|
قصة للصغار...لا ...بل للكبار
|
و صلتنى هذه الرسالة اليوم من احد الاخوان حكى لة أحد الحكماء يوماً قصة صغيرة و لطيفة و لاكنها تحمل معناً عظيماً ما أحوج أفراد أمتنا في زماننا هذا إليه. هو معناً قد يكون هو الحل المنشود لأغلب إن لم يكن كل مشاكل أمتنا الإسلامية في زمن الضعف و الإنهزامية و التخلف عن اللحاق بركب الحضارة.
إقراء ولاكن باهتمام و لا تبخل على أبنائك أن تحكي لهم هذه القصة لكي تزرع في أنفسهم هذا المعنى.
يحكى أن فلاحاً بسيطاً كان يعمل في حقله و يتجول في أرجائه و إذ به يجد عصفوراً صغير الحجم قد إستلقى على ظهره و رفع قدميه الصغيرتين نحو السماء. فأخذ الفلاح البسيط يراقب هذا العصفور و يتعجب من أمره. فلم يكن يبدو على هذا العصفور الصغير علامات تدل على أنه مصاب أو مريض فضلاً عن أن يكون ميتاً. فأصاب الفضول هذا الفلاح البسيط و تمنى لو أنه يعرف لغة الطيور كي يتحدث إلى هذا العصفور فيعرف منه سر وضعه الغريب. فأخذ يدعو الله أن يعلمه لغة الطيور فاستجاب الله عز و جل له. فاقترب الرجل من العصفور و سأله:
الفلاح: أيه العصفور مااللذي تفعله على ظهرك؟ هل بك مكروه فأساعدك؟
العصفور: أما وصلك الخبر؟
الفلاح: أي خبر هذا الذي تتحدث عنه؟
العصفور: أما علمت أن السماء سوف تسقط على الأرض؟
الفلاح: و ما شأن هذا باللذي تفعله؟
العصفور: إني سأحاول أن أمنعها من السقوط على الأرض بقدمي الصغيرتين.
فذهل الفلاح بما سمعه من العصفور الصغير.
قد أحس العصفور الصغير بعظم الموقف و أحس بالمسؤولية و أن عليه واجب تجاه هذا العالم من حوله و له دور يجب عليه أن يقوم به بغض النظر عن حجم الإضافة التي يستطيع أن يضيفها. قد فقه هذا العصفور الصغيرأنه مطالب بالعمل بحسب إستطاعته و ليس مكلفاً بالنتائج. إنما النتائج على رب العالمين. خالق هذه السماء و خالق هذين القدمين الصغيرتين و القادر على إحداث المعجزات كما فعل سبحانه مع موسى عليه السلام في قصة إنفلاق البحر. فقد أمر الله سبحانه و تعالى نبيه بأن يضرب بعصاه البحر فحدثت المعجزة و انفلق البحر و نجى موسى عليه السلام و من معه و غرق فرعون و جنده.
ألم يكن الله قادراً على أن يفلق البحر دون الحاجة لأن يضرب موسى البحر بعصاه؟ ما الفائدة من هذا الأمر العجيب؟
إنما هو درسٌ لنا كي نعلم أننا مطالبون بالعمل و بذل ما بوسعنا من أسباب لتحقيق الهدف ولسنا مطالبون بعد ذلك بالنتائج بل نتوكل على الله و نفوض الأمر إليه و لا نجعل اليأس يتسرب إلى قلوبنا مهما كانت المهمة صعبة و الهدف ضخماً.
ما رأيكم؟ أليست سواعدنا أقوى من قدمي العصفور الصغيرتين؟ فأين عملنا و أين توكلنا على الله يا مسلمين؟ إن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فمن الله. و صلي اللهم و سلم على نبيك و آله و صحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|
|