قصة للصغار...لا ...بل للكبار

قصة للصغار...لا ...بل للكبار


04-10-2006, 03:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1144634958&rn=0


Post: #1
Title: قصة للصغار...لا ...بل للكبار
Author: الناظر
Date: 04-10-2006, 03:09 AM

و صلتنى هذه الرسالة اليوم من احد الاخوان حكى لة أحد الحكماء يوماً قصة صغيرة و لطيفة و لاكنها تحمل معناً عظيماً ما أحوج أفراد أمتنا في زماننا هذا إليه. هو معناً قد يكون هو الحل المنشود لأغلب إن لم يكن كل مشاكل أمتنا الإسلامية في زمن الضعف و الإنهزامية و التخلف عن اللحاق بركب الحضارة.

إقراء ولاكن باهتمام و لا تبخل على أبنائك أن تحكي لهم هذه القصة لكي تزرع في أنفسهم هذا المعنى.

يحكى أن فلاحاً بسيطاً كان يعمل في حقله و يتجول في أرجائه و إذ به يجد عصفوراً صغير الحجم قد إستلقى على ظهره و رفع قدميه الصغيرتين نحو السماء. فأخذ الفلاح البسيط يراقب هذا العصفور و يتعجب من أمره. فلم يكن يبدو على هذا العصفور الصغير علامات تدل على أنه مصاب أو مريض فضلاً عن أن يكون ميتاً. فأصاب الفضول هذا الفلاح البسيط و تمنى لو أنه يعرف لغة الطيور كي يتحدث إلى هذا العصفور فيعرف منه سر وضعه الغريب. فأخذ يدعو الله أن يعلمه لغة الطيور فاستجاب الله عز و جل له. فاقترب الرجل من العصفور و سأله:

الفلاح: أيه العصفور مااللذي تفعله على ظهرك؟ هل بك مكروه فأساعدك؟

العصفور: أما وصلك الخبر؟

الفلاح: أي خبر هذا الذي تتحدث عنه؟

العصفور: أما علمت أن السماء سوف تسقط على الأرض؟

الفلاح: و ما شأن هذا باللذي تفعله؟

العصفور: إني سأحاول أن أمنعها من السقوط على الأرض بقدمي الصغيرتين.

فذهل الفلاح بما سمعه من العصفور الصغير.

قد أحس العصفور الصغير بعظم الموقف و أحس بالمسؤولية و أن عليه واجب تجاه هذا العالم من حوله و له دور يجب عليه أن يقوم به بغض النظر عن حجم الإضافة التي يستطيع أن يضيفها. قد فقه هذا العصفور الصغيرأنه مطالب بالعمل بحسب إستطاعته و ليس مكلفاً بالنتائج. إنما النتائج على رب العالمين. خالق هذه السماء و خالق هذين القدمين الصغيرتين و القادر على إحداث المعجزات كما فعل سبحانه مع موسى عليه السلام في قصة إنفلاق البحر. فقد أمر الله سبحانه و تعالى نبيه بأن يضرب بعصاه البحر فحدثت المعجزة و انفلق البحر و نجى موسى عليه السلام و من معه و غرق فرعون و جنده.

ألم يكن الله قادراً على أن يفلق البحر دون الحاجة لأن يضرب موسى البحر بعصاه؟ ما الفائدة من هذا الأمر العجيب؟

إنما هو درسٌ لنا كي نعلم أننا مطالبون بالعمل و بذل ما بوسعنا من أسباب لتحقيق الهدف ولسنا مطالبون بعد ذلك بالنتائج بل نتوكل على الله و نفوض الأمر إليه و لا نجعل اليأس يتسرب إلى قلوبنا مهما كانت المهمة صعبة و الهدف ضخماً.

ما رأيكم؟ أليست سواعدنا أقوى من قدمي العصفور الصغيرتين؟ فأين عملنا و أين توكلنا على الله يا مسلمين؟
إن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فمن الله.
و صلي اللهم و سلم على نبيك و آله و صحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين