارقة، ولا أعتقد أن في رصيد الضو نصا أساسياً، فالذي يجري حوارا مع هؤلاء يمكنه أن يحاور نقد في الفكر والفلسفة بعيدا عن "كأنك كنت طفلا مشاغبا"، ومن المفارقات أنني أجريت حواري مع الأستاذ كريم مروة لمصلحة صحيفة الرأي العام، وكنت أظن أني قد جيئتهم بـ"سمط الدهر"، لكنهم تعاملوا مع الأمر ببرود شديد، وبعد أن نزل الجزء الأول قال لي الضو: "أنت الزول دا شنو هو؟ شخصية معروفة يعني؟ رئيس حزب مثلا"؟ فأجبته بأن كريم مروة مفكر ومثقف ماركسي من دولة لبنان، والحقيقة أني لم أتعجب لهذا الحديث من رجل مثل الضو كان يظن أن نعوم تشومسكي شاعراً.
    سبيبتان متخيلتان
    قال الضو إني كنت أعبث بسبيبتين من شعري، وهذا كذب يفضحه طبيعة شعري الخشن الناشف الأفريقي، فأنا لا أملك خصلة عربيدة فوق الجبين، بل أندرج ضمن منظومة أصحاب الصلع والجلحات القصيرة، وربما أن الرجل تخيل سبيبتين في رأسي، ففي الصورة الذهنية العادية أن المتفوقين دائما يكونون من أصحاب الشعر السبيبي والعيون الخضر، وربما أخذته الغيرة، أو ربما كان ينظر إليّ وهو في غمرة غضبه وحقده من شعري السبيبي المتخيل، وربما رنقت في أم رأسه وقتها أغنية إسماعيل عبد المعين:
    يا أم قرقدي جبدي
    كان يبقى زي حقي دي.
    أما قصة البنطلون الجنز المتسخ والزراير المهملة وربما "السستة المفتوحة في ذهابي". فتلك توهمات ارتبطت بالصورة المتكونة عن المثقف والشيوعي في السودان، فقد كان محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين السابق، يقول معرضا بشخصي: "ماعندو غير قميصو الأحمر الواحد دا".
    يستخدم الضو "سرير بروكست" ـ طبعا دي إلا يمشي يقوقلا ـ ليمدد عليه خصومه بذات العقاب، فالرجل يكتب ذات الكتابة والمفردات والاستعارات الفقيرة التي تدل على الفقر المعرفي والثقافي، ليصف الجميع بصفة واحدة وشتيمة واحدة، ويصفهم جميعا بالبذاءة، وهو يظن أنها رجس من عمل الشيطان، يضرب لنا مثلا وينسى الآية التي أشار إليها، ثم لعله لم يطلع على محاورات صلاح أحمد إبراهيم ومصطفى المكي، أو تلك التي دار رحاها بين الشوش ومنصور خالد، حيث كانت البذاءة حاضرة، ناهيك عن حضورها بكثافة في الأدب العالمي وتناحرات الساسة والفلاسفة، ففي مرحلة ما بعد الثورة الروسية، دخل بعض قيادات الثورة في صراعات كلامية عبر منابرهم، وكانوا يطلقون على تر وتكسي "مهرج السيرك"، لأنه كان يدلي بخطبته في السيرك العام، وقد قال لينين وهو يهجو بليخانوف: أما بليخانوف فهو كخراء الحقول تفاجأ به تماما تحت قدمك، ولقد تفاجأت الضو تحت قدمي مباشرة وأنا في شغل بأمر الثورة العظيمة.
    وهل فرغنا
    قيل أن السراج الكبير كان شديد الاهتمام بالقراءة والاطلاع، فيومه كله مكرس لمراجعة المخطوطات والمفضلات والمراجع القديمة، وفي يوم شغله شاغل معرفي وجده في أحدى المخطوطات، فجلس أمام بيته يفكر في الأمر، وجاء رجلا عابرا يركب حمارا، فألقى بالتحية وسأل السراج: ياخ بيت ناس فلان وين قالوا عندهم عرس. فأنتهره السراج بحدة وقال له: وهل فرغنا من أمر المراجع والكتب والمصنفات حتى نلتفت إلى أمر اهتمامات أمثالك من العامة؟

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 06-16-2019, 01:58 PM)
    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 06-16-2019, 02:04 PM)









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de