قصة " هاجر ": صورة من واقع سودان الإنقاذ السعيد !

Quote: من مستشفى القضارف إلى الخرطوم.. «هاجر» تدفع فاتورة الأخطاء الطبية والإهمال!! كتب: أمير عبد الماجد لم تكن هاجر الأمين الطاهر من ود الكبير بالقضارف تدرك ان دخولها الى غرفة العمليات بمستشفى القضارف لاجراء عملية زائدة لا تستغرق اكثر من نصف الساعة ستجر عليها هذه الآلام، فقد اخطرها الطبيب للتو ان الاجراءات جيدة وصيامها بلغ تمامه وانها ستدخل عند الساعة الثالثة صباح الاحد الى غرفة العمليات. * دخلت هاجر الغرفة وخرجت بعد ثلاث ساعات واخذها اهلها الى (العنبر).. هناك لاحظ اهلها ان الجسم بدأ يتورم بطريقة مزعجة. * يقول شقيقها احمد (حاولت الاتصال بالأطباء الموجودين بالمستشفى) ويواصل (لم نكن قادرين على فهم ما يحدث امامنا فملامح شقيقتي تكاد تختفي تماما عيونها تغطت خلف الاورام.. ولم تعد قادرة على التنفس الا بمساعدة الآخرين). وحسب احمد انتظروا الى اليوم الثاني بمستشفى القضارف التعليمي وفي النهاية استعانوا بأطباء من خارج المستشفى للاجابة على سؤال موضوعي (ماذا يحدث للفتاة).. لا اجابة والاستعانة بأطباء من خارج المستشفى كان الخيار الذي لجأ له أهلها بعد تحويلها الى غرفة العناية المركزة. في اليوم الثالث وصل اطباء من خارج المستشفى الى سرير هاجر وشخصوا حالتها على النحو التالي: هناك خطأ ما في التخدير مع وجود فتحة في الحلق سببها التخدير وهي عبارة عن فتحة يتم ادخال انبوب بواسطتها الى فم المريض وعلى الارجح هناك خطأ في استخدامها ترتب عليه وجود جرح في حلق المريضة ويبدو ان الاطباء لم يستفسروا المريضة ما اذا كانت مصابة بالحساسية وهو سؤال أدى اهماله الى هذه الاورام وقالوا (الحالة عادية).. لكن الوضع كان اخذ في التدهور ودخل اهلها في مرحلة قاسية.. ابنتهم تكاد تزوى امامهم.. ولا أمل يبدو في الافق.. حتى عندما تسأل تأتي اجابة ساخرة من هنا وهناك.. (نعمل ليها شنو؟!). * بعد شد وجذب تم تحويلها الى الخرطوم وبدأت الاسرة معاناة من نوع آخر فالنقل الى الخرطوم عمل يحتاج الى سيارة اسعاف.. وسيارة الاسعاف بحاجة الى مال حتى تصل الى الخرطوم. يقول احمد (دفعنا المال ودفعنا ما هو اغرب.. جالونين زيت وانبوبة والبترول والنثريات) ويضيف (في البداية رفضنا دفع هذه الاشياء لكن مع تدهور حالة شقيقتي وافقت). وفي الطريق تقول والدة هاجر (كنا نتوقف كثيرا فاضاءة الاسعاف ليست على مايرام).. واضافت (كل ما واجهتنا سيارة من الجهة الاخرى اضطررنا للوقوف) حتى وصلنا الخرطوم التي تحركنا نحوها في الثالثة من عصر الثلاثاء ووصلناها في الثالثة من صباح الاربعاء (لاحظ اننا نحمل مريضا على سيارة اسعاف). * حالة هاجر التي ترقد الآن بمستشفى الخرطوم قسم الجراحة بدأت في التحسن رغم ان العنبر كما لاحظت سيء ومزدحم بالمرضى وتنبعث منه روائح (ليست جيدة) شكت منها هاجر بشدة وسألتني (لماذا احضروني الى عنبر الجراحة وهم يعلمون انني اعاني من اشكالات في التنفس ورائحة المحاليل هنا تسيطر على المكان) الاجابة على السؤال تبدو صعبة ففقراء بلادي على ما يبدو كتب عليهم هذا السطر.. والاجابة كما قيلت لشقيقها (هناك اشكالات في الغرف المتاحة يمكنكم الذهاب الى الغرف الخاصة) وهي غرف تكلف حوالى (70) الف جنيه يوميا.. واهل هاجر لا يملكون هذا المبلغ ويدفعون بالكاد نفقات بقائها في المستشفى واخذ الصور لصدرها الذي يشكو الآن من اشكالات قد تؤدي لتطور في حالتها في حال اتضح ان فتحة التخدير قد اثرت في الحنجرة او ان الأورام لها تأثيرها على الصدر. * اهل هاجر يتذكرون بالكاد الآن عملية الزائدة التي دخلت المستشفى لاجلها ويتذكرون تماما ان ابنتهم عانت خطأ التخدير وهو خطأ لازالت هاجر تدفع فاتورته حتى الآن وما حدث لهاجر حدث لمريض آخر يرقد الآن بمستشفى الخرطوم. * ابراهيم عبد الله الياس، فتى اسمر نحيل، من فقراء بلادي وتحديدا من تقلي جنوب القضارف سقط من عربة الكارو التي يعمل عليها ويكسب رزقه من شقاء نقل المياه بـ(الكارو) لكنه سقط على (عجلاتها) وسقط برميل المياه الملحق بـ(الكارو) على جسده النحيل فنقل الى مستشفى القضارف وهناك قرروا اجراء عملية جراحية لابراهيم. * أجريت العملية وخرج ابراهيم من غرفة العمليات ليواجه آلاماً من نوع آخر.. * هناك انبوب ألحق بجسده او لنقل بفتحة على جانبه الايمن مع استمرار تدفق مادة صفراء من جسمه.. اهله بسطاء لا يعرفون فرقا بين ما هو خطأ طبيب وما هو (قضاء وقدر).. لم يجدوا امامهم اجابة واضحة يستندون اليها فحملوا ابنهم و(الانبوب الملحق) الى الخرطوم مع ورقة تحول الى مستشفى ابن سينا لاجراء المنظار. * رفض مستشفى ابن سينا استقباله وحولوه الى مستشفى الخرطوم الذي استقبله وهو يرقد الآن هناك.. جسد نحيل جدا وانبوب يحمل مادة صفراء تخرج من جسده وهو لا يعرف ما يحدث.. قال (رفضوا وجودي في مستشفى ابن سينا وحولوني الى هنا).. واضاف (الطبيب طلب صورة امس الاول تكلفتها مائة وخمسين الف جنيه وطلب مني صورة جديدة اليوم تكلفتها مائتا الف جنيه) و(نحن فقراء) وحتى عندما سألته عن الانبوب قال (لا اعرف.. خرجت به من غرفة العملية).. و(لم اجد من يشرح لي الامر.. قالوا فقط اذهب لعمل منظار) ومطلبه (اسحبوا عن جسدي هذا الشيء لارتاح). * عشرات المرضى يتم تحويلهم الى الخرطوم من الولايات كل يوم.. فقراء يدخلون المستشفى بـ (داء) ويخرجون بورقة تحويل وامراض اخرى.. هل فشل مستشفى القضارف.. وهل صحيح ان المستشفى لا يملك سوى سيارة اسعاف واحدة.. ولماذا يدفع المريض ـ في حال ثبت فعلاً انهم يطالبون بالمال ـ لماذا يدفع المال لاجرة الاسعاف وتكلفة البترول ويصعد الى اسعاف يفتقر حتى الى الاضاءة الجيدة والأوكسجين!! هل نحن جادون فعلا في التعاطي مع صحة مواطنينا ام انها مجرد تصريحات سياسية.. وطلب الاجابة سيأتي غالباً (الارقام غير متاحة حاليا.. اتصل لاحقاً)!!.

