النشوف اخرتا ما دام الأسف!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 02:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2006, 10:23 AM

سعد الدين ابراهيم


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النشوف اخرتا ما دام الأسف!

    * كان المطلوب من الصحيفة الدنماركية اعتذاراً.. مجرد اعتذار.. ثم اصبح الاعتذار بعد النشر أكبر من رئيس الوزراء.. مجرد اعتذار نعم.. البعض يهونون من شأن الاعتذار ويعتبره مجرد ترضية خواطر وربيت على الكتوف إنما هو اكبر من ذلك كثيراً.
    * الاعتذار في السياسة يعني الاقرار بالخطأ ويعني التوبة عنه.. ويعني نقد الذات على ما بدر.. لذلك يمانع ويكابر فيه البعض حتى انه ليكلفهم بالمقابل خسائر مادية ومعنوية لا تتساوى مع تكاليف الإعتذار.
    * الاعتذار في الحياة الاجتماعية يعني التواصل ويعني الاقرار بحق الآخر في ان لا نخطئ في حقه -وان اخطأنا وتعودنا على فن الاعتذار تشيع المودة.. وتنحى البغضاء.. ونعيش في كنف المحبة وما أبعدها!!
    * نحن لا نعتذر عموماً.. ولا نحب النقد.. ونكابر.. نصمت كثيراً وان تحدثنا فنسترسل في الثرثرة.. ولأدلل على ذلك.
    * فكون اننا لا نحب النقد لاحظها في التعامل اليومي هب ان «س» ولونه «اخدر» حضر يلبس قميصاً اصفر وبنطلوناً احمر وشُرابا كحليا وحذاء اسود.. فانتقدت ذلك فقلت له: ان لبسك يا عزيزي غير متناسق.. الطبيعي ان يسألك كيف؟ ولماذا؟ ولكنه سرعان ما يجابهك: ياخ انت مالك ومالي.. او انا سألتك من رأيك.. او انا عاجبني كده انت دخلك شنو؟.. ينبري لك بهجوم كاسح وقد يصل معك مرحلة «كان انت راجل...».
    * وعلى ذلك درج المواطن على مجابهة النقد بدواعي من تزييف القيم.. فان كان المنقود اكبر منك سناً فانت قليل الادب لا تحترم الكبار.. وان كان المنقود يصغرك فيقولون لك: خليك انت كبير.. يا خي اصغر منك.. سيبو ما تنزل لي مستواه.. وان كان المنقود يوازيك في العمر: ياخي انتو اخوان.. او اولاد دفعة.. فتؤجل النقد فيموت المنقود هنا ستضطر الى ان تذكر محاسنه.
    وكون اننا نكابر.. تجدها في حالة المواطن «ص» وقد حكيت من قبل عن جاري «الحداد» الشاب ونحن في «ميعة» الشباب.. اذ رمى احد المواطنين هيكل «عربة» او «البودي» من نوع الموريس في «الكوشة».. كان ذلك في منتصف السبعينات.. وقد تندهشون كيف يرمى مواطناً بودي عربة في الكوشة.. مع القمامة هذا سؤال سأجيب عليه لاحقاً، لكن المهم انني سألت جاري الحداد الشاب اليس لهذا «البودي» قيمة.. فقال لي: الله كيف؟ وعدد لي مناحي استثمار البودي فكانت مبلغاً يستحق التعب.. وما كان عليه الا ان يحضر «الاجنة والشاكوش» ويقتطع الصاج في السطح والابواب.. ويحملها عائداً بالغنيمة الى ورشته.. لكنه ظل يحدثني عن كلام الناس وانه يجب ان يعمل ذلك بالليل والعمل بالليل شاق.. قلت له ولماذا.. انهض الآن.. وكان الوقت عصراً.. واشرع في العمل فتمانع خوفاً من كلام الناس.. وبعد حين حضر شباب من اولئك القوم الذين يطلقون عليهم لفظة «الحَلَب» وهو اسم غير مطابق ولا يستخدم إلا في السودان، عموماً ليس هذا موضوعنا، الا ان هؤلاء اخذوا يعملون بهمة حتى تركوا حديداً هشاً وحملوا الغنيمة وانصرفوا هذا الموقف اقوله كنموذج صغير وقديم وهو ذرة في فضاء.
    * أما عن حكاية كيف رمى المواطن البودي في الكوشة.. فقد سألته فقال إن البودي اصبح «يلم الوساخة» ثم ان الاطفال يلعبون فيه قفزاً ونطاً.. وجراء ذلك اتجرح ابن صاحب العربة الطفل.. وكلف ذلك.. فأراد الرجل «أن يبعد عن الشر ويغنيلو» فشال البودي وعلى الكوشة عديل.
    * اما عن ظاهرة اننا نصمت كثيراً واذا تحدثنا فسرعان ما تتفجر «ماسورة الذكريات» لاحظ جارك في حافلة في رحلة طويلة تجده صامتاً.. لكن بمجرد ان تبدأ معه الحديث.. يحاصرك بثرثرة مهولة.. ودليل ذلك ان يبدأ حكاية تبدأ بـ «عندنا ودعمنا كده».. او عندنا ود خالاً لينا.. وبعدين.. ثم تنفجر الرواية.. وقد تسافر الى مدن وتعود.. وتتفرع الحكاية حتى تقول لنفسك ليته سكت بل ليتني لم افتح معه الموضوع أصلاً.. وتكون التوبة يا حبوبة وتصبح مثل جلمود صخر تحتمل الصمت مقابل الثرثرة على نحو الارض مقابل السلام في كل الرحلات الطويلة والقصيرة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de