(عدل بواسطة Elmuez on 03-05-2006, 12:25 PM)
(عدل بواسطة Elmuez on 03-05-2006, 12:47 PM)
(عدل بواسطة Elmuez on 03-05-2006, 12:49 PM)

Quote: المحصلة النهائية لوجود هذه الأجسام التي تنتحل إسم الأطباء- في غياب الجسم النقابي الممثل لهم- هو مؤشرات الحالة الصحية المتدنية ، فإضافة للانتشار الواسع للأوبئة في كل أنحاء الوطن ، وازدياد معدلات وفيات الأطفال والأمهات أثناء الولادة ، فإن تقديم الخدمات الصحية الأساسية يكاد يكون معدوما في مناطق كثيرة ، كما أن عدم العدالة في توزيعها هو السمة الأبرز . إنفاق الدولة على الصحة هو من أدنى المستويات في العالم ( 3 دولارات للفرد في العام ، والحد الأدنى حسب منظمة الصحة العالمية 32 دولارا ) ويمثل 5% فقط من الناتج القومي الإجمالي . كما عانى الطبيب الأمرين جراء غياب نقابة أطباء السودان : المرتبات الضعيفة ، الحوافز التي تتراكم ولا تصرف ، ظروف السكن اللا إنسانية وطرد الطبيبات من الميزات –على قلتها-، انعدام الوظائف ، فقر برامج التدريب للنواب وأطباء الامتياز ، المبالغ الطائلة التي تدفع للتخصص ، عدم العدالة في فرص البعثات والمؤتمرات الخارجية ، سوء غرف الحوادث وانعدام التجهيزات الطبية بها ، العلاج الباهظ للأطباء رغم أنهم هم مقدمو هذه الخدمة ، إضافة للفساد الإداري والمالي في معظم المستشفيات . إزاء هذه الأوضاع فإن اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة أطباء السودان ترى أن لا بديل سوى استعادة النقابة على أساس دستور النقابة لعام 1972م المعدل في 1986م ، وفق انتخابات ديمقراطية تتيح للأطباء كامل الحرية في اختيار من يمثلهم لتحقيق المطالب التي يتطلعون لها ، وهذا الحق مكفول بنص الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2005م (المادة 40) التي تكفل (الحق في التجمع السلمي ، ولكل فرد الحق في حرية التنظيم مع آخرين بما في ذلك حق تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والإتحادات المهنية ، أو الانضمام إليها حماية لمصالحه ).

(عدل بواسطة Elmuez on 03-05-2006, 02:32 PM